إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحاكميه في الاسلام ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحاكميه في الاسلام ..

    في قوله تعالى :

    وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون . أفحكم الجاهليه يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
    صدق الله العظيم .
    سورة المائده .. الايتان 49و50
    يمكن اعتبار ابو الاعلى المودودي الاب التاريخي لفكرة الحاكميه ؛ وسيد قطب الاب الفكري لانه بلور في كتابه معالم على الطريق نظريه لحكم الله او الاسلام مقابل حكم الجاهليه وفقا للقول الكريم في سورة المائده .
    ويشرح سيد قطب ذلك بقوله ان اساس مفهوم الحاكميه يقوم على العبوديه التامه لله وبالتالي , تعود حياة البشر بجملتها الى الله , لا يقضون هم في اي شأن من شؤونها ولا في اي جانب من جوانبها من عند انفسهم , بل يرجعوا فيها الى حكم الله ليتبعوه .
    قامت نظرية سيد قطب هذه على قراءه جديده للقرآن الذي قام بتفسيره على ضوء رؤيه جديده , في كتابه في ظلال القرآن .
    ليصل سيد قطب الى وصف الحاكميه لله .. الله يصبح حاكما , ومطلبه الاول هو اقامة الدوله الاسلاميه , ويصبح كل مكون من مكونات الدين خاضعا لهذه الرؤيه السياسيه , بحيث يصبح وبكل بساطه .. اي مفهوم الحاكميه .. يستوعب كافة الانشطه من عبادات ومعاملات وجهاد .
    اذا في راي سيد قطب ان مهمة البشر تنحصر في التطبيق والتنفيذ لان الله وحده هو المشرع , وحتى في الاجتهاد في ماليس فيه نص صريح فالفقهاء لا يبدعون شيئا او يضيفون لما جاءت به الشريعه فهم مجرد مفسرين وبرر سيد قطب ضرورة الحاكميه للقضاء على جاهلية القرن العشرين التي تقاوم تمكين حكم الله وتنحرف عن العبوديه الكامله لله .
    اما المدودي , فهو اول من عمل على نظرية الحاكميه لله في العصر الحديث ، اي بعد شعار الخوارج التاريخي الذي رفعه المحكمه لانهاء القتال بين معاويه وعلي , القائل " لا حكم الا لله " وعلى الرغم ان الشعار في سياقه التاريخي كان محددا بواقعه معينه , ويهدف الى غايه معينه , في حل النزاع بين الاثنين على اسس قائمه على شرعيه دينيه , الا انه امتد الى الوقت الحاضر والى اكثر من عملية تحكيميه في زمنها ليعني الحكم والسلطه في اتساعها .
    ---------------------------------------------------------------------- -------------------
    ان المقتطفات السابقه هي من كتاب .. التيارات الاسلاميه وقضية الديموقراطيه لمؤلفه الدكتورحيدر ابراهيم علي , وهو دكتور في الفلسفه والعلوم الاجتماعيه من جامعة فرانكفورت وعمل استاذا مساعدا في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلاميه , الرياض .
    ---------------------------------------------------------------------- ------------------
    أرغب في اضافة تعقيبات ترصد تطور الحركه الاسلاميه السياسيه حتى منتصف التسعينات
    في اغلب الدول العربيه في محاوله لفهم الظواهر السياسيه المعاصره والمستقبل السياسي للاسلام .

  • #2
    رد : الحاكميه في الاسلام ..

    الحركات الاسلاميه في مصر 00



    كان من الطبيعي ان تكون مصر مهد اول حركه اسلاميه سياسيه في القرن العشرين . المجتمع المصري كان الآكثر تعرضا لتأثيرات التحديث والتحول الاجتماعي – الاقتصادي والثقافه الغربيه . كانت الازمات تحيط بمصر منذ منتصف القرن التاسع عشر , مع ازدياد هيمنة اقوى الاوروبيه وتسابقها ااستعماري على مصر باعتبارها قاعدة الانطلاق نحو افريقيا والجزيره العربيه وغربي اسيا .

    ايضا تواطؤ اسرة محمد علي مع القوى الاجنبيه وتسهيل مهمتها فقد ادت تجربته التحديثيه الى وقوع مصر في المديونيه والتبعيه التي سلبت مصر استقلالها .

    لقد اقتلعت تجربة محمد على التحديثيه بعض الفئات الاجتماعيه من اوضاعها وانتماءاتها دون ان تغرسها في بديل اجتماعي – اقتصادي وفكري جديد .

    تعقيب .. تكررت حالات الاقتلاع لفئات اجتماعيه في مراحل لاحقه وفق تحديث اشتراكي صناعي في مصر عبد الناصر .. ثم وفق انفتاح اقتصادي في مصر السادات .. ثم نهب اقتصادي في مصر مبارك .. وفي كل المرات كان التيار الاسلامي السياسي يتصاعد .

    وتجلى رد الفعل تجاه هذه الاوضاع في البدايه في تيارين ..

    الاول .. وتمثله الوطنيه المصريه كما ظهر في ثورة عرابي ضد الخديوي وحلفائه الاوروبيين ثم استمر الى سعد زغلول .

    الثاني .. وتمثله الاصلاحيه الاسلاميه .

    ما بين العامين 1919 و 1952 . برز على الساحه الوطنيه المصريه حزب الوفد والاخوان المسلمين .

    بينما يقسم انور عبد الملك فترة التطور التاريخي هذه الى مرحلتين فصلت بينهما الحرب العالميه الثانيه .

    المرحلة الاولى .. من القرن التاسع عشر وفيها انبثقت فئات اجتماعيه انتقلت من اقطاعيه شرعيه الى رأسماليه متخلفه ذات هيمنه زراعيه ومن هنا كان ميلاد البرجوازيه التي قادت النضال وحققت الاستقلال السياسي , وقاعدتها الجماهيريه الفلاحين وصغار الحرفيين والتجار ومثقفي المدن والارياف .

    المرحله الثانيه .. كانت لها مطالب اكثر من الاستقلال , وهي وصول هذه الفئات والطبقات الاجتماعيه الى امكانات الوطن الماديه والثقافيه على أمل ممارسة السلطه .

    يستنتج عبد الملك ان تطورات المرحلتين أوصلت الى نشوء تيارين فكريين كبيرين هما : الأصوليه الاسلاميه والعصريه الليبراليه .

    يرى عبد الملك أن الأساس الثقافي للتيار الديني يهدف الى احياء عظمة الماضي بتشكيل الرصيد التاريخي بحيث ينسجم وحاجات العصور الحديثه التي لا يمكن تلافيها قسريا .

    يتحفظ المؤلف على تسمية التيار الثاني ويضيف بأنه كان محاوله وطنيه لخلق مجتمع يشبه اوروبا , ولكنه يلتقي في اساسه مع التيار الاول مع عدم تركيزه على الدور الحاسم للدين .

    يستشهد المؤلف بالكاتب محمد حافظ دياب , سيد قطب : الخطاب والأيديولوجيا .. لمرحلة ما بين الحربين ..

    شهدت تلك المرحله تعطيل الدستور وانتهاكه , وقيام أحزاب وحكومات الأقليات , وتزييف الأنتخابات , وامتداد الأحكام العرفيه لفترات طويله , وتفاقم الأزمه الاقتصاديه ومصادرة حق الطبقه العامله في اقامة تنظيماتها , وحرمان القوى التقدميه من حق التواجد في الساحه السياسيه ومصادرة صحفها ومطبوعاتها , وهو ما بدأت به حكومة سعد زغلول حين حلت أول حزب شيوعي في مارس 1923 .

    تعقيب .. كأن شيئا بالرغم من مرور اكثر من ثمانون عاما لم يتغير .

    كان الغاء الخلافه العثمانيه 1924 صدمه قاسيه للمسلمين بالرغم من عدم الاتفاق على مشروعية الخلافه العثمانيه ولكنها بقية رمز روحي لوحدة المسلمين .

    في المؤتمر الخاص بدراسة مسألة لخلافه في مصر العام 1926 كان الرأي السائد يقول بما معناه وخلاصته أن الخلافه الشرعيه قامت في اصلها على وحدة المسلمين وقوتهم كما في صدر الاسلام وهو الشرط الشرعي الذي من الصعب تحقيقه وقتها بسبب الفرقه بين المسلمين .

    ولكن الغاء الخلافه اعطى فرصه مثاليه للتعبئه وحشد الجماهير على أساس الخطر على الاسلام من قبل الألحاد والعلمانيه , و ايديولوجيا الشعور بالخطر يستغلها الدعاة والحركيون في الاسلام السياسي بطريقه جيده .

    لم يلغي كمال اتاتورك الدين او يحاربه لقد فصل الدين عن السياسه والحياة العامه .

    تعقيب .. في تركيا المعاصره وبالرغم من قداسة اتاتورك في قلوب الاتراك هناك رده دينيه اسلاميه لا علاقه لها بالعرب وانما تنبع من احساس الانسان التركي بحاجته الانسانيه الى الدين والى تاريخه الاسلامي تحت ضغط ايقاع الحياة المعاصره والأزمه الاقتصاديه والعولمه .....

    تعليق


    • #3
      رد : الحاكميه في الاسلام ..

