بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اهتدى بهداه , وبعد
فإنه بعد محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تجب محبة أولياء الله ومعاداة أعدائه
فمن أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة
أن يوالي أهلها , ويعادي أعداءها , فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم
ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم
وذلك من ملة إبراهيم والذين معه الذين أُمرنا بالإقتداء بهم
حيث يقول سبحانه وتعالى :
( قد كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة 4
وهو من دين محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة51 ,
وهذه في تحريم موالاة أهل الكتاب خصوصا
وقال سبحانه في تحريم موالاة الكفار عموما ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) الممتحنة1
والجدير بالذكر أن سورة الممتحنة التي بدأت بنهي المؤمنين من موالاة الكافرين قد ختمت بنفس التوجيه
في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) الممتحنة13
بل حرم الله على المؤمن موالاة الكفار ولو كانوا أقرب الناس إليه قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) التوبة23
وقال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22
وكما أن الله سبحانه حرم موالاة أعداء العقيدة الإسلامية فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم
قال تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) 56المائدة
وقال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات 10 ,
الولاء
من ولي أي الصديق والنصير , وفي قوله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه , أي من أحبني وتولاني فليتوله , إن الموالاة تعني المحبة
والنصرة والإتباع وهي تشعر بالقرب والدنو من الشيء عن طريق القول والفعل والنية
فالمؤمنون إخوة مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم أخوة متحابون يقتدي آخرهم بأولهم ويدعو بعضهم لبعض .
البراء
قال تعالى ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ )التوبة1
وهي عكس الموالاة
وهي باختصار التباعد والإختلاف , وقيل هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار
الموالاة والمعاداة لهما ارتباط كبير بعقيدة المسلم وأثر لا ينكر على سلوكه ,
فجميع مشاعره و أحاسيسه مرتبطة بالأمة الإسلامية
قال صلى الله عليه وسلم ( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والبغض في الله ) بل إن الإيمان لا يستكمل إلا بهما ..
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)
فالموالاة في حياة المسلم لله ورسوله وللمؤمنين عبادة وعقيدة راسخة ومبدأ ثابت
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ )
والمعاداة والتبرؤ من أعداء الله ورسوله والمؤمنين لكفرهم وصدهم عن سبيل الله و من أجل دين الله .
النهي عن موالاة الكافرين
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة51
الولاية التي ينهى الله الذين آمنوا أن تكون بينهم وبين اليهود والنصارى
هي التناصر والتحالف معهم
ولا تتعلق بمعنى اتباعهم في دينهم , فبعيد جدا أن يكون بين المسلمين من يميل إلى اتباع اليهود والنصارى في الدين
إنما هو التحالف والتناصر
إن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء , واتخاذهم أولياء شيء آخر
لكنهما يختلطان على بعض المسلمين , فيخلطون بين السماحة في معاملة أهل الكتاب والبر بهم
في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق ,
وبين الولاء الذي لا يكون إلا لله ورسوله وللجماعة المسلمة , ناسين ما يقرره القرآن الكريم من
أن أهل الكتاب .. بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة ..
وأن هذا شأن ثابت لهم وأنهم ينقمون من المسلم إسلامه وأنهم لن يرضوا عن المسلم حتى يتبع
ملتهم , وأنهم يصرون على حرب الإسلام والمسلمين وأنهم قد بدت البغضاء من أفواههم وما
تخفي صدورهم أكبر .... .
وسذاجة أية سذاجة , وغفلة أية غفلة أن نظن أن لنا وإياهم طريقا واحدا نسلكه للتمكين للدين أمام الكفار الملحدين ,
فهم مع الكفار الملحدين إذا كانت المعركة مع المسلمين , فأهل الكتاب هؤلاء هم الذين كانوا يقولون للذين كفروا من المشركين ْ
( هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ) النساء51
وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين شنوا الحروب الصليبية وهم الذين شردوا العرب في فلسطين و أحلوا اليهود محلهم , متعاونين في هذا مع الإلحاد والمادية
وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين يشردون المسلمين في كل مكان ... في الحبشة والصومال وأرتيريا والجزائر , ويتعاونون في هذا التشريد مع الإلحاد والمادية والوثنية في يوغسلافيا والصين والتركستان والهند وفي كل مكان ! .
