إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما قاله الشّيخ عبد الله عزام عن خالد الشّيخ محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما قاله الشّيخ عبد الله عزام عن خالد الشّيخ محمد

    الأخبار الموثوقة من داخل أفغانستان (عزام)

    ما قاله الشّيخ عبد الله عزام عن خالد الشّيخ محمد

    عزام (تقرير خاص) : أدى اعتقال خالد الشّيخ محمد في باكستان مؤخرا إلى ظهور "سيَر ذاتية" مختلفة لهذا المجاهد . وعلى نفس منوال الافتراءات التي نُسبت إلى مجاهدي 11 سبتمبر 2001 م – 23 جمادى الثانية 1422 ه- .. نَسجت وسائل الإعلام الغربية تُهمًا لخالد الشّيخ محمد ، وعرّفته بأنه "داعر" ، "ومدمن خمور" ، "وزير نساء" ، وبأنه عاش "حياة مليئة بالبهرجة" ، وبأنه تردّد على "دور البغاء ، ونوادي الرقص المثير ، والحانات التي ترتادها عاريات الصدور" ، إلى غير ذلك من الافتراءات . كلّ ذلك ينضوي تحت محاولة إضعافِ الدعم الذي تقدمه الأمة الإسلامية لأبطالها المجاهدين من القاعدة وغيرها ، أو زعزعةِ ثقة هذه الأمة بهم . أما الحقيقة فهي بعيدة تماما عن "التقارير" التي تنشَر في وسائل الإعلام الغربية ، فقد اشتهر خالد الشّيخ محمد بكونه مجاهدا معروفا بورعِه ، وكان قد انضمّ إلى المجاهدين في أفغانستان قبل عشرين سنة تقريبا مع أخويه : عابد ، وزاهد الشيخ . ولقد عمل ثلاثتهم برفقة الشّيخ عبد الله عزام في الجهاد الأفغاني في الثمانينات ؛ ولذلك .. كان الشّيخ عبد الله عزام يذكر ثلاثة الإخوةِ هؤلاء غالبًا – بأسمائهم – في محاضراته وكتبه .

    وبعد أن استُشهد عابد الشيخ إثر انفجار لغم أرضي في عملية على مطار جلال آباد .. كتَب الشّيخ عبد الله عزام عنه في كتابه (عُشّاق الحُور) ، ووصفه بالرجل التقي ، الذي اعتاد ختم القرآن كل سبعة أيام ، متّبعا سنة الصحابة رضي الله عنهم . والقصّة المروية هنا هي ما كتبه الشّيخ عبد الله عزام . فمن شاء أن تصف له وسائل الإعلام الصهيونية هذا الشخص .. فبإمكانه أن يتعلم منها ، ومن شاء أن يصف له الشّيخ عبد الله عزام هذا الشخص .. فبإمكانه أن يتعلم منه .

    الشهيد : عابد الشيخ محمد

    صفوة الدعاة قد قُبضوا ، وخيرة القوم قد ذهبوا في هذا الشهر ، وجلال آباد تقول : هل من مزيد لوقود معركة الإيمان ، ألم ترتوي يا أرض ننجرهار من دماء الأطهار ، أما يكفيك ما ابتلعت من جثث الأطهار ؟ كفاكِ .. كفاك فقد أخذت فلذاتِ الأكباد ومهجَ الأرواح .

    رحل أبو مسلم .. ثم تبعه عابد .. وبعد عابد بيوم واحد اختطفت يد المنون علَمًا ثالثا ، وهو أبو اليسر (علي عبد الفتاح) .

    كم من العيون ستبكي عليك يا عابد ؟ وكم من أرض ستستغفر لك ؟ أهي بلوشستان التي تمت إليها أصلا ونسبا ؟ أم الكويت التي درجت على أرضها وترعرعت بين جنباتها ؟ أم قطر التي تخرجت من جامعتها ؟ من ذا الذي لا يعرف هذا الفتى الذي درس في معهد الإيمان الديني في الكويت ؟ ومن ذا الذي دخل كلية الشريعة في قطر ولم يسمع بهذا الضّرغام ؟



    كذا فليَجِلّ الخطب وليفدَح الأمرُ . . فليس لِعَين لم يفِض ماؤها عذرُ




    أي عين لا تبكيك ممن رأوك ؟ أي لسان لا يلهج بالثناء عليك بالخير ممن خبِرك ؟ وهكذا كتب الله لك هذا التطواف الطويل في أرض الخليج ؛ حتى يعرفك الكثيرون الذين أراد الله بهم الخير ، لعل الله يحيي بذكرك مَوات القلوب ، وينقذَ بسيرتك كثيرا من ضُلال الدروب .

    الدراسة :

    ودخل كلية الشريعة في قطر ، وتخرج منها (1985 م) وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، ثم عمل مدرسا في مدارسها ، ولكن نفسه تأبى عليه أن ينعم تحت هواء المكيفات ، وأبناءُ دينه يحصَدون بنار الرشاشات ، وأطفالهم يموتون في حر الصيف في بيشاور بمعدل مائة يوميا أحيانا ، وأنّى لأسدٍ أن يقبل العيش مقيدا بالأصفاد في حديقة الحيوانات ، ويُعرضَ على الناظرين ؟ لا بُد أن يحطم القيود ويعود إلى غيله (عرينه) حيث الضراغم والأسود .

