إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعاية انتخابية مبكرة، باردة وإقصائية!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاية انتخابية مبكرة، باردة وإقصائية!


    كما كان متوقعا؛ فقد استبقت حركة فتح تطبيق بنود اتفاق المصالحة الذي لم يرَ النور حتى الآن، وقفزت على جميع الملفات العالقة في المسافة الفاصلة ما بين اللقاء للحوار وبين الوصول لمحطة الانتخابات، تجاوزت كلّ ذلك وبدت متحمّسة للانتخابات القادمة الرئاسية والتشريعية، بل ومتأكدة من فوزها!

    بل ورأينا رمزاً مطروداً ومفصولاً من طراز (محمد دحلان) يعلن بملء فيه نيته الترشح للانتخابات ضمن قوائم حركة فتح الرسمية، نافياً اعتزامه خوضها عبر تيار جديد، فتحاوياً كان أم مستقلا.

    وتصريحات الرجل لا تبدو مستغربة، حتى مع علمنا بالمستوى الحادّ من الخلاف الذي جرى بين دحلان وخصومه في قيادة الحركة والتي انتهت بفصله بعد توجيه اتهامات خطيرة له ولدوره على مرّ السنوات السابقة. لكنّ التموضع في مكان لا مفرّ منه من منافسة حماس عبر جولة انتخابية جديدة سيكون كفيلاً بإرغام فتح على إعادة حبال الوصال بينها وبين دحلان لعدة أسباب، أهمها أنها ترى فيه عاملاً قادراً على توحيد غالبية قطاعات الحركة في مواجهة حماس، وعلى تجميع أواصر الحركة وعقدها التنظيمي المنفرط وشعبيتها المتراجعة، ولأنها تدرك أنه يستند إلى منظومة إعلامية تتبنى خطاباً حاداً وسافراً في مواجهة حماس، والأهم من هذا أن مهاراته في الكذب والتلوّن والتخلص من المآزق الاخلاقية والوطنية عالية، وترى فيها الحركة ضمانة للتعمية على أخطائها ولرمي كرة التوتر في ملعب حماس، وإمكانية التأثير سلباً على قناعات مناصريها.

    وهذا ينقلنا إلى مساحة طريفة أخرى لتلك الدعاية الانتخابية المبكّرة، وهي تلك التي يبتدعها مهرّجون ملحقون بالمفوضية الإعلامية التي كان يقوم عليها دحلان، وهؤلاء لديهم إشكالية مزمنة ومستعصية مع الصدق ومع الرؤية خارج حدود الذات المتداعية، ولذلك وجدناهم يُستَدعون ليحتلوا بعض الواجهات الإعلامية مجدداً ويبدؤوا بممارسة طقوس التهريج التي خبرناها جيدا، وإحدى دعائم هذا التهريج الدعائي لمسناه في هجوم لأحدهم على كاتب مستقل لمجرّد أن الأخير قرأ صعود الإسلاميين في المنطقة على نحو منصف وموضوعي بعيداً عن الصفاقة التي ينتهجها (مثقفو) اليسار والعلمانية ممن يقرؤون التغيّرات على وقع عواطفهم المحتقنة لا عقولهم الواعية.

    وعلى العموم، فقد بدأت ملامح الدعاية الانتخابية لحركة فتح تتجلى بشكل يعين على فهم واستشراف الأساس الذي سترتكز إليه حين يُصار إلى التوافق الفعلي على موعد للانتخابات، وهو أساس لن يتجاوز خطاب التدليس والافتراء والأكاذيب الموهومة، مع نفَسٍ إقصائي وعدائيّ واضح، ليس لحماس كحركة منافسة وحسب، بل ولكل من سيفكّر في إنصافها أو قراءة تجربتها بموضوعية على وقع جولة الانتخابات القادمة.

    بعيداً عن الإمكانية العملية من عدمها لإجراء انتخابات بعد خمسة أشهر، وهو أمر يحتاج لتفصيل طويل، إلا أنه من المهمّ أن نذكّر فريق المهرّجين المطمئنين إلى مهاراتهم في الكذب إلى حدّ الهلوسة، بأنهم لن يبتكروا جديدا، بل سيكونون نسخاً مكررة ورديئة عن نظرائهم العلمانيين في العالم العربي، ممن لم تفلح دعاياتهم الإعلامية البائسة في تحجيم الحقيقة وفقاً لأحلامهم أو إرغام العامة على رؤيتها بعيونهم، وكانت صناديق الاقتراع مقبرة أحلامهم والمختبر الحقيقي لجدوى خطابهم، فما بالك مع مشروع يستند إلى سلطة شُطبت من وعي الشعب وفقدت احترامها لذاتها قبل أي شيء آخر؟

    ولذلك ننصح المراهنين على انتخابات تصنع نتائجها الأكاذيب بأن يعيدوا حساباتهم المغترة بذاتها، لن الشعب الفلسطيني الذي كان متقدّماً على بقية الشعوب في ثورته ثم في ممارسته الانتخابية، لن يعود للتأخر عنها، ولا لأن يشذّ عن مرحلة جديدة أفرزت واقعها قبضات الثوار المتينة وبصيرتهم الواعية!