إن الذين يحاولون تمييع هذه المفاصلة الحاسمة , باسم التسامح والتقرب من أهل الأديان السماوية يخطئون فهم معنى الأديان كما يخطئون فهم معنى التسامح ,
التسامح يكون في المعاملات الشخصية , لا في التصور الإعتقادي ,ولا في النظام الإجتماعي .
حدود موالاة الكفار
1 - منها ماهو كفر محض وانسلاخ عن الدين مثل :
أ - التولي المطلق .
بـ - مودتهم لأجل دينهم .
جـ - طاعتهم في أمور التشريع .
د - اعتقاد مساواتهم بالمسلمين وأن المسلمين لا ميزة لهم .
هـ - التزلق إليهم لكسب رضاهم ومحبتهم .
و - الوثوق بهم وائتمانهم دون المسلمين .
ز - نصرتهم ومساعدتهم على المسلمين
حـ - التشبه بهم إعجابا واستحسانا في قضايا التوحيد والعبادات وكذلك التشبه المطلق بهم .
2- ومنهاجا هو كبيرة من الكبائر يكفر إذا استحلها مثل :
أ - اتخاذهم بطانة .
بـ - مداهنتهم والتذلل لهم وملاينة الحربيين منهم .
جـ - المبالغة في تعظيمهم ورفع شأنهم .
د - الدخول في سلطانهم بدون حاجة ولا اقتضاء مصلحة عامة .
هـ - مشاركتهم في أعمالهم الدينية وطقوسهم على سبيل المجاملة لا الإعتقاد , والإستغفار لموتاهم ,
و - التشبه بهم في أخلاقهم وشعائرهم كالأعياد .
ز - الإقامة عندهم لمن لا يستطع إعلان دينه مع قدرته على الهجرة .
حـ - تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم .
3- ومنها ما هو أقل من ذلك : نحو
أ - ميل القلب غير الإرادي إلى الزوجة الكتابية , ومن بذل إلينا معروفا أو من كان صاحب خلق وأدب .
ب- مدحهم والثناء عليهم بدون مسوغ شرعي بغض النظر عن دينهم .
جـ - مصادقتهم ومعاشرتهم .
د – الثقة المطلقة فيهم .
هـ - العمل لديهم مع وجود الإهانة والإحتقاره .
و – إلقاء السلام عليهم .
ز – التشبه بهم في زيهم ومظاهرهم وعاداتهم الخاصة والتسمي بأسماءهم .
حـ - الدعاء لهم بالصحة والعافية وطول العمر ودوام الإستقرار .
ط – تهنئتهم في المناسبات العادية والأفراح مثل الزواج والسلامة من كارثة .
4- هناك أشياء مباحة لا تعد موالاة مثل :
أ – معاملتهم بالحسنى واللطف لا سيما المسالمين منهم .
بـ - الصدقة على محتاجيهم .
جـ - الإهداء إليهم وقبول هديتهم .
د – تعزيتهم في مصائبهم على الوجه المشروع .
هـ - رد التحية عليهم ورد السلام عليهم إذا سلموا تسليما صحيحا .
و – معاملتهم في العقود المالية المباحة .
ز – تأجيرهم المساكن والدور بشرط ألا تتخذ بؤرة للفساد .
حـ - استعمالهم عند الحاجة إليهم في الأمور العادية .
ط – السفر إليهم لأغراض مباحة مع القدرة على إعلان الدين .
ي – الإقامة عندهم لغرض صحيح مع القدرة على إظهار الدين .
ك – زيارتهم لغرض مشروع .
ل – الإستفادة مما عندهم في شؤون الحياة كالصنائع والنظم مما لا يدخل في التشريع .
مثل من اتخذوا الكافرين أولياء من دون الله
وأما حال من أعطوا ولائهم لغير الله فقد شبه الله تعالى ولاءهم هذا كمن يأوي على بيت ضعيف من خيوط واهية كبيت العنكبوت , وفي هذا زيادة في النهي والتحذير من الوقوع في مثل هذه الولاية ...