    وتزوج عابد ، وقدم إلى أرض الجهاد سنة (1987 م) بعد أن سبقته فروع الشجرة الطيبة (أشقاؤه) : زاهد – مدير لجنة الدعوة – وخالد – المهندس خريج أمريكا . ودق أطناب خيمته على باب الشيخ سياف ، وأصبح ظله الذي لا يفارقه ، وطَيفَه الذي لا يباعده .

    وعمل في مجلة البنيان المرصوص ، وعندما تذوق حلاوة الجهاد .. لم يطِق الصبر بعد أن طفح الكيل ، فوجّه رسالة عتاب جميلة إلى مشايخه الذين تلقى العلم على أيديهم ، وكانت لفتةً موحية معبرة تحت عنوان : (عفوًا شيخي) ، مع أدب جمّ ، ومشاعر فياضة مفعمة بالعاطفة والحب .

    في خنادق القتال :

    وكلما اشتدت المعارك وزاد ضِرامُها ، وشد إليها الشيخ سياف الرحَال .. تجد حوله من أركانه الذين لا يفارقونه خالد وعابد ويلحقهم أحيانا زاهد .

    وقد سعدت بخالد فترة آخِر معركة ضخمة في جاجي بضعة عشر يوما ، وكنت أسميه "السكرتير" ؛ فكان يستمع إلى القرآن ، وقد حاولنا أن نطبق منهج الصحابة في تلاوة القرآن (فمي بشوق) أي ختمة في مدة أسبوع : أولها من (الفاء – الميم) الفاتحة إلى المائدة ، والثاني من (م – ي) المائدة – يونس ، والثالث (ي – ب) يونس إلى بني إسرائيل ، والرابع (ب – ش) الإسراء – الشعراء ، والخامس (ش – و) الشعراء – والصافات ، والسادس (و – ق) والصافات – ق ، والسابع ق – الناس .

    الشهادة :

    وأخيرا إلى جلال آباد .. وفي هجوم على المطار حيث انطلق الخمسة : عابد ، وأبو الفضل (أبو طارق) اليمني ، وأسامة الأزبكي ، وصخر الصخري ، وسراقة الشرقاوي .

    وأراد العرب أن يتقدموا الصفوف ، فضن بهم القائد خالد (أسد يقود الحرب بقدم واحدة) ، فقال : العرب يتأخرون عن الأفغان جميعا ، وسار خمسون من المجاهدين الأفغان ، وبعدهم جميعا وفي نفس الطريق سار الخمسة ، ولكن الحذر لا يغني من القدر ، فعثرت قدم صخر بخيط للغم مشرك (مجموعة ألغام مربوطة مع بعضها) ؛ فانفجر اللغم ، وسقط عابد ، ولفظ روحه لِتوّه ، وجُرح الجميع عدا أسامة ، فكلّه جِراح .



    أبنتَ الدهر عندي كلُّ بنت . . فكيف وصلت أنت من الزحام


    جُرحت مجرّحا لم يبقَ فيهِ . . مكـــان للســــيوف أو السهـــام




    وحُمل الجرحى الثلاثة (أبو طارق ، وسراقة ، وصخر) ، أما الأخيران فقد قضيا نحبهما على الطريق ، ودفنا في ننجرهار (جلال آباد) . وأما أبو طارق فقد وصل مستشفى الفوزان (مكسورَ الساق مهشمَ العظام ساقا وساعدا ) ، وكنت الساعة الثانية عشرة ليلا في المستشفى ، وإذا بأبي الفضل (أبوطارق) .

    مشهد عجيب من الصبر والرجولة :

    وحول الناقلة التي ينام عليها أبو الفضل (أبو طارق) اليماني .. اكتنفناه مجموعة من أطباء المستشفى والدكتور عبد اللطيف وأبو حفص (زاهد : شقيق عابد) ، فسألته ماذا وراءك يا أبا طارق ؟ قال: لغم أصابنا ؛ فاستشهد عابد . ومن عابد ؟ قال : القطري الذي أصله من بلوشستان ، وعاش في الكويت ، ونظرت إلى وجه زاهد وقد جمدت الدموع في عينيه والكلمات على شفتيه ، وكأن الأمر لا يعنيه . فاستلمت الكلام : أأنت رأيت عابدا بنفسك قد استشهد ؟ قال : نعم ، لقد قضى على الفور أمامي . ورأيت معنى الحديث الصحيح مفسرا على وجه أبي حفص (زاهد) {إن الله ينزل الصبر على قدر المصيبة ، والمعونةَ على قدر المؤونة} .

    على مقبرة الشهداء :

    وفي اليوم التالي – الثلاثاء 6 رمضان – شُيعت جنازة عابد بموكب ، وحرس الشرف مصطفون ، والشيخ سياف لا يتمالك نفسه من البكاء ، وعبراته تهطل سيلا ، وكذاك محمد ياسر ، والجبانة (المقبرة) غاصة بالمجاهدين عربا وأفغانا ، وودعه محمد ياسر بكلمة ثم الشيخ سياف ثم تكلمت ، وهكذا مضى عابد وترك زوجته وطفليه – صهيب أكبرهما :



    يقول صهيب لما رأى طول رحلتي . . سفارك هذا تـــاركي لا أباليا




    ومع الخالدين رحل الراكب المهاجر ، وصاحَبته القلوب ، ونرجو الله أن يجمعنا به في الصالحين .
جاري التحميل ..
X