كثيرة هي المشاكل التي قد تحدث بين الزوجين إذا لم يفهم كل منهما ماله من حقوق وما عليه من واجبات، وإذا لم يكن على فهم ودراية بقدسية الحياة الزوجية التي يلزمها الكثير من التوازنات والتنازلات، والوصول لحلول وسط مشتركة.
لكن قد يحدث أحياناً بين الزوجين -نتيجة لظروف متعددة- ما يعرف بالجفاف العاطفي، وهو حالة من البرود التي تقيد الحياة العاطفية بين الزوجين، ما يسبب الصمت الطويل بينهما ويسيطر الروتين المتكرر على حياتهما، بعيداً عن الالتفات لمشاعر الحب والمودة.
وإذا كان أساس العلاقة الزوجية السكن والمودة، فإن ما يعطل ذلك الشعور أو يخفيه مجموعة من المسببات رصدتها “السعادة”، تتمثل في وجود خلل في التكوين العاطفي لكلا الطرفين، أو أن كلاهما جاف الطبع، أو افتقار كلا الطرفين لطبيعة وتفكير وحاجات الآخر العاطفية، ويرجع ذلك لموروث العادات والتقاليد التي تجعل الرجل يخفي شعوره ، ويشعر بالخجل من إبدائها والتصريح بها، وقد يكون من الأسباب الشعور بالحواجز النفسية وعدم فهم طبيعة الآخر، وعدم التوافق النفسي، والتكافؤ العلمي والثقافي، والإهمال الزوجي، وعدم المصارحة، وتراكم المشاكل من سوء المعاملة المتبادلة، وعدم الاحترام المتبادل، والإهمال في تأدية الواجبات الزوجية والمنزلية, والإهمال في النظافة والمظهر، و الروتين المستمر، وعدم التجديد، وظروف العمل سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل، والصمت الكثير وعدم الحديث معاً عن مختلف القضايا، والنظر إليه على أنه تدخل في خصوصيات الآخر, وغياب الوعي الثقافي.
تعليق