الخاسرون بين فلسطين ومصر
بقلم: نور الفكر
مشاهد كثيرة ربطت البقعتيْن كتوأمة، رغم البوْن الشاسع بشكل عام في جوانب كثيرة، ولكن للشر لسان وعمل يفضحه، كما للخير بيان حق يُمثله.
في فلسطين ومصر رُفضت نتائج الصندوق من اللحظة الأولى، وهي لحظة الصدمة لمن عاش زمنًا كحزب حاكم يأمر وينهى ويتصرف وله الكلمة الأولى والأخيرة، ردة الفعل بعد الصدمة تمثلت في الانتقام، واصطناع الخلافات، ووضع العراقيل، وتشكيل جيوب مع بقية الأحزاب والتكتلات، ثم صناعة الأزمات ولو بالتعاون مع "الشيطان" = الأعداء.
يُطعَن في الانتخابات، يتم الحديث عن تزوير ورشاوى، وخداع الناس بالعاطفة، ثم يُلوحون بعدم المشاركة في أي حكومة وحدوية، في محاولة لاستدراجهم فمعاداتهم؛ ليُترك الفائز في الميدان وحده، يُجابِه الترهل والأزمة الاقتصادية، ثم يُخرَج الناس بدعوى الأزمة الاقتصادية وتوابعها.
وعلاوة على ذلك في فلسطين يتم التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني؛ ليبدأ الاعتقال دون حصانة لأحد، وخصوصًا في صفوف مَن عملوا لإنجاح تقدم الفائز، كرسالة للشعب أنكم ستدفعون ثمن اختياركم، وذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا!
وبينما في مصر يتم التخطيط لانقلاب بمبررات كثيرة يُكتَب بها موسوعات تجمع ما كان قبل ثورة يناير إلى عام حُكم د.مرسي؛ ليبدأ العهد المتمِم لما فعله جمال عبد الناصر والسادات ومبارك من قتل واعتقال ومحاكمات ومصادرة للحريات، فإن في فلسطين وبقرارات رئيس السلطة يتم حظر الحركة الفائزة على كل المستويات وملاحقة عناصرها؛ كوادر وقيادات، وتجفيف مصادر تمويلها، ومصادرة أموال ومخصصات شهداء وأسرى بدعوى غسيل الأموال، كحملة متمِمة أيضًا لممارسات الاحتلال، يتشاطرون المهام ويتبادلون الأدوار.
ثم تأتي دعاوى التفاوض الداخلي في محاولة للتسوية مع اختلاف المصالح والأهداف، ويبدأ الدوران في حلقة مفرغة، يستفيد منها المعارِض الخاسر في تبديد الوقت، واستهلاك رصيد الفائز ليوصله إلى مرحلة "فقدان الشعبية" والتي إن لم تكن حقيقية، فإنه يدير لها ماكنته الإعلامية لتكوين رأي عام مع الزمن يجعلها واقعًا يستخدمه كوسيلة ضغط لينسحب الفائز طوعًا وأيضًا لصالح المعارِض الخاسر والذي يحاول بكل السبل إفشال أي نجاح لخصمه؛ محاولًا نسيان طعم الخسارة التاريخية التي سُجلت في مرماه بفساده وسوء عمله ولم يتعلم!
وخلال فترة حكم د.مرسي، وكذلك طيلة فترة حكم حركة حماس [الفائزة] لقطاع غزة، شهدت مصر وغزة حوادث مختلفة مفتعلة، وتم تعليق الأزمات بالحركة الأُم والحكومة، برعاية الإعلام المأجور.
وبشكل عام لجأ المعارضون في البلديْن إلى استخدام الإعلام في توجيه شراع الحرب، سواء باستغلال مواقف معينة، أو أحداث خاصة، أو بصناعة رابط بين حماس والإخوان، مسقطين حوادث غزة على مصر والعكس كذلك؛ لشيطنة التيار الفائز بما يعزز المخاوف المسبقة تجاههم لدى مَن لا يعرفون عنهم إلا الظلام!
كما لجأوا إلى إثارة الناس من نقاط ضعفهم؛ الحالة الاقتصادية والمعيشية، والتي تشكل عقبة كبيرة للإسلاميين في ظل التضييق العام على المصادر وحتى العلاقات السياسية مع جهات كثيرة.
إنَّ التجربتيْن تفيدان عدة دروس هامة:
في فلسطين ومصر رُفضت نتائج الصندوق من اللحظة الأولى، وهي لحظة الصدمة لمن عاش زمنًا كحزب حاكم يأمر وينهى ويتصرف وله الكلمة الأولى والأخيرة، ردة الفعل بعد الصدمة تمثلت في الانتقام، واصطناع الخلافات، ووضع العراقيل، وتشكيل جيوب مع بقية الأحزاب والتكتلات، ثم صناعة الأزمات ولو بالتعاون مع "الشيطان" = الأعداء.
