تويت
لندن - الرسالة نت- مها شهوان
في أحد المباني الشاهقة بمدينة لندن يقع مجلس اللوردات البريطاني حيث يجتمع اعضاؤه باستمرار لمناقشة القضايا الهامة، تمكنت "الرسالة نت" حضور دقائق معدودات من الاجتماع، لاسيما بعدما علمت ان احد الاعضاء الموجودين دائم الدفاع عن الفلسطينيين.
اتخذت العضو جيني تونج مكانا لها مستعدة لإطلاق اسئلتها "الصاروخية" الستة كما تصفها والتي اعتادت توجيهها الى رئيسها حول القضية الفلسطينية مما تثير جو من الضجة داخل القاعة, لكن تونج دائما تعتبر نفسها المنتصرة في المناقشة.
حركة حماس
بعد انتهاء تونج من اجتماعها اصطحبت "الرسالة نت" داخل اروقة القصر العتيق حتى وصلت الى غرفة مكتبها لتتحدث بهدوء عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية قائلة: "ظلم الفلسطينيون كثيرا على يد اسرائيل المدعومة من النظام الدولي وأوضاعهم تزداد سوءا لاسيما في قطاع غزة ".
وعن انطباعها الاخير خلال زيارتها لغزة قبل اشهر أوضحت أنها قلقة على أطفال غزة لما يعانونه من سوء التغذية والخوف المستمر من طائرات الاحتلال ، بالإضافة إلى الحدود الضيقة للتعليم الذي يتلقونه في مدارسهم ، مشيرة إلى أنه في حال تعلم الاطفال فان حدودهم محدودة ومغلقة ليس كبقية اقرانهم في مختلف انحاء العالم.
ولفتت تونج إلى أن حال الاطفال في الضفة الغربية يزداد سوءا لوجود نقاط التفتيش "الاسرائيلية" التي تتلقفهم بين مدينة وأخرى، مشددة على ضرورة وقف ممارسات جنود الاحتلال والمستوطنون بحق الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن عدم تعامل الحكومات الاوربية مع حركة حماس يعد خطأ كبيرا ، موضحة أنها قابلت في غزة رئيس الوزراء اسماعيل هنيه ووجدته شخصية ذكيه ينظر للمستقبل هو وحركته نظرة ثاقبة ويتحدث بكلام منطقي لكن ما تعلنه حماس في مواطن كثيرة يساء فهمه من قبل البعض .
وحول لقائها بالشيخ رائد صلاح في لندن بعد الافراج عنه قالت اللورد توينغ:" شجعني للحديث عن الاوضاع في اراضي الـ 48 لاسيما القوانين التي تمرر من اجل تعقيد حياة العرب في "إسرائيل".
وذكرت أن تقدما ملحوظا طرأ على حكومتها البريطانية ازاء الاهتمام بالقضية الفلسطينية لاسيما لما يدور في غزة لكن دون فعل أي شيء على أرض الواقع مما يدفعها للتألم من أجل المواطنين العزل هناك، مدللة على قولها بالمثل البريطاني "اعتم ساعة تأتي مباشرة قبل الفجر " حيث تعتبر أن ما يعيشه الفلسطينيون الان اعتم ساعة .
المرأة الفلسطينية
وتحدثت توينج بان أمريكا خلال السنوات المقبلة لن تكون كما هي عليه خاصة وان الكثير من الرسائل تصلها من المواطنين الامريكان الذين يؤيدونها في دعم الفلسطينيين ، مؤكدة انه رغم المشاكل التي تقع فيها مع حكومتها وتحويلها المستمر للتحقيق إلا أنها سعيدة لما تقدمه من أجل القضية الفلسطينية .
وترى أن الدعم العالمي والأوروبي للقضية الفلسطينية يزداد يوما بعد الاخر لاسيما في الاعوام الخمسة عشر الاخيرة .
وقالت عضو مجلس اللوردات البريطاني :" بالرغم من أن تأثيري بسيط على الوزراء البريطانيين إلا أنني أصر على مواجهتهم بالحقيقة التي يدركونها لكنهم يخشون فعل اي شيء بسبب الضغوط التي تتعرض لها الاحزاب السياسية من قبل اللوبي الصهيوني"، مضيفة : حينما أمسك أوباما زمام الحكم كان هناك أمل ليرجع الحقوق إلي أصحابها لكن الضغوط حكمته لكن في حين شارك بالمرحلة المقبلة من الانتخابات وربحها قد ينجز شيئا جيدا.
وعن المرأة الفلسطينية تحدثت تونج أن فيهن روح الحياة رغم وجودهن في أخطر مناطق الصراع في العالم إلا أنهن يتحملن العبء بجانب الرجال ، بالإضافة إلى ابتسامتها التي تصاحبها في تربية ابنائها .
وفي ختام حديثها روت أنها عند زيارتها الأخيرة لغزة كانت تبكي عند مشاهدتها للمباني المقصوفة وسماعها للقصص الانسانية لكن ابتسامة الغزيين في وجهها كانت تواسيها وتخفف عنها رغم آلامهم، مبينة أنها في إحدى المرات جلست تستمع لرجل كبير في العمر عن الاوضاع في مخيم الشاطئ وإذ بفتى يمر من جانبها وهو يعتلي عربة ويقول لها "انظري تلك سيارتي المرسيدس الجديدة".
تعليق