الدائرة الثانية...مصر وبلاد الشام (3)... إعرف عدوك... المهمة الوظيفية لدولة الإحتلال الصهيوني
حتى بعد مرور أكثر من ستين سنة على تأسيس الدولة العازل، فإن جوهر مهمتها الوظيفية لازال قائماً (أنظر الحلقة السابقة، رقم 2).
فلقد أطلق غوردن براون – عندما كان رئيساً للوزراء في بريطانيا – تصريحه الشهير أمام الإحتفال الذي أقيم في الكنيس اليهودي بمنطقة فنشلي بلندن في 8/5/2008 بمناسبة مرور 60 عاماً على قيام "دولة إسرائيل"، الذي قال فيه بأن "قيام دولة إسرائيل كان من أعظم إنجازات القرن العشرين". وكتبت في حينها (في 10/5/2008) رسالة إلى غوردن بروان شرحت فيها بعض الأثار المدمرة التي نتجت عن قيام "إسرائيل"، وأضفت "كنت أتوقع أن الوقت قد حان لكي تعتذر بريطانيا للشعب الفلسطيني عن دورها في تأسيس إسرائيل في المنطقة العربية". وأتبعت ذلك، بعريضة إلكترونية تطالب الحكومية البريطانية بالاعتذار عن دورها في تأسيس "إسرائيل" في المنطقة العربية.
أما خوسيه ماريا أزنار – رئيس وزراء أسبانيا من عام 1996 إلى 2004، وأحد أطراف ثالوث العدوان على العراق عام 2003: بوش، بلير، أزنار – فلقد كتب مقالاً بجريدة التايمز اللندنية (الصفحة 31) في 17/6/2010 عنوانه "ادعموا إسرائل: لأنها إذا انهارت انهار الغرب Support Isreal: if it goes down …we all go down" قال فيه بصراحة واضحة بأن "إسرائيل هي جزء أساسي من الغرب"، وربط مصير الغرب بمصير "إسرائيل"، حيث إن "انهيارها" سيؤدي إلى "انهيار الغرب"، فهي "خط الدفاع الأول" للدول الأوروبية التي هدفها الحصول على نفط المنطقة العربية: "إن إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها ... إن إسرائيل هي جزء أساسي من الغرب، وماهو عليه (الغرب) بفضل جذوره اليهودية-المسيحية. ففي حال تم نزع العنصر اليهودي من تلك الجذور وفقدان إسرائيل فسنضيع نحن أيضاً وسيكون مصيرنا متشابكاً وبشكل لا ينفصم سواء أحببنا ذلك أم لا".
وتبع ذلك، الإعلان في31/5/2010 في باريس – اليوم الذي اعتدت فيه قوات الإحتلال الصهيوني في المياه الدولية على أسطول الحرية (سفينة مرمرة الزرقاء التركية) الذي كان في طريقة لفك الحصار عن قطاع غزة - عن تشكيل "مبادرة أصدقاء إسرائيل"، وإفتتاح فرع لها في بريطانيا في شهر تموز (يوليو). وذكرت صحيفة الجويش كرونيكل الصادرة في لندن في 23/7/2010 أن أزنار قال في حفل افتتاح الفرع الذي أقيم بمجلس العموم البريطاني "إن وقف عملية تآكل حقوق إسرائيل ليس مسألة مهمة فقط بل حيوية أيضاً لإسرائيل وجميع الدول الغربية، لأنه في حال سقطت فسنسقط جميعاً معها". ومن بين مؤسسي هذه المبادرة بالإضافة إلى أزنار كل من: جون بولتون – ممثل أمريكا الدائم السابق في عهد جورج بوش (الابن) لدى الأمم المتحدة – مارسيلو بيرا – الرئيس السابق لمجلس الشيوخ الإيطالي – وأندرو روبرتس – المؤرخ البريطاني.
وتأتي هذه المبادرة للدفاع عن "الدولة العازل" بعد أن وصل علوها وفسادها في الأرض إلى درجة كبيرة. ولقد وصف الشيخ رائد صلاح - من على ظهر أسطول الحرية - تصرفات هذه الدولة بأنها تتصف "بالغباء والعنجهية" وبالتالي فتوقع منها مالا يتوقع.
ملاحظة: الحلقة 4 من هذه السلسلة "الدائرة الثانية...مصر وبلاد الشام" يوم الثلاثاء القادم 17/7/2012 إن شاء الله "الفتاح العليم"
تعليق