إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مدينة القدس تستصرخنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدينة القدس تستصرخنا

    القدس المحتلة - صادر عن المركز الفلسطيني للإعلام


    حذّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الإثنين (26-12) من مشروع قرار صهيوني يعلن القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ "دولة يهودية"، في خطوة خطيرة لتنفيذ المخطط الصهيوني بإنشاء "القدس الكبرى" وإقامة هيكلهم المزعوم فيها.
    وقالت الهيئة في بيان صدر عنها إنه "في تموز سنة 1980م، تم إصدار قانون اعتبار القدس عاصمة موحدة لدولة "إسرائيل"، وكان الهدف من القانون التأكيد على أن القدس المحتلة هي عاصمة أبدية لـ"إسرائيل"، إلا أن القانون الجديد والذي يعتبر القدس عاصمة موحدة للشعب اليهودي لو تم اقراره، سيجعل من مدينة القدس بكل مقدساتها وأحيائها ومختلف أنماط الحياة فيها للديانة اليهودية واليهود فقط، ومعنى ذلك أن لا حرية للعبادة في أرض العبادة.
    وأضافت "من خلال القوانين السابقة التي وحدت من خلالها "إسرائيل" القدس وجعلت منها عاصمة لدولتها، صادرت مئات الآلاف من الدونمات واستشرى استيطانها في كافة الأراضي وعزلت الأحياء العربية في القدس وحرمتها من التطوير، وطردت الفلسطينيين عامًا تلو عام من المدينة المقدسة، والسؤال اليوم ماذا ستفعل "إسرائيل" بعد هذا القرار؟؟؟ وكيف سيكون حال مهبط الديانات وأرض الأنبياء بعد هذا القانون المتطرف؟!!.
    وأكدت الهيئة على مواصلة الكيان الصهيوني انتهاكاته وجرائمه وعربدته ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأراضيه، وما هذا القرار الأخير إلا حلقة في سلسلة متكاملة وفق مخطط تهويدي تشترك فيها حكومة الاحتلال ومستوطنوها وجيشها وفتاوى حاخاماتها المتطرفه؛ فها هم يحرقون المساجد والكنائس ويعتدون بالليل والنهار على الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، ناهيك عن أعمال القتل والاعتقال الممنهجة، لتحقيق هدفهم في تهويد القدس وجعلها مدينة يهودية لليهود فقط.
    وناشدت الهيئة الإسلامية المسيحية العرب مسلمين ومسيحيين للانتباه إلى خطورة هذا المشروع، وضرورة التصدي لمثل هذا القانون العنصري بكل قوة وحزم، وعدم التهاون أبدًا مع هذه الاجراءات المثيرة لمشاعر كل مسلم ومسيحي في العالم، ودعت إلى ردة فعل مسيحية إسلامية عربية دولية تتناسب مع الخطر الكبير المحدق بمدينة القدس.
    يذكر أن سلطات الاحتلال في العام 1967م سنت قانون توحيد القدس شرقها وغربها، إلا أن هذا القانون لم يعد يكفي أطماع دولة الاحتلال التي تستمر بتعنتها وعنجهيتها في تهويد المدينة المقدسة والذي ظهر مؤخرًا بهذا الاعلان العنصري الصادر عن عضو الكنيست من الاتحاد القومي، "أرييه ألداد" والذي قال بكل تطرف "في الوقت الذي يريد بعض الناس أن تغدو القدس عاصمة لفلسطين، أو مدينة دولية، نحن نعتقد أنه يجدر بنا أن نأتي لنقول إن القدس كانت أبدًا وستبقى عاصمة لشعب واحد فقط، فطوال أكثر من 60 عامًا كانت عاصمة دولة واحدة وهي أبدًا لم تكن عاصمة لأي شعب آخر"، وأضاف: "هذا الإعلان يأتي لمصارعة كل من يشكك بفرادة القدس للشعب اليهودي". على حد زعمه.



    حقا إنها تصريحات كيانه التي تفتت القلب لكنهم يدركون التوقيت جيدا والمؤسف هو نحن لا نقرء تصريحاته وتوقيتها ولا الهدف منها ولا نأخذ فعله مأخذ الجد حتى يقع السيف فينا ونخسر كل شيئ ..
    في ما مضى ما إن يسمع نبئ يخص الشأن الفلسطيني إلا ويهبّ من يندد وتنهال من هنا وهناك بيانات الشجب وبعدها تخور الهمم وترجع ريم لحالها القديم ويمضي الكيان المحتل في سياسته في تهويد المدينة المقدسة غير آبه بتنديداتنا ونغرق نحن في التسائلات وفي تجادبات تزيد الهوة بيننا وتزيد من فرقتنا وتضيع قدسنا بين هذا وذاك لكن المؤسف اليوم هو حتى التنديد لم يسمع له صدى ويمرر الحديث وكأن شيئا لم يقع متى نتحرك هل بعد فوات الأوان ؟ !! والسادج من يعتقد أن كيان المحتل همه فقط فلسطين-وطبعا هي غالية علينا- فنظرة ثاقبة واحدة لعلمه يعرف ماذا يعني خطّاه الأزرقان فإن لم نجيب صرخة القدس فغدا حسابه عسير وسنلوم أنفسنا وقد ينطبق علينا قول الثور الأحمر عندما لم ينفعه الندم وقال مقولته الشهيرة : أكلت عندما أكل الثور الأبيض
    ففلسطين ومقدساتها ليس المسؤول عنها فقط الفلسطينيين كلا فهي وقف لنا لكل المسلمين وواجب النصرة يقع على كل جموع الأمة الإسلامية فمتى نرجع لعزتنا وهو ديننا فيه عزتنا وكرامتنا ونعيد الثقة في أنفسنا أن نكون ندا لهم..والله لن يغير ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا ..