      الحركات الاسلاميه في مصر .. 2

      كان حزب الوفد هو القوه الشعبيه المؤهله لقيادة تلك المرحله ولكن ظهورالتوجه العلماني هو الذي ابعد الجماهير الى ملاذ ديني , برزت العلمانيه في ثلاث مؤشرات :
      الأول .. تركيبة قيادة الوفد ضمت أقباط مثل مكرم عبيد .
      الثاني .. الطابع العلماني لدستور 1923.
      الثالث .. اعجاب الوفديين بالنموذج الاتاتوركي .
      كان التنافس حادا بين الوفد والأخوان خلال الثلاثينيات وما بعدها . ظهرت حركة الاخوان المسلمين كحاجه الى نظام اجتماعي لا يقوم على تقليد الغرب بل يستمد شرعيته من العوده الى الاسلام , أي أن يكون نظام الهي وليس نظام وضعي . يضاف الى ذلك شخصية مؤسس الحركه الشيخ حسن البنا .
      تعقيب .. لا تزال الاحزاب السياسيه حتى الحاكمه منها تعاني من الوصول الى الجماهير الاسلاميه والتوفيق بين الارث الاسلامي الكامن والحي وبين الطروحات الثقافيه المتقدمه وصولا الى طرح العلمانيه . ولا يزال المنظرين يميلون الى تجاوز الجماهير او تجاهلها او الالتفاف على موروثها ....
      كانت الظروف جاهزه لظهور تنظيم سياسي – ديني يرضي عواطف الجماهير ويعدها بخلاص روحي واقتصادي . وهنا نشأت حركة الاخوان المسلمين في آذار / مارس 1928 كتنظيم أقرب الى الهيئات الأهليه أو الخيريه بغرض القيام بمهام دينيه تقتصر على الشؤون الرياضيه والثقافيه وعدم التعرض للمنازعات السياسيه .
      ان عجز الاحزاب السياسيه المصريه بسبب برامجها المحدوده عن استيعاب المشاعر القوميه والدينيه اثر ثورة فلسطين العام 1936 اعطت للأخوان تأييدا شعبيا واضحا .
      كان لشخصية الشيخ حسن البنا أثر واضح في قيام واستمرار الحركه حتى بعد اغتياله .وكانت مدينة الاسماعيليه هي مهد الحركه حيث بدأت في التجمعات البشريه خارج المساجد مثل المقاهي وسرادقات المآتم يقول المؤسس: " بأنها حركه سلفيه وطريقه سنّيه وحقيقه صوفيه وهيئه سياسيه وجماعه رياضيه و رابطه علميه ثقافيه و شركه اقتصاديه وفكره اجتماعيه ..... بمعنى اكتسبت الحركه الشموليه من شمولية الاسلام " .
      كان لبساطة الدعوة نتائج ايجابيه ظهرت سريعا في قيام شعب للجماعه في مدن وبلدان القطر المصري وكان البنا واعيا منذ البدايه لعالمية دعوته وتأسست فروع في فلسطين وسوريا ولبنان وكان اول فرع للجماعه في جيبوتي .
      كان النشاط الرئيسي للجماعه مقاومة النشاط التبشيري المسيحي في مصر . أسست الجماعه مساجد ونوادي ومدارس ومصانع وجرائد مثل النذير . ثم انتقل الاهتمام الى التعليم والتربيه , وطالبوا باصلاح الأزهر ...
      خلال فترة التأسيس المبكره هذه أبدى الأخوان موقفا معاديا للأحزاب . ولكنهم اهتموا بالتنظيم الفعال وشرحوا افكارهم في وثيقة " عقيدتنا " ويمكن اعتبار المؤتمر الخامس عام 1938 حد فاصل بين مرحلتين حيث انعقد بعد مرور عشرة سنوات على التأسيس .
      يظهر هذا التحول في الرساله التي وجهها الشيخ حسن البنا الى المؤتمر حيث قال :" ان الاخوان هيئه سياسيه " وصولا الى جملته الشهيره " وفي الوقت الذي يكون فيه منكم ثلاثمائة كتيبه قد جهزت كل منها نفسها روحيا بالايمان والعقيده , وفكريا بالعلم والثقافه , وجسميا بالتدريب والرياضه , في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحر , وأقتحم بكم عنان السماء , وأغزو بكم كل عنيد جبار "
      استطاعت حركة الأخوان المسلمين أن تجذب الكثيرين بسبب شمولية النظره وأن تضم شخصيات متميزه من أمثال حسن الهضيبي وعبد القادر عوده وسيد قطب وغيرهم .
      توسعت وتسارعت نشاطات الجماعه في كل الميادين الاقتصاديه والاجتماعيه والخدميه والصحف والمطبوعات وحتى حل الجماعه نهاية عام 1948 واغتيال الشيخ حسن البنا في شباط / فبراير 1949, كانت الجماعه دوله داخل الدوله .
      امتد نشاطها الى اغلب الدول العربيه بفضل الطلاب العرب الذين يدرسون في مصر والذين حملوا معهم الى دولهم مبادىء الجماعه وأفكارها وصولا الى ايران وباكستان وأفغانستان . وساعدت الجماعه في التخطيط للثوره ضد الامام يحيى حميد الدين في اليمن 1948 .
      كان من الطبيعي ان يدخل هذا الصعود والانتشار الأخوان في مواجهات مع القوى السياسيه الأخرى , ومع بريطانيا . وبدورهم استعمل الأخوان كل الوسائل لتحقيق اهدافهم , يقول الشيخ البنا : " الاسلام عقيده وعباده , ووطن وجنسيه , ودين ودوله , وروحانيه وعمل , ومصحف وسيف " .
      وللشيخ البنا " رسالة الجهاد " ويقول في خاتمتها " أيها الاخوان : ان الأمه التي تحسن صناعة الموت , وتعرف كيف تموت الموته الشريفه , يهب لها الله الحياه العزيزه في الدنيا والنعيم الخالد في الآخره , وما الوهم الذي أذلنا الا حب الدنيا وكراهية الموت , فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياه , .......... , رزقنا الله واياكم كرامة الاستشهاد في سبيله .
      لأن مفهوم الجهاد يحتل موقعا أساسيا في فكر الجماعه , ففي قرار حل الجماعه 1948 اشاره الى الجواله الأفراد ذوي التدريب العسكري المقاتل والمسلح بحجة قضية فلسطين .
      دخلت الجماعه بدوامة العنف مع السلطه وصولا الى المواجهة 1965 بين الدوله والجهاز الخاص أو التنظيم السري المسؤول عن الجوانب العسكريه في العمل .
      يتبع ........

      تعليق


      • #4
        رد : الحاكميه في الاسلام ..

        الحركات الاسلاميه في مصر .. 3.
        لقد مثلت كتابات سيد قطب وبالذات كتابه معالم على الطريق الخط الفاصل بين منهجين في العمل الاسلامي في مصر . ويمكن اعتبار " القطبيه " المرشد الفكري لحركات الجهاد وجماعات العنف التي تكاثرت في السبعينيات وحتى الان .
        خريطه سياسيه للتنظيمات التي لم تكن بالمستوى العددي والمساهمات الفكريه للجماعه الأم ولكن بسبب نشاطها العنيف شغلت الدوله امنيا وسببت توترا في الساحه السياسيه . وتعتبر هذه الجماعات تيارا اسلاميا أكثر راديكاليه
        لأنها لا تعترف بالدوله أو المجتمع القائمين , وتدعوا الى استبدالهما بمجتمع أو دوله اسلاميه عن طريق العنف , فهي تمثل قطيعه فكريه وحركيه مع جماعة الاخوان المسلمين , ويلاحظ وجود واضح للمتعلمين والشباب بين صفوفها .والفكره المحوريه في ايديولوجياتها هي ضرورة الجهاد , وقد وصلت بتقدير بعض الباحثين في الثمانينيات الى حوالي 29 تنظيم بعضها جمعيات دينيه .
        يرى اغلب مؤرخي الحركه الاسلاميه المصريه أن أول تنظيم هو " جماعة شباب محمد " التي أشتهرت بأسم
        " جماعة الفنيه العسكريه " لأنها قادت هجوما على الكليه الفنيه العسكريه في نيسان / أبريل 1974 حيث كان الرئيس السادات يعقد اجتماعا فيها مع القيادات السياسيه .
        كان قائد هذه المجموعه هو صالح سريه مولود في حيفا 1933 انتمى الى الاخوان المسلمين ثم حزب التحرير
        ثم المنظمات الفدائيه الفلسطينيه وتنقل بين عدة دول عربيه ولخص صالح سريه رؤية الجماعه في كتيب عنوانه " رسالة الأيمان " يقع في 60 صفحه . وتدور أفكاره الرئيسيه حول قضايا أساسيه ومواقف محدده مثل العداء الشديد للغرب حضاريا وسياسيا , تكفير النظم السياسيه القائمه بسبب تبعيتها للغرب , تغليب الجانب الديني في الصراع العربي – الاسرائيلي .
        من هذه الجماعه تولدت التنظيمات التي تدعو الى الجهاد الاسلامي وتكفير الدوله أو كلاهما معا , خاصه بعد اعدام قيادات التنظيم وسجنهم . ومن أهم التنظيمات التي ظهرت لتواصل أفكار جماعة الفنيه هي " جماعة المسلمين " أو " التكفير والهجره " شكلها وأصبح أميرها " شكري مصطفى " – أمير أخر الزمان ووارث الأرض ومن عليها . ونجد أفكاره في كتيب اسمه " التوسمات " ويحتوي على أفكار أكثر سلفيه ومحافظه ويقول بتكفير الدوله والمجتمع معا وضرورة اقامة دولة الاسلام التي تبنى على تكفير الاخرين , وركز على فكرة الهجره كسنّه بين الانبياء .
        أسس العضو الاردني " سالم الرحال " والذي أفلت من القبض عليه بعد فشل عملية جماعة الفنيه العسكريه وكوّن في الاسكندريه تنظيما أسماه " الجهاد " وبعد ترحيله انتقلت الاماره الى كمال السعيد حبيب.
        أمّا التنظيم الثاني بأسم " الجهاد " أيضا فقد شكله " عبد السلام فرج " في القاهره , ثم توحد التنظيمان العام 1979 بقيادة فرج , وانضم اليه الرائد عبود عبد اللطيف الزمر الذي وضع خطة الاطاحه بالنظام واقامة الخلافه , وانتهى الامر باغتيال الرئيس السادات العام 1981 . استطاع هذا التنظيم استقطاب قيادات التيار الاسلامي في صعيد مصر , وتم أختيار الشيخ عمر عبد الرحمن لموقع قيادي في التنظيم .
        يرى البعض أن قيادة هذا لتنظيم قامت على محور ثلاثي : العمل التنظيمي " عبد السلام فرج " , الفكر والأفتاء " الشيخ عمر عبد الرحمن " , العمل المسلح " عبود الزمر " .
        لخص فرج أفكار التنظيم في الوثيقه الشهيره بعنوان " الفريضه الغائبه " ويقصد الجهاد .
        بعد أغتيال الرئيس السادات تعرضت الجماعه لضربه قويه فقد بقي من القياده الشيخ عمر عبد الحمن وعبود الزمر , واختلفا على الاماره . احتفظت مجموعة الشيخ عمر عبد الرحمن باسم " الجماعه الأسلاميه " , تمييزا عن جماعة الجهاد التي تزعمها الزمر دون أن يدعي الأماره .
        ترى هاله مصطفى أن فترة الثمانينات تميزت بالأنشقاقات نتيجة خلافات مع الأمير لأسباب شخصيه أو قياديه , وليس لأسباب فكريه , فهي لا تساهم الان في أية اضافات دينيه فكريه تجديديه سوى وجود الفتاوى المغرقه في محافظتها .
        على أمل الأنتقال في الاضافه القادمه الى السودان ........

