إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من مذكرات سليم حجة .. شقة شارع رقم "10"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من مذكرات سليم حجة .. شقة شارع رقم "10"

    أمامة - نابلس

    شقة شارع رقم 10 وما ادراك ما شقة شارع رقم 10، هي الجامعة والمبنى والمخبأ، وغرفة العمليات وغرفة الاجتماعات هنا كان القسام، هنا فكر وخطط ودبر، وهنا تدربوا الى ان اصبحوا قادة وشهداء وأسرى، من هنا انطلق العمل العسكري، وانطلقت الضفة لتذيق العدو ويلات جرائمه من هنا انطلقت نابلس ورام الله وجنين وطولكرم وقلقيلية، الى هنا جاءت الخليل ومخيم جنين وبيت لحم، وهنا تواصلت عزة، هنا وقع اسمه بالدماء المجاهد ايمن حلاوة، صلاح دروزة، هاشم النجار، ضياء الطويل وقيس عدوان، طاهر جرارعة، ومهند الطاهر وأحمد مرشود، من هنا سمعت اصوات الانفجارات وصفارات الانذار في القدس وفي تل أبيب ونتانيا وحيفا، من هنا صدر البيان الاول للقسام، من هنا جاء الوعيد بالرد والانتقام، من هنا صور اول استشهادي هنا كانوا على لائحة الاغتيال، جزء ممن كانوا تم اغتيالهم .

    والجزء الآخر بقي ليروي الحكاية، هنا كتبت الصفحة الاولى من حكاية القسام وعملياته الجهادية، هنا كان ايمن حلاوة وسليم حجة وصلاح دروزة هنا كان مثلث الرعب القسامي أيمن وصلاح وسليم، من هنا بدأ العدو يعد قتلاه واحد .. اثنان .. وحتى الالف... من هنا عادت حماس، من هنا فتح العدو المآتم والمقابر، من هنا كبر الشعب، من هنا اصبحت نابلس كابوس الرعب، من هنا تغيرت المعادلة لم نعد نستقبل قتلانا أو نعد شهداءنا... قتيلا بقتيل، والاشلاء زيادة.

    في شقة شارع رقم 10، هنا جلس ايمن، هنا خطط سليم، هنا صور ضياء الطويل، هنا كان بلال البرغوثي، هنا تعلم عبدالله البرغوثي التصنيع، الباب، الحائط، الشباك والبلاط، كلها تشهد على القسام وأحفاد القسام، من هنا بدأ أيمن حلاوة وسليم حجة، هنا غرفة أسرار القسام وأرشيفه، هنا لو تكلمت هذه الشقة حتما ستقول كلمة واحدة فقط: القسام ... القسام ... القسام، هنا شقة الشهداء والاسرى، هنا كانت قصة الشهادة والشهداء والقادة والاسرى.

    هنا شقة "أم العبد" و"أم يحيى" و "القسام 19"، هنا المصنع، من هنا ارسلت الطرود المفخخة او تعلم من ارسل العبوات الناسفة، والاستشهاديين الى اسبارو والتلة الفرنسية والدولفرانيوم ونهارية ونتانيا.

    من هنا نبدأ بالكلام على لسان من شارك في صنع الحدث، وصنع المجد والانتصار، المجاهد الأسير القائد القسامي سليم حجة يكشف لأول مرة بعضا من أسرار هذا المكان.


    البداية:
    شقة شارع رقم 10، تقع في منطقة رأس العين، شارع طارق بن زياد، الطابق الارضي لإحدى العمارات التي لم يخطر ببال صاحبها بأنها ستصبح أشهر بيت في فلسطين في وقت ما. موقع الشقة متميز من الناحية الامنية لاحتوائها على مدخل مستقل بخلاف المدخل الرئيسي للعمارة، هذا الشيء جعل أبناء القسام يختارونها ويفضلونها على الشقق الأخرى، هذا المدخل جعل حركة المجاهدين سهلة فهناك كنا نلتقي، وحديث المجاهد سليم حجة مع القادة الشهداء، مع أيمن حلاوة وآخرين، وأصبح المكان بديلا عن أماكن الاجتماعات الأخرى التي كانت تتم سابقا في الشارع أو المقاهي.