  • #2
    رد : مدينة القدس تستصرخنا

    أشكر الأخت أم كوثر على حرصها على تنبيه الغافلين عن قضية المسلمين الأولى القدس ونأمل من الكتاب والمفكرين المساهمة في بث الوعي بما يحيط بالقدس من مخاطر
    ملاحظة بدأت بتنزيل موسوعتي ( صراع الحق والباطل على أرض الرسالات )
    أشكرك

    تعليق


    • #3
      رد : مدينة القدس تستصرخنا

      المشاركة الأصلية بواسطة ابو الهيثم مطر مشاهدة المشاركة
      أشكر الأخت أم كوثر على حرصها على تنبيه الغافلين عن قضية المسلمين الأولى القدس ونأمل من الكتاب والمفكرين المساهمة في بث الوعي بما يحيط بالقدس من مخاطر
      ملاحظة بدأت بتنزيل موسوعتي ( صراع الحق والباطل على أرض الرسالات )
      أشكرك
      شكر الله لك إهتمامك بالموضوع أخي الكريم أبو الهيثم مطر رغم أن القلة من تكثر بمواضيعي لا أعلم السبب يمكن تستهويهم المواضيع المتخالف عليها الله أعلم
      عنوان الموسوعة حقا رائع لكن كيف أطلع عليها يعني هل هي موجودة هنا على شكل موضوع أم ماذا؟
      أم أبحث عنها في جوجل لك أن توضحلي وجزاكم الله خيرا
      وعندك حق فشأن القدس والمقدسات ليس شأنا فلسطينيا بحث حتى لا نهتم به بل هي مسؤولية كل جموع الأمة والأهم من هذا وذاك أن نهتم بشأن المسلمين أينما كانوا حتى نجسد قول رسولنا ونعمل به نحن جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له كل الجسد بالسهر والحمى..
      بارك الله فيكم أخي الكريم

      تعليق


      • #4
        رد : مدينة القدس تستصرخنا

        المشاركة الأصلية بواسطة أم كوثر مشاهدة المشاركة
        شكر الله لك إهتمامك بالموضوع أخي الكريم أبو الهيثم مطر رغم أن القلة من تكثر بمواضيعي لا أعلم السبب يمكن تستهويهم المواضيع المتخالف عليها الله أعلم
        عنوان الموسوعة حقا رائع لكن كيف أطلع عليها يعني هل هي موجودة هنا على شكل موضوع أم ماذا؟
        أم أبحث عنها في جوجل لك أن توضحلي وجزاكم الله خيرا
        وعندك حق فشأن القدس والمقدسات ليس شأنا فلسطينيا بحث حتى لا نهتم به بل هي مسؤولية كل جموع الأمة والأهم من هذا وذاك أن نهتم بشأن المسلمين أينما كانوا حتى نجسد قول رسولنا ونعمل به نحن جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له كل الجسد بالسهر والحمى..
        بارك الله فيكم أخي الكريم
        المشكلة في الشبكة والمنتديات عموماً أن المواضيع التي عليها اجماع لا تنال حظها من الاهتمام، بينما هنالك عشق للمواضيع الخلافية والفتنوية.

        جزاك الله خيراً على اهتمامك بالقدس، ويا ريت الكل يهتم بالقدس مثلما تهتمين، لكان وضعنا أفضل، فالناس على ما يبدو تطبعت مع الواقع وتقبلت نفسياتهم أن القدس محتلة وأنه قدر القدس أن تبقى محتلة لا سمح الله.

        تعليق


        • #5
          رد : مدينة القدس تستصرخنا

          المشاركة الأصلية بواسطة أم كوثر مشاهدة المشاركة
          شكر الله لك إهتمامك بالموضوع أخي الكريم أبو الهيثم مطر رغم أن القلة من تكثر بمواضيعي لا أعلم السبب يمكن تستهويهم المواضيع المتخالف عليها الله أعلم
          عنوان الموسوعة حقا رائع لكن كيف أطلع عليها يعني هل هي موجودة هنا على شكل موضوع أم ماذا؟
          أم أبحث عنها في جوجل لك أن توضحلي وجزاكم الله خيرا
          وعندك حق فشأن القدس والمقدسات ليس شأنا فلسطينيا بحث حتى لا نهتم به بل هي مسؤولية كل جموع الأمة والأهم من هذا وذاك أن نهتم بشأن المسلمين أينما كانوا حتى نجسد قول رسولنا ونعمل به نحن جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له كل الجسد بالسهر والحمى..
          بارك الله فيكم أخي الكريم
          الأخت أم كوثر حفظك الله
          بالنسبة لإهتمام القراء بالمواضيع الخلافية لأن المشاركين معظمهم من أحزاب وكلٌ يدافع عن حزبة

          وربما أعتقد وأسال الله أن أكون مخطئاً لو كان هناك قدح في العقيدة الإسلامية لما دافعوا عنها مثل دفاعهم عن وجهات نظر احزابهم للأسف
          والسبب العقلية المتحكمة في الشباب نسأل الله لهم الهداية
          بالنسبة للموسوعة موجودة كموضوع بنفس الاسم وكل يوم سأنزل منها جزء مع العلم أن عمر الموسوعة يزيد عن عشرين عاماً ولا يمكن أن تجديها على جوجل
          بالاضافة هناك لي كتب أخرى في القراءات وموجودة في الخليج وبالأخص في السعودية بعنوان النبع الريان في تجويد كلام الرحمن وموجودة اسماً على جوجل
          أتمنى من الجميع أن يسمو فوق الهدف الحزبي للهدف الأكبر وهو مصلحة الأمة
          أشكرك

          تعليق


          • #6
            رد : مدينة القدس تستصرخنا

            مدينة القدس تستصرخنا

            لماذا التركيز على القدس دون كامل فلسطين؟؟؟

            من البحر الى النهر

            تعليق


            • #7
              رد : مدينة القدس تستصرخنا

              المشاركة الأصلية بواسطة الذهب الاسود مشاهدة المشاركة
              مدينة القدس تستصرخنا

              لماذا التركيز على القدس دون كامل فلسطين؟؟؟

              من البحر الى النهر
              اقترح عليك تحررها كلها.