يُطعَن في الانتخابات، يتم الحديث عن تزوير ورشاوى، وخداع الناس بالعاطفة، ثم يُلوحون بعدم المشاركة في أي حكومة وحدوية، في محاولة لاستدراجهم فمعاداتهم؛ ليُترك الفائز في الميدان وحده، يُجابِه الترهل والأزمة الاقتصادية، ثم يُخرَج الناس بدعوى الأزمة الاقتصادية وتوابعها.
وعلاوة على ذلك في فلسطين يتم التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني؛ ليبدأ الاعتقال دون حصانة لأحد، وخصوصًا في صفوف مَن عملوا لإنجاح تقدم الفائز، كرسالة للشعب أنكم ستدفعون ثمن اختياركم، وذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا!
وبينما في مصر يتم التخطيط لانقلاب بمبررات كثيرة يُكتَب بها موسوعات تجمع ما كان قبل ثورة يناير إلى عام حُكم د.مرسي؛ ليبدأ العهد المتمِم لما فعله جمال عبد الناصر والسادات ومبارك من قتل واعتقال ومحاكمات ومصادرة للحريات، فإن في فلسطين وبقرارات رئيس السلطة يتم حظر الحركة الفائزة على كل المستويات وملاحقة عناصرها؛ كوادر وقيادات، وتجفيف مصادر تمويلها، ومصادرة أموال ومخصصات شهداء وأسرى بدعوى غسيل الأموال، كحملة متمِمة أيضًا لممارسات الاحتلال، يتشاطرون المهام ويتبادلون الأدوار.
ثم تأتي دعاوى التفاوض الداخلي في محاولة للتسوية مع اختلاف المصالح والأهداف، ويبدأ الدوران في حلقة مفرغة، يستفيد منها المعارِض الخاسر في تبديد الوقت، واستهلاك رصيد الفائز ليوصله إلى مرحلة "فقدان الشعبية" والتي إن لم تكن حقيقية، فإنه يدير لها ماكنته الإعلامية لتكوين رأي عام مع الزمن يجعلها واقعًا يستخدمه كوسيلة ضغط لينسحب الفائز طوعًا وأيضًا لصالح المعارِض الخاسر والذي يحاول بكل السبل إفشال أي نجاح لخصمه؛ محاولًا نسيان طعم الخسارة التاريخية التي سُجلت في مرماه بفساده وسوء عمله ولم يتعلم!
وخلال فترة حكم د.مرسي، وكذلك طيلة فترة حكم حركة حماس [الفائزة] لقطاع غزة، شهدت مصر وغزة حوادث مختلفة مفتعلة، وتم تعليق الأزمات بالحركة الأُم والحكومة، برعاية الإعلام المأجور.
وبشكل عام لجأ المعارضون في البلديْن إلى استخدام الإعلام في توجيه شراع الحرب، سواء باستغلال مواقف معينة، أو أحداث خاصة، أو بصناعة رابط بين حماس والإخوان، مسقطين حوادث غزة على مصر والعكس كذلك؛ لشيطنة التيار الفائز بما يعزز المخاوف المسبقة تجاههم لدى مَن لا يعرفون عنهم إلا الظلام!
كما لجأوا إلى إثارة الناس من نقاط ضعفهم؛ الحالة الاقتصادية والمعيشية، والتي تشكل عقبة كبيرة للإسلاميين في ظل التضييق العام على المصادر وحتى العلاقات السياسية مع جهات كثيرة.
إنَّ التجربتيْن تفيدان عدة دروس هامة:
أولًا: الشعب أو الجمهور العام غير مؤطر، وعاطفي، وصناعة الوعي مهمة كأولوية تحتل المرتبة الأولى في ظل غياب القدرة على تأمين معيشتهم ورفع مستواها، ولا بد من الوصول إلى كل الشرائح والتقرب منها وفهمها، ومعرفة كيف تفكر وما اهتماماتها، ومحاولة إنهاضها لتساهم في صناعة التغيير لإدارة عجلة العمل بصناعة الذات والاكتفاء الذاتي فالحركة أو الجماعة ليست بنكًا ولا منفذ أحلام ولكنها موجه نحو التغيير والعمل، وليست هي كل الشعب بل جزء منه لها ما له وعليها ما عليه.