        تعليق


        • #5
          رد : الحاكميه في الاسلام ..

          السودان ..

          يحتل الدين وضعيه محوريه في تركيب ومضمون أغلب الاحزاب الشماليه السودانيه , كما يحتل الاهميه نفسها في العلاقات بين شطري الوطن : الشمال والجنوب .ولكن الدين في السودان له أشكاله وتأثيراته المتباينه وتجسيداته المختلفه , هناك ما يسمى " بالاسلام الشعبي " الذي يتمثل بانتشار الطرق الصوفيه , وامتزاج بعض عناصر الثقافات المحليه مع التعاليم الاسلاميه , وبالتالي وجود ممارسات ومعتقدات بين المسلمين العاديين تتعارض مع الاسلام السني الاصولي أو السلفي . فقد دخل الاسلام الى السودان عن طريق " الصوفيين وليس الفقهاء " , وحتى في حالة وجود علماء الا انهم حاولوا التوفيق بين الاسلام والواقع غير المسلم .

          كذلك من البدايه يمكن ان نتحدث عن اسلام سوداني تاريخي وعن حركه اسلاميه سودانيه متميزه أثر فيها الواقع المحلي وتحاول باستمرار تأكيد تمايزها . وعلى رغم دخول الاحزاب السودانيه التقليديه ميدان السياسه معتمده على الولاءات الدينيه , الا أنه لا يمكن اعتبار هذه الاحزاب ضمن حركات الاسلام السياسي , ففكرة شمولية الاسلام ليست واضحه في ايديولوجيات هذه الاحزاب وفكرها , وكذلك رؤيتها لاقامة دوله اسلاميه على رغم رفعها شعارات " الدستور الاسلامي " , كذلك نظرت حركة الاسلام السياسي في السودان سلبيا الى الاحزاب التقليديه ممثله في " حزب الامه " الذي يعتمد على طائفة الانصار , انصار محمد أحمد المهدي مؤسس الدوله المهديه , و" الحزب الاتحادي الديموقراطي " الذي استند الى طائفة الختميه او الميرغنيه .

          نؤرخ لحركات الاسلام السياسي في السودان ببدايات نشاط بعض الطلاب القادمين من مصر متأثرين بحركة " الاخوان المسلمين " هناك , وكذلك زيارت بعض عناصر حركة الاخوان المسلمين الى السودان , ويرجع ذلك الى منتصف الاربعينيات , وبغض النظر عن أثر الاخوان المسلمين المصريين , فقد كان لحركة الاسلام السياسي في السودان ظروفها المختلفه في النشأه وقضاياها الخاصه التي حددت تطورها بحسب الاوضاع السودانيه . فمن الملاحظ ان الحركه ظهرت في أوج نضال الحركه الوطنيه ضد الاستعمار , وكان عليها ان تكون جزءا من هذا النضال , ولكن لأنها بدأت كحركه نخبويه بين الطلاب في المعاهد العليا , فقد كانت لها أولويه أخرى وهي وقف المدّ الشيوعي وسط الطلاب . ثم تبنت بعد الاستقلال شعار الدستور الاسلامي .

          يرجع أحد المؤرخين دخول اول رافد للحركه الى السودان الى العام 1944 مع زيارة بعض القادمين من مصر الذين دعوا الى فكرة الاخوان المسلمين في محاضره في نادي الخريجين , وقد تحمس بعض الحاضرين وكونوا أول لجنه للأخوان المسلمين , ولكنها ماتت في مهدها . وقد تشكلت بعض الاسر الاخوانيه عام 1946 نتيجة ارسال المركز العام للاخوان المسلمين لاثنين من قادته , أحدهم السكرتير العام عبد الحكيم عابدين . وأنحسر عمل الاخوان المسلمين لاقتصاره على البيئه الطلابيه , فقد كان نفوذ طائفتي الختميه والأنصار قويا بين الجماهير .

          على الرغم من ان الاسلاميين في السودان قد عارضوا الحكم العسكري 1969 بسبب اتهامه باليساريه , وليس لالغائه الديموقراطيه وانتهاكه الدستور , الا انهم سرعان ما تصالحوا مع نظام جعفر النميري العسكري عام 1977 . ووجدوا التبريرات لمشاركتهم في حكم عسكري , ويقارن زعيم الحركه الشيخ " حسن الترابي " موقفهم بما حدث بين " يوسف وفرعون " . وقد استفادت الحركه من هذه العلاقه بالذات في الميدان التجاري والاقتصادي , حيث سمح لها بفتح بنوك اسلاميه وانشاء شركات . كذلك تمكنت من العمل بين الطلاب لان التنظيمات الاخرى كانت محظوره . وقد ظهر أثر ذلك في نتائج انتخابات 1986 , حيث جاء حزب الجبهة الاسلاميه القوميه في المرتبه الثالثه مباشره بعد الحزبين الكبيرين . ولوحظ عدم التشدد في شروط العضويه .

          وفي 30 حزيران 1989 وصلت " الجبهة الاسلاميه القوميه " الى السلطه من خلال انقلاب عسكري .

          عرفت الساحه السياسيه السودانيه تنظيمات أخرى يمكن تصنيفها ضمن حركات الاسلام السياسي أو الاصلاح الديني , ولكنها لم تنتشر وتتسع مثل الجبهة الاسلاميه القوميه . فقد ظهر " حزب التحرير " خلال الستينات , كما ابتعدت مجموعة " الاخوان المسلمين " التي يمثلها الان صادق عبد الله عبد الماجد والحبر نور الدائم والشيخ أبو نارو . وهناك افراد أوقفوا نشاطهم بسبب تقلبات التيار الرئيسي الذي يقوده الترابي , ولكنهم ظلوا متعاطفين مع الحركه ومؤيدين لها ولسياسة الحكومه التي تمثلها بطريقه او باخرى .

          لا يمكن اغفال دور " الجمهوريين " الذين مثّلهم وصاغ افكار حركتهم محمود محمد طه . والذي أثارت أفكاره الكثير من الجدل الى ان القى الرئيس جعفر النميري القبض عليه بتهمة مساندة الاخوان المسلمين , وحكم عليه بالاعدام بتهمة الرده 1985 . وعرف عنه وعن اتباعه غزارة الكتابه وحبّ النقاش والحوار أكثر من الميل الى التنظيم والعمل الحزبي , وتبعثر الجمهوريون بعد اعدام زعيمهم , ولم يتقدم لقيادة الحركه أي شخص أخر .

          وهناك أيضا جماعة أنصار السنه المحمديه , وهي حركه سلفيه ذات تأثيرات وهابيه , وكانت في البدايه محجمه عن العمل السياسي , ثم أصبح لها صوت مسموع من العام 1989 , عندما دعمت الانقلاب ليصبحوا جزءا من الصراعات السياسيه . كذلك يعج السودان بالكثير من الطرق الصوفيه البعيده عن السياسه والمكتفيه بطقوسها الخاصه , ولكن الرئيس السابق النميري ونائبه عمر محمد الطيب ربطوا هذه التنظيمات بالسلطه السياسيه من خلال الولاءات الشخصيه واحترام مشايخ هذه الطرق الذين عرفوا طريقهم بسهوله الى القصر الجمهوري والوزارات .

          ---------------------------------------------------------------

          ان الدراسه تتوقف عند منتصف تسعينيات القرن الماضي ...



          على أمل الأنتقال في الاضافه القادمه الى تونس .........

          تعليق


          • #6
            رد : الحاكميه في الاسلام ..

            الحركات الاسلاميه في تونس ..

            هناك ظروف خاصه بنشأة كل حركه للاسلام السياسي في كل قطر , بالاضافه الى الظروف العامه التي تشمل كل المنطقه وتدور حول بيئة الازمه . ولذلك يمكن القول بوجود الأزمه العامه والأزمه الخاصه , والأخيره هي السبب المباشر لظهور الحركه في قطر بعينه , وفي توقيتها المحدد . هذا وقد اعتبرت عملية التحديث من أهم التحديات التي ولدت استجابه دينيه – سياسيه , ومن هذا المنظور فقد تعرضت تونس لعملية تحديث اجباريه قويه .