              الناس نسيت القدس ونسيت كل فلسطين. لم يبق إلا أنت.

              تعليق


              • #8
                رد : مدينة القدس تستصرخنا

                المشاركة الأصلية بواسطة الذهب الاسود مشاهدة المشاركة
                مدينة القدس تستصرخنا

                لماذا التركيز على القدس دون كامل فلسطين؟؟؟

                من البحر الى النهر
                بببساطة تحرير القدس يعني تحرير المنطقة باكملها وهذه ابجديات يعلمها الصغير قبل الكبير

                تعليق


                • #9
                  رد : مدينة القدس تستصرخنا

                  ونأمل من الكتاب والمفكرين المساهمة في بث الوعي بما يحيط بالقدس من مخاطر
                  هذا من الاساليب المهمة جدا في العمل الان اضافة الى مقاطعة المنتجات الصهيونية والشركات العالمية التي تدعم الاحتلال وذلك تمهيدا للحرب الشاملة لتحرير القدس

                  تعليق


                  • #10
                    رد : مدينة القدس تستصرخنا

                    للاسف اصبحت قضية فلسطين مقتصرة على القدس الشرقية و ما تحويه من صحراء
                    و جميع الفصائل منشغلة في المصالحة لانقاذ عباس من ورطته و اقامة دولته العيدة

                    تعليق


                    • #11
                      رد : مدينة القدس تستصرخنا

                      المشاركة الأصلية بواسطة الذهب الاسود مشاهدة المشاركة
                      مدينة القدس تستصرخنا

                      لماذا التركيز على القدس دون كامل فلسطين؟؟؟

                      من البحر الى النهر
                      أخي الكريم
                      فلسطين هي حلم الأمة وقلبها وهي في وجدان الشعوب المسلمة أجمع
                      القدس القبلة التي لا يختلف عليها اثنان
                      وهي ملهمة الشعوب قديماً وحديثاً لصنائع المجد
                      لكن لاينال كرم تحرير القدس إلاّ عباداً اصطفاهم الله لها نسأل الله أن نكون الشعلة التي تلهب حماس الأمة لتحرير القدس وباقي فلسطين
                      أشكرك
                      التعديل الأخير تم بواسطة ابو الهيثم مطر; 14/01/2012, 07:43 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        رد : مدينة القدس تستصرخنا

                        فلسطين والقدس بحاجة الى أعمال وجهاد وأفعال لا الى كلمات فقط أو بيانات او منشورات

                        فأين هم العاملين ؟؟؟؟

                        تعليق


                        • #13
                          رد : مدينة القدس تستصرخنا

                          القدس


                          القدس مدينة قديمة قدم التاريخ، ويؤكد مؤرّخون أنّ تحديد زمن بناء القدس غير معروف ولا يستطيع مؤرّخ تحديده وبداية وجودها مرتبطة بالمسجد الأقصى الذي بني بعد المسجد الحرام بـ40 عاماً، وتذكر المصادر التاريخية أنها كانت منذ نشأتها صحراء خالية من أودية وجبال، وقد كانت أولى الهجرات العربية الكنعانية إلى شمال شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام، واستقرّت على الضفة الغربية لنهر الأردن، ووصل امتدادها إلى البحر المتوسط، وسميت الأرض من النهر إلى البحر، بـ"أرض كنعان"، وأنشأ هؤلاء الكنعانيون مدينة (أورسالم).

                          وقد اتّخذت القبائل العربيّة الأولى من المدينة مركزاً لهم، " واستوطنوا فيها وارتبطوا بترابها، وهذا ما جعل اسم المدينة "يبوس". وقد صدّوا عنها غارات المصريين، وصدّوا عنها أيضاً قبائل العبرانيين التائهة في صحراء سيناء، كما نجحوا في صدّ الغزاة عنها أزماناً طوالاً.

                          خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءاً من القرن 16 ق.م، وفي عهد الملك أخناتون تعرّضت لغزو "الخابيرو" العبرانيين، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.

                          استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها القدس، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمّها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م، ثم في عام 198 ق.م أصبحت تابعة للسلوقيين في سوريا بعد أنْ ضمّها سيلوكس نيكاتور، وتأثر السكان في تلك الفترة بالحضارة الإغريقية.

                          استولى قائد الجيش الروماني بومبيجي على القدس عام 63 ق.م وضمّها إلى الإمبراطوية الرومانية، بعد ذلك انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربيّ وشرقيّ وكانت فلسطين من القسم الشرقي البيزنطي، وقد شهدت فلسطين بهذا التقسيم فترة استقرار دامت أكثر من مئتيْ عام، الأمر الذي ساعد على نموّ وازدهار البلاد اقتصادياً وتجارياً وكذلك عمرانياً، مما ساعد في ذلك مواسم الحج إلى الأماكن المقدسة.

