إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أعلام في أعلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أعلام في أعلام

    أعلام في أعلام

    تتسابق عواصم الشرق والغرب لعقد مؤتمرات البكاء بل التباكي على القدس تارة والأسرى تارة أخرى وحرب غزة وحصارها, وتخرج الوفود من شتى أصقاع الأرض عربا ومسلمين ومتضامنين أفرادا وجماعات وهيئات وحكومات ودول يتسابقون بطائراتهم ومواكبهم لحضور هذه التظاهرات وأعتلاء منصات الشرف فيها مسجلين بذلك حضورا يحرصون ان يكون لافتا وغير عادي,
    ثم يعودون الى دولهم وتصريحاتهم وقراراتهم تملأ الدنيا وتصدح فضائيات الكون وصحفه وأذاعاته وشبكاته العنكبوتيه بقرارات – ليس لها من اسمها نصيب – لو طبقت لما كان طعم الدنيا بهذا المرار وما كان لونها بهذا الأسمرار .
    ونفيق كغيرنا من الأجيال التي سبقتنا على حقيقة واحده ووحيده ان ما تم كان لا يعدو حلما جميلا - نلهج بالدعاء ان يكون حقيقة ذات يوم – هي مؤتمرات اعلاميه وقرارات اعلاميه وتصريحات اعلاميه ولا يهتم بها الا وسائل الأعلام ونحن الغرقى الذين كعادة الغرقى نتشبث بكل قشة علها تنقذنا من أحتلال أشبه ببحر الظلمات الثلاث .
    نستفيق على( هدير) دبابة في مخيم هنا او (نعيق) جرافة تقلب الأرض هناك أو قطيع وحوش يدنس أقدس بقاع الأرض ( الأقصى) ونصدم بواقع اننا كنا في حلم جميل ولكنه لا يمت الى هذا الواقع بأدنى صلة الا حديث نفس حاك في صدري وصدرك وصدره حطمه واقع على النقيض تماما فما لبث ان تلاشى .
    والغريب المستغرب اننا نعيش هذا الحلم الجميل في كل عام مرة او مرتين او اكثر او اقل وبالتوقيت مع فعل حقيقي على الأرض تمارسه قطعان مستوطني هذا الكيان او مرتزقة جيشه الجبان او الأثنين معا , في مشهد هم فيه صناع الفعل بزمانه ومكانه ونحن لا يرتقي رد فعلنا عن ( أعلام في أعلام) على عادتنا ويكون رد فعلنا على هامش أهتماماتنا وأولوياتنا التي باتت تتركز اكثر فأكثر على قضايا أتفه من أن تذكر في في سياق الحديث عن الخطر الداهم الذي تمكن من ثوابتنا ثابتا تلو الآخر فالقدس هودت ولا زالت, والأرض أبتلعت ولا زالت , واللآجئون والنازحون في تزايد, والأسرى يعانون الظلمات , وأهتماماتنا تنصب على ظهور أعلامي هنا أو مزاودة سياسية هناك وخطابات عصماء هنا وهناك , والعالم كله والعرب – بفضل الله – بربيعهم الزاهر يسيرون نحوأعتلاء مكان لائق تحت الشمس لا يبتعد عنها كثيرا , فمن ملهاة الى ملهاة نترنح ظانين اننا بهذه الملهاة نصل الى ما نرنو اليه .. فهذا الحزب يصب ماكينته الأعلاميه على أمر شكلي, وآخر يشترط أن يكون موجودا على الطاولة والا , وثالث يغرد منفردا خارج السرب , ورابع وخامس ولا أستثني أحدا فكلها ملاهي أضاعت الحقوق وأحبطت الأرادة التي كانت مضرب الأمثال ومحط الأنظار , ولا أهضم حق من حققوا المعجزات بأرادتهم الجبارة أمثال الشيخ خضر عدنان والذين على دربه أمثال الأخت هناء شلبي أو من رووا بدمهم الزكي ثرى الوطن الطهور على حاجز قلنديا وفي المسجد الأقصى وفي الخليل والنبي صالح وكل بلادي المباركة.
    أن الصرخة لا تحتاج كثير كلام ولا طول مقال بل هي فعل قبل ان تكون قولا ومزاودة , فلنخرج كلنا كلنا من دائرة الملاهي العبثيه ولنعود الى سابق عهدنا شعبا رائدا يصنع الفعل وينتزع حقوقه بالمتاح من الأمكانات والمتفق عليه من الآليات والسبل ولا يستأثر أحد برأيه ولا يغتر بقدراته فهو ضعيف لوحده مهما بلغت قوته وقوي عصي بأخوانه وشعبه مهما تواضعت الأمكانيات فهي تستمد قوتها من قوة حقها.
جاري التحميل ..
X