    في البداية كان الهدف من وجود هذه الشقة إجراء تجارب التفجير عن بعد، حيث كانت تتم التجارب على مواد كيماوية بكميات محدودة، اضافة الى اللقاءات والاجتماعات الجهادية، ثم لاحقا اصبح مكان لتحضير العبوات الناسفة التي ارسلت الى المدن الصهيونية موقعة باسم شقة شارع 10 وعليها بصمات أيمن حلاوة والذي كان لقنابله طعما وحلاوة لم نعهده من قبل.


    الغطاء:
    استأجر المجاهد سليم حجة الشقة تحت غطاء أنه طالب في جامعة النجاح ولعدم قدرته على العودة الى بلدته "برقة" بسبب اغلاق الاحتلال الشوارع فاضطر الى المبيت في نابلس واستاجر هذا المكان لينام فيه وهكذا كان.


    مسيرة الشقة الجهادية:
    في الايام الاولى كان ينام في الشقة كل من الشهداء المجاهدين مهند الطاهر وطاهر جرارعة ثم لاحقا وقع اسمه على قائمة الشرف وقائمة من دخل هذه الشقة الاستشهادي القسامي الشهيد ضياء الطويل الذي جاء من رام الله وفيها صور وصيته ونام فيها ليلته الاخيرة.

    وهنا صنعت العبوة التي فجرها المجاهد زيد الكيلاني وقتلت صهيوني وجرحت تسعة آخرين. وصنعت عبوات ناسفة أخرى لم يسفر استخدامها عن اصابات لانها كانت في طور التجريب. والى هنا حضر المجاهد مازن ملصة الذي جاء من الخارج حيث استقبله المجاهد صلاح دروزة وسلمه الى المجاهد أيمن حلاوة وكان المجاهد ملصة يحمل معه رسائل دوائر كهربائية ونشرات امنية وقام مازن بتدريب أيمن حلاوة على تصنيع مادة النيتروجليوكين أو "أم العبد" المذابة في الكلوروفورم من اجل زيادة قواتها ودربه على العبوات الجانبية المضادة للمركبات والعبوات التلفزيونية وكيفية صناعة الدائرة السابعة، المختصة بالتفجير من خلال الجوال وأحضر معه أيضا نشرات الامن الجنائي، المجاهد أيمن حلاوة أجرى بجهوده تجارب على دوائر الالكترونية لأن التصاميم التي أحضرت من الخارج لاتتوفر بكاملها عندنا لان الأسواق لا تحتوي على الكثير من القطع الالكترونية التي يمنع الاحتلال بيعها عندنا وقد نجح فيها لتصنيع عبوات متطورة تنفجر عن طريق الريموت كونترول.

    هنا تدرب وتخرج مهندسوا القسام وخبراء التصنيع الذين لقنوا العدو الصهيوني الدرس ومنهم المجاهد ناصر نزال من قلقيلية حيث تدرب في هذه الشقة على تصنيع "ام العبد" والعبوات التلفزيونية والعبوات الجانبية والمجاهد عبدالله البرغوثي من قرية بيت ريما حيث تدرب على يد المهندس الشهيد أيمن حلاوة على تصنيع مادة واحدة وهي "ام العبد" المذابة في مادة الكلوروفورم وقد بقي المجاهد عبدالله البرغوثي حتى لحظة اعتقاله يستخدم هذه المادة وقد نقل ما تعلمه من المجاهد أيمن حلاوة الى العديد من المجاهدين والمهندسين القساميين. في هذه الشقة أيضا حضر المجاهد القائد بلال البرغوثي لقاءات واجتماعات مع المجاهد أيمن حلاوة وبعد أن قام بلال البرغوثي بتجنيد عبدالله البرغوثي وبناء على طلب من أيمن حلاوة تم احضار عبدالله البرغوثي الى هذه الشقة حيث تعلم، استمرت هذه الشقة مع القسام قرابة مئتي يوم كانت كلها أيام سوداء على الاحتلال وأعوانه.


