ادعموا الفن في الرخاء يدعمكم في الشدة!
د. عادل محمد عايش الأسطل
ربما يمكن لأي فرد داخل المجتمع الذي يعيش فيه، أن يتغاضى عن أمرٍ يهمّه ويغضبه، لأنه لا يمسه مباشرةً أو يكون تأثيره آنيّاً، ولا ينتشر إلى أبعد من يومٍ أو يومين، وهذا من جملة الأمور التي يمكننا حصرها في سنن الحياة الراتبة، التي اعتادها الناس على اختلافهم وفي كل حين. ولكن هناك من الأمور الغير مُعتادة، وتظهر لدى فئة قليلة منهم، تكون من بينهم وتخرج عن صفّهم، لتحمل أمراً شاذاً، وإن كان من الكبائر التي يقود أصغرها إلى ما لا تُحمد عقباه في الحياة الدنيا وبدرجةٍ أعلى وأشد في الآخرة.
لعل أي إنسان يمكنه احتمال أن يرى منكراً ولا طاقة له به، بسبب أن لا استطاعة له في صده أو درئه عن نفسه ولا عن غيره، فيما إذا كان يتعلق بأمر الجماعة. ولكن ليس بمقدور أي إنسانٍ (كريمٍ حر) احتمال أن يُدعى إلى فعل الشر أو السييء من القول والفعل، الذي سيُلام عليه في الحال والمستقبل أيضاً، ومن ثمّ إلى سوء المنقلب.
إن كل شيءٍ يخرج عن تقاليد وأعراف الجماعة هو أمرٌ يُعد (بدعة) وليس بمعناها الاصطلاحي الضيق، فهناك الاختراع والجِدّة وجملة الأمور النافعة للدين والدنيا، هي من البدع المحمودة، أمّا ما دون ذلك والتي تُؤدي إلى المهالك فهي تُعدّ ولا شك من الأمور الممقوتة والمنبوذة.
مثال الرجل الذي يتزيّا بزي الدين، وسط جماعة كافرة، هو لديها محل إشارةٍ واستهزاءٍ دائمين، كما أن فاسقاً وسط جماعة مؤمنة، هو أمرٌ لديها غير مقبول. ولعل من المؤسف أن يهب الناس باتجاه شاذٍ (غير مفيد)، ويدعون إليه في بكل وسيلة وفي كل اتجاه، ويجعلونه من الفوائد العظيمة، والمنافع الجليلة، التي تعمل على التقدم والحضارة والمستقبل الأمثل وعلى بناء الدولة المرتقبة.
فما الرأي الذي يمكننا الوقوف عنده والأخذ به، عندما تصل الأمور إلى هذه الشاكلة، وهي دعم الفن والتصويت له، كي تفوز فلسطين وتصل إلى القمة، باعتباره الملاذ الأخير لإبراز الإنسان الفلسطيني وبناء الدولة، لا سيما بعد فشل كل التجارب التي خيضت من أجل الوصول إليها، أو المكوث على الاتصال بها على الأقل، سواء بالبندقية الأولى في الزمن العربي الغابر، أو في زمن السلام الغائر. وباعتباره أـيضاً لدى المغرمين بالدنيا وملذّاتها، إثباتاً وبرهاناُ، على أن الإنسان الفلسطيني يستطيع أن يغنّي (فوق الجراح، ورغم الدماء) ، وإن كان الغناء للعندليب أو لعجرم أو ما تُدعى لوهبي.
لأخشى وفي أوقاتٍ متقدمة، أن يكون التصويت للغناء، من الأمور الواجبة والمُلزمة، وهناك سابقة، أن فازت إحداهن ذات مرة، بصوت الملٍك. ولكن الذي أخشاه أن يكون الجميع ملزماُ بفعل ذلك (دينياً)، ولهذا فإن من الضرورة البحث عمن يُفتينا في المسألة، ولا أرانا سنجهد كثيراُ، لأن مشايخ هذا الزمان كُثر ومنهم من سيفعل بشأنها، وسيُدلي بصوته.
إن الشيء الذي نشدّه ولا نهِدّه، ونحافظ عليه ونقوّيه، هو الأمر القيّم، الذي يؤدي إلى حياة الأمة الصالحة على منهاج الدين المجيد وتعاليم الإسلام الحميد، الذي يحض على كل نافعة، ويبرأ من كل تافهة.