            يقول أحد الباحثين التونسيين : " ... تنفرد تونس من ناحية مهاجمة النخبه التحديثيه للاسلام المؤسساتي في شكل علني , وتفكيك هياكله التحتيه باسم اصلاح منهجي للوضع الاجتماعي والثقافي . انه بأسم هذا الاصلاح الجذري يجب ان نسجل تصفية الزيتونه وحل الحبس , وبناء نظام للأحوال الشخصيه , وكذلك اندثار الوظائف التقليديه للمجلس الشرعي . وحاصل ذلك يعني تفكيك النظام الثقافي القديم برمته . ان هذا المشروع الذي ارتكز على تصميم القياده السياسيه والذي أسهم فيه معظم أصحاب الشهادات الحديثه , قد ترافق بموقف بالغ السلبيه ومهين ازاء الاسلام التقليدي " .

            فقد تضافرت الازمه العامه , أي الاستعمار والتبعيه والدور الصهيوني مع العوامل الداخليه التي تمثلت في العلمنه الرسميه للمجتمع التونسي , ولكن اجراءات السلطه كانت ناقصه . فقد فشلت سياساتها الاقتصاديه , وعلى الصعيد السياسي , حاربت الحكومه القوى السياسيه النشطه من اليمين واليسار لصالح حزب الدوله .

            تركزت المقاومه في البدايه في القوى التقليديه . فقد رفض العلماء التحولات البورقيبيه , وبالذات مجلة " الأحوال الشخصيه " . ومع بداية السبعينات , تضافرت أوضاع أقليميه ومحليه , وفرضت على النظام تنازلات كثيره في أتجاه المصالحه مع التوجهات الاسلاميه عموما . استغلت القوى التقليديه تراجعات السلطه , وبدأت في البحث عن أشكال جديده للعوده بهدف التأثير في الحياة العامه . وكانت أولى نتائج هذا الخط الجديد انشاء " الجمعيه القوميه للمحافظه على القرآن " التي منحتها السلطه ترخيصا قانونيا عام 1971 , وأشرفت عليها في البدايه , ولكن تسربت اليها عناصر من مكونات حركة الاسلام السياسي في تونس . وبرز من بينها الشيخ عبد الفتاح مورو والشيخ راشد الغنوشي , والتحق بهم الشباب , مثل احميده النيفر وصلاح الدين الجورشي , وتركز العمل في المساجد والمعاهد . وكانت هذه الخليه الاولى التي عملت بطريقة أهل التبليغ , أي الطواف على المدن ودعوة الناس الى المساجد . وقد بدأ النشاط بانشاء حلقه في جامع سيد يوسف ضمت مجموعه من تلامذة المرحله النهائيه من التعليم الثانوي , وهؤلاء انتقلوا فيما بعد الى التعليم الجامعي . وبهذه الطريقه انتقل العمل الاسلامي الى الساحه الطلابيه , ثم تكاثرت الحلقات لتشمل العنصر النسائي . وقد تعاطفت عناصر من أوساط الزيتونه مع الحركه الجديده , ومن بين هؤلاء الشيخ محمد صالح النيفر , وكذلك الشيخ عبد القادر سلامه الذي وافق على تجديد رخصة اصدار مجلة المعرفه لتكون مجلة الحركه , وقد لعبت دورا فكريا مهما في تأطير أفراد الحركه مستقبلا . وأصبحت الحاجه ماسه للأسلاميين لينظموا أنفسهم في حزب أو جبهة أو تيار .

            وفي خضم أزمة السلطه تمكنت الحركه من التطور وتخطي صعوبات النشأه والتكوين , الى مرحلة الانتشار .

            العوامل المساعده برأي أحد الباحثين : " هي في سياسة السبعينيات كتعميق للاتجاهات الرأسماليه وما أفرزته من احتدام الصراع الاجتماعي وتفاقم أزمة القيم " . فقد زادت المديونيه وفتحت البلاد للرساميل الاجنبيه وتسارعت الواردات , مما أدى الى نسبه مرتفعه للعجز التجاري , كما كان للاختيارات المتبعه عواقب وخيمه على الصناعه والزراعه . وكانت أحداث 1978 تعبيرا عن عمق الأزمه الاقتصاديه والاجتماعيه , وبدت الحكومه ضعيفه , وشعر الاسلاميين بأن الخطر الحقيقي هو وقوع الدوله في أيدي اليسار , الذي يشكل خطرا أكبر على الاسلام من الحكومه . وبدأت المرحله الثانيه للحركه بعقد مؤتمر سرّي في ضاحية منوبه غرب تونس العاصمه عام 1979 . وفي هذا المؤتمر ظهر تياران : الأول .. يعتبر الحركه امتداد لجماعة الاخوان المسلمين ويتزعمه راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو . والثاني .. يريد الاستقلال عن " الاخوان المسلمين " ويقوده احميده النيفر و صلاح الدين الجورشي وزياد كريشان . وهذا ما سيمثل مستقبلا تيار الاسلاميين التقدمي , على يسار الحركه . هيمن التيار الاول على المؤتمر واختير الغنوشي اميرا للجماعه , وهذا التيار هو الذي شكل ما عرف ب " حركة الاتجاه الاسلامي " .

            وشهدت الحركه تيارات أخرى على يمين الحركه وتعمل باستقلاليه وقريبه من تيارات المشرق العربي , مثل

            " حزب التحرير الاسلامي " و" التكفير والهجره " و " جماعة المسلمين " .

            كان هناك تعايش سلمي بين السلطه والاسلاميين يرجع الى العداء المشترك لليسار التونسي . ولكن قيام الثوره الايرانيه , والتركيز المتزايد على الجوانب السياسيه في خطاب الحركه عوضا عن الجوانب الاخلاقيه والثقافيه ,

            عجل بالصدام مع السلطه في الثمانينات , خاصه بعد المؤتمر الذي حول الحركه الى حزب سياسي حمل أسم " الاتجاه الاسلامي " 1981 . ورفضت الحكومه التونسيه الترخيص للحزب الجديد , وترافق ذلك مع اعمال عنف داخل الحرم الجامعي وفي مناطق سياحيه , ليتبعها اعتقالات واسعه ومحاكمات لأعداد كبيره ثم العفو الرئاسي

            العام 1984 . تمت اتصالات مع رئيس الوزراء محمد مزالي الذي عرف بمرونته مع الاتجاهات الاسلاميه , وكان رأيه أن أعلان شرعية الحركه " أمر ممكن طالما انها لا تدعي احتكار الاسلام وتتخلى عن بعض مطالبها "

            بعد ازاحة بورقيبه العام 1987 رحبت الحركه بخلفه زين العابدين بن علي , وأبدت رغبتها في ارساء الديموقراطيه وحق الأختلاف , وأعلنت قبولها بعدد من الموضوعات المختلف حولها , مثل مدونة الاحوال الشخصيه . وصرح الغنوشي بأن قانون منع تعدد الزوجات هو أحد تعبيرات الاجتهاد .

            وضمن محاولات الحركه في البحث عن المشروعيه والتكيف , اتخذت اسم " حزب النهضه " وأعلمت وزارة الداخليه بذلك شباط 1989 , ولكن الرئيس أعلن رفضه الحاسم لقيام حزب ديني , بالرغم من اصرار قادة الحزب على ان " حزب النهضه " حزب سياسي .

            يقول أحد الباحثين : " ان الاسلاميين التونسيين في علاقتهم بزين العابدين أعادوا انتاج نفس الضوابط التي حكمت العلاقات بين جماعة الأخوان المسلمين وجمال عبد الناصر في بداية حكمه , وبذلك أدت حركة الأتجاه الاسلامي ثمن جهلها أو تجاهلها لمنطق المؤسسه العسكريه " .

            تعليق


            • #7
              رد : الحاكميه في الاسلام ..