    حادثة الإنفجار:
    قام المجاهد أيمن حلاوة بتصنيع عبوة ناسفة فأعطاها للمجاهد سليم حجه "ابو عمر" ثم غادر بها وبعد أن سار أبو عمر مسافة تقارب الثلاث مائة متر سمع صوت انفجار في البيت الذي غادره للتو هذا الانفجار سمع أيضا في سلطة رام الله ومركز الشاباك في تل أبيب، كأن هذا الانفجار أعلن للعالم الكشف عن المجموعة التي هزت هذا الكيان المجموعة الأخطر التي زرعت الرعب في كل شوارعها، المجموعة التي جعلت الصهاينة يفتحون مقابرهم لاستقبال أشلاء قتلاهم، هنا ظهر للعالم الثنائي المرعب المجاهدين أيمن حلاوة وسليم حجة، بعد أن سمع المجاهد سليم صوت الانفجار خشي على صديقه أيمن أن يكون قد تم اغتياله وحتى يتأكد، قام بالاتصال على أيمن ولكن أحد لم يرد، عندها ازداد يقينه أنه قد استشهد، وصار التوجه الى الشهيد أحمد مرشود، ذلك المجاهد الذي أوصل وفتح خط بين سليم مع المجاهد صلاح دروزة وقد طلب المجاهد أحمد مرشود من المجاهد سليم الاختفاء عن الانظار حتى يستوضح الأمر خاصة أن الشقة مستأجرة باسم سليم حجة، حاول الأخ أحمد مرشود أن يسوي الأمر مع السلطة بحيث أن لا تعتقل إلا أن السلطة لم تستجب لذلك وبدأت تبحث عن سليم حجة الذي أصبح مطلوب رقم واحد لها ولإسرائيل، هذا وبدورها اجهزة أمن السلطة حاصرت المنطقة والشقة حيث عثرت فيها على حقيبة متفجرات واسلحة أف 16 ومسدس ودوائر كهربائية، وبعد ان لملمت الموضوع مع السلطة، طلبني أحمد مرشود يقول سليم حجة قال لي أن هناك لقاء يجب أن أحضره مع جمال منصور وصلاح دروزة ويجب علي كتابة تقرير عن ما جرى وعن العمل العسكري ككل.

    ذهبت الى بيت المجاهد صلاح دروزة الكائن في وادي التفاح ووجدت الاخ صلاح دروزة "ابو النور" ولم أجد الشيخ جمال منصور الذي كان من الصعب أن يحضر اللقاء حيث أخبرت أبو النور كيف حدث الانفجار وأنه حادث عمل وليس محاولة اغتيال لنا وقدمت له تقرير عن سير العمل العسكري.


    كيف حدث الانفجار:
    بعد أن صنع الأخ المجاهد أيمن حلاوة العبوة الناسفة، تبقى جزء من المادة المذاب بالكلوروفورم الذي صنعت منه العبوة في "جاط" أو قعرة، ورغم قلة المادة إلا انها بعد أن نشفت بمجرد تحريك المجاهد أيمن حلاوة المادة بالمسطرة من أجل تجميعها حدث انفجار هائل أصاب المجاهد أيمن حلاوة بجراح بالغة نتيجة طيرانه وارتطامه بالارض وأدى الى تدمير جدران الشقة وانهيار جزء منها اضافة الى الشبابيك والابواب هذا الانفجار الذي سمع في مختلف أنحاء مدينة نابلس لم يقتصر فقط في مدينة نابلس بل سمع في تل أبيب في مقر الشاباك وهناك حدثت الصدمة والفاجعة عندما بدأت أسماء المجاهدين تظهر امامهم سليم حجة الذي يسكن في برقة، في منطقة تحت السيطرة الاسرائيلية ويمر يوميا من امام جنود الاحتلال، كيف حدث ذلك اين كان عملاؤهم ومخابراتهم وبدأوا يتساءلون عن طبيعة العقول التي تقف في مواجهتهم، عندها أدركوا أن المعركة هذه المرة مختلفة لأمن نوعية هؤلاء الرجال، نوعية جديدة لم يعتادوا عليها.