                          ولم يدم هذا الاستقرار طويلاً، فقد دخل ملك الفرس "كسرى الثاني" (برويز) سوريا، وامتد زحفه حتى تمّ احتلال القدس وتدمير الكنائس والأماكن المقدسة ولاسيما كنيسة "القبر المقدس". ويُذكَر أنّ من تبقى من اليهود انضموا إلى الفرس في حملتهم هذه رغبةً منهم في الانتقام من المسيحيين، وهكذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد. ولم يدمْ ذلك طويلاً، إذ أعاد الإمبراطور "هرقل" احتلال فلسطين سنة 628 م ولحق بالفرس إلى بلادهم واسترجع الصليب المقدس.

                          ممّا ذُكِر سابقاً يُستنتج أنّ الوجود اليهوديّ في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً لم يكنْ إلا وجوداً طارئاً وفي فترة محدودة جدّاً من تاريخ القدس الطويل.


                          بدأت مرحلة الفتح الإسلامي للمدينة المقدّسة عندما أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم،حيث تجلّى الرابط الأول والمعنوي بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام في معجزة الإسراء والمعراج، ثم أتى الرابط المادّي أيام الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث دخل الخليفة عمر مدينة القدس سنة 636/15هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أنْ انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واشترط البطريرك صفرونيوس أنْ يتسلّم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية" وبقي اسم المدينة في ذلك الوقت (إيلياء) حتى تغير إلى (القدس) في زمن العباسيين حيث ظهرت أول عملة عباسية في عهد المأمون تحمل اسم (القدس).

                          واتخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي، واهتمّ بها الأمويون (661 - 750م) والعباسيون (750 - 878م). وشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين. وشهدت المدينة بعد ذلك عدم استقرارٍ بسبب الصراعات العسكرية التي نشبت بين العباسيين والفاطميين والقرامطة، وخضعت القدس لحكم السلاجقة عام 1071م، أما في العهود الطولوني والإخشيدي والفاطمي أصبحت القدس وفلسطين تابعة لمصر.

                          سقطت القدس في أيدي الفرنجة خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم.

                          استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الفرنجة عام 1187م بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها، ثم اتجه صلاح الدين لتقديم أعظم هدية للمسجد، وكانت تلك الهدية هي المنبر الذي كان "نور الدين محمود بن زنكي" قد أعده في حلب، وكان هذا المنبر آيةً في الفن والروعة، ويعدّه الباحثون تحفة أثرية رائعة.

                          ولكن الفرنجة نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملك فريدريك ملك صقلية، وظلّت بأيدي الفرنجة 11 عاماً إلى أنْ استردّها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244م.

                          وتعرّضت المدينة للغزو المغولي عام 1243/1244م، لكن المماليك هزموهم بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م، وضمّت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م.

                          دخل العثمانيون القدس بتاريخ 28 ديسمبر 1516م (الرابع من ذي الحجة 922هـ)، وبعد هذا التاريخ بيومين قام السلطان بزيارةٍ خاصة للمدينة المقدسة حيث خرج العلماء والشيوخ لملاقاة السلطان العثماني "سليم الأول" وسلّموه مفاتيح المسجد الأقصى المبارك والمدينة. وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية وظلت في أيديهم أربعة قرون تقريبًا وحفظوها بسور القدس الذي نعرفه اليوم والذي بني في عهد السلطان سليمان القانوني وبغيره من الأعمال المختلفة الأخرى.

                          سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في 8-9/12/1917م بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920-1948).

                          أعلنت بريطانيا اعتزامها الانسحاب من فلسطين يوم 14 أيار/مايو 1948، وبحلول هذا التاريخ أعلن من يُسمّى بمُخلّص الدولة المؤقت"الإسرائيلي" عن قيام "دولة إسرائيل" الأمر الذي أعقبه دخول وحدات من الجيوش العربية للقتال إلى جانب سكان فلسطين، حيث أسفرت الحرب عن وقوع غربي مدينة القدس بالإضافة إلى مناطق أخرى تقارب أربعة أخماس فلسطين تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني.

                          مع اندلاع حرب حزيران 1967 أتيحت الفرصة الملائمة لدولة الاحتلال لاحتلال بقية المدينة، ففي صبيحة السابع من حزيران/يونيو 1967 بادر موشه ديان لاقتحام المدينة القديمة، حيث تم الاستيلاء عليها بعد ظهر اليوم نفسه وعلى الفور أقيمت إدارة عسكرية للضفة الغربية وقام جيش الاحتلال بتنظيم وحدات الحكم العسكري لإدارة المناطق التي تحتلها دولة الاحتلال في حالة نشوب حرب.

                          شكّلت مدينة القدس عنوان المقاومة الفلسطينيّة هذه الأيّام، خصوصاً مع مشاريع التسوية التي أعقبت اتفاقات أوسلو عام 1994م. وكانت زيارة نائب رئيس وزراء الاحتلال الصهيونيّ السابق آرئييل شارون وانطلاقة انتفاضة الأقصى إثر ذلك إثباتاً على عنوان المرحلة المقبلة للمقاومة الفلسطينيّة. وفي المقابل تبذل السلطات اليهودية أقصى الجهد لطمس المعالم الإسلامية بالقدس رغبةً في تهويدها، فهي تعزلها عن باقي المناطق المحتلة، وتمنع الفلسطينيين من دخولها، وتدفع لها بعض اليهود، وتقيم بها أبنية على نسقٍ مغاير للملامح العربية والإسلامية، وتُحدِث بالمدينة بعض الأعمال التي من شأنها تغيير مكانة القدس سياسيّاً وديموجرافيّاً، كزرع المستوطنات والتضييق على سكان المدينة من العرب حتى يلجأوا للهجرة. وستظل المعارك دائرة بين المسلمين واليهود إلى أنْ يتم تحرير الأقصى.