              الجزائر ..
              يحاول بعض الباحثين ارجاع الاسلام السياسي في الجزائر الى مراحل تاريخيه تعود الى جهاد الامير عبد القادر الجزائري, أو الى " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " التي تأسست العام 1931 برعاية الشيخ عبد الحميد بن باديس . ولكن مثل هذه النسبه لا تتسق تماما مع تعريف الاسلام السياسي, وبالتحديد في نظرته الشموليه للدين, فهذه الحركات والتنظيمات الوطنيه حاولت توظيف الاسلام في الكفاح ضد الاستعمار او المطالبه بالاصلاح الديني . فصلة أبن باديس بحركات الاسلام السياسي الجزائري هي مثل صلة الشيخ محمد عبدو بحركة الاخوان المسلمين المصريه .
              تعتبر حركات الاسلام السياسي في الجزائر تعبيرا عن الازمه الخاصه التي نتجت بسبب فشل الدوله الوطنيه بعد حروب الاستقلال, وبالتحديد انعدام الديموقراطيه وانتشار الفساد مع غياب مشروع واضح أو رؤيه محدده بديله لسياسة التجربه والخطأ .
              يقول بوجده :" مما لاجدال فيه, أن السلطه الجزائريه, بدءا من تولي بن بلا الى تولي الشاذلي, مرورا بالمرحله الأنتقاليه الطويله التي تولى السلطه خلالها, بومدين , قد ساعدت على ظهور التشدديه, بدعمها للتيار القومي – الديني, تشجيعه وتعويمه, كلما أرادت التضييق على يسار جبهة التحرير الوطني وعلى الحزب الشيوعي الجزائري الذي أصبح يسمى حزب الطليعه الأشتراكيه " .
              أما مظاهر الأزمه الأقتصاديه وانتشار الفساد, فقد تسارعت مع بداية الثمانينات, ويكتب أحد الباحثين: " كانت الجزائر بعد وفاة بومدين العام 1978 , متجهة نحو نهاية مرحله عرفت تنميه صناعيه مكثفه تسببت في تقليص للمداخيل الفرديه وللأستهلاك, ولاحتياجات السكان " . انخفضت أسعار النفط الى 12 دولار عام 1986 , وتقلصت عائدات البلاد الى أقل من النصف, وكان التركيز على الصناعه على حساب الزراعه قد أضرّ اجتماعيا واقتصاديا بالجزائر, زادت الهجره الى المدن وارتفعت نسبة البطاله , أما الفساد, فقد أشار عبد الحميد الابراهيمي, رئيس الوزراء الأسبق الى تقاضي أعضاء الحزب الحاكم عمولات بلغت 26 مليار دولار أمريكي على مدار 20 عاما, أي أكبر من حجم الديونيه الخارجيه للجزائر . ومن ناحيه أخرى, كان للقضيه الثقافيه دور مهم في نمو ظاهرة الاسلام السياسي في الجزائر, فقد اقتضت عملية التعريب توفير عدد كبير من مدرسي اللغه العربيه جلبتهم الجزائر من المشرق, وبالذات من مصر . ويرى بعض الباحثين أن عبد الناصر – خلال صراعه مع الأخوان المسلمين – أرسل أعداد كبيره من الأصوليين بقصد التخلص منهم, وكان أثرهم واضحا بين الطلبه والتلاميذ في مطلع السبعينات مع "بروز أولى طلائع الشباب الذي يرتدي الجلباب ويطلق اللحى وظهور الفتيات المحجبات " .
              حاولت الدوله التقريب بين الاسلام والاشتراكيه, وشكلت المجلس الاسلامي الاعلى 1966 . وقبل ذلك تمت عام 1964 الموافقه على "جمعية القيم" التي أصدرت مجلة "التهذيب الاسلامي" وكان رئيسها الهاشمي التيجاني المتأثر بأفكار الاخوان المسلمين . وتم حظرنشاط الجمعيه 1966 لأحتجاجها برساله لعبد الناصر على اعدام "سيد قطب" وحلّت العام 1970 . وفي العام 1971 أشرفت الحكومه على اصدار مجلة الأصاله لتعبر عن وجهة النظر الرسميه في المجال الديني . ومن أهم شخصيات هذه الفتره عبد اللطيف سلطاني ( 1902- 1984 ) الذي يعتبره بعضهم "الأب الروحي" المحلي للحركه الاسلاميه الجزائريه, فقد لعب دورا كبيرا في مهاجمة الاشتراكيه, وهو صاحب كتاب "المزدكيه هي أصل الاشتراكيه" الذي صدر بالمغرب 1974 .
              ويقول فيه بأن:" الاشتراكيه كفر, وكل فلاح يستثمر أرض مؤممه كافر, وأن الصلاه لا تجوز فوق أرض أنتزعت من أصحابها خلافا لأحكام القرآن ". ويرى بعضهم أن هذا الكتاب بالأضافه الى كتابيه: دفاعا عن الايمان الاسلامي, وسهام الاسلام, هي دليل عمل الاسلاميين,وأدت الى تحالف كبار ملاك الأراضي مع الاسلاميين . وظهر أيضا الشيخ أحمد سحنون . وجاء الميثاق الوطني لعام 1976 كمحاوله لاحتواء هذه الاتجاهات الاسلاميه المتناميه, وقدم النظام تنازلات عديده استفادت منها المجموعات الاسلاميه .
              ومع مجيء بن جديد تصاعد التيار الاسلامي نتيجة لسياساته التي اختلفت عن المرحله السابقه , والتي سمحت بقدر من حرية التعبير . وحاول بن جديد من البدايه كسب ود الاسلاميين, فقد سمح للخطباء باستخدام المساجد في الحديث, وقرر اذاعة الأذان في الراديو بعد أن كان ممنوعا, وأعلن عن مشروع لأاقامة جامعه اسلاميه في قسنطينيه, وكان يؤكد في خطبه وأحاديثه بأن الاسلام هو ديانة وعقيدة الجزائر .
              يرى بعض المؤرخين "أن العمل الدعوي المنظم بدأ مع تأسيس أول مسجد جامعي "مسجد الطلبه" في جامعة الجزائر المركزيه 1968" أسسه المفكر الاسلامي مالك بن نبي, وأشرف عليه عدد من أتباعه الذين أنتشروا في ما بعد داخل التنظيمات الاسلاميه . ولكن يمكن أن نعتبر بداية الثمانينيات هي انطلاقة الحركات الاسلاميه الحقيقيه والقويه بسبب توجهات بن جديد ونجاح الثوره الايرانيه .
              وكانت أولى الجماعات التي تبلورت هي جماعة "التبليغ والدعوه" 1979 . وشهد العام 1982 مواجهات مع الطلاب اليساريين ومظاهرات للاسلاميين انتهت بأصدار نداء 12 تشرين 1982 والذي يعتبر المسوده الاولى للمشروع الاسلامي, ووقع عليه : عبد اللطيف سلطاني وأحمد سحنون وعباس مدني . وفي العام نفسه كون مصطفى بويعلى جماعه عرفت بأسم "الحركه الجزائريه المسلحه" , وقام بمصادمات مع السلطه انتهت بمقتله 1987. وتطورت الاحداث سريعا بعد اندلاع المظاهرات أكتوبر\ 1988 , وانتهت هذه الفتره بتعديل الدستور والسماح بتعدد الاحزاب في صيف 1989 . وكان من الواضح ان الغلبه في الساحه السياسيه كانت للتيارات الاسلاميه مع اختلافاتها الظاهريه .
              وجد الباحثون صعوبه في تصنيف هذه التيارات, يقول أحد الباحثين:"يتكون المجال الاسلامي الجزائري من أربعة تيارات يصعب تمييزها عن بعضها, الا اذا أحلناها على زعاماتها وذلك بسبب الغموض الذي يكتنف الحدود الفاصله بينها: الجبهة الاسلاميه للانقاذ, والارشاد (حماس), السلفيون السحنونيون, تيار مالك بن نبي ....
              من بين أهم المجموعات :
              1-حماس .
              2-الرابطه الاسلاميه – سحنون .
              3-الجبهة الاسلاميه للأنقاذ .
              ثم هناك تيار مالك بن علي يمثله حزب النهضه الجزائريه, والتيار الاسلامي للحركه الديموقراطيه من أجل الجزائر(بن بلا ), والتيار الاسلامي لجبهة التحرير الوطني, والتكفير والهجره, ومجموعة بويعلى, وجماعة التبيلغ والدعوه, وحزب الله . وفي السياق يقرر باحث اخر أن الحركات تتكون من ثلاث مجموعات رئيسيه ويقول بأن هناك تعايشا بين مختلف هذه التيارات, بحيث يمكن للمناضلين أنفسهم اعلان انتمائهم الى التيارات الثلاثه . ويرى بأن المجره الاسلاميه في الجزائر منذ مظاهرات 1988 وحتى فرض الحصار 1992 , تضمنت نحو أثني عشر منظمه :
              1-جمعية الارشاد .
              2-حركة المجتمع الاسلامي بقيادة الشيخ محفوظ نحناح .
              3-الجبهة الاسلاميه للأنقاذ بزعامة عباس مدني وعلي بلحاج .
              4-رابطة الدعوه الاسلاميه يقودها الشيخ أحمد سحنون .
              5-حزب الله بقيادة جمال الدين باردي .
              6-حركة الأمه أسسها يوسف بن خده رئيس حكومة 1961 المؤقته .
              7-حزب التجمع العربي الاسلامي بقيادة علي زغدود .
              8-جماعة النهضه الاسلاميه بقيادة الامام عبد الله جاب الله .
              9-جمعية العلماء برئاسة أحمد حماني .
              ثم أعلن محفظ نحناح عن انشاء رابطه اسلاميه موسعه تجمع بين منظمته والنهضه لجاب الله و
              10 - حركة الجزائر المسلمه لمحمد أحمدين .
              وأخير هناك ..
              11- جماعة الطلائع المقاتله أو الأفغان , وهم في حركة ...
              12- التكفير والهجره .
              ----------------------------------

              تعليق


              • #8
                رد : الحاكميه في الاسلام ..

                بارك الله بكم..

                تعليق


                • #9
                  رد : الحاكميه في الاسلام ..

                  المشاركة الأصلية بواسطة شوق الملتقى
                  بارك الله بكم..
                  أختي الفاضلة..

                  أهلا وسهلا ومرحبا.

                  تعليق


                  • #10
                    رد : الحاكميه في الاسلام ..

