إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العفة نوعان ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العفة نوعان ...



    العفة نوعان

    والعفة نوعان : عفة عن شهوة الفرج ،

    وعفة عن شهوة البطن .
    أما العفة الأولى : فهي أن يبتعد الإنسان عما حرم عليه من الزنى ووسائله وذرائعه؛ لأن الله عز وجل يقول : ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32] .
    وأوجب على الزاني أن يُجلد مائة جلدة ، ويُطرد عن البلد سنة كاملة إن كان لم يتزوج من قبل ، أما إذا كان قد تزوج وجامع زوجته وزنى بعد ذلك فإنه يرجم رجما بالحجارة حتى يموت ، كل هذا ردعًا للناس عن أن يقعوا في هذه الفاحشة ؛ لأنها تفسد الأخلاق والأديان والأنساب ، وتوجب أمراضا عظيمة ظهرت أثارها في هذا الزمان لما كثرت فاحشة الزنى والعياذ بالله .
    ومنع الله كل ما يوصل إلى الزنا ويكون ذريعة له ، فمنَعَ المرأة أن تخرج متبرِّجة فقال:﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾[الأحزاب:33] ، فأفضل مكان للمرأة أن تبقى في بيتها ولا تخرج إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك ، فلتخرج كما أمرها الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ تَفِلَة ، أي : غير مُتَطَيِّبةٍ ولا متبرِّجة (180) .
    وكذلك أمر باحتجاب المرأة ـ إذا خرجت ـ عن كل رجل ليس من محارمها ، والحجاب الشرعي هو أن تغطي المرأة جميع ما يكون النظر إليه ذريعة إلى الفاحشة ، وأهمُّهُ الوجه ، فإن الوجه يجب حجبه عن الرجال الأجانب أكثر مما يجب حجب الرأس وحجب الذراع وحجب القدم . ولا عبرة بقول من يقول : إنه يجوز كَشفُ الوجه ؛ لأن قوله هذا فيه شيء من التناقض .
    كيف يجوز للمرأة أن تكشف وجهها ، ويجب عليها عند هذا القائل أن تَسْتُرَ قدميها ؟ أيهما أعظم فتنة وأيهما أقرب إلى الزنى: أن تكشف المرأة وجهها أو تكشف قدميها ؟ كل إنسان عاقل يفهم ما يقول ، يقول : إن الأقرب إلى الزنى والفتنة أن تكشف عن وجهها .
    ومن ذلك أيضا : ألا تخرج المرأة متطيِّبة ، فإن خرجت متطيِّبة فقد أتت بوسيلة الفتنة منها وبها ، فيفتن الناس بها ، وهي تفتتن أيضا حيث تمشي في الأسواق وهي متطيبة . نسأل الله العافية .
    ولا يجوز لأحد أن يمكِّن أهله من ذلك أبدا ، وعليه أن يتفقدهم ، سواء كانت الزوجة أو البنت ، أو الأخت ، أو الأم ، أو غير ذلك ، ولا يجوز لأحد أن يمكن أهله من الخروج على غير الوجه الشرعي .
    أما النوع الثاني من العفاف : فهو العفاف عن شهوة البطن ، أي : عما في أيدي الناس ، كما قال تعالى : ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾[البقرة:273] ، يعني : من التعفف عن سؤال الناس ، بحيث لا يسأل الإنسان أحدًا شيئا ، لأن السؤال مذلة ، والسائل يده دنيا ، سفلى ، والمعطي يده عليا ، فلا يجوز أن تسأل أحدًا إلا ما لابد منه ، كما لو كان الإنسان مضطرًّا أو محتاجا حاجة شبه ضرورية ، فحينئذ لا بأس أن يسأل . أما بدون حاجة ملحَّة أو ضرورة فإن السؤال محرم ، وقد وردت أحاديث في التحذير منه ، حتى أخبر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن السائل يأتي يوم القيامة وما في وجهه مُزْعَةُ لحم ـ والعياذ بالله ـ قد ظهر منه العظم أمام الناس في هذا المقام العظيم المشهود .
    ثم إن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا يسألوا الناس شيئا ، حتى كان سوط أحدهم يسقط من على راحلته ولا يقول لأحد: ناولني السوط ، بل ينزل ويأخذ السوط .

    شرح رياض الصالحين

    العلامة للعثيمين رحمه الله

  • #2
    رد : العفة نوعان ...

    جزاكم الله خيرا ورزقنا واياكم العفة والكفاية والقناعة

    تعليق


    • #3
      رد : العفة نوعان ...

      المشاركة الأصلية بواسطة مؤمن مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرا ورزقنا واياكم العفة والكفاية والقناعة
      اللهم آمين آمين آمين ..

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X