إضراب الأسرى معارك ذخيرتها الجسدلانتزاع الحقوق
"لا نعشق الموت، ولكننا ندفع الموت عن أرضنا، أقول لشعبي لست هاويا للجوع، ولا ذاهبا للتهلكة، ولكن الأمر قد أصبح لا يطاق، وتجاوز كل المحرمات في العالم، فإن كتب الله لي الشهادة فإنني أكون قد سرت على طريق الإيمان والحق ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإن كتب لي الله الحرية فهذا انتصار لشعبي وأمتي ولكل الأحرار ومناصري العدالة على هذه الأرض".
الأسير خضر عدنان
عندما يعلو صوت الجهاد وروح المقاومة على ألم الجسد ومرارة العذاب.
حينما يطفَّ الكيل ويتجاوز السيل الزُبى، فالمقاومة ب "معركة الأمعاء الخاوية"،
تلك المهمَّة الصعبة التي لا يقدر عليها كل مجاهد فضلاً أن يطيقها ويستطيعها كل أسير في سبيل أن ينالوا حقهم وحريةً سُلبت منهم.
فالانتحار وسيلة يلجأ إليها الإنسان ليتخلص من حياته بسبب سوء معيشة أو ضيق في الرزق أو موقف صادم فلا يجد منه مُخلصا سوى إزهاق روحه وقتل نفسه، فهو هارب من الحياة لغير غاية.أصبحت الحياة لا معنى لها، والوجود لا أهمية له والدنيا لا تستحق العيش فيها، فهو يرى أن حياته وموته سيان.
أما المضرب( الأسير) فصاحب قضية، مجاهد بنفسه، مدافع عن وطنه، يبتغي تحرير الأرض، والدفاع عن العرض، وردع العدو، ورفع الظلم ومنعه.والإضراب ليس من باب اليأس والقنوط بل من باب التعبَّد والقنوت، والفرق بين القنوت والقنوط كالفرق بين السماء والأرض.
إذا لم يكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضَّطر إلا ركوبُها
والاسرى حينما يلجأْون الى الاضراب عن الطعام فأنهم يبعثون بذلك رسالة الى العالم أجمع بأن الاسير يضحي بجسده وبكل مكونات هذا الجسد من ضعف وهوان انتصاراً لكرامتة وإنسانيتة .من أجل حق الأسرى في أبسط وسائل الاتصال والتواصل وضد سياسات العزل الانفرادي، والتعذيب الجسدي، والتفتيش العاري، وانتهاك إنسانيتهم بشكل متواصل، من دون أدنى رادع أو مانع.
حكم الإضراب عن الطعام في الفقه الإسلامي
الإضراب عن الطعام من الأمور الجديدة التي لم تعرف في تاريخ الأمة وهو: الامتناع عن بعض أو كل أنواع الطعام أو الشراب أو هما معاً، مدة محددة أو مفتوحة للمطالبة بحقٍ ما لدى طرف ثان، وأن له أنواعاً عدة وصوراً متنوعة.
وقد اختلف العلماء في حكمه على ثلاثة أقوال: القول الأول: التحريم المطلق، والثاني الجواز المطلق، والثالث التفصيل وهو قول جمهور العلماء المعاصرين: أنه يجوز ما لم يصل لمرحلة الخطر أو الموت. وعند الترجيح تبين رجحان القول الثالث القائل بالتفصيل.
- والترجيح في قضية التكييف أنه:
* إن اقترن به نية صوم فهو وصال، ثم إن وصل للموت فهو انتحار محرم.
* وإن لم يقترن به نية صوم، فهو نوع من أنواع رفع الظلم، فهو مباح بكل وسيلة ما لم يصل إلى درجة الموت فيحرم، ولا يصح تكييفه على أنه دفع للصائل؛ لأنه تعمد للموت في منأى عن العدو, ومدافعته المباشرة، والمقصود يحصل بالإضراب غير المفتوح أو غير الشامل.
الموقع: شبكة "إسلام أون لاين.نت"
نص السؤال :نطالع كثيرا في الجرائد اليومية ، أن بعض الناس يضربون عن الطعام ، احتجاجا على أمر ما ، فهل هذا جائز في الإسلام، وما حكم المضرب عن الطعام إن مات بسبب الإضراب، وهل يجوز للأسير أن يضرب عن الطعام حتى الموت؟
اسم المفتي :مجموعة من المفتين
نص الإجابة :،بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالإضراب عن الطعام جائز، خاصة إن كان له غرض مشروع، كأن يكون نكاية في الظالمين ، ولكن لا يجوز أن يستمر في الإضراب حتى الموت وإلاّ أصبح نوعا من الانتحار، وهو محرم بنص الكتاب والسنة .
يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي عندما سئل عن إضراب الأسير :لا بأس للأسير باللجوء إلى هذا الإضراب،مادام يرى أنه الوسيلة الفعالة والأكثر تأثيرا لدى الآسرين، وأنه الأسلوب الذي يغيظ الاحتلال وأهله، وكل ما يغيظ الكفار فهو ممدوح شرعا، كما قال تعالى في مدح الصحابة{يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} الفتح: 29 وقال في شأن المجاهدين:{ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار،ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح}التوبة:120.
فإذا كان هذا الأسلوب يغيظ الكفار، ويسمع صوت الأسرى المظلومين والمهضومين والمنسيين إلى العالم، ويحيي قضيتهم، ويساعدهم على نيل حقوقهم، فهو أمر مشروع، بل محمود، بشرط ألا ينتهي إلى الهلاك والموت، فالمسلم هنا يتحمل ويصبر إلى آخر ما يمكنه من الصبر والاحتمال، حتى إذا أشرف على الهلاك بالفعل،قبل أن يأكل، وأن ينجي نفسه من الموت. فإن نفسه ليست ملكا له، وقد قال تعالى:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} النساء:29.