                    الحركات الاسلاميه في سوريا ..
                    تعرضت سوريا مثل مصر لظروف متقاربه, ولكن النتائج جاءت مختلفه, وكما يؤكد احد مؤرخي المرحله المعاصره, " فبعد المد القومي الذي عرفه الوطن العربي في مطلع الستينيات, وبناء الدوله الوطنيه المستقله, والشروع في وضع مخططات تنمويه تهدف الى بناء اقتصاد وطني منيع, والحد من التبعيه الاقتصاديه, وبالتالي الصمود امام الهيمنه السياسيه للقوى الامبرياليه, يتدهور الوضع, ويتأزم بعد هزيمة حزيران 1967 , فتضعف الدوله الوطنيه وتفشل المخططات الاقتصاديه ويزداد الوضع الداخلي في الوطن العربي تأزما, فتنفجر انتفاضات اجتماعيه مهدده بأكثر من حرب أهليه, وتطفو على السطح تكتلات طائفيه " . فسوريا تختلف كثيرا عن مصر في انعدام التماسك والتجانس الاثني والاجتماعي – الاقتصادي , ووجود سلطه مركزيه قديمه, وكذلك الخضوع المباشر للاداره العثمانيه, مما جعل سوريا في حالة انقسامات وتفكك خلال الصراع البريطاني والفرنسي حول الامبراطوريه العثمانيه المنهاره . واتسمت العمليه السياسيه في سوريا, وبالذات من عام 1945 الى عام 1970 بقدر كبير من عدم الاستقرار والصراعات والانقلابات العسكريه . وانتهت الحقبه بسيطرة البعث على حساب القوتين المنافستين أي الشيوعيين والناصريين . وبعد ذلك اتجه البعثيون نحو الصراع مع حركة الاسلام السياسي في سوريا, خاصة وقد برز التناقض بين الفكره القوميه والفكره الدينيه, والذي يمكن ارجاعه الى الدور العثماني في تشجيع تيار الجامعه الاسلاميه بقيادة الافغاني ثم ابو الهدى الصيادي, مقابل تيار قومي مثّله عبد الرحمن الكواكبي . وفي تصورحزب البعث السوري سيبقى الوطن العربي ساحة صراع بين " الكواكبيه " و " الصياديه " . ويعتبر البنا وحركة الاخوان المسلمين استمرارا لابي الهدى الصيادي, لانهم يعملون على ضرب الهدف السياسي العربي من خلال تشجيع الصوفيه, ومناهضة القوميه العربيه والدعوه الى اقامة الامه الاسلاميه .
                    بدأت الحركه الاسلاميه في سوريا على شكل جمعيات اسلاميه ركزت على الدعوه الاسلاميه والتنظيم الاجتماعي والتوعيه الدينيه والارشاد, أي لم تتدخل كثيرا في السياسه المباشره . ومن أبرز الجمعيات : جمعية الغراء التي تأسست في بداية العشرينيات احتجاجا على السياسه التعليميه الجديده للاداره الاستعماريه, لذلك انشأت عدد من المدارس منها: جمعية الهدايه الاسلاميه 1930 , وأقامت علاقه مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر اثر زياره قام بها عضوان من الاخوان الى كل من فلسطين وسوريا العام 1935 , وجمعية التمدن الاسلامي .
                    اسس مصطفى السباعي عام 1944 الاخوان المسلمين , وأصبح مراقبا عاما للجماعه بعد أن وحد التنظيمات التي كانت قائمه حينذاك, مثل دار الأرقم ( حلب 1935 ), والشبان المسلمون ( دمشق ), وجمعية الرابطه ( حمص ), والاخوان المسلمون ( حماه ), وفي عام 1945 نشرت الجماعه برنامجها السياسي بعد ان انتقلت الى دمشق . وشاركت في انتخابات العام 1947 كممثله وقائده للحركات والجمعيات الاسلاميه . ولكن انقلاب حسني الزعيم 1949 أوقف تطور الحياة السياسيه المدنيه ليبدا تدخل العسكر المستمر في توجيه السياسه .
                    ايدت جماعة الاخوان المسلمين حركة العسكر في البدايه وتقدمت بمذكره كانت تأمل في ان تحل مشاكل سوريا , ولكنها اصيبت بخيبة امل وتعرضت لقمع العسكريين, ولم تعد للعمل السياسي الا بعد سقوط نظام الشيشكلي 1954 . وقد شاركت بانتخابات 1957 . وخلال فترة الوحده تعرضت جماعة الاخوان للاضطهاد, وأيدت الأنفصال 1961 . وعادت الى العمل العلني في ذلك العام الذي اعتزل فيه مصطفى السباعي قيادة الجماعه وخلفه الدكتور عصام العطار , وشاركت في الانتخابات وأحرزت عشرة مقاعد ومثلت في حكومة خالد العظم عام 1962 .
                    استهل حزب البعث – الذي استلم السلطه 1963 – عهده بمواجهة الاخوان ونفي زعيمهم عصام العطار الى الخارج . وواصل الاخوان من جانبهم تحدي السلطه, وأعلن العصيان المدني في حماه 1964 , وتراجع العطار - الذي كان يعيش في المانيا – وأيد الرئيس الأسد, ولكن هزيمة 1967 صعدت من مواقف جناح في الحركه بسبب خيبة الأمل وأدت الى انشقاق مجموعه تؤمن بالعمل المسلح أو الجهاد بقيادة مروان حديد من حماه, ونشطت المجموعه في الشمال .
                    يتحدث أحد الباحثين عن بروز جناحين : أحدهما معتدل ويضم الأسماء اللامعه من رواد حركة الاخوان المسلمين ويعيش اغلبهم في الخليج والسعوديه ويميلون الى العمل السياسي ورفض العنف , وجناح حديد الذي تبنى المعارضه المسلحه باسم الجهاد ويعمل اعضاؤه في الداخل . وضمن هذا الجناح جماعة " كتائب محمد " التي تزعمها مروان حديد وبعض عناصر حزب التحرير الاسلامي الذي أسسه في حلب عبد الرحمن أبو غده 1963 . ويبدو أن الغلبه صارت لقيادة مجموعة الجهاد ابتداء من العام 1976, واختير عدنان سعد الدين أحد قادة الشمال مراقبا عاما , وساعدت الظروف الداخليه والحرب الاهليه اللبنانيه في هذا التحول . وشهدت نهاية السبعينيات صدامات دمويه بين السلطه والجهاديين وانتهت بهزيمتهم . ومن نتائج هذه الهزيمه تأسيس " الجبهة الاسلاميه في سوريا " 1980 . وتكونت من تحالف ضم جماعة العطار وجماعة عدنان سعد الدين أي الاخوان المسلمين وبعض العلماء والتنظيمات الصغيره . وتم اختيار الشيخ أبو النصر البيانوني من حلب أمينا عاما للجبهة , مع وجود شخصيات مثل سعيد حوى منظر الحركه في سوريا, وعدنان سعد الدين من حماه وصاحب العلاقات الوثيقه مع اخوان مصر .
                    وظهر واضحا في أعلان الجبهة وميثاقها الأثر الأيديولوجي للبنا ورشيد رضا والسباعي وقطب وحوى , وقامت الجبهة بمواصلة عملها العسكري وصولا الى عصيان حماه شباط 1982 , وضعفت الجبهة الاسلاميه نتيجة الخسائر الفادحه خلال عامي 1981- 1982 , يضاف الى ذلك خلافات القياده بين الرافضين للتعاون مع قوى خارجيه , مثل العراق والأردن وايران , ويمثلهم عدنان عقله , وبين المساومين بزعامة عدنان سعد الدين والذين انضموا الى " التحالف الوطني لتحرير سوريا " الذي يسانده الاردن والعراق , والذي يضم تحالفا من 19 مجموعه معارضه للحكم . وقد أبعد عدنان عقله عن حركة الأخوان لتستمر الانقسامات.

                    تعليق


                    • #11
                      رد : الحاكميه في الاسلام ..