                          وإذا كانت ذاكرة الأمة قد ظلت داعية بمكانة القدس في هذا الصراع التاريخي المتعدد المراحل والحلقات.. فإن مهمة ثقافتنا المعاصرة هي الإبقاء على ذاكرة الأمة على وعيها الكامل بمكانة القدس حتى يطلع الفجر الجديد.





                          التعديل الأخير تم بواسطة ابو الهيثم مطر; 14/01/2012, 05:39 PM.

                          تعليق


                          • #14
                            رد : مدينة القدس تستصرخنا

                            المشاركة الأصلية بواسطة ابو الهيثم مطر مشاهدة المشاركة
                            أخي الكريم
                            فلسطين هي حلم الأمة وقلبها وهي في وجدان الشعوب المسلمة أجمع
                            ولكن القدس هي التي لا يختلف عليها اثنان
                            وهي ملهمة الشعوب قديماً وحديثاً لصنائع المجد
                            لكن لاينال كرم تحرير القدس إلاّ عباداً اصطفاهم الله لها نسأل الله أن نكون الشعلة التي تلهب حماس الأمة لتحرير القدس وباقي فلسطين
                            أشكرك
                            بارك الله فيكم اخي
                            كلامك صحيح و لكن للاسف افلح الاعداء في جعل قضية فلسطين من قضية امة اسلامية الى قضية شعب
                            و افلح بعد ذلك من تقزيمها من قضية شعب (قضية فلسطينية و لا نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية) الى قضية القدس
                            ثم الى قضية الضفة و غزة ثم قضية المصالحة ثم قضية التعايش السلمي و هكذا

                            فالاصل ان نعيد القضية الى مكانها الحقيقي و استنهاض الامة من اجل العمل لاسترجاع فلسطين كل فلسطين و ليس القبول فاجزاء منها او الانشغال في حلول مرحلية لا تسمن و لا تغني من جوع

                            و تقبلوا مودتي

                            تعليق


                            • #15
                              رد : مدينة القدس تستصرخنا

                              المشاركة الأصلية بواسطة seger مشاهدة المشاركة
                              بارك الله فيكم اخي
                              كلامك صحيح و لكن للاسف افلح الاعداء في جعل قضية فلسطين من قضية امة اسلامية الى قضية شعب
                              و افلح بعد ذلك من تقزيمها من قضية شعب (قضية فلسطينية و لا نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية) الى قضية القدس
                              ثم الى قضية الضفة و غزة ثم قضية المصالحة ثم قضية التعايش السلمي و هكذا

                              فالاصل ان نعيد القضية الى مكانها الحقيقي و استنهاض الامة من اجل العمل لاسترجاع فلسطين كل فلسطين و ليس القبول فاجزاء منها او الانشغال في حلول مرحلية لا تسمن و لا تغني من جوع

                              و تقبلوا مودتي
                              القدس لنا

                              وعلينا أن نعلم أبناءنا ونزرع في وجدانهم أن عظام بني صهيون لا تبقى مدنسةً ربوع فلسطين من نهرها لبحرها
                              هذه أدبيادتنا ...................
                              من أراد أن يتفاوض عليه أن يأخذ توقيع كل طفل فلسطيني بالتفاوض وإلاّ سيلقى يوماً في مزابل التاريخ مثله مثل المتآمرين من قبله

                              تعليق


                              • #16
                                رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                المشاركة الأصلية بواسطة seger مشاهدة المشاركة
                                بارك الله فيكم اخي
                                كلامك صحيح و لكن للاسف افلح الاعداء في جعل قضية فلسطين من قضية امة اسلامية الى قضية شعب
                                و افلح بعد ذلك من تقزيمها من قضية شعب (قضية فلسطينية و لا نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية) الى قضية القدس
                                ثم الى قضية الضفة و غزة ثم قضية المصالحة ثم قضية التعايش السلمي و هكذا

                                فالاصل ان نعيد القضية الى مكانها الحقيقي و استنهاض الامة من اجل العمل لاسترجاع فلسطين كل فلسطين و ليس القبول فاجزاء منها او الانشغال في حلول مرحلية لا تسمن و لا تغني من جوع

                                و تقبلوا مودتي
                                اخي الكريم اخالفك الراي فعملية التقزيم نجحت مع القليل من ابناء الامة ولكنها لم تنجح مع السواد الاكبر

                                تعليق


                                • #17
                                  رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                  المشاركة الأصلية بواسطة ياسين عز الدين مشاهدة المشاركة
                                  المشكلة في الشبكة والمنتديات عموماً أن المواضيع التي عليها اجماع لا تنال حظها من الاهتمام، بينما هنالك عشق للمواضيع الخلافية والفتنوية.

                                  جزاك الله خيراً على اهتمامك بالقدس، ويا ريت الكل يهتم بالقدس مثلما تهتمين، لكان وضعنا أفضل، فالناس على ما يبدو تطبعت مع الواقع وتقبلت نفسياتهم أن القدس محتلة وأنه قدر القدس أن تبقى محتلة لا سمح الله.

                                  جزاكم الله خيرا أخي الكريم ياسين على توضيحاتكم الهامة والقدس وكل فلسطين في قلب كل مسلم غيور على مقدساتنا وعندما نكون مهيئين أن ننال شرف تحريرها سيبلّغنا الله مرادنا وما ذلك إلا بتوحيد الصفوف ووحدة الكلمة إن شاء الله وما ذلك على الله ببعيد ..

