الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني تنكر التنسيق الأمني مع الإحتلال، وتعتبره خروجا على الإجماع الوطني وبديهيات التحرر الوطني والإنعتاق من الإحتلال! ولا يختلف في هذا أحد من الفصائل الفلسطينية، فحتى المقاومون بحركة فتح يطالبون بوقف التنسيق الأمني مع الإحتلال واستعادة خيار بندقية الثائر بعدما تم إسقاط غصن الزيتون باغتيال حامله!
السؤال الآن هو كيف نخرج من التنسيق الأمني بعدما تم إسقاطه في الإنتفاضة وتوحدت كافة الفصائل وخرجت الفصائل جميعا في عمليات مشتركة ضد الإحتلال وصار التنافس الفصائلي في أعداد العمليات وفي إثخان الإحتلال، حتى أنه كان يجري تبني العمليات قبل التأكد من بعض الحيثيات، ما يدل على حمى التسابق في ضرب الإحتلال، بعدما سقط التنسيق الأمني وإطلاق سراح كافة المعتقلين ومنهم الشهيد أبو هنود وغيره! وصارت كلمة الشهادة ترد حتى على لسان القيادة الفلسطينية، حين قال ياسر عرفات كلماته الشهيرة: شهيدا شهيدا شهيدا
هناك ثلاثة خيارات لإنهاء التنسيق الأمني إلى غير رجعة! الأول ميداني، الثاني برلماني، والثالث إعلامي! أما ميدانيا فلا بد من خروج الشعب الفلسطيني لمواجهة الإحتلال بعيدا عن الحزبية والفصائلية تحت عنوان "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" ! ولتسقط كل الأعلام الحزبية! أما الثاني، فلا بد من قانون يصدره برلمان الإنتفاضة ينص صراحة على تجريم التنسيق الأمني ويكون بالتوافق بين نواب فتح وحماس! والثالث إعلاميا، لا بد من التركيز على أخوة الشعب الفلسطيني مهما كانت القبيلة (الفصيل) الذي ينتمي إليه المواطن، ووقف التمييز بين المواطنين على خلفيات فكرية! فالمهم أن نتوحد على تحرير القدس والدفاع عن المسجد الأقصى فنرجع كما قال الله سبحانه وتعالى: فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا
تعليق