                      الحركات الاسلاميه في الأردن وفلسطين ..
                      حين ننتقل الى الأردن وفلسطين نجد ان الموقع كان له أثره الواضح في وجود وتفاعل تيارات سياسيه وفكريه كانت سائده وفعاله في المنطقه العربيه . وبالنسبه للاردن اتسم الكيان منذ قيامه بهشاشه واضحه استوجبت توازنات دقيقه وتحالفات سياسيه وعشائريه تمكن هذا الكيان من الاستمرار من دون توترات . ولم يكن الدين مستبعدا, ولم يشهد الأردن عمليات تحديث فوقيه تصطدم مع البناء القبلي التقليدي, لذلك لم تصطدم الحركه الاسلاميه السياسيه بالسلطه الاردنيه في البدايات . وكما يكتب أحد الباحثين " لم يكن لاخوان الاردن تنظيم سري أو جناح عسكري, ولا كانت لهم به حاجه . فلا خصومه لهم مع حاكمين يعود نسبهم الى آل بيت رسول الله , ولا دورهم منازع في مجتمع قبلي تقليدي كالمجتمع الاردني " .
                      يرجع بعض الباحثين بداية تنظيم الاخوان في الاردن الى العام 1934 نتيجة لقاءات مع الاخوان المصريين وزيارات قام بها بعض قادة الاخوان . ولكن البدايه الحقيقيه الرسميه كانت , بحسب ما نجد في صحيفة الجزيره عدد 1074 عام 1945 , مايلي :" قرر مجلس الوزراء العالي السماح للوجيه اسماعيل بك البلبيسي واخوانه الساده عبد اللطيف أبو قوره , ... , بتأسيس جمعيه في شرق الأردن تدعى الاخوان المسلمين " . وكانت الجماعه على علاقه جيده بالسلطه , وفي مقابلة الملك لعبد الحكيم عابدين , أبدى اعجابه بالحركه وحاجة الاردن الى جهود الاخوان واقترح تعيين عبد الحكيم عابدين وزيرا في الحكومه الاردنيه , وأن ينعم عليه وعلى الشيخ البنا بالباشويه . استمرت العلاقات الجيده بين الاخوان والملك حسين , وتعتبر علاقتهم بالنظام استراتيجيه . فقد شاركوا في الوزارات والمجالس النيابيه وساندو الملك خلال أزماته في الخمسينيات , وتلاقت مصالحهم في محاربة القوميين واليساريين . وحتى في حالات التوتر القصوى كما حدث في العام 1955 حين أعتقل المراقب العام الجديد محمد عبد الرحمن ( الذي انتخب في نهاية 1953 بعد استقالة الحاج عبد اللطيف أبو قوره ) , وعلى الرغم من ذلك بقي التحالف الاستراتيجي بفعل اليات التشابك بين الطرفين وميراث التعاون المشترك بينهما .
                      ولم تتعرض جماعة الاخوان المسلمين للحل في الاردن مثل بقية الاحزاب السياسيه عام 1957 باعتبارها جمعيه خيريه . واستمرت الجماعه في علاقتها الطيبه حتى بعد انتخابات 1989 , حيث حصلت على 22 مقعدا من أصل 80 مقعدا , ويعمل الاسلاميين الان ضمن اطار أوسع , هو جبهة العمل الاسلامي الذي يحتل الاخوان المسلمون فيه موقعا رئيسيا .من جانب اخر نجد مجموعه اسلاميه اخرى هي في تناقض وصراع مستمرين مع السلطه الاردنيه وهي " حزب التحرير الاسلامي " الذي أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني في مدينة القدس عام 1953 . ورفضت السلطات الترخيص له على اساس ان الحزب يرغب في الوصول الى السلطه عن طريق الدين وهذا مخالف للدستور ورفض طلبه ايضا في الحصول على ترخيص كجمعيه باعتباره مجرد تحايل , ولكن الحزب عمل بصوره سرّيه , في المناطق الريفيه والقرى المعزوله . فكان الحزب يدعو الى اقامة الخلافه الاسلاميه وتكفير الدول الاسلاميه التي لا تطبق الشريعه الاسلاميه . وهذه المواقف المتطرفه كانت سببا في القمع , وأجبر الشيخ النبهاني على مغادرة الاردن واستقر في البدايه في دمشق ثم نقل مركزه الى بيروت حيث توفي هناك وخلفه الشيخ عبد القديم زلوم . وقد استطاع الحزب الانتشار في اغلب البلدان الاسلاميه على الرغم من الملاحقه والتضييق .
                      أخذ تطور العمل الاسلامي السياسي في فلسطين مجرى مختلفا نتيجة الاحتلال الصهيوني , فقد سادت الافكار والتنظيمات القوميه والوطنيه واليساريه لفترة طويله على رغم أن فلسطين حازت مبكرا على اهتمام الحركات الاسلاميه . فقد كان صعود النظم القوميه عائقا امام تطور الحركه الاسلاميه السياسيه , خاصه وقد جعلت هذه النظم قضية فلسطين مسأله استراتيجيه وأعطتها الأولويه في خطابها وبرنامجها المعلنين . مع أن الاخوان المسلمين افتتحوا شعبتهم الاولى في القدس عام 1946 . كما ان وفود الاخوان عرفت طريقها الى فلسطين منذ ذلك الوقت وأسست جماعات في عدد من الاماكن مثل يافا وغزه والرمله واللد وخان يونس وبئر السبع والناصره وعكا وسلوان ويقال ان شعب الاخوان في فلسطين تجاوزت العشرين شعبه .
                      واستمر قطاع غزه لفتره طويله تحت تأثير كبير من الاخوان المسلمين المصريين , أما الضفه الغربيه فقد تشابكت علاقاتها مع اخوان الاردن . وعندما تأسست منظمة ( فتح ) كان من قيادتها عناصر كثيره ذات ميول وارتباطات بالاخوان المسلمين , مما قلل من الحاجه الى قيام تنظيم اخواني فلسطيني مستقل . ولكن هذا الوضع اختلف بعد تراجع التيارات القوميه وتمكن الصهيونيه في المنطقه , ثم اندلاع الثوره الايرانيه . وكان نتيجة هذا الوضع ظهور ما يسمى بالتنظيمات الجهاديه . ويرى بعض المؤرخين أن " أسرة الجهاد " التي أسسها فريد أبو مخ بمعاونة عبد الله درويش , هي أولى التنظيمات وقد قام بأول عملياته 1979 ولكن تم ضبطه في عام 1981 .
                      هناك ايضا " سرايا الجهاد الاسلامي " الذي أعلن عن نفسه بعد تنظيم عملية حائط المبكى في تشرين أول 1986 . ولتنظيمات مثل حزب التحرير الاسلامي وجماعة التكفير والهجره أفراد يعملون لصالحها . ولكن الساحه الفلسطينيه تعرف في الوقت الراهن تنظيمين أساسيين هما : حركة الجهاد الاسلامي بقيادة فتحي الشقاقي , وحركة المقاومه الاسلاميه ( حماس ) بزعامة الشيخ احمد ياسين . وكلتاهما ظهرت في نهاية السبعينات , وهما تمزجان بين الاسلام والوطنيه , وتختاران العمل المسلح , أو كما تقول المادة 13 من ميثاق حماس : " تتعارض المبادرات وما يسمى بالحلول السلميه والمؤتمرات الدوليه لحل القضيه الفلسطينيه مع عقيدة حركة المقاومه الاسلاميه , فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين ..

                      تعليق


                      • #12
                        رد : الحاكميه في الاسلام ..

                        الحركات الاسلاميه في اليمن ..

                        لم تقتصر حركات الاسلام السياسي على مركز الاحداث في الشرق العربي ووادي النيل , ولكنها امتدت الى الاطراف الجغرافيه او الفكريه . ويرجع هذا الانتشار الى جهود حركة الاخوان المسلمين الام في مصر , فقد عرفت اليمن الحلقات الاخوانيه منذ منتصف الاربعينيات . كان اليمن من الدول الأولى التي جذبت اهتمام الاخوان في مصر بعد المؤتمر الخامس , حين أعلنت الحركة عالمية ايديولوجيتها الاسلاميه .
                        وضمن هذه الاسترتيجيا الجديده , استحوذت اليمن على اهتمام خاص من قبل البنا والاخوان . وذكر الشخص المكلف بشؤون الحركه في اليمن , الفضيل الورتلاني ( الجزائري الجنسيه ) , أن اليمن ( الشمال ) البلد العربي الوحيد الذي لم يدخله الاستعمار ولم تدخله القيم الأوروبيه المستورده , كذلك انتشار الأميه والجهل , مما يعني ان العقل اليمني لم تفسده الحضاره المعاصره .
                        وقد قوي تاثير الاخوان بعد منتصف الاربعينيات مع اشتداد المعارضه على الامام يحيى حميد الدين , خاصه بعد انضمام نجله الامير سيف الحق ابراهيم الى حركة الاحرار المعارضه . وكانت افكار المعارضه اليمنيه الاصلاحيه الدينيه قريبه من فكر الاخوان المتأثر بفكر رجال الاصلاح , مثل محمد عبدو والافغاني ومحمد رشيد رضا . ومن الجدير بالذكر ان الاخوان أبقت على علاقتها مع الامام في الوقت نفسه , من خلال نشاط غير مباشر أخذ طابعا تجاريا , كمدخل لا يثير الشبهة . ويرى بعض الباحثين ان " الميثاق الوطني المقدس " الوثيقه الأساسيه لانقلاب حركة شباط 1948 , احتوى على مقترحات اوصت بها حركة الاخوان ولكن الامام يحيى لم يأخذ بها . هذا وقد أيد الاخوان الانقلاب من دون تحفظ وتعيين عبد الله الوزير اماما دستوريا . وقرر مكتب الارشاد ايفاد بعثه الى اليمن برئاسة المرشد العام ولكن الشيخ البنا لم يسافر وغادر وفد برئاسة عبد الحكيم عابدين الذي كان خطيب الانقلاب في اذاعة صنعاء , وساعده في الخطب ووضع البرامج الاذاعيه الاخوان المسلمون المصريون الذين يعملون في التدريس في صنعاء . كان فشل الانقلاب كارثيا على حركة الاخوان في اليمن , وانقطعت صلاتهم التنظيميه .
                        يرى بعض الباحثين أن عودة ظهور الاخوان المسلمين الى تنظيم انفسهم مره أخرى , تبدأ عندما أسس محمد محمود الزبيري عام 1965 حزب الله . ولكن هناك رأي أخر ينفي تأثر الزبيري وحزبه بالاخوان المسلمين المصريين , ويعتبره مستقلا حتى على المستوى اليمني , أي بين الجمهوريين والملكيين . لقد أغتيل صاحب الدعوه بعد ثلاثة اشهر فقط من اطلاق الفكره , مما لم يسمح له بتأسيس حزب .
                        ترجع حركات الاسلان السياسي في اليمن , مثل عدد من الحركات الاسلاميه , الى الفترة التي تلت حرب 1967 , ويعود تأسيس جماعة الاخوان المسلمين الحاليه هناك كحزب سياسي الى عام 1970 , أي عقب المصالحه بين الملكيين والاتجاه الجمهوري المحافظ , لذلط ظلت مرتبطه بوضع دستور 1970 , كما مثلت قوة مواجهة عند الحكومه ضد القوى اليساريه والقوميه التي كونت الجبهة الوطنيه وطرحت برنامج التطور السلمي الديموقراطي . كذلك سيطر الاخوان في اليمن على المعاهد العلميه التي مولتها العربيه السعوديه وعمل فيها معلمون من اخوان مصر والسودان وسوريا . ومن اهم قيادات الاخوان المسلمين الشيخ عبد المجيد الزنداني وعبد الملك منصور وياسين عبد العزيز .
                        أخذ الاسلام السياسي في اليمن شكل جبهة او تحالف بعد اعلان قيام دولة الوحده 1990 . فظهرت تنظيمات عديده وصلت الى ستة واربعين حزبا معترفا بها رسميا , ومن بينها حزب التجمع اليمني للاصلاح ورئيسه عبد الله الاحمر شيخ مشائخ قبائل حاشد , ومن الواضح ان الحزب هو تحالف بين الاخوان المسلمين وبعض القوى القبليه . يذكر المهتمون بالشان اليمني أنت هناك نحو 11 تنظيما يطرح النهج الاسلامي ويمكن اعتبار برنامجها ترجمه مباشره " للتيار الأصولي – القبلي الذي ينظر الى الاسلام كأسلوب ومنهاج لممارسة العمل السياسي وتسيير شؤون الدوله " . ومن هذه التنظيمات : حزب الحق , ويعتبر من اكبر الاحزاب الاصوليه التي تأسست بعد الوحده , وتتركز جماهيريته في محافظة صعده , وقد حصل على مقعدين في انتخابات عام 1993 , وله مواقف متميزه من مواقف تيار الاخوان المسلمين , على سبيل المثال وقف مؤسسه أحمد الشامي مع الرأي القائل باسلامية دستور دولة الوحده الذي رفضه الاخوان المسلمين بدعوى انه لا يتطابق مع الشريعه . ويرى البعض ان حزب الحق أقرب الى ايران , بينما تجمع الاصلاح أقرب الى العربية السعوديه . هناك ايضا حزب العمل الاسلامي الذي أسسه ابراهيم بن محمد الوزير , وللحزب صحيفه بأسم البلاغ . ومن التنظيمات الاسلاميه " اتحاد القوى الشعبيه " الذي تأسس منذ مطلع الستينات , وصدر بيانه الأول في تموز 1962 . وساهم بعد الثوره في تكوين القوة الثالثه التي تدعو الى قيام دوله اسلاميه في اليمن ليست جمهوريه ولا ملكيه . ولكنه الان يعرض نفسه كحزب اسلامي يهدف الى تحقيق دولة القرآن من حيث تطبيق أحكام كتاب الله وسنة رسوله ..