                                  تعليق


                                  • #18
                                    رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                    المشاركة الأصلية بواسطة ابو الهيثم مطر مشاهدة المشاركة
                                    الأخت أم كوثر حفظك الله
                                    بالنسبة لإهتمام القراء بالمواضيع الخلافية لأن المشاركين معظمهم من أحزاب وكلٌ يدافع عن حزبة

                                    وربما أعتقد وأسال الله أن أكون مخطئاً لو كان هناك قدح في العقيدة الإسلامية لما دافعوا عنها مثل دفاعهم عن وجهات نظر احزابهم للأسف
                                    والسبب العقلية المتحكمة في الشباب نسأل الله لهم الهداية
                                    بالنسبة للموسوعة موجودة كموضوع بنفس الاسم وكل يوم سأنزل منها جزء مع العلم أن عمر الموسوعة يزيد عن عشرين عاماً ولا يمكن أن تجديها على جوجل
                                    بالاضافة هناك لي كتب أخرى في القراءات وموجودة في الخليج وبالأخص في السعودية بعنوان النبع الريان في تجويد كلام الرحمن وموجودة اسماً على جوجل
                                    أتمنى من الجميع أن يسمو فوق الهدف الحزبي للهدف الأكبر وهو مصلحة الأمة
                                    أشكرك
                                    جزاكم الله خيرا أخي الكريم
                                    وهدى الله الجميع لما فيه مصلحة الأمة أولا ومالم نغيّر ما بإنفسنا فحتما لن يغيّر الله حالنا
                                    أشكركم على التوضيح وسأطلع على الموسوع إن شاء الله فقط أعذرني إن تأخرت في ذلك
                                    بارك الله فيكم وزادكم الله علما ونفع بكم وبكل الإخوة والأخوات وبعلمهم كل الأمة إن شاء الله..

                                    تعليق


                                    • #19
                                      رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                      المشاركة الأصلية بواسطة الذهب الاسود مشاهدة المشاركة
                                      مدينة القدس تستصرخنا

                                      لماذا التركيز على القدس دون كامل فلسطين؟؟؟

                                      من البحر الى النهر
                                      صحيح أخي الكريم ففلسطين من النهر إلى البحر ومقدساتها كلها تشدّ إهتمامنا لكن القدس كمدينة مقدسة ترى الكيان المحتل يعمل ليل نهار لحتى يضفي عليها الطابع اليهودي ويمحي طابعها الإسلامي البحث لكن ماذا يضيرك في أن نركز على القدس فهذا ليس معناه أننا ننسى باقي فلسطين ؟؟ معاذ الله فكلها تحت نير الإحتلال وكلنا يجب أن نحث الخطى لحتى نحررها المهم أن نكون يدا واحدة حتى تحريرها بالكامل إن شاء الله..

                                      تعليق


                                      • #20
                                        رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الناصر رابي مشاهدة المشاركة
                                        بببساطة تحرير القدس يعني تحرير المنطقة باكملها وهذه ابجديات يعلمها الصغير قبل الكبير
                                        جزاكم الله خيرا أخي الكريم عبد الناصر رابي على توضيحاتكم
                                        صحيح فقضية القدس لا تتجزئ عن كل فلسطين
                                        المهم هو أن نكون على قلب رجل واحد لحتى تحرير
                                        كل شبر من أرض الإسراء والمعراج

                                        تعليق


                                        • #21
                                          رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                          المشاركة الأصلية بواسطة د.أبوبلال مشاهدة المشاركة
                                          فلسطين والقدس بحاجة الى أعمال وجهاد وأفعال لا الى كلمات فقط أو بيانات او منشورات

                                          فأين هم العاملين ؟؟؟؟


                                          كلامكم صحيح أخي الكريم أبو بلال ففلسطين في حاجة لأفعال لا إلى أقوال
                                          فقد أخذت القضية حقها في الحكي والمهم أن يسعى كل منا ومن موقعه وبكل السبل
                                          لحتى تحريرها ونرجو من الله أن نكون من العاملين
                                          فكفانا تنديدات فلن ترد أرضا ولن تحمي عرضا
                                          وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال

                                          تعليق


                                          • #22
                                            رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                            المشاركة الأصلية بواسطة ابو الهيثم مطر مشاهدة المشاركة
                                            القدس


                                            القدس مدينة قديمة قدم التاريخ، ويؤكد مؤرّخون أنّ تحديد زمن بناء القدس غير معروف ولا يستطيع مؤرّخ تحديده وبداية وجودها مرتبطة بالمسجد الأقصى الذي بني بعد المسجد الحرام بـ40 عاماً، وتذكر المصادر التاريخية أنها كانت منذ نشأتها صحراء خالية من أودية وجبال، وقد كانت أولى الهجرات العربية الكنعانية إلى شمال شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام، واستقرّت على الضفة الغربية لنهر الأردن، ووصل امتدادها إلى البحر المتوسط، وسميت الأرض من النهر إلى البحر، بـ"أرض كنعان"، وأنشأ هؤلاء الكنعانيون مدينة (أورسالم).

                                            وقد اتّخذت القبائل العربيّة الأولى من المدينة مركزاً لهم، " واستوطنوا فيها وارتبطوا بترابها، وهذا ما جعل اسم المدينة "يبوس". وقد صدّوا عنها غارات المصريين، وصدّوا عنها أيضاً قبائل العبرانيين التائهة في صحراء سيناء، كما نجحوا في صدّ الغزاة عنها أزماناً طوالاً.

                                            خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءاً من القرن 16 ق.م، وفي عهد الملك أخناتون تعرّضت لغزو "الخابيرو" العبرانيين، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.

                                            استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها القدس، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمّها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م، ثم في عام 198 ق.م أصبحت تابعة للسلوقيين في سوريا بعد أنْ ضمّها سيلوكس نيكاتور، وتأثر السكان في تلك الفترة بالحضارة الإغريقية.