خانيونس/فلسطين
16/4/2013
د. عادل محمد عايش الأسطل
ربما يمكن لأي فرد داخل المجتمع الذي يعيش فيه، أن يتغاضى عن أمرٍ يهمّه ويغضبه، لأنه لا يمسه مباشرةً أو يكون تأثيره آنيّاً، ولا ينتشر إلى أبعد من يومٍ أو يومين، وهذا من جملة الأمور التي يمكننا حصرها في سنن الحياة الراتبة، التي اعتادها الناس على اختلافهم وفي كل حين. ولكن هناك من الأمور الغير مُعتادة، وتظهر لدى فئة قليلة منهم، تكون من بينهم وتخرج عن صفّهم، لتحمل أمراً شاذاً، وإن كان من الكبائر التي يقود أصغرها إلى ما لا تُحمد عقباه في الحياة الدنيا وبدرجةٍ أعلى وأشد في الآخرة.
لعل أي إنسان يمكنه احتمال أن يرى منكراً ولا طاقة له به، بسبب أن لا استطاعة له في صده أو درئه عن نفسه ولا عن غيره، فيما إذا كان يتعلق بأمر الجماعة. ولكن ليس بمقدور أي إنسانٍ (كريمٍ حر) احتمال أن يُدعى إلى فعل الشر أو السييء من القول والفعل، الذي سيُلام عليه في الحال والمستقبل أيضاً، ومن ثمّ إلى سوء المنقلب.
إن كل شيءٍ يخرج عن تقاليد وأعراف الجماعة هو أمرٌ يُعد (بدعة) وليس بمعناها الاصطلاحي الضيق، فهناك الاختراع والجِدّة وجملة الأمور النافعة للدين والدنيا، هي من البدع المحمودة، أمّا ما دون ذلك والتي تُؤدي إلى المهالك فهي تُعدّ ولا شك من الأمور الممقوتة والمنبوذة.
مثال الرجل الذي يتزيّا بزي الدين، وسط جماعة كافرة، هو لديها محل إشارةٍ واستهزاءٍ دائمين، كما أن فاسقاً وسط جماعة مؤمنة، هو أمرٌ لديها غير مقبول. ولعل من المؤسف أن يهب الناس باتجاه شاذٍ (غير مفيد)، ويدعون إليه في بكل وسيلة وفي كل اتجاه، ويجعلونه من الفوائد العظيمة، والمنافع الجليلة، التي تعمل على التقدم والحضارة والمستقبل الأمثل وعلى بناء الدولة المرتقبة.
فما الرأي الذي يمكننا الوقوف عنده والأخذ به، عندما تصل الأمور إلى هذه الشاكلة، وهي دعم الفن والتصويت له، كي تفوز فلسطين وتصل إلى القمة، باعتباره الملاذ الأخير لإبراز الإنسان الفلسطيني وبناء الدولة، لا سيما بعد فشل كل التجارب التي خيضت من أجل الوصول إليها، أو المكوث على الاتصال بها على الأقل، سواء بالبندقية الأولى في الزمن العربي الغابر، أو في زمن السلام الغائر. وباعتباره أـيضاً لدى المغرمين بالدنيا وملذّاتها، إثباتاً وبرهاناُ، على أن الإنسان الفلسطيني يستطيع أن يغنّي (فوق الجراح، ورغم الدماء) ، وإن كان الغناء للعندليب أو لعجرم أو ما تُدعى لوهبي.
لأخشى وفي أوقاتٍ متقدمة، أن يكون التصويت للغناء، من الأمور الواجبة والمُلزمة، وهناك سابقة، أن فازت إحداهن ذات مرة، بصوت الملٍك. ولكن الذي أخشاه أن يكون الجميع ملزماُ بفعل ذلك (دينياً)، ولهذا فإن من الضرورة البحث عمن يُفتينا في المسألة، ولا أرانا سنجهد كثيراُ، لأن مشايخ هذا الزمان كُثر ومنهم من سيفعل بشأنها، وسيُدلي بصوته.
إن الشيء الذي نشدّه ولا نهِدّه، ونحافظ عليه ونقوّيه، هو الأمر القيّم، الذي يؤدي إلى حياة الأمة الصالحة على منهاج الدين المجيد وتعاليم الإسلام الحميد، الذي يحض على كل نافعة، ويبرأ من كل تافهة.
خانيونس/فلسطين
16/4/2013
تعليق