سورية وسيناريو الحرب
بقلم: حسام الدجني
انطلقت شرارة الثورة السورية في مارس/2011، وحينها اقتصرت الثورة السورية على مطالب شعبية عادلة تتمثل بالاصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية، ولم يكترث النظام السوري لتلك المطالب، وأطلقت قوات النظام النار على المتظاهرين، فتأزم الموقف بعد سقوط ضحايا، وحينها رفع المتظاهرون سقف مطالبهم، وحاول الرئيس بشار الأسد المناورة وتقديم بعض التنازلات، ولكن بعد فوات الأوان، وانزلقت الأحداث في سورية نحو الصراع المسلح، وسقط أكثر من مئة ألف شهيد، واستخدم السلاح الكيماوي 48 مرة، حسب تقرير الرابطة السورية لحقوق الإنسان، ولم يحرك الغرب ساكناً، واكتفى بتصريحات الادانة والاستنكار، والدعم المحدود للمعارضة السورية، وبعد مذبحة السلاح الكيماوي بالغوطة الشرقية، التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل أغلبهم من الأطفال، واتهام النظام السوري بأنه يقف خلفها، قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية لسورية، وهذا يطرح مجموعة من الأسئلة تحتاج للاجابة..
هل هناك اختلاف بين من يقتل بالسلاح الكيماوي وبين من يقتل بغيره؟ وما هي دوافع القرار الامريكي بالحرب على سورية؟ وما هي تداعياته على المنطقة العربية؟
من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد، هذا حال الشعب السوري الشقيق، الذى فقد أكثر من مئة ألف شهيد، ومئات الآلاف من الجرحى والمهجرين، من دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً، فالأزمة السورية كشفت عورة المنظمة الأممية ممثلة بمجلس الأمن، التي اخفقت في أكثر من مناسبة في اصدار قرار أممي يدين سورية وينقذ الشعب السوري من بطش النظام، ومن حجم التدخلات الاقليمية والدولية، وكذلك لم يحرك دعاة الانسانية وحقوق الانسان لممارسة دور يحمي المدنيين على أقل تقدير، ولكن بعد مجزرة الغوطة الشرقية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراء ضرب الكيماوي، فإن تلك الجريمة التي تقشعر لها الابدان تدعو العالم للوقوف عند مسؤولياته تجاه ما يجري في سورية، ولكن ضمن قرار أممي، واضح المعالم والأهداف، ويجب ان تسبقه جهود دبلوماسية محددة بجدول زمني للحل السياسي، كونه أقل تكلفه، وقد يجنب سورية مزيدا من الدمار والقتل والخراب، وفي حال لم توافق الاطراف المعنية بتلك المبادرة، من الممكن أن يتخذ المجتمع الدولي قرارا باسقاط النظام ضمن الخيار العسكري، وقد تكون الجيوش العربية بمساندة من بعض الدول الاسلامية، هي من يقوم بتلك العملية التي تهدف الى انقاذ الشعب السوري وحمايته، لا كما تخطط الادارة الامريكية من وراء حملتها العسكرية، الذي هو حماية مصالحها القومية التي تمثل اسرائيل جزءا رئيسيا من رؤيتها الاستراتيجية، ولا أعتقد أن حماية الشعب السوري تندرج ضمن مصالحها القومية، فهناك العديد من الدوافع التي تنسجم مع المصالح القومية للولايات المتحدة الامريكية بقرارها الحرب على سورية، منها:
اعادة رسم الخارطة السياسية في منطقة الشرق الاوسط، بما يضمن تفوق الحضارة الغربية على أي مشروع نهضوي أو وحدوي عربي اسلامي، ويضمن دمج اسرائيل في المنطقة. الصراع مع روسيا على سوق الطاقة عبر البحر المتوسط.
ضمان عدم وصول السلاح النوعي لجبهة النصرة أو حتى لحزب الله.
تقليم أظافر ايران تمهيداً لتوجيه ضربة عسكرية لبرنامجها النووي.
وقف تدفق السلاح لحزب الله تمهيداً لقرار تجريده من السلاح.
قد تعيش الادارة الامريكية ازمة اخلاقية، ولكنها ليست المحدد الرئيس في قراراتها الخارجية.
أما بخصوص تداعيات القرار الامريكي بالحرب على سورية، فإنني مع الرأي الذي يقول بأن روسيا وايران وحزب الله لن يقحموا أنفسهم بالمعركة، فالروس من الدول التي سرعان ما تتخلى عن حلفائها، وهذا ما حصل مع القذافي في ليبيا، وربما لو وجد الروس صفقة سياسية تضمن لهم سداد دول الخليج للديون المتراكمة على الدولة السورية، وضمان بقاء قاعدتها العسكرية، فإنها ستكون من اوائل من يتخلى عن نظام بشار الاسد. اما ايران التي تربطها بدمشق اتفاقية دفاع مشترك، فلم تقم بأي دور عندما قصف الطيران الصهيوني العاصمة دمشق عشرات المرات، وحزب الله سيحاول الحفاظ على قدراته العسكرية وبذلك لن يتدخل، وسيسقط النظام السوري بكل سهولة، ولكن قد يوجه بعضا من صواريخه تجاه اسرائيل، وحينها سيكون من الصعب قراءة تطورات الاحداث واتجاهاتها، ولكن ستتأثر العديد من الدول والمحاور من وراء تلك الخطوة العسكرية، التي ندعو وبكل قوة أن تكون منسجمة مع القانون الدولي ومع الشرعية الدولية، وأن تهدف أولاً وأخيراً لحماية الشعب السوري، وتحقيق طموحاته وتطلعاته.