قال تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون ) العنكبوت41
إنها العنكبوت وما تملك من القوى ليست سوى خيوط العنكبوت , وإن أصحاب الدعوات الذين يتعرضون للفتنة والأذى , وللإغراء والإغواء , لجديرون أن يقفوا أمام هذه تضربهم
وتحاول أن تسحقهم , وهذه تستهويهم وتحاول أن تشتريهم , وكلها خيوط العنكبوت في حساب الله , وفي حساب العقيدة حين تصح العقيدة , وحين تعرف حقيقة القوى , وتحسن التقويم والتقدير .
الأسباب المعينة على تحقيق الموالاة والمعاداة
1- ترك اتباع أهواءهم
قال تعالى :
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) البقرة120
2- معصيتهم فيما أمروا به وعدم طاعتهم
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ) آل عمران100
( ولَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف28
3- ترك الركون إلى الكفرة والظالمين
قال تعالى :
(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) هود113
( وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ) 75 الإسراء
4- ترك موالاة أعداء الله
قال تعالى :
( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22
5- ترك التشبه بالكفار في الأفعال لأنها تورث نوع من المودة والمحبة في الباطن يقضي إلى موالاتهم
قال تعالى
( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ).
يجب أن يعلم كل مسلم أنه مهما بلغ مكر أعدائنا بنا ومهما أصابنا ومهما والى بعض المنتسبين منا أعداءنا فلا يمنع المسلم من أن يوالي ويعادي في الله حتى يحق الله الحق ويبطل
الباطل ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) الأنبياء18
هذه السنة الجارية ,
رسم التعبير القرآني صورة حسية متحركة فكأنما الحق قذيفة متحركة تقذف به على الباطل , فيشق دماغه فإذا هو زاهق هالك ذاهب , فالحق أصيل والباطل منفي ولا سلطان له يطارده الله, ولا بقاء لشيء يطارده الله ولا حياة لشيء تقذفه يد الله فتدمغه .
اللهم اجعلنا سلما لأولياءك وحرباً على أعداءك
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ آمين .
*******
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اهتدى بهداه , وبعد
فإنه بعد محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تجب محبة أولياء الله ومعاداة أعدائه
فمن أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة
أن يوالي أهلها , ويعادي أعداءها , فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم
ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم
وذلك من ملة إبراهيم والذين معه الذين أُمرنا بالإقتداء بهم
حيث يقول سبحانه وتعالى :
( قد كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة 4
وهو من دين محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة51 ,
وهذه في تحريم موالاة أهل الكتاب خصوصا
وقال سبحانه في تحريم موالاة الكفار عموما ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) الممتحنة1
والجدير بالذكر أن سورة الممتحنة التي بدأت بنهي المؤمنين من موالاة الكافرين قد ختمت بنفس التوجيه
في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ) الممتحنة13
بل حرم الله على المؤمن موالاة الكفار ولو كانوا أقرب الناس إليه قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) التوبة23
وقال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22
وكما أن الله سبحانه حرم موالاة أعداء العقيدة الإسلامية فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم
قال تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) 56المائدة
وقال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات 10 ,
الولاء
من ولي أي الصديق والنصير , وفي قوله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه , أي من أحبني وتولاني فليتوله , إن الموالاة تعني المحبة
والنصرة والإتباع وهي تشعر بالقرب والدنو من الشيء عن طريق القول والفعل والنية
فالمؤمنون إخوة مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم أخوة متحابون يقتدي آخرهم بأولهم ويدعو بعضهم لبعض .
البراء
قال تعالى ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ )التوبة1
وهي عكس الموالاة
وهي باختصار التباعد والإختلاف , وقيل هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار
الموالاة والمعاداة لهما ارتباط كبير بعقيدة المسلم وأثر لا ينكر على سلوكه ,
فجميع مشاعره و أحاسيسه مرتبطة بالأمة الإسلامية
قال صلى الله عليه وسلم ( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والبغض في الله ) بل إن الإيمان لا يستكمل إلا بهما ..
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)
فالموالاة في حياة المسلم لله ورسوله وللمؤمنين عبادة وعقيدة راسخة ومبدأ ثابت
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ )
والمعاداة والتبرؤ من أعداء الله ورسوله والمؤمنين لكفرهم وصدهم عن سبيل الله و من أجل دين الله .
