إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثورة السورية: عامان زرع النظام وحصاده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثورة السورية: عامان زرع النظام وحصاده



    لا يهم كثيرا النقاش والجدال حول تاريخ الثورة 15 او 18. فمظاهرة 15 كانت في منتهى الجرأة والشجاعة ممن قاموا بها، وقد كانت سابقة خطيرة على صورة النظام، وظهر خوفه جليا خلال معالجتها.
    لكن الثورة لم تكن لتقم وتصمد وتبدأ لولا صمود اهل درعا، وتداعي اهالي حوران ببلداتها ومدنها لنصرة درعا.
    لقد كانت درعا وحوران صمود، فاعتصام، فتظاهر، اعاد بعضا من الثقة للشعب بأنه موجود، وانه قادر على الفعل.
    فبداية الثورة ليست نقطة خلاف، فالمهم ان اهل الشام اثبتوا انهم اجناد الرحمن وانهم ظاهرين على الناس ببأسهم وصبرهم وجلدهم، وصدق توكلهم على المولى القوي العزيز.

    لقد زرعت الثورة التمرد على العبودية الاذلال، وحاولت اعادة روح الانتصار والكرامة لشعب ارادت القوى العظمى كسر عنفوانه، وسلب ذاكرته، وعميق حضور حضارته في الوعي الجماعي.

    فيما على الجانب الآخر، راهن النظام واعوانه على كسر الارادة، وتمييع الثورة عبر اطالة مسار الثورة، كي تتفتت مع الزمن، وتمل الحاضنة من الثورة وابنائها، لذا ففي اول خطاب لبشار قال ان العملية قد تأخذ من ستة اشهر الى عامين.
    نظرية صحيحة في ضوء تجارب الثورات والشعوب، لان اقصى عمر كمتوسط مان ثلاثة سنوات، وخير مثال على ذلك ثورة الريف المغربي بقيادة خطاب في المغرب.

    ومن نفس الباب ايضا ما تسرب عن بشار قوله انه اذا كانت حماه قد اسكتت سوريا ثلاثين عاما، فإن هذه المرة ستسكت سوريا مائة عام. فبدأ وبحماقة وعنجهية وعمى بصيرة متناه بعمل حماه مصغرة في كل بقعة من ارض الشام الطهور.

    لقد حاول النظام زرع الخوف، واليأس، والرعب، والافقار، عبر التشريد والقتل، والذبح، وهدم المساكن والاسواق.

    لقد حاول النظام، استخدام العصبية الطائفية في سوريا، واستدعاء محاورها في المنطقة كي يثبت وجوده، وكي يدخل سوريا الى منطق الحرب الاقليمية أملا بألا يخسر كل شيء في حالة انكساره، بل تفرض دول الاقليم حلولا تراعي مصالحها.

    كما حاول تدمير كل ما يشير الى عراقة ارض الشام عبر محاولة مسح الاسواق التاريخية في تماثل واضح مع سياسة التهويد اليهودية في ارض الشام في فلسطين.
    لقد حاول النظام جر الثورة في بداياتها الى جعلها مجموعات مسلحة معزولة كي يسهل القضاء عليها.
    لقد حاول عرض نفسه كحام للعلمانية ضد "المتشددين".

