تويت
رسالة الإمام المجاهد عبد الله عزام إلى التيارات والجماعات الإسلامية
إن كنت فى جماعة إسلامية فإياك أن تظن أن الحق كله فيها وان الباطل كله فى غيرها هذا تعصب مقيت كم مزق من الجماعات وكم شتت من الناس المختلفين
أعتن بقلبك وإياك والإستعلاء على الآخرين وإياك والإستخافاف بهم وكم من الناس قدموا لهذا الدين ولكن بينهم وبين رب العالمين أضعاف مضاعفة بل والله قد يكون احدهم ممن تزدرى قوله وتحتقر شكله قد يكون قد قدم لهذا الدين خير من ملىء الأرض من أمثالك
فانتبه لنفسك ورحم الله امرىء عرف حده فوقف عنده واهل الفضل يعتبرون لأهل الفضل فضلهم وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذووه
إياك ان تظن ان الحق فى المدرسة التى انت فيها وليس عند الناس الآخرين الا الضلال والضياع والتيه المطبق فكل الناس كما قال مالك عندما قال له أبو جعفر المنصور نريد أن نجمع الامة على كتابك الموطأ ونكتبه بماء الذهب ونعلقه فى الكعبة فقال له إياك أن تفعل فأصحاب رسول الله كثيرون وقد تفرقوا فى البلدان وكلهم عنده خير عند الآخر
فالدعاه كثيرون غيرك والمجاهدون كثيرون غيرك والمخلصون كثيرون غيرك
وكم من أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
فيا اخى كف بك أثما أن تكبر ما لك وتصغر ما للآخرين
" وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ "
فإذا ذكر نفسه لا يذكر الا محاسنها واذا ذكر الآخرين لا يذكر الا مساوئهم
وكما قال صلى الله عليه وسلم " يرى احدهم القذى فى عين اخيه ولا يرى الجذع فى عينه "
فهى قذاه صغيره ولكنك تراها وتكبرها وتعظمها وتضخمها وتجعل من الحبة قبة واما انت فمن الطاهرين المطهيرين الصادقين المخلصين المبرئين المنزهين ولولا عصمة المرسلين لقلت لم أخطىء أبدا بين الناس أجمعين
إعتن بقلبك وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس إن كان الله هداك الى طريق وتظنه صحيحا فيجيب ان تنظر للناس على الأقل نظرة الطبيب للسقيم انك تريد علاجه انك تريد مداواته انك تشفق على آلامه فتريد أن تنقذه لا ان تتخذه لك عدوا وان تنظر له من عل وتجلس فى كرسيك العالى وفى برجك المرتفع ثم تطلق الاحكام على الناس هذا كافر وهذا مبتدع وهذا ضال وهذا عميل وهذا ماسونى وهذا وهذا والبطاقات تملىء جيبوبك كل جيب مكتوب عليها علامة من العلامات مملوء ببطاقات مكتوب عليها كافر كلما رأيت واحد لا يعجبك ناولته بطاقة وهذا مبتدع وهذا مسكين طيب هذا معناه انه اهبل تناول كل واحد بطاقة
واما انت فلسان حالك يقول انا الصادق المصدق الطاهر المطهر انا الخالص المخلص انا الذى فى العالمين من عرف السبيل غيرى فإن شئتم فالحقونى ولعمر الله ان هذا لهو الضلال المبين
اجمع بين الخير لا تحصر الحق فى مشيختك أفقد يكون شيخك جاهلا وقد يكون عن الحق فارغا وقد يكون هواه هو الذى يوجهه
فخذ من هذا وخذ من هذا واحترام الناس وانزلهم منازلهم فالناس عندهم خير والدعاه تفرقوا وليس كونك فى جماعة معينة انك خير من الناس او انك تتلمذت على كتاب معين انك خير من الناس
فانتبه لنفسك واعرف قدرك وقف عند حدك واحترم الآخرين وخذ هذا الدين من الطريق القويم
لابد ان ننظر للمسلمين بعين الاخوة الإسلامية لا بد ان ننظر اليهم بعين الرحمة والمحبة المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يظمله ولا يخذله بحسب امرأ من الإثم ان يحقر اخاه المسلم
وحفظ اللسان لإنه ما من شىء أحق بطول حبس من اللسان
وإعتنى بقلبه وإياك واإزدراء الناس والإستخفاف بهم فقد أورد غيرك المهالك فالسعيد من وعظ بغيره والشقى من وعظ بنفسه .
http://www.youtube.com/watch?v=H9h8P7bSkcY
http://www.facebook.com/dr.abdullah.azzam