وصناعة هذا الوعي الذي يجعل مجال المكاشفة والمصارحة عاليًا سيدعم جهود التغيير ويفتح آفاقًا تدعمه، وحتى يتم لا بد من ثانيًا.
ثانيًا: لا بد من إعلام وخطاب قادريْن على استيعاب الشعب بكل فئاته، ولا يسمح للإعلام المناهِض بالدخول من الثغرات التي قد يسيء فهمها الجمهور العام، ولا يكفي قناة تمثل الجماعة أو الحكومة بل لا بد من قناة ووسائل إعلام بكل الأشكال تربطها سياسة إعلامية واحدة وهي تفنيد كل الشائعات، وبالإفادة من جهود الشباب المنظمين في الميدان يمكن تسيير قوافل تصل لكل الناس تناقشهم وتبين لهم بالحجة والبرهان كل ما يشكل عليهم أو يساء فهمه.
وإن اضطر ذلك لتشكيل جيش متطوعين ميدانيين بتنظيم كامل، وما الذي يمنع تأسيس وزارة للعمل التطوعي أو افتتاح مكتب للعمل التطوعي في كل وزارة أو في كل حي ومنطقة؟ إن لم يكن لخدمة الحكومة وتشكيل جسر تواصل مع الناس وملأ فراغ الشباب العاطل عن العمل؛ فليكن لصناعة هذه المرحلة وتمهيد المجتمع للتغيير الأمثل.
ثالثًا: العمل وفقًا لثقافة صناعة الأصدقاء فلا يمكن الاستمرار وفقًا لثقافة صناعة الخصوم وتجييشهم، لا بد من رفع المفاهيم الوطنية والمصلحة العامة، وإزالة المعيقات أمام الثقافة البديلة لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فهل نملك أن نكف عن: التكفير –إن وجد- والإقصاء وعقلية الحزب الواحد والتقليدية ...إلخ من سلبيات تعج بها جماعاتنا وحتى المعارِضة؟
وصناعة هذا الوعي الذي يجعل مجال المكاشفة والمصارحة عاليًا سيدعم جهود التغيير ويفتح آفاقًا تدعمه، وحتى يتم لا بد من ثانيًا.
ثانيًا: لا بد من إعلام وخطاب قادريْن على استيعاب الشعب بكل فئاته، ولا يسمح للإعلام المناهِض بالدخول من الثغرات التي قد يسيء فهمها الجمهور العام، ولا يكفي قناة تمثل الجماعة أو الحكومة بل لا بد من قناة ووسائل إعلام بكل الأشكال تربطها سياسة إعلامية واحدة وهي تفنيد كل الشائعات، وبالإفادة من جهود الشباب المنظمين في الميدان يمكن تسيير قوافل تصل لكل الناس تناقشهم وتبين لهم بالحجة والبرهان كل ما يشكل عليهم أو يساء فهمه.
وإن اضطر ذلك لتشكيل جيش متطوعين ميدانيين بتنظيم كامل، وما الذي يمنع تأسيس وزارة للعمل التطوعي أو افتتاح مكتب للعمل التطوعي في كل وزارة أو في كل حي ومنطقة؟ إن لم يكن لخدمة الحكومة وتشكيل جسر تواصل مع الناس وملأ فراغ الشباب العاطل عن العمل؛ فليكن لصناعة هذه المرحلة وتمهيد المجتمع للتغيير الأمثل.
ثالثًا: العمل وفقًا لثقافة صناعة الأصدقاء فلا يمكن الاستمرار وفقًا لثقافة صناعة الخصوم وتجييشهم، لا بد من رفع المفاهيم الوطنية والمصلحة العامة، وإزالة المعيقات أمام الثقافة البديلة لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فهل نملك أن نكف عن: التكفير –إن وجد- والإقصاء وعقلية الحزب الواحد والتقليدية ...إلخ من سلبيات تعج بها جماعاتنا وحتى المعارِضة؟
إن الثبات يصنع التغيير، وإدراك الجمع للثمن المطلوب وإقدامهم يجعل صناعة التغيير مسألة صبر فقط، حين فقدنا هذه المعادلة في ظل الاستنزاف المتواصل والقمع المركَّز بات التفكير بسلامة الأشخاص مقدمًا على حماية المكتسبات وإن كان هذا اجتهادًا فرديًا تحتمله تلك المرحلة؛ فإن المرحلة القادمة لا تحتمل العودة للوراء ولا بد من تهيئة للنفس لتكون بمستوى ما ستواجه في الطريق نحو تحرير الإنسان من عبوديته لغير مولاه، فتحرير الأسرى من سجون الظلم في كل مكان، ثم تحرير الأرض وعودة أهلها وعمارتها.
.
.
.
.
.
تعليق