    نعود الى الشقة والى المجاهد أيمن حلاوة الذي أرسل رسالة لكل مجاهد من أبناء القسام بأننا سنحمي هذه الدعوة والحركة بأرواحنا ودمائنا مهما كانت الظروف، ورغم إصابته البالغة، أخذ بعض الاوراق والديسكات الهامة والخاصة بالقسام وأعطاها مع بعض الأغراض الأخرى لأحد شباب الحركة، وفور أن اطمأن عليها فقد الوعي ودخل حالة الخطر حيث نقل الى المستشفى وخلال تواجده في المستشفى وهو في حالة الاغماء، شعر جميع الأطباء والممرضين طبيعة علاقة هذا الانسان الذي لا يعلمون عنه شيء مع الله، اذ أنه طيلة فترة غيابه عن الوعي كان لسانه رطب بذكر الله بشكل مستمر وغير منقطع مما أذهل كل من حضر وتواجد في هذا المكان، حيث ظن البعض أن هذا الرجل جاء إلينا من عالم آخر ولا ينتمي لجنسنا. منذ اللحظة الأولى التي دوى فيها صوت الانفجار الذي حدث في الشقة وبدأت روحا جديدة للعمل للقسام في نابلس إذ أن أيمن حلاوة وسليم حجة أصبحا مطاردين للاحتلال وللسلطة التي نشرت أسماؤهم وصورهم في الصحف العبرية موضحة ان هذين الاسمين هما وراء الدماء التي سالت في المدن الصهيونية واصبحت هذه الاسماء عناوين للمقاومة، وقبل أن نقفل باب هذه الشقة التي عم صداها فيما بعد وعما تخفي فيما بين جدرانها ما لم يسمح لنا البوح الا أنه غادر مع من غادروا هذه الدنيا لابد لنا من أن ننوه ونذكر أن المجاهد الاستشهادي زياد الخليلي منفذ عملية الحمراء والشهيد ابراهيم أبو هواش صاحب المهمات الصعبة قد تربوا فيها حيث تعلموا قراءة القرآن وأخذوا الاسر الحركية وحضروا الصلوات الجماعية في رمضان وتقربوا الى ربهم في القيام فيها، نهاية الحكاية لو علم الاحتلال سر هذه الشقة وما يجري بداخلها لكان هاجس الخوف في جيشه وأجهزة أمنه كلما فتح الباب فيها واغلق وبعد ان علموا فعلوا ودمروا واغتالوا ولو علم ابناء حماس عنها لكان واجب على كل من ينتمي الى الحركة ان تكون بيعته في هذه الشقة.

    هذه ذكريات القسام في هذا المكان ها هنا متحف القسام متحف المقاومة والجهاد والاستشهاد تعودنا ان نتحدث عن حياة العظماء والشهداء لكننا اليوم نتحدث عن شقة شارع 10 بداخلها صنعوا لنا القوة التي اصبح عدونا يخشاها منا، قدمنا عن مكان كان الأول في كل شيء... أول عبوة ...أول استشهادي يصور في هذه الانتفاضة... اول مكان يكون فيه الموت القادم للعدو... وقد يكون كل ما ذكرناه هو جزء مما جرى في هذه الشقة المباركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • #2
    رد: من مذكرات سليم حجة .. شقة شارع رقم "10"

    الله عليك يا نابلس
    كنت ومازلت وستبقي منبع البطولات للقسام
    منك الجمالين وصلاح دروزة ومحمد الحنبلي والسركجي وابو هنود ومنك انطلق العياش

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X