بقلم/شاعر المرأة والحجر

لا شك أننا جميعا اعتدنا قبل كل صلاة جمعة أن نتلوا سورة الكهف ولعلنا جميعا مررنا على قوله تعالى{قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً}.
نعم فهذا ما قاله سيدنا موسى للخضر عليه السلام عندما قام بخرق السفينة التي تحمل الناس في عرض البحر فرد عليه قائلا إني خرقتها لأعيبها فإنهم يمرون على ملك ظالم يأخذ كل سفينة غصبا وبذلك يمتنع الملك عن اخذ السفينة ويتركها لينتفع بها المساكين المغلوب على أمرهم.
وسؤالي هنا هل فعل الاخوان المسلمون في مصر ما فعله سيدنا الخضر عليه السلام حين خرق السفينة فقرروا الدفع بالمهندس خيرت الشاطر كمرشح لرئاسة مصر.

الجواب بلا شك: نعم !

فالاخوان المسلون هم أهل السياسة المحليون وكما يقولون أهل مكة أدرى بشعابها لأنهم هم من خاضوا العمل السياسي ومن سنوات عديدة مضت حتى فهموا اللعبة السياسية جيدا" وأيقنوا أن الاصلاح السياسي والإجتماعي وخلافه لا يأتي من قاعدة السلطة بقدر ما ياتي من رأسها فرأينا بالأمس كيف ففجروا قنبلتهم الموقوتة ومفاجئتهم الغير متوقعة والتي هزت السياسين والاعلاميين بل وبعض دول العالم مع أن هذا الامر كان يجب أن يكون متوقعا وخاصة بعد أن باتت المؤامرة جليه على الإخوان ومن كافة الأطراف ولعلنا جميعا سمعنا تهديدات المجلس العسكري بأنه يستطيع حل برلمان الشعب والشورى بل أنه وصل به الأمر برفض مطالباتهم بتشكيل حكومة توافقية من أجل إنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية والسياسية وإنفلاتها الامنى وغيرها الكتير.....

إذن كان لزاما تحت تلك الظروف أن يخرق الاخوان السفينة غير صانتين لبعض الاطراف السياسة التي حاولت استغلال الامر لتشويه صورتهم امام الرأي العام وإدعائهم أن الاخوان ليس لهم موقف ويتلونون من حين إلى اخر حتى بات واضحا أن هؤلاء المحرضيين ظلما وعدوانا ليس همهم مصر بقدر بأنهم ينكرون ويستكترون على الاخوان رئاسة مصر فهم بالامس –أي الاخوان - من حصدوا أصوات الأغلبية وترئسوا مجلس الشعب والشورى ومن قبله الاستفتاء على الدستور مدعين على فضائياتهم وفي صحفهم أن الاخوان اقترفوا احد السبع الموبقات وأخطأوا خطأ" تاريخيا وأنهم دعاة سلطة وجاه......

بل تعدى ذلك بأنهم تجرؤا على الاخوان بنعتهم بأبشع الصفات والاوصاف اللاخلاقية والسباب وكأني بهؤلاء المغرضيين هم أوصياء شعبهم ويقررون مصير مصر وكأني بهؤلاء هم من عاشوا تجارب الاخوان وقضوا من أعمارهم سنوات في المعتقلات ليس لذنب إلا لانهم عشقوا تراب مصر بل أتسائل إين كان هؤلاء عندما كان يحكمهم مبارك ونظامه لم نسمعهم يتطاولون على نظامه العفن بتاتا اين كانوا مختبئين ام انهم ممن ينطبق عليهم المثل القائل( ناس تختشي ماتستحيش).

وأتسائل أيضا لم لا يرشح الاخوان كباقي الأحزاب مرشحا للرئاسة أم هي حرام على بلابل الدوح حلال عليها من كل جنس وليترك الخيار للشعب المصري هو من يقرر من يحكمه لكنهم يعلمون جيدا ان الشعب يريد الاخوان .
ويجب على المصريين جميعهم أن يدركوا ويثقوا تمام التقة بأن الإخوان المسلمون ما جاءوا بشئ إمرا وما خرقوا السفينة إلا لأجلهم ولأجل تورتهم ومستقبلهم وبأن الاخوان ادركوا تماما في الفترة الاخيرة التي مرت بها مصر بأن هناك ملك سيأخد حكم مصر غصبا سواء كان ممن رشحوا أنفسهم للرئاسة من قيادات المجلس العسكري أتباع النظام البائد لإعادة صياغته من جديد أو ممن رشحوا أنفسهم من التيارات العلمانية والليبرالية والاشتراكية والتي لم نسمع بهم الا بعد ثورتكم المباركة.

وأخيرا سباق الرئاسة ليس حكرا" على أحد والإخوان جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية بمصر ومن حقهم أن يسابقوا في هذا المضمار بكافة الطرق الديمقراطية وليصمت أو ليتنحى كل من يحاول أن يقنعنا بأن الإخوان المسلمون حين قرروا المشاركة في انتخابات الرئاسة المصريه قد جاؤا بشئ نكرا....