النهي عن موالاة الكافرين
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة51
الولاية التي ينهى الله الذين آمنوا أن تكون بينهم وبين اليهود والنصارى
هي التناصر والتحالف معهم
ولا تتعلق بمعنى اتباعهم في دينهم , فبعيد جدا أن يكون بين المسلمين من يميل إلى اتباع اليهود والنصارى في الدين
إنما هو التحالف والتناصر
إن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء , واتخاذهم أولياء شيء آخر
لكنهما يختلطان على بعض المسلمين , فيخلطون بين السماحة في معاملة أهل الكتاب والبر بهم
في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق ,
وبين الولاء الذي لا يكون إلا لله ورسوله وللجماعة المسلمة , ناسين ما يقرره القرآن الكريم من
أن أهل الكتاب .. بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة ..
وأن هذا شأن ثابت لهم وأنهم ينقمون من المسلم إسلامه وأنهم لن يرضوا عن المسلم حتى يتبع
ملتهم , وأنهم يصرون على حرب الإسلام والمسلمين وأنهم قد بدت البغضاء من أفواههم وما
تخفي صدورهم أكبر .... .
وسذاجة أية سذاجة , وغفلة أية غفلة أن نظن أن لنا وإياهم طريقا واحدا نسلكه للتمكين للدين أمام الكفار الملحدين ,
فهم مع الكفار الملحدين إذا كانت المعركة مع المسلمين , فأهل الكتاب هؤلاء هم الذين كانوا يقولون للذين كفروا من المشركين ْ
( هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ) النساء51
وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين شنوا الحروب الصليبية وهم الذين شردوا العرب في فلسطين و أحلوا اليهود محلهم , متعاونين في هذا مع الإلحاد والمادية
وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين يشردون المسلمين في كل مكان ... في الحبشة والصومال وأرتيريا والجزائر , ويتعاونون في هذا التشريد مع الإلحاد والمادية والوثنية في يوغسلافيا والصين والتركستان والهند وفي كل مكان ! .
إن الذين يحاولون تمييع هذه المفاصلة الحاسمة , باسم التسامح والتقرب من أهل الأديان السماوية يخطئون فهم معنى الأديان كما يخطئون فهم معنى التسامح ,
التسامح يكون في المعاملات الشخصية , لا في التصور الإعتقادي ,ولا في النظام الإجتماعي .
حدود موالاة الكفار
1 - منها ماهو كفر محض وانسلاخ عن الدين مثل :
أ - التولي المطلق .
بـ - مودتهم لأجل دينهم .
جـ - طاعتهم في أمور التشريع .
د - اعتقاد مساواتهم بالمسلمين وأن المسلمين لا ميزة لهم .
هـ - التزلق إليهم لكسب رضاهم ومحبتهم .
و - الوثوق بهم وائتمانهم دون المسلمين .
ز - نصرتهم ومساعدتهم على المسلمين
حـ - التشبه بهم إعجابا واستحسانا في قضايا التوحيد والعبادات وكذلك التشبه المطلق بهم .
2- ومنهاجا هو كبيرة من الكبائر يكفر إذا استحلها مثل :
أ - اتخاذهم بطانة .
بـ - مداهنتهم والتذلل لهم وملاينة الحربيين منهم .
جـ - المبالغة في تعظيمهم ورفع شأنهم .
د - الدخول في سلطانهم بدون حاجة ولا اقتضاء مصلحة عامة .
هـ - مشاركتهم في أعمالهم الدينية وطقوسهم على سبيل المجاملة لا الإعتقاد , والإستغفار لموتاهم ,
و - التشبه بهم في أخلاقهم وشعائرهم كالأعياد .
ز - الإقامة عندهم لمن لا يستطع إعلان دينه مع قدرته على الهجرة .
حـ - تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم .
3- ومنها ما هو أقل من ذلك : نحو
أ - ميل القلب غير الإرادي إلى الزوجة الكتابية , ومن بذل إلينا معروفا أو من كان صاحب خلق وأدب .
ب- مدحهم والثناء عليهم بدون مسوغ شرعي بغض النظر عن دينهم .
جـ - مصادقتهم ومعاشرتهم .
