إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السحور وأحكامه لفضيلة الشيخ د. سالم أحمد سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السحور وأحكامه لفضيلة الشيخ د. سالم أحمد سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين

    [IMG][/IMG]السحور وأحكامه
    قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة : 185]
    شهر الصيام شهر القرآن ، شهر النصر شهر الصبر ، والصبر ليس له جزاء إلا الجنة ، وكما حثنا ربنا سبحانه وتعالى يثيب على الصبر بالثواب العظيم بقوله :( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر : 10] فيكفيهم فخراً أن يوفوا أجورهم يوم القيامة دون حساب ولا مساءلة . كما يضاعف لهم الأجر لصبرهم ودفعهم السيئة بالحسنة (أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [القصص : 54]. وقد جعل الله سبحانه وتعالى أكلة السحور فيصلاً بين صيامنا وصيام أهل الكتاب كما ورد ذلك في الحديث الشريف عند الإمام مسلم وغيره عَنْ عَمْرِو ابْنِ الْعَاصِ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ : " فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ " . السَحَرُ من الليل آخره ، قيل : هُوَ قُبَيْل الصُّبْح ، وَقِيل : هُوَ السُّدُس الْأَخِيرُ مِنْ اللَّيْل ؛ وقيل : هو ما بين الفجرين ( الكاذب والصادق ) ؛ والسُّحور بضم السين هو الغداء في ذلك الوقت ، والسََّحور بالفتح ، ما يؤكل في ذلك الوقت ، أي : وجبة السحر ؛ وقد سماه الصحابةرضوان الله عليهم الْفَلَاحُ ؛ والفلاح الْفَوْزُ بِالْبُغْيَةِ ، سُمِّيَ السُّحُورُ بِهِ ؛ لِأَنَّهُ يُعِينُ عَلَى إِتْمَامِ الصَّوْمِ الْمُفْضِي إِلَى الْفَلَاح ، وَهُوَ الْفَوْز بِما أعده الله للصائمين . ووجبة السحر وجبة مباركة ؛ ففي الصحيحين عن أَنَسٍ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : " تَسَحَّرُوا ، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً " ، وروى أبو داود والنسائي عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ r إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ : " هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ " ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ - [IMG]file:///C:\Users\0BDE~1\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01 \clip_image002.gif[/IMG] : إِنَّمَا سَمَّاهُ غَدَاءً لِأَنَّ الصَّائِم يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى صِيَام النَّهَار ، فَكَأَنَّه قَدْ تَغَدَّى .ا.هـ . فوجبة السحر مباركة كما أخبر النبي r ؛ وسبب البركة اِتِّبَاعُ السُّنَّةِ ، وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَإِنَّ إِقَامَةَ السُّنَّةِ يُوجِبُ الْأَجْرَ وَزِيَادَتَهُ ؛ وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ أَحَدُ الْوُجُوهِ الْمُقْتَضِيَةِ لِلزِّيَادَةِ فِي الْأُجُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ ؛ ومن البركة - أيضًا - أن هذه الوجبة تقوي الصائم وتنشطه وتهون عليه الصيام ؛ وَتَحْصُلُ بِسَبَبِهِا الرَّغْبَة فِي الِازْدِيَاد مِنْ الصِّيَام ؛ لِخِفَّةِ الْمَشَقَّة فِيهِ عَلَى الْمُتَسَحِّر ؛ وقد يدرك معها الإنسان دعوة مستجابة ، لأن وقت السحر يرجى فيه الإجابة ، كما قد يدرك فيه - أيضًا - عبادة مقبولة من صلاة أو ذكر أو استغفار ، ومن البركة - أيضا - أن يَتَدَارَكُ نِيَّةَ الصَّوْمِ مَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ ، وأيضًا فإن تأخير السحور مما يعين على حضور صلاة الفجر ؛ ومن عظيم بركة هذه الوجبة ما رواه ابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ " .
    وقد أجمعت الأمة على استحباب السحور ، وأن وجبة السحر خاصة بالمسلمين ، فليس في صيام السابقين هذه الوجبة ؛ وكما مر في الحديث : " فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ " .
    ومَعْنَى الحديث أن الْفَارِقَ وَالْمُمَيِّز بَيْن صِيَامنَا وَصِيَامهمْ السُّحُور ؛ فَإِنَّهُمْ لَا يَتَسَحَّرُونَ وَنَحْنُ يُسْتَحَبّ لَنَا السُّحُور ؛ وفي ذلك بيانٌ لفضل هذه الوجبة ، وحَثٌّ عَلَى التسَحُّر ، وَفِيهِ - أيضًا - إِعْلَامٌ بِأَنَّ هَذَا الدِّين يُسْرٌ لَا عُسْر فِيهِ ، فَقد كَانَ أَهْل الْكِتَاب إِذَا نَامُوا بَعْد الْإِفْطَار لَمْ يَحِلّ لَهُمْ مُعَاوَدَة الْأَكْل وَالشُّرْب إِلَى وَقْت الْفَجْر ؛ فأباح الله لنا ذلك بِقَوْلِهِ عز وجل : ] وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّن لَكُمْ الْخَيْط الْأَبْيَض مِنْ الْخَيْط الْأَسْوَد مِنْ الْفَجْر [ . ويَحْصُلُ السُّحُورُ بِأَقَلّ مَا يَتَنَاوَلُهُ الْإنسان مِنْ مَأْكُولٍ وَمَشْرُوبٍ ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ الإمام أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ " ؛ وفي سنن أبي داود وصحيح ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ : " نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ " ، وعند ابن حبان عن ابن عمر قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " تَسَحَّرُوا ، وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ " ، وكأن المعنى : إن البركة في الفعل باستعمال السنة كما في الطعام نفسه لبركة الوقت وما يحل فيه من بركات السماء ونزول الله سبحانه وتعالى ، ويمكن أن يقال : إن الله تعالى خص هذه الوجبة ببركة لاتصالها بعبادة الصيام ، وينال هذه البركة كل من أكل شيئًا وإن قَلَّ ، وكذلك من اقتصر على شربة ماء .
    ويستحب تأخير السحور ، ومعنى التأخير فعله في آخر وقته،أي:قُرْبَ طُلُوعِ الْفَجْرِ؛ فعند مسلم عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " لَا يَغُرَّنَّكُمْ مِنْ سَحُورِكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ وَلَا بَيَاضُ الْأُفُقِ الْمُسْتَطِيلُ هَكَذَا حَتَّى يَسْتَطِيرَ هَكَذَا " وَحَكَاهُ حَمَّادٌ - أحد رواة الحديث - بِيَدَيْهِ قَالَ : يَعْنِي مُعْتَرِضًا . وفي الصحيحين عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ t قَالَ : تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ ، قُلْتُ : كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : خَمْسِينَ آيَةً . وفيهما عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ : " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " ؛ فغَايَةُ وقتِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ في السحور هو طُلُوعُ الْفَجْرِ الصَادِقِ ؛ فَلَوْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَهُوَ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ فَنَزَعَ تَمَّ صَوْمُهُ ؛ وَلَوْ أَكَلَ ظَانًّا أَنَّ الْفَجْرَ لَمْ يَطْلُعْ لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ ؛ لِأَنَّ قوله تعالى : ] وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّن لَكُمْ الْخَيْط الْأَبْيَض مِنْ الْخَيْط الْأَسْوَد مِنْ الْفَجْر [ يدل عَلَى إِبَاحَةِ الأكل والشرب إِلَى أَنْ يَحْصُلَ التَّبْيِينُ ، وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَحَلَّ اللَّهُ لَك الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ مَا شَكَكْت . هذا مع الوضع في الاعتبار أن المسلم في زمننا عنده من وسائل التبيين ما لم يكن في الزمن الأول من الساعات والمنبهات والتقاويم التي بها مواقيت الصلاة وغير ذلك .
    ولعل الحكمة من تأخير السحور أن يشهد المسلم هذا الوقت الفاضل ( وقت السحر ) مع هذه العبادة الفاضلة ( وجبة السحر ) في تلك الليالي الفاضلة ( ليالي رمضان ) مع ثبوت إجابة الدعوة في ساعة الليل ، وأن الله عز وجل يتنـزل في الثلث الأخير من الليل تنزلاً يليق بجلاله وعظمته إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : "هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى ، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ ؛ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ " ؛ فيكون اجتماع كل هذه الفضائل داعيًا له أن لا يغفل المسلم عن ذكر الله ودعائه واستغفاره في هذه الساعة ، ولا يشغله تناول طعام سحوره عن هذه الفضائل . فكم من فضل وخير يفوت من يأكل في منتصف الليل أو قبيله أو بعيده ؛فعلى العاقل أن يدرك ذلك وأن يحرص على ألا تفوته الفضائل.
    هذا ، والعلم عند الله تعالى .
    صفحة الدكتور سالم أحمد سلامة
    https://www.facebook.com/wwwssalamehps




  • #2
    رد: السحور وأحكامه لفضيلة الشيخ د. سالم أحمد سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين

    بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3
      رد: السحور وأحكامه لفضيلة الشيخ د. سالم أحمد سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين

      بارك الله فيكم

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X