إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اجتياح الزيتون : قصة الموت والمقاومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اجتياح الزيتون : قصة الموت والمقاومة

    اجتياح الزيتون : قصة الموت والمقاومة

    اجتياح الزيتون : 12 شهيداً و حوالي 67 جريحا و تدمير 32 ورشة و 3 منازل
    المقاومة الفلسطينية .. قلة العدد و العتاد .. بطولات و آلام .. فرحة بإصابة العدو


    رغم قلة عدتهم و عتادهم لكن رجال المقاومة الفلسطينية انطلقوا لمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الغازية لمدينة غزة و أوقعوا فيهم إصابات مباشرة .

    الساعة العاشرة و النصف من مساء السبت 25-1-2003 بدأت نحو 50 دبابة حربية و آليات و جيبات عسكرية ترافقها جرافات عملاقة و بغطاء من مروحيات الأباتشي الأمريكية الصنع باقتحام حي الزيتون جنوب مدينة غزة من محورين تخلله قصف عشوائي عنيف جواً و براً .

    الاتصالات بدأ في العمل ، أجهزة الرصد من مختلف الأجنحة العسكرية للقوى الفلسطينية بدأت بإرسال الإشارات و الرموز المخصصة التي يفهمها فقط نظراءهم من المقاومين و قال مقاوم فلسطيني من كتائب القسام " يجب أن تكون جميع اتصالاتنا مرمزة لأننا على يقين أن جميع الاتصالات الفلسطينية مكشوفة للعدو الصهيوني " .

    مساجد غزة شرعت بإطلاق نداءات النصرة و الجهاد تدعو أبطال المقاومة و المقاتلين و المجاهدين إلى الخروج و التصدي للقوات الصهيونية ، و أخذت بالتكبير و التهليل .

    مجموعات للمقاومة بدأت بزرع الألغام و العبوات الناسفة الذكية و الموجهة تحت الأرض في الطريق الذي متوقع أن تسلكه دبابات و آليات الاحتلال الحربية .

    و يعتبر اجتياح الأحد هو الأوسع من نوعه تتعرض له مدينه غزة منذ بدء انتفاضة الأقصى في أيلول / سبتمبر 2000.

    قوات الاحتلال التي توغلت بعشرات الدبابات الصهيونية كانت تطلق نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه كل شيء متحرك في الشوارع و الطرقات التي غرقت في ظلام دامس نتيجة قصف قوات الاحتلال محولات الكهرباء و دمرت كل ورشة واجهتها في طريقها .

    مجموعات أخرى للمقاومة أخذت مواقعها بأسلحتها