عقول مصادرة..!!
بقلم عمر البهلول
عندما نشرت الأخبار عن نية "الشيخ العريفي" زيارة القدس، وتصوير حلقة من برنامج ضع بصمتك وهذا الكلام الذي نفاه الشيخ فيما بعد جملة وتفصيلا، قبل هذا تلقف بعض الشباب الخبر وصدقوه وإنقسموا فيما بينهم، وشهدت المنتديات وصفحات الفيس بوك معارك ونزالات، بين من يعارض الزيارة ويقول أنها نوع من التطبيع المجاني مع الصهابنة، ومثل هذا لا يجب أن يصدر من شيخ مثل العريفي، وبين من كان يدافع عن الشيخ العريفي وعن الزيارة، وأنها ليست نوعا من التطبيع، والشيخ على حق لأننا لا يمكن أن نفهم علوم الشرع أحسن منه، وهكذا وجدوا لها حلا وأخذوا يدافعون عن الزيارة حتى والشيخ لم لن ينفي ولم يؤكد الخبر بعد،
وبعد أن إشتدت المعركة وانقسم المسلمون فيما بينهم، "شباب "وسياسيين" وكتاب"، خرج الشيخ العريفي" ليزيل الشك ويكشف الحقيقة، وأكد أن الكلام الذي نشر عن رغبته في زيارة القدس عبر البوابة الصهيونية غير صحيح، لأنه نوع من التطبيع المجاني مع الصهاينة،
كلام الشيخ العريفي لم ينهي الأمر تماما، بل استمر النقاش، وهذه المرة كان يدور حول من كانوا يؤيدون زيارة الشيخ ولا يعتبرونها من التطبيع، ياترى كيف كان حالهم والشيخ يصف زيارة القدس وهي تحت الإحتلال بالتطبيع.؟؟ على ماذا كانوا يدافعون..؟؟ عن الأشخاص أم عن الأفكار..؟؟ بعض الشباب تأخذهم العاطفة وتعمي عقولهم، فيجعلون الشيوخ في مقام الأنبياء ويصدقونهم في كل شيئ دون أدنى تفكير أو تمحيص، وكأنهم منزهين عن الخطأ، الشيوخ طبعا نحترمهم ونقدرهم ولكن يجب أن نحدد طبيعة العلاقة معهم، إذ أن العاطفة الجارفة نحو بعض الأشخاص تغيب العقل تماما، ونجد أنفسنا ندافع عنهم ونبجلهم في الوقت الذي من الواجب علينا إنتقادهم وتصحيح مسارهم، وإن لم نكن قادرين على ذلك فمن الأفضل السكوت، وعدم السقوط في هذا المطب حتى لا نندم فيما بعد،
أنا لا أتكلم عن الشيوخ، ولكن أردت أن أبدء بقصة الشيخ العريفي حفظه الله حتى تكون مدخلا للموضوع،
لقد فضلنا الله سبحانه وتعالى عن باقي المخلوقات الأخرى، ووهبنا العقل نعمة منه لكي نفكر ونتسائل ونبحث عن الحقيقة، ونخرجها من بين ركام الباطل،
الدفاع عن الحركات الإسلامية وعن الشيوخ لا يعني أن نعطل عقولنا ونربط أنفسنا بهم، ولا يعني أن نكون ناطقين بإسمهم ونغيب مواقفنا الخاصة بنا، بل يجب أن نكون مراقبين نصحح وننتقد بأسلوب بناء ومحترم، لأن من يوجد داخل المعمعة ليس كمن هو خارجها، والمستهدف من سهام العدو ليس بحاجة الى من يصفق له بقدر حاجته الى من يصوب له وينصحه،
التعصب لبعض الأفكار هو السبب في الإنقسام الذي تشهده الأمة الإسلامية، فكل مجموعة من الشباب يعتقدون أن فكرهم السياسي هو الحق وما دونه الباطل، ويصبحون عبارة عن جماعات متناحرة "كل حزب بما لديهم فرحون" دون النظر الى المصلحة العامة للأمة والشعب ككل،
في إعتقادي يجب أن نتعامل مع السياسيين بمنطق آخر يحترم عقولنا، ويحترم عقول الناس، ونؤدي واجبنا كما يجب ولا نعتبر أنفسنا مجرد أتباع، بل أشخاص فاعلين لهم كل الحق في التعبير والإنتقاد والحديث بكل شجاعة وحرية عن الأمور التي نراها خطأ وتحتاج الى تصحيح، والله المستعان .
تعليق