الإمام ابن العربي رحمه الله من زمن بعيد قال : "فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلّ بالخلق في ترك إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال"!!
فماذا نقول في زمننا؟!
[/LEFT]حينما يطفَّ الكيل ويتجاوز السيل الزُبى، فالمقاومة ب "معركة الأمعاء الخاوية"،
تلك المهمَّة الصعبة التي لا يقدر عليها كل مجاهد فضلاً أن يطيقها ويستطيعها كل أسير في سبيل أن ينالوا حقهم وحريةً سُلبت منهم.
فالانتحار وسيلة يلجأ إليها الإنسان ليتخلص من حياته بسبب سوء معيشة أو ضيق في الرزق أو موقف صادم فلا يجد منه مُخلصا سوى إزهاق روحه وقتل نفسه، فهو هارب من الحياة لغير غاية.أصبحت الحياة لا معنى لها، والوجود لا أهمية له والدنيا لا تستحق العيش فيها، فهو يرى أن حياته وموته سيان.
أما المضرب( الأسير) فصاحب قضية، مجاهد بنفسه، مدافع عن وطنه، يبتغي تحرير الأرض، والدفاع عن العرض، وردع العدو، ورفع الظلم ومنعه.والإضراب ليس من باب اليأس والقنوط بل من باب التعبَّد والقنوت، والفرق بين القنوت والقنوط كالفرق بين السماء والأرض.
إذا لم يكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضَّطر إلا ركوبُها
والاسرى حينما يلجأْون الى الاضراب عن الطعام فأنهم يبعثون بذلك رسالة الى العالم أجمع بأن الاسير يضحي بجسده وبكل مكونات هذا الجسد من ضعف وهوان انتصاراً لكرامتة وإنسانيتة .من أجل حق الأسرى في أبسط وسائل الاتصال والتواصل وضد سياسات العزل الانفرادي، والتعذيب الجسدي، والتفتيش العاري، وانتهاك إنسانيتهم بشكل متواصل، من دون أدنى رادع أو مانع.
حكم الإضراب عن الطعام في الفقه الإسلامي
الإضراب عن الطعام من الأمور الجديدة التي لم تعرف في تاريخ الأمة وهو: الامتناع عن بعض أو كل أنواع الطعام أو الشراب أو هما معاً، مدة محددة أو مفتوحة للمطالبة بحقٍ ما لدى طرف ثان، وأن له أنواعاً عدة وصوراً متنوعة.
وقد اختلف العلماء في حكمه على ثلاثة أقوال: القول الأول: التحريم المطلق، والثاني الجواز المطلق، والثالث التفصيل وهو قول جمهور العلماء المعاصرين: أنه يجوز ما لم يصل لمرحلة الخطر أو الموت. وعند الترجيح تبين رجحان القول الثالث القائل بالتفصيل.
- والترجيح في قضية التكييف أنه:
* إن اقترن به نية صوم فهو وصال، ثم إن وصل للموت فهو انتحار محرم.
* وإن لم يقترن به نية صوم، فهو نوع من أنواع رفع الظلم، فهو مباح بكل وسيلة ما لم يصل إلى درجة الموت فيحرم، ولا يصح تكييفه على أنه دفع للصائل؛ لأنه تعمد للموت في منأى عن العدو, ومدافعته المباشرة، والمقصود يحصل بالإضراب غير المفتوح أو غير الشامل.
عبدالله بن مبارك بن عبدالله آل سيف/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الموقع: شبكة "إسلام أون لاين.نت"
نص السؤال :نطالع كثيرا في الجرائد اليومية ، أن بعض الناس يضربون عن الطعام ، احتجاجا على أمر ما ، فهل هذا جائز في الإسلام، وما حكم المضرب عن الطعام إن مات بسبب الإضراب، وهل يجوز للأسير أن يضرب عن الطعام حتى الموت؟
اسم المفتي :مجموعة من المفتين
نص الإجابة :،بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالإضراب عن الطعام جائز، خاصة إن كان له غرض مشروع، كأن يكون نكاية في الظالمين ، ولكن لا يجوز أن يستمر في الإضراب حتى الموت وإلاّ أصبح نوعا من الانتحار، وهو محرم بنص الكتاب والسنة .
يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي عندما سئل عن إضراب الأسير :لا بأس للأسير باللجوء إلى هذا الإضراب،مادام يرى أنه الوسيلة الفعالة والأكثر تأثيرا لدى الآسرين، وأنه الأسلوب الذي يغيظ الاحتلال وأهله، وكل ما يغيظ الكفار فهو ممدوح شرعا، كما قال تعالى في مدح الصحابة{يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} الفتح: 29 وقال في شأن المجاهدين:{ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار،ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح}التوبة:120.
فإذا كان هذا الأسلوب يغيظ الكفار، ويسمع صوت الأسرى المظلومين والمهضومين والمنسيين إلى العالم، ويحيي قضيتهم، ويساعدهم على نيل حقوقهم، فهو أمر مشروع، بل محمود، بشرط ألا ينتهي إلى الهلاك والموت، فالمسلم هنا يتحمل ويصبر إلى آخر ما يمكنه من الصبر والاحتمال، حتى إذا أشرف على الهلاك بالفعل،قبل أن يأكل، وأن ينجي نفسه من الموت. فإن نفسه ليست ملكا له، وقد قال تعالى:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} النساء:29.
الإمام ابن العربي رحمه الله من زمن بعيد قال : "فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلّ بالخلق في ترك إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال"!!
فماذا نقول في زمننا؟!
تعليق