    وأختم باقتباس فقرة ثريّة من فكر الدكتور عزمي بشارة، إذ يقول: "ثقافتان: ثقافة تتعدد فيها الحجج والأدلة بحسب تعدد وجهات النظر والخلافات أو تزيد عليها لأن لكل وجهة نظر أكثر من محاولة في المحاججة والاثبات، وثقافة أخرى تتعدد فيها الأكاذيب والشائعات بموجب الخلافات والخصومات أو تزيد عليها، لأنها تجتر وتعلك وتزداد تشويها وابتعادا عن الحقيقة مع كل تكرار. والثقافتان قائمتان بنسب مختلفة في المجتمعات والقوى السياسية، والبلاء حين تهيمن الثقافة الثانية عند طرف يشعر أن موقفه ضعيف الى درجة الاعتماد الكلي على الكذب والشائعات والتشهير، أو حين يصاب بغطرسة القوة الى درجة قمع الرأي الآخر".

  • #2
    رد : دعاية انتخابية مبكرة، باردة وإقصائية!

    في كل اتفاق كانت تنتزع حركة فتح من حماس (وبالتالي من حق الناخب الفلسطيني الذي انتخبها) أمرا وتترك البقية في الإتفاق. حكومة وحدة وطنية وإعادة بناء منظمة التحرير. تم تشكيل الحكومة ولا تزال منظمة التحرير تحت البناء حتى الآن. وها هم يتركون كل البنود ويقفزون إلى الإنتخابات. أتمنى إنها حماس تطلب منهم بندا آخر إضافة إلى المعتقلين السياسيين. وهو إطلاق المقاومة الشعبية حقيقة لا تصريحا.. وأن لا يكون سقفها "نعلين وبعلين" كما دعى أحدهم حماس منذ أيام.

    تعليق


    • #3
      رد : دعاية انتخابية مبكرة، باردة وإقصائية!

      بالزبط كما يفعل المجلس العسكري في مصر يقفز على الإنتخابات تحسبا وخوفا من نتائجها ويعلن تشكيل المجلس الاستشاري ،،،
      يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

      تعليق


      • #4
        رد : دعاية انتخابية مبكرة، باردة وإقصائية!

        حديث الانتخابات فعلًا يطول
        والله لا أنسى في انتخابات 2006م حملوا معاقين درجة شديدة جدًا، وقاموا بإدخال أوراق التصويت! سبحان الله!
        وإن كان ليس الموضوع ولكن ممارسة مشوهة لفكر مشوه وُلِد مشوَّهًا !

        أختي لمى يعطيكِ العافية، أود السؤال ::
        1. ألا ترين أنّ لعبة الانتخابات وما سبقها على مدار 5 أعوام، هي مختزلة في الفترة 1994-1996م، كممارسة، بحيث يعيدون نفس المسرحية، مع اختلاف موقف حركة حماس فهي في الأولى عارضت وكانت معارضة واليوم لها حضور وحكومة؟

        2. واقع الأرض في الضفة لا يشير إلى جدية طرح الانتخابات على المائدة، فإن لم تتم مقاطعتها فهي مجهضة مسبقًا أداء ونتيجة، هل ترين مخرجًا لهذا؟ وهل تتوقعين أن تنتهي الملفات العالقة بين فتح وحماس خلال 5 أشهر فقط؟

        3. هل يمكن أن يتم حل كل الملفات مع بقاء ملف التنسيق الأمني مثلًا؟ -إذ التنسيق الأمني قديم وقد حصلت الانتخابات وهو قائم-، ما مدى إمكانية ذلك فعلًا؟
        وربما سؤالي الأخير يدخل ضمن رؤيتي لفشل مستقبل المصالحة على أساس الإبقاء على ما هو قائم دون بلورة منهج يعيد للشعب حقوقه كاملة

        ولا زلت أرفع سؤالي الدائم ::
        كيف يعتبرون أن لهم دولة بلا سيادة وفي نفس الوقت يسلبون حقوق مواطني "الدولة"؟ أم هي سياسة تبادل : مسلوبون السيادة فيسلبون الحقوق؟!

        عليهم أن يتخلوا عن عجرفتهم وكذبهم فإذا كانت الناس راكدة فلا يعني أنهم جميعًا أغبياء ومصدقون ولا يعني أيضًا أنهم (هم) لا زالوا في مكانتهم الدنية بل قد هبطت بهم الأرض!
        التعديل الأخير تم بواسطة نور الفكر; 8/12/2011, 10:53 PM.

        تعليق

        جاري التحميل ..
        X