[[ المرأة بين الجاهلية والإسلام]]
الحمد لله الذي ميز بين عباده بالثوابت , فمنهم من فرط ومنهم المرابط , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة يجلجل بها كل قانت , وأشهد أن محمدا عبده ورسول الذي ما فاته في التمسك بالثوابت والأصول فائت , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الذين بذلوا الدماء دون الثوابت وما فعلوا فعل النوابت.
[سبب المقال]
هذا المقال رسالة نصح إلى المفتونين بالغرب ومبادئه , فيقلدونه في كل صغير وكبير , إلى أولئك الذين يظنون الإسلام غير وافٍ بمتطلبات الحياة , إلى أولئك الذين يحتفلون بما يُسمى بعيد المرأة تقليداً وتشبها بالكفار , إلى أولئك الذين يظنون أن الإسلام هضم المرأة حقوقها , إلى هؤلاء نقول:
انظروا إلى رعاية الإسلام للمرأة في هذه السطور القليلة , على أمل في أن نكشف حال المرأة في الغرب , ونبين ذلكم الوضع المهين الذي تعيشه المرأة بعيدا عن ظلال الشريعة , والله أكبر , والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين , ولكن المنافقين لا يعلمون .
[كانت المرأة في الجاهلية تُوأد وهي طفلةٌ صغيرة]
قال الله تعالى:
{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}[التكوير]
((فحرم الإسلام قتلها , وأمر بالحفاظ عليها , والإحسان في تربيتها))
أخرج الشيخانعن عائشة - رضي الله عنها - ، قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأةٌ وَمَعَهَا ابنتان لَهَا ، تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيئاً غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحدَةٍ ، فَأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا , فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْها , ولَمْ تَأكُلْ مِنْهَا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرجَتْ ، فَدَخَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَينَا ، فَأخْبَرْتُهُ فَقَالَ :
(( مَنِ ابْتُليَ مِنْ هذِهِ البَنَاتِ بِشَيءٍ فَأحْسَنَ إلَيْهِنَّ ، كُنَّ لَهُ سِتراً مِنَ النَّارِ ))
[كانت العرب في الجاهلية تعتبر إنجاب الأنثى خزي عار وتبار]
قال الله تعالى:
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}[النحل]
(( فجاء الإسلام , واعتبر إنجاب الأنثى نعمة , تستوجب شكر المنعم I))
قال الله تعالى:
{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}[الشورى]
ولقد سُئلت من أحدهم عن السر في تقديم الإناث على الذكور في قوله تعالى:
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) }
فأجبت:
بأن السر في تقديم الإناث على الذكور , أن الأنثى أكثر براً واحتراماً , وانتماء لوالديها من الولد غالبا , والله أعلم.
[كانت المرأة في الجاهلية محرومة من الميراث]
(( فجاء الإسلام وجعل للمرأة نصيبا معلوما وفرضا مفروضا محدداً))
قال الله تعالى:
{ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7)}[النساء]
[كان الرجل في الجاهلية , يتزوج العدد الذي يريده من النساء , دون أن يعدل بينهنّ]
(( فجاء الإسلام , وحدد العدد وحصره في أربعة , مع اشتراط العدل))
قال الله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (3)}[النساء]
[كانت المرأة في الجاهلية , إذا مات زوجها , ورثها أقرباؤه , مثلها مثل أي متاع تركه]
(( فجاء الإسلام , واعطاها كرامتها البشرية , وجعلها وارثة لا مُوَرَّثة))
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)} [النساء]
[كان الرجل في الجاهلية , يُطلِّق زوجه عشرات المرات , كلما اقتربت عدتها على الانتهاء , أرجعها , ثم طلقها , وهكذا]
(( فنهى الإسلام عن ذلك , واعتبره نوع من أنواع الظلم , وجعل للطلاق حداً محدوداً , وحصره في ثلاث طلقات))
قال الله تعالى:
{ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}[البقرة]
[كان الرجل في الجاهلية , يسيء إلى زوجه , ويعاملها معاملة أسوأ من معاملة الدواب]
(( فنهى الإسلام عن ذلك , وأمر بالإحسان إليهن , وإكرامهن , ومعاشرتهن بالمعروف))
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً ؛ فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلعٍ ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإنْ تَرَكْتَهُ ، لَمْ يَزَلْ أعْوجَ ، فَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ ))
وأخرج الترمذي في سننهعَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ , وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي...»