                                            استولى قائد الجيش الروماني بومبيجي على القدس عام 63 ق.م وضمّها إلى الإمبراطوية الرومانية، بعد ذلك انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربيّ وشرقيّ وكانت فلسطين من القسم الشرقي البيزنطي، وقد شهدت فلسطين بهذا التقسيم فترة استقرار دامت أكثر من مئتيْ عام، الأمر الذي ساعد على نموّ وازدهار البلاد اقتصادياً وتجارياً وكذلك عمرانياً، مما ساعد في ذلك مواسم الحج إلى الأماكن المقدسة.

                                            ولم يدم هذا الاستقرار طويلاً، فقد دخل ملك الفرس "كسرى الثاني" (برويز) سوريا، وامتد زحفه حتى تمّ احتلال القدس وتدمير الكنائس والأماكن المقدسة ولاسيما كنيسة "القبر المقدس". ويُذكَر أنّ من تبقى من اليهود انضموا إلى الفرس في حملتهم هذه رغبةً منهم في الانتقام من المسيحيين، وهكذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد. ولم يدمْ ذلك طويلاً، إذ أعاد الإمبراطور "هرقل" احتلال فلسطين سنة 628 م ولحق بالفرس إلى بلادهم واسترجع الصليب المقدس.

                                            ممّا ذُكِر سابقاً يُستنتج أنّ الوجود اليهوديّ في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً لم يكنْ إلا وجوداً طارئاً وفي فترة محدودة جدّاً من تاريخ القدس الطويل.


                                            بدأت مرحلة الفتح الإسلامي للمدينة المقدّسة عندما أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم،حيث تجلّى الرابط الأول والمعنوي بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام في معجزة الإسراء والمعراج، ثم أتى الرابط المادّي أيام الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث دخل الخليفة عمر مدينة القدس سنة 636/15هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أنْ انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واشترط البطريرك صفرونيوس أنْ يتسلّم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية" وبقي اسم المدينة في ذلك الوقت (إيلياء) حتى تغير إلى (القدس) في زمن العباسيين حيث ظهرت أول عملة عباسية في عهد المأمون تحمل اسم (القدس).

                                            واتخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي، واهتمّ بها الأمويون (661 - 750م) والعباسيون (750 - 878م). وشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين. وشهدت المدينة بعد ذلك عدم استقرارٍ بسبب الصراعات العسكرية التي نشبت بين العباسيين والفاطميين والقرامطة، وخضعت القدس لحكم السلاجقة عام 1071م، أما في العهود الطولوني والإخشيدي والفاطمي أصبحت القدس وفلسطين تابعة لمصر.

                                            سقطت القدس في أيدي الفرنجة خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم.

                                            استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الفرنجة عام 1187م بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها، ثم اتجه صلاح الدين لتقديم أعظم هدية للمسجد، وكانت تلك الهدية هي المنبر الذي كان "نور الدين محمود بن زنكي" قد أعده في حلب، وكان هذا المنبر آيةً في الفن والروعة، ويعدّه الباحثون تحفة أثرية رائعة.

                                            ولكن الفرنجة نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملك فريدريك ملك صقلية، وظلّت بأيدي الفرنجة 11 عاماً إلى أنْ استردّها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244م.

                                            وتعرّضت المدينة للغزو المغولي عام 1243/1244م، لكن المماليك هزموهم بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م، وضمّت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م.

                                            دخل العثمانيون القدس بتاريخ 28 ديسمبر 1516م (الرابع من ذي الحجة 922هـ)، وبعد هذا التاريخ بيومين قام السلطان بزيارةٍ خاصة للمدينة المقدسة حيث خرج العلماء والشيوخ لملاقاة السلطان العثماني "سليم الأول" وسلّموه مفاتيح المسجد الأقصى المبارك والمدينة. وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية وظلت في أيديهم أربعة قرون تقريبًا وحفظوها بسور القدس الذي نعرفه اليوم والذي بني في عهد السلطان سليمان القانوني وبغيره من الأعمال المختلفة الأخرى.

                                            سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في 8-9/12/1917م بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920-1948).

                                            أعلنت بريطانيا اعتزامها الانسحاب من فلسطين يوم 14 أيار/مايو 1948، وبحلول هذا التاريخ أعلن من يُسمّى بمُخلّص الدولة المؤقت"الإسرائيلي" عن قيام "دولة إسرائيل" الأمر الذي أعقبه دخول وحدات من الجيوش العربية للقتال إلى جانب سكان فلسطين، حيث أسفرت الحرب عن وقوع غربي مدينة القدس بالإضافة إلى مناطق أخرى تقارب أربعة أخماس فلسطين تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني.

                                            مع اندلاع حرب حزيران 1967 أتيحت الفرصة الملائمة لدولة الاحتلال لاحتلال بقية المدينة، ففي صبيحة السابع من حزيران/يونيو 1967 بادر موشه ديان لاقتحام المدينة القديمة، حيث تم الاستيلاء عليها بعد ظهر اليوم نفسه وعلى الفور أقيمت إدارة عسكرية للضفة الغربية وقام جيش الاحتلال بتنظيم وحدات الحكم العسكري لإدارة المناطق التي تحتلها دولة الاحتلال في حالة نشوب حرب.