                        تعليق


                        • #13
                          رد : الحاكميه في الاسلام ..

                          الحركات الاسلاميه في المغرب ..
                          نجد في الطرف الغربي للوطن العربي تطورا مختلفا لحركات الاسلام السياسي , يتميز بضعفه , ويرجع ضعف التيار الأصولي عموما الى تبني السلطه السياسيه , ممثله في شخص الملك , حكم الاسلام في الشؤون السياسيه والاداره . كما ان الملك ينتسب الى الاشراف ويلقب بأمير المؤمنين ويركز في يديه السلطتين الزمنيه والروحيه مع تفويض البرلمان والحكومه ابتداء من عام 1961 . وقد استطاع الملك التحكم في الحقل الديني وكسب شرعيه دينيه , وذلك من خلال آليه سياسيه تمثلت في اضعاف العلماء التقليديين واقصائهم من المجال السياسي عن طريق شن حمله سلفيه تدين تقاعسهم في مواجهة المستعمرين , كما تم ادماج العلماء في السلك الوظيفي أو منحهم وظائف استشاريه في القصر تبعدهم عن الأحزاب . ومن ناحيه أخرى , حافظ الملك على تعدد الحركات الدينيه , وبالذات ضمن الاسلام الشعبي , أي الطرق الصوفيه التي تم تدجينها كجزء من السلطه السياسيه . وبسبب هذه الوضعيه السياسيه الخاصه , اختلف سير التطور , كما اختلفت الأشكال . ففي مرحله أولى اتسمت الحركات الأصوليه باللامبالاة السياسيه . بل شجع النظام قيام جماعات منظمه . وقد أورد الطوزي في بداية الثمانينات ثلاثا وعشرين جمعيه دينيه لا تخلو من طابع سياسي , بعضها فردي , أي امتداد لتقليد مصطلح ديني . وفي مرحله تاليه , بعط أحداث عام 1984 , نشطت بعض المجموعات ولكنها أجبرت على العمل السري تحت غطاء ثقافي . يقسم بعض الباحثين الجماعات الاسلاميه في المغرب الى ثلاث فئات :
                          أ‌- الجماعات ذات الهدف الديني البحت , وهي ما سمي جماعات الدعوه الاسلاميه , ومثالها : جماعة التبليغ والدعوه , وهي ذات أصل باكستاني , وقد ركزت نشاطها على التربيه وليس السياسه .
                          ب‌- الجماعات التي ترتبط ببعض الانظمه العربيه المحافظه ارتباطا وثيقا .
                          ت‌- الجماعات التي تأثرت بفكر الاخوان المسلمين في مصر , وتكونت من المثقفين , الا أنها لا تتمتع بدعم الجماعات الراديكاليه , وتسمى السلفيه الجديده وتهدف الى استخدام الاسلام كوسيله من وسائل الحركه ضد النظام السياسي .
                          يتساءل بورغا: هل هذه الكثره مؤشر على التنوع , أم وسيله الى التفتيت ؟ ويرى أن من نتائج هذا التفتيت في بداية الأمر , ظهور جمعية الشبيبه الاسلاميه تحت زعامة عبد الكريم مطيع عام 1970 . وقدمت المنظمه وثائقها عام 1972 وحصلت على ترخيص بممارسة نشاطاتها بصوره علنيه وشرعيه . ولهذا الأعتراف أسبابه , فقد تكونت من المدرسين والطلاب لمحاربة تنظيمات اليسار والفكر الماركسي , حيث كانت في الستينيات في قمة صعودها . ولكن أتهمت الجمعيه بالعنف , خاصه حين ظهرت أسماء بعض أعضائها في جريمة اغتيال عمر بن جلون . وعلى رغم نفي الحركه وادانتها للعنف . الا أن التحقيقات أوردت اسم أمير الجماعه مطيع الذي فر الى الخارج , وبالتالي تعرضت الحركه الى انقسامات وانشقاقات .
                          وكانت الحركه في الاصل تضم عناصر متطرفه واهتمت بالتدريب العسكري . وكانت كتب سيد قطب , وبالذات منها " معالم على الطريق وفي ظلال القرآن " الكتابين المذهبين , حيث يحفظان عن ظهر قلب ويعلق عليهما من أعضاء الجماعه . وفي نهاية السبعينيات , أخذت الحركه منحى جديدا اقتربت من طروحات الثوره الايرانيه ومواقفها , ونادت باسقاط السلطه . وقد أصدرت صحيفة المجاهد في الخارج , وكانت توزع سريا وعلى نطاق محدود في المغرب وبالذات في مدينة الدار البيضاء التي تعتبر أهم مراكز نفوذ الشبيبه الاسلاميه .
                          تسببت ظروف السريه وغياب القيادات في مزيد من التفتيت , لذلك قامت مجموعه جديده اتخذت اسم " الجماعه الاسلاميه " . وقبلت بها السلطه الرسميه ضمنيا على الرغم من أنها لم تعترف بنشاطها رسميا .
                          وأصدرت المجموعه جريدة الاصلاح تحت اشراف عبد الله بن كيران . وهناك ايضا مجموعتان مرتبطتان بهذا التيار تقومان بأصدار مجلتين : " الفرقان والهدي " في مدينة فاس . وفي العام 1992 بدلت الجماعه الاسلاميه اسمها لتصبح " حركة الاصلاح والتجدد " وليعلن زعيمها بن كيران أن حركته علميه وتقبل الحكم الملكي , ويرى أن العدو الحقيقي لحركة الاصلاح هو العلمانيه , ويتشكك بالتوصل الى حل وسط بين التقاليد الاسلاميه ونظام الحكم الحديث , ويطالب بتطبيق الشريعه الاسلاميه . ويقول ان للديموقراطيه حدود , وعلى الساسه كافه في جميع الاحزاب أن يقبلوا سيادة الشريعه الاسلاميه . وتنشط الحركه بين الطلاب الذين كونوا تنظيمهم الخاص تحت اسم " الطلبه التجديديون " . وللحركه صحيفه تسمى " الرايه " تصدر نصف شهريه .
                          يشير بورغا الى أن الخطاب الذي وجهه عبد السلام ياسين الى الملك , وأعطاه عنوان " الاسلام أو الطوفان " هو التعبير الاول للتيار الاسلامي , وذلك في عام 1974 . وقد تسبب هذا الخطاب في دخول ياسين الى مشفى الامراض العقليه لمدة ثلاث سنوات . ويؤرخ ساره لنشاط ياسين من خلال تشكيل " جماعة العدل والاحسان " بزعامته في مدينة سلا المغربيه عام 1974 , والتي تطورت الى جماعه تربويه – سياسيه , وعبرت عن افكارها في مجلة " الجماعه " التي أصدرها الشيخ ياسين . ويتميز ياسين بقدراته العاليه في الكتابه والتأليف , فقد صدرت له عدة كتب وله كتابات بالفرنسيه . حاولت الحكومه مساومته بمنحه الشرعيه بحسب شروط السلطه , ولكن ياسين رفض العرض . وفي عام 1991 ساهمت الجماعه بأعداد غفيره في التظاهرة التي أيدت موقف العراق في حرب الخليج الثانيه . وقد رفعت المصاحف من قبل أنصار الجماعه أثناء التظاهره , على طريقة " الجبهة الاسلاميه للانقاذ " في الجزائر ....
                          ------------------------------------------------------------
                          اتمنى ان اكون قد وفقت في اعطاء صورة عن الاسلام السياسي في عالمنا العربي , في وقت تقدم فيه الاخوان المسلمين في مصر , وفازت حماس في فلسطين ..
                          كل الشكر لمن تابع واهتم ..

                          تعليق

                          جاري التحميل ..
                          X