الهداية تجر الهداية والضلال يجر الضلال
*
وأيضا فإنه البر ويحب أهل البر فيقرب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البر ، ويبغض الفجور وأهله فيبعد قلوبهم منه بحسب ما اتصفوا به من الفجور، فمن الأصل قوله تعالى : « الم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين » البقرة : 1-2 وهذا يتضمن أمرين :
«أحدهما : » أنه يهدي به من اتقى مساخطه قبل نزول الكتاب . فإن الناس على اختلاف مللهم ونحلهم قد استقر عندهم أن الله سبحانه يكره الظلم والفواحش والفساد في الأرض ويمقت فاعل ذلك ، ويحب العدل والإحسان والجود والصدق والإصلاح في الأرض ويحب فاعل ذلك ، فلما نزل الكتاب أثاب سبحانه أهل البر بأن وفقهم للإيمان به جزاء لهم على برهم وطاعتهم ، وخذل أهل الفجور والفحش والظلم بأن حال بينهم وبين الاهتداء به .
ا
الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
*
تعليق