                                            شكّلت مدينة القدس عنوان المقاومة الفلسطينيّة هذه الأيّام، خصوصاً مع مشاريع التسوية التي أعقبت اتفاقات أوسلو عام 1994م. وكانت زيارة نائب رئيس وزراء الاحتلال الصهيونيّ السابق آرئييل شارون وانطلاقة انتفاضة الأقصى إثر ذلك إثباتاً على عنوان المرحلة المقبلة للمقاومة الفلسطينيّة. وفي المقابل تبذل السلطات اليهودية أقصى الجهد لطمس المعالم الإسلامية بالقدس رغبةً في تهويدها، فهي تعزلها عن باقي المناطق المحتلة، وتمنع الفلسطينيين من دخولها، وتدفع لها بعض اليهود، وتقيم بها أبنية على نسقٍ مغاير للملامح العربية والإسلامية، وتُحدِث بالمدينة بعض الأعمال التي من شأنها تغيير مكانة القدس سياسيّاً وديموجرافيّاً، كزرع المستوطنات والتضييق على سكان المدينة من العرب حتى يلجأوا للهجرة. وستظل المعارك دائرة بين المسلمين واليهود إلى أنْ يتم تحرير الأقصى.

                                            وإذا كانت ذاكرة الأمة قد ظلت داعية بمكانة القدس في هذا الصراع التاريخي المتعدد المراحل والحلقات.. فإن مهمة ثقافتنا المعاصرة هي الإبقاء على ذاكرة الأمة على وعيها الكامل بمكانة القدس حتى يطلع الفجر الجديد.







                                            بارك الله فيكم أخي الكريم على هذه الإضافات القيّمة
                                            سأعود لقرائتها إن شاء الله فقد مررت عليها مر الكرام
                                            لكن أعدك أن أقرئها بعدما تسمح لي الظروف
                                            وشكرا جزيلا لكم

                                            تعليق


                                            • #23
                                              رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                              المشاركة الأصلية بواسطة seger مشاهدة المشاركة
                                              بارك الله فيكم اخي
                                              كلامك صحيح و لكن للاسف افلح الاعداء في جعل قضية فلسطين من قضية امة اسلامية الى قضية شعب
                                              و افلح بعد ذلك من تقزيمها من قضية شعب (قضية فلسطينية و لا نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية) الى قضية القدس
                                              ثم الى قضية الضفة و غزة ثم قضية المصالحة ثم قضية التعايش السلمي و هكذا

                                              فالاصل ان نعيد القضية الى مكانها الحقيقي و استنهاض الامة من اجل العمل لاسترجاع فلسطين كل فلسطين و ليس القبول فاجزاء منها او الانشغال في حلول مرحلية لا تسمن و لا تغني من جوع

                                              و تقبلوا مودتي

                                              كلامكم صحيح أخي الكريم فلقد كانت قضية فلسطين قضية الأمة جمعاء ولن تتحرر إلا إذا رجعت وإحتلت أولوياتنا وشكلت عندنا أولى القضايا ولقد أفلح الكيان أن يقزم شأنها من قضية أمة إلى قضية جوار يعني الدول المحيطة بفلسطين فقد كانت تسمى دول المواجهة فأصبحت تسمى دول الطوق وتوالت الهزائم والنكسات وبعدها حولها الكيان إلى قضية الضفة وغزة وإلى لغة الفصائل لكن لم يفلح الكيان في ذلك إلا عندما سهلنا له الأمر ووجد ثغرات فينا ومنافذ نفذ إليها حتى حل بإخوتنا ما حل والأهم اليوم أن ترجع القضية كما كانت وتشغل بال كل مسلم لن أقول من المحيط إلى الخليج بل من طنجة إلى جكارتا ..والحل في أيدينا نبذ الخلافات العمل على مصالح الوطن إخلاص النوايا توحيد الكلمة وما إلى هنالك..

                                              تعليق


                                              • #24
                                                رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                                المشاركة الأصلية بواسطة ابو الهيثم مطر مشاهدة المشاركة
                                                القدس لنا

                                                وعلينا أن نعلم أبناءنا ونزرع في وجدانهم أن عظام بني صهيون لا تبقى مدنسةً ربوع فلسطين من نهرها لبحرها
                                                هذه أدبيادتنا ...................
                                                من أراد أن يتفاوض عليه أن يأخذ توقيع كل طفل فلسطيني بالتفاوض وإلاّ سيلقى يوماً في مزابل التاريخ مثله مثل المتآمرين من قبله

                                                والله لو نبش المحتل تحت الأرض وفوق الأرض فلن يجد ما يسره وسيجد كل درة من درات ثرى فلسطين تلفظه ففلسطين أرض خالصة لأهلها الأصليين وهذا ما علينا أن نزرع في قلوب صغارنا فلسطين ومقدساتنا لكل المسلمين ولا حق لكيانه فيها ولا حق لأحد أن يستأثر بها ويلغي جموع الأمة أبدا وقد وصلت المفاوضات لبابها المسدود مرارا أمام تعنت الكيان فما أخذ بالقوة فلن ترده مفاوضات المستفيد منها كيان المحتل فقط

                                                تعليق


                                                • #25
                                                  رد : مدينة القدس تستصرخنا

                                                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد الناصر رابي مشاهدة المشاركة
                                                  اخي الكريم اخالفك الراي فعملية التقزيم نجحت مع القليل من ابناء الامة ولكنها لم تنجح مع السواد الاكبر

                                                  كلامكم صحيح أخي الكريم
                                                  وللأسف بعض العرب هم من نفضوا أيديهم من الشأن الفلسطيني طبعا لن نعمّم لكن أكثريتهم شغلتهم قضاياهم عن القضية الجوهرية وحل بهم الإستعمار وتوابعه من أمية وفقر وتخلف وغيره لكن أمام وعي الأمة الذي بدأ يدب في جسدها فسيتغير المشهد إن شاء الله ورياح التغيير التي شهدها وطننا العربي ومشاريع الإصلاح فقد أوجدت عند المواطن حالة يقظة ستسفر عن واقع جديد سترى فيه قضية فلسطين حلولا جديدة إن شاء الله

                                                  تعليق

                                                  جاري التحميل ..
                                                  X