    فما الذي حصده النظام، من محاولاته؟

    -- فقدان السيطرة شبه التامة على الارض السورية: فحسب نيويورك تايمز، لقد النظام السيطرة على الارض، ولم تعد لديه القدرة على استرجاع اية نقاط خسرها، بل جل ما يحاول فعله هو المحافظة على بقايا اطرافه الممزقة.
    -- ترسيخ قناعة انه لاحل سوى باقتلاع النظام من جذوره: لقد كان اهم خطأين اقترفهما النظام هما: الحشد الطائفي، وتعيم ظاهرة حماه في كل بلدة ومدينة، فقانون الفيزياء "لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه"، وجد فرصته السانحة اثبات صحته مرة اخرى عبر حماقات النظام واعوانه من عميان البصيرة.
    -- انكسار الارادة: ويظهر جليا بعدم مقدرته على تحقيق اي انتصار ولو وهمي في اية معركة رغم عظم التسليح والعتاد.
    -- فقدان الثقة بالنصر لدى انصاره: ويبدو ذلك واضحا من تعليقات انصاره في صفحاتهم.
    -- البحث عن اي حل يضمن له موطئ قدم في مستقبل سوريا: حيث انخفض سقف النظام، وروسيا وايران الى القبول بأي حل سياسي يضمن محاصصة حكومية، واصبح النظام يتحدث عن حوار حتى مع "المجموعات المسلحة".
    -- ادراك المحور الطائفي حجمه الحقيقي ومدى ضعفه: فبعد ان كانت شعارات "لا اله الا بشار"، "ومين ربك"، و"قل هو الاسد احد"، و"بدكن حريي"، اصبح النظام يتلو البيانات التي تحفل بالآيات القرآنية التي تحض على الجهاد، وبدأت جوقاته الموسيقية تؤلف الاغاني الحماسية التي تدعو الى الجهاد، في استدعاء للمفهوم الاسلامي للجهاد، وليس المفهوم "اللطمي" الانتقامي لدى فريق النظام الطائفي.
    -- ادراك النظام ان القوة هي فقط للارض: فبعد ان كان يتحدث دوما عن العلمانية وحماية الاقليات، وبعد ان كان يعول على المجتمع الدولي التي ترك امر سوريا لحليف النظام المجرم روسيا، عاد ليستنجد بالارض، عبر بث بيانات الجهاد، في خطوة تدل على يأسه من النصر ومن اعتماده على المجتمع الدولي، فالمجتمع الدولي يمنع التسليح عن الثوار، ويتغاضى عن قصف الطائرات، وضورايخ سكود، والبراميل المتفجرة، وعن كل المجازر، كما يتناسى كل التمويل والسلاح عبر البواخلا الروسية والايرانية، لكن المجتمع الدولي لن يرسل جنوده الى المحرقة كي يقاتلوا عنه ايضا!!!!.

    اخيرا، وكي لا يطول الموضوع اكثر، لقد كان من مكر الله، ان اطالة امد الثورة اصبح لصالحها، اذ ان عامين من الالم، والجراح، والعذابات، مكنت كتائب الثورة وحاضنتها ان يخوضوا معترك الحرية، والحوار، وكي يتعلموا من الاخطاء، وليدركوا اهمية الوحدة في مواجهة الاستهداف المنهج، كما كانت خير معين لبث الوعي وضبط الفعل وردة الفعل بعد اربعين عاما من الخوف والشك والريبة.
    عبد الغني محمد المصري
    14-03-2013




    رغم التلكك الغربي , ومنعهم الدعم العسكري للثورة , وبعد عامين يبدأون بالتفكير في دعم الثورة بأسلحة غير مؤذية ولا تجرح أو حتى تخدش !!
    وفي ظل الدعم الطائفي من حزب الله وعراق المالكي وايران منقطع النظير للأسد بالجنود المعبئين طائفيا والعتاد الثقيل لقتل أطفال ونساء ومدني سوريا السنة .
    رغم كل هذا يثبت الشعب السوري بأكثريته أنه قوي , وأنه يمتلك قدرة عجيبة على الصمود والتحدي والممانعة بل والتقدم بالإنتصارات , وأنه يمتلك طاقة هائلة ما استطاعت أي قوة أن ترضخها
    وأن هذا الشعب العظيم هو من يفرض بصلابته وتصميمه المعادلات والحسابات في المنطقة رغماً عن القوى المضادة للثورة على كثرتها
    وها هي الثورة السورية تخيب كل الرهانات على إنكسارها وتخلي البيئة الحاضنة عنها لتشق طريقها في عباب التحديات معلنة أن الشعب السوري كالموج الهادر لن يتوقف حتى يصل إلى مبتغاه .
    وأن كافة التحليلات والمراهنات تتحطم عند أقدام الشعب السوري المكافح .
جاري التحميل ..
X