كنت أظن قديما أن الأهل في الحديث يُقصد بهم الأب والأم , ولكن تبين لي بعدُ , أن المقصود بالأهل: هي الزوجة , فالحمد لله على نعمة الفهم.
والحديث يدل على أن مقياس خيرية الإنسان , تُقدَّر بمدى معاملته الخيِّرة مع زوجه , فكلما كان الإنسان محسنا مع زوجه , كلما زادت خيريته عند الله I.
[كان الرجل في الجاهلية , يستولي على أموال ابنته وزوجته , ولا يُقر لها بذمة مالية , خاصة بها]
(( فجاء الإسلام , وجعل للمرأة ذمة مالية خاصة بها , بحيث لا يجوز للرجل , أن يأخذ قرشا واحدا , إلا برضاها))
قال الله تعالى:
{ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)}[النساء]
[كان العرب في الجاهلية , يُجبرون بناتهم على الزواج , دون أن يكون لها أي اختيار]
(( فجاء الإسلام , وأعطى المرأة حق الاختيار , فتوافق على الزواج , أو ترفض))
أخرج مسلم في صحيحهقَالَ ذَكْوَانُ ، مَوْلَى عَائِشَةَ – رضي الله عنها - سَمِعْتُ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - تَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَارِيَةِ يُنْكِحُهَا أَهْلُهَا، أَتُسْتَأْمَرُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ لَهَارَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«نَعَمْ، تُسْتَأْمَرُ»،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ– رضي الله عنها -: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّهَا تَسْتَحِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«فَذَلِكَ إِذْنُهَا، إِذَا هِيَ سَكَتَتْ»
الحمد لله الذي ميز بين عباده بالثوابت , فمنهم من فرط ومنهم المرابط , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة يجلجل بها كل قانت , وأشهد أن محمدا عبده ورسول الذي ما فاته في التمسك بالثوابت والأصول فائت , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الذين بذلوا الدماء دون الثوابت وما فعلوا فعل النوابت.
[سبب المقال]
هذا المقال رسالة نصح إلى المفتونين بالغرب ومبادئه , فيقلدونه في كل صغير وكبير , إلى أولئك الذين يظنون الإسلام غير وافٍ بمتطلبات الحياة , إلى أولئك الذين يحتفلون بما يُسمى بعيد المرأة تقليداً وتشبها بالكفار , إلى أولئك الذين يظنون أن الإسلام هضم المرأة حقوقها , إلى هؤلاء نقول:
انظروا إلى رعاية الإسلام للمرأة في هذه السطور القليلة , على أمل في أن نكشف حال المرأة في الغرب , ونبين ذلكم الوضع المهين الذي تعيشه المرأة بعيدا عن ظلال الشريعة , والله أكبر , والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين , ولكن المنافقين لا يعلمون .
[كانت المرأة في الجاهلية تُوأد وهي طفلةٌ صغيرة]
قال الله تعالى:
{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}[التكوير]
((فحرم الإسلام قتلها , وأمر بالحفاظ عليها , والإحسان في تربيتها))
أخرج الشيخانعن عائشة - رضي الله عنها - ، قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأةٌ وَمَعَهَا ابنتان لَهَا ، تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيئاً غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحدَةٍ ، فَأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا , فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْها , ولَمْ تَأكُلْ مِنْهَا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرجَتْ ، فَدَخَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَينَا ، فَأخْبَرْتُهُ فَقَالَ :
(( مَنِ ابْتُليَ مِنْ هذِهِ البَنَاتِ بِشَيءٍ فَأحْسَنَ إلَيْهِنَّ ، كُنَّ لَهُ سِتراً مِنَ النَّارِ ))
[كانت العرب في الجاهلية تعتبر إنجاب الأنثى خزي عار وتبار]
قال الله تعالى:
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}[النحل]
(( فجاء الإسلام , واعتبر إنجاب الأنثى نعمة , تستوجب شكر المنعم I))
قال الله تعالى:
{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}[الشورى]
ولقد سُئلت من أحدهم عن السر في تقديم الإناث على الذكور في قوله تعالى:
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) }
فأجبت:
بأن السر في تقديم الإناث على الذكور , أن الأنثى أكثر براً واحتراماً , وانتماء لوالديها من الولد غالبا , والله أعلم.