بقلم: حسام الدجني
انطلقت شرارة الثورة السورية في مارس/2011، وحينها اقتصرت الثورة السورية على مطالب شعبية عادلة تتمثل بالاصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية، ولم يكترث النظام السوري لتلك المطالب، وأطلقت قوات النظام النار على المتظاهرين، فتأزم الموقف بعد سقوط ضحايا، وحينها رفع المتظاهرون سقف مطالبهم، وحاول الرئيس بشار الأسد المناورة وتقديم بعض التنازلات، ولكن بعد فوات الأوان، وانزلقت الأحداث في سورية نحو الصراع المسلح، وسقط أكثر من مئة ألف شهيد، واستخدم السلاح الكيماوي 48 مرة، حسب تقرير الرابطة السورية لحقوق الإنسان، ولم يحرك الغرب ساكناً، واكتفى بتصريحات الادانة والاستنكار، والدعم المحدود للمعارضة السورية، وبعد مذبحة السلاح الكيماوي بالغوطة الشرقية، التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل أغلبهم من الأطفال، واتهام النظام السوري بأنه يقف خلفها، قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية لسورية، وهذا يطرح مجموعة من الأسئلة تحتاج للاجابة..
هل هناك اختلاف بين من يقتل بالسلاح الكيماوي وبين من يقتل بغيره؟ وما هي دوافع القرار الامريكي بالحرب على سورية؟ وما هي تداعياته على المنطقة العربية؟
من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد، هذا حال الشعب السوري الشقيق، الذى فقد أكثر من مئة ألف شهيد، ومئات الآلاف من الجرحى والمهجرين، من دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً، فالأزمة السورية كشفت عورة المنظمة الأممية ممثلة بمجلس الأمن، التي اخفقت في أكثر من مناسبة في اصدار قرار أممي يدين سورية وينقذ الشعب السوري من بطش النظام، ومن حجم التدخلات الاقليمية والدولية، وكذلك لم يحرك دعاة الانسانية وحقوق الانسان لممارسة دور يحمي المدنيين على أقل تقدير، ولكن بعد مجزرة الغوطة الشرقية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراء ضرب الكيماوي، فإن تلك الجريمة التي تقشعر لها الابدان تدعو العالم للوقوف عند مسؤولياته تجاه ما يجري في سورية، ولكن ضمن قرار أممي، واضح المعالم والأهداف، ويجب ان تسبقه جهود دبلوماسية محددة بجدول زمني للحل السياسي، كونه أقل تكلفه، وقد يجنب سورية مزيدا من الدمار والقتل والخراب، وفي حال لم توافق الاطراف المعنية بتلك المبادرة، من الممكن أن يتخذ المجتمع الدولي قرارا باسقاط النظام ضمن الخيار العسكري، وقد تكون الجيوش العربية بمساندة من بعض الدول الاسلامية، هي من يقوم بتلك العملية التي تهدف الى انقاذ الشعب السوري وحمايته، لا كما تخطط الادارة الامريكية من وراء حملتها العسكرية، الذي هو حماية مصالحها القومية التي تمثل اسرائيل جزءا رئيسيا من رؤيتها الاستراتيجية، ولا أعتقد أن حماية الشعب السوري تندرج ضمن مصالحها القومية، فهناك العديد من الدوافع التي تنسجم مع المصالح القومية للولايات المتحدة الامريكية بقرارها الحرب على سورية، منها:
اعادة رسم الخارطة السياسية في منطقة الشرق الاوسط، بما يضمن تفوق الحضارة الغربية على أي مشروع نهضوي أو وحدوي عربي اسلامي، ويضمن دمج اسرائيل في المنطقة. الصراع مع روسيا على سوق الطاقة عبر البحر المتوسط.
ضمان عدم وصول السلاح النوعي لجبهة النصرة أو حتى لحزب الله.
تقليم أظافر ايران تمهيداً لتوجيه ضربة عسكرية لبرنامجها النووي.
وقف تدفق السلاح لحزب الله تمهيداً لقرار تجريده من السلاح.
قد تعيش الادارة الامريكية ازمة اخلاقية، ولكنها ليست المحدد الرئيس في قراراتها الخارجية.
أما بخصوص تداعيات القرار الامريكي بالحرب على سورية، فإنني مع الرأي الذي يقول بأن روسيا وايران وحزب الله لن يقحموا أنفسهم بالمعركة، فالروس من الدول التي سرعان ما تتخلى عن حلفائها، وهذا ما حصل مع القذافي في ليبيا، وربما لو وجد الروس صفقة سياسية تضمن لهم سداد دول الخليج للديون المتراكمة على الدولة السورية، وضمان بقاء قاعدتها العسكرية، فإنها ستكون من اوائل من يتخلى عن نظام بشار الاسد. اما ايران التي تربطها بدمشق اتفاقية دفاع مشترك، فلم تقم بأي دور عندما قصف الطيران الصهيوني العاصمة دمشق عشرات المرات، وحزب الله سيحاول الحفاظ على قدراته العسكرية وبذلك لن يتدخل، وسيسقط النظام السوري بكل سهولة، ولكن قد يوجه بعضا من صواريخه تجاه اسرائيل، وحينها سيكون من الصعب قراءة تطورات الاحداث واتجاهاتها، ولكن ستتأثر العديد من الدول والمحاور من وراء تلك الخطوة العسكرية، التي ندعو وبكل قوة أن تكون منسجمة مع القانون الدولي ومع الشرعية الدولية، وأن تهدف أولاً وأخيراً لحماية الشعب السوري، وتحقيق طموحاته وتطلعاته.
تعليق