د – الثقة المطلقة فيهم .
هـ - العمل لديهم مع وجود الإهانة والإحتقاره .
و – إلقاء السلام عليهم .
ز – التشبه بهم في زيهم ومظاهرهم وعاداتهم الخاصة والتسمي بأسماءهم .
حـ - الدعاء لهم بالصحة والعافية وطول العمر ودوام الإستقرار .
ط – تهنئتهم في المناسبات العادية والأفراح مثل الزواج والسلامة من كارثة .
4- هناك أشياء مباحة لا تعد موالاة مثل :
أ – معاملتهم بالحسنى واللطف لا سيما المسالمين منهم .
بـ - الصدقة على محتاجيهم .
جـ - الإهداء إليهم وقبول هديتهم .
د – تعزيتهم في مصائبهم على الوجه المشروع .
هـ - رد التحية عليهم ورد السلام عليهم إذا سلموا تسليما صحيحا .
و – معاملتهم في العقود المالية المباحة .
ز – تأجيرهم المساكن والدور بشرط ألا تتخذ بؤرة للفساد .
حـ - استعمالهم عند الحاجة إليهم في الأمور العادية .
ط – السفر إليهم لأغراض مباحة مع القدرة على إعلان الدين .
ي – الإقامة عندهم لغرض صحيح مع القدرة على إظهار الدين .
ك – زيارتهم لغرض مشروع .
ل – الإستفادة مما عندهم في شؤون الحياة كالصنائع والنظم مما لا يدخل في التشريع .
مثل من اتخذوا الكافرين أولياء من دون الله
وأما حال من أعطوا ولائهم لغير الله فقد شبه الله تعالى ولاءهم هذا كمن يأوي على بيت ضعيف من خيوط واهية كبيت العنكبوت , وفي هذا زيادة في النهي والتحذير من الوقوع في مثل هذه الولاية ...
قال تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون ) العنكبوت41
إنها العنكبوت وما تملك من القوى ليست سوى خيوط العنكبوت , وإن أصحاب الدعوات الذين يتعرضون للفتنة والأذى , وللإغراء والإغواء , لجديرون أن يقفوا أمام هذه تضربهم
وتحاول أن تسحقهم , وهذه تستهويهم وتحاول أن تشتريهم , وكلها خيوط العنكبوت في حساب الله , وفي حساب العقيدة حين تصح العقيدة , وحين تعرف حقيقة القوى , وتحسن التقويم والتقدير .
الأسباب المعينة على تحقيق الموالاة والمعاداة
1- ترك اتباع أهواءهم
قال تعالى :
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) البقرة120
2- معصيتهم فيما أمروا به وعدم طاعتهم
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ) آل عمران100
( ولَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف28
3- ترك الركون إلى الكفرة والظالمين
قال تعالى :
(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) هود113
( وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ) 75 الإسراء
4- ترك موالاة أعداء الله
قال تعالى :
( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22
5- ترك التشبه بالكفار في الأفعال لأنها تورث نوع من المودة والمحبة في الباطن يقضي إلى موالاتهم
قال تعالى
( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ).
يجب أن يعلم كل مسلم أنه مهما بلغ مكر أعدائنا بنا ومهما أصابنا ومهما والى بعض المنتسبين منا أعداءنا فلا يمنع المسلم من أن يوالي ويعادي في الله حتى يحق الله الحق ويبطل
الباطل ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) الأنبياء18
هذه السنة الجارية ,
رسم التعبير القرآني صورة حسية متحركة فكأنما الحق قذيفة متحركة تقذف به على الباطل , فيشق دماغه فإذا هو زاهق هالك ذاهب , فالحق أصيل والباطل منفي ولا سلطان له يطارده الله, ولا بقاء لشيء يطارده الله ولا حياة لشيء تقذفه يد الله فتدمغه .
اللهم اجعلنا سلما لأولياءك وحرباً على أعداءك
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ آمين .
*******
* وقفة حول الولاء والبراء / الجوهرة بنت عبد الله .
* التوجيهات القرآنية في معركة الصراع بين الحق والباطل / نضال العبوشي .
* التوجيهات القرآنية في معركة الصراع بين الحق والباطل / نضال العبوشي .