[كانت المرأة في الجاهلية محرومة من الميراث]
(( فجاء الإسلام وجعل للمرأة نصيبا معلوما وفرضا مفروضا محدداً))
قال الله تعالى:
{ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7)}[النساء]
[كان الرجل في الجاهلية , يتزوج العدد الذي يريده من النساء , دون أن يعدل بينهنّ]
(( فجاء الإسلام , وحدد العدد وحصره في أربعة , مع اشتراط العدل))
قال الله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ (3)}[النساء]
[كانت المرأة في الجاهلية , إذا مات زوجها , ورثها أقرباؤه , مثلها مثل أي متاع تركه]
(( فجاء الإسلام , واعطاها كرامتها البشرية , وجعلها وارثة لا مُوَرَّثة))
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)} [النساء]
[كان الرجل في الجاهلية , يُطلِّق زوجه عشرات المرات , كلما اقتربت عدتها على الانتهاء , أرجعها , ثم طلقها , وهكذا]
(( فنهى الإسلام عن ذلك , واعتبره نوع من أنواع الظلم , وجعل للطلاق حداً محدوداً , وحصره في ثلاث طلقات))
قال الله تعالى:
{ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}[البقرة]
[كان الرجل في الجاهلية , يسيء إلى زوجه , ويعاملها معاملة أسوأ من معاملة الدواب]
(( فنهى الإسلام عن ذلك , وأمر بالإحسان إليهن , وإكرامهن , ومعاشرتهن بالمعروف))
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً ؛ فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلعٍ ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإنْ تَرَكْتَهُ ، لَمْ يَزَلْ أعْوجَ ، فَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ ))
وأخرج الترمذي في سننهعَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ , وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي...»
كنت أظن قديما أن الأهل في الحديث يُقصد بهم الأب والأم , ولكن تبين لي بعدُ , أن المقصود بالأهل: هي الزوجة , فالحمد لله على نعمة الفهم.
والحديث يدل على أن مقياس خيرية الإنسان , تُقدَّر بمدى معاملته الخيِّرة مع زوجه , فكلما كان الإنسان محسنا مع زوجه , كلما زادت خيريته عند الله I.
[كان الرجل في الجاهلية , يستولي على أموال ابنته وزوجته , ولا يُقر لها بذمة مالية , خاصة بها]
(( فجاء الإسلام , وجعل للمرأة ذمة مالية خاصة بها , بحيث لا يجوز للرجل , أن يأخذ قرشا واحدا , إلا برضاها))
قال الله تعالى:
{ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)}[النساء]
[كان العرب في الجاهلية , يُجبرون بناتهم على الزواج , دون أن يكون لها أي اختيار]
(( فجاء الإسلام , وأعطى المرأة حق الاختيار , فتوافق على الزواج , أو ترفض))
أخرج مسلم في صحيحهقَالَ ذَكْوَانُ ، مَوْلَى عَائِشَةَ – رضي الله عنها - سَمِعْتُ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - تَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَارِيَةِ يُنْكِحُهَا أَهْلُهَا، أَتُسْتَأْمَرُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ لَهَارَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«نَعَمْ، تُسْتَأْمَرُ»،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ– رضي الله عنها -: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّهَا تَسْتَحِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«فَذَلِكَ إِذْنُهَا، إِذَا هِيَ سَكَتَتْ»
(( فجاء الإسلام وفعَّل دورها , في مجالات الحياة))
ــــ ففعل دورها في التعليم والتعلم ...
أخرج أبو يعلى في مسنده عن أبي سعيد الخدري t قال : قلن النساء:
<< يا رسول الله غلبنا عليك الرجال , فاجعل لنا من نفسك يوما , قال: فوعدهن , قال: فلقيهن فوعظهن وأمرهن.>>
ـــ وسمح لها بالعمل , ما التزمت بالستر والعفة , والبعد عن الخلوة بالرجال والاختلاط بهم , فقد كانت زينب بنت جحش أم المؤمنين – رضي الله عنها – زوج النبي r تعمل , وتتصدق من نتاج عملها ...
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ– رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا»
قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَايَدًازَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ.
ــــ وسمح لها بالمشاركة في الجهاد في سبيل الله I , فقد كانت عائشة وأم سُليم – رضي الله عنهما – تسقيان الجرحى , وتضمدان الجرحى , في معركة أحد , وشاركت أم عمارة – رضي الله عنها - بالقتال دفاعاً عن الرسول r في أُحد.
ـــ وتحملت أعباء الدعوة كالرجل , فهاجرت المرأة الهجرتين , وأُوذيت كما الرجل بسبب التزامها , فقُتل آل ياسر , وكانت سمية بنت خياط – رضي الله عنها – أول شهيدة في الإسلام.
ـــــ وكانت المرأة تبايع الرسول r على الإسلام كما الرجل , إلا أنه لا يصافحها ...
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}[الممتحنة]
[بل إن المرأة تفضل الرجل في بعض المجالات]
ـــ فبرُّ الأم على ثلاثة أضعاف من البر الواجب للأب ...
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ:
«أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: " ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»
بل إن الشريعة جعلت لتربية البنات ميزة وخصوصية عن تربية الذكور ...
أخرج أحمد في مسنده عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:
«مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ , أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ , أَوْ بِنْتَانِ , أَوْ أُخْتَانِ اتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ , وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ , حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ , كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ. »
والسلام ختام
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وصلى الله وسلم وبارك , على محمد وآله وصحبه , وسلم تسليما كثيرا ...
ــــ ففعل دورها في التعليم والتعلم ...
أخرج أبو يعلى في مسنده عن أبي سعيد الخدري t قال : قلن النساء:
<< يا رسول الله غلبنا عليك الرجال , فاجعل لنا من نفسك يوما , قال: فوعدهن , قال: فلقيهن فوعظهن وأمرهن.>>
ـــ وسمح لها بالعمل , ما التزمت بالستر والعفة , والبعد عن الخلوة بالرجال والاختلاط بهم , فقد كانت زينب بنت جحش أم المؤمنين – رضي الله عنها – زوج النبي r تعمل , وتتصدق من نتاج عملها ...
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ– رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا»
قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَايَدًازَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ.
ــــ وسمح لها بالمشاركة في الجهاد في سبيل الله I , فقد كانت عائشة وأم سُليم – رضي الله عنهما – تسقيان الجرحى , وتضمدان الجرحى , في معركة أحد , وشاركت أم عمارة – رضي الله عنها - بالقتال دفاعاً عن الرسول r في أُحد.
ـــ وتحملت أعباء الدعوة كالرجل , فهاجرت المرأة الهجرتين , وأُوذيت كما الرجل بسبب التزامها , فقُتل آل ياسر , وكانت سمية بنت خياط – رضي الله عنها – أول شهيدة في الإسلام.
ـــــ وكانت المرأة تبايع الرسول r على الإسلام كما الرجل , إلا أنه لا يصافحها ...
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}[الممتحنة]
[بل إن المرأة تفضل الرجل في بعض المجالات]
ـــ فبرُّ الأم على ثلاثة أضعاف من البر الواجب للأب ...
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ:
«أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: " ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»
بل إن الشريعة جعلت لتربية البنات ميزة وخصوصية عن تربية الذكور ...
أخرج أحمد في مسنده عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:
«مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ , أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ , أَوْ بِنْتَانِ , أَوْ أُخْتَانِ اتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ , وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ , حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ , كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ. »
والسلام ختام
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وصلى الله وسلم وبارك , على محمد وآله وصحبه , وسلم تسليما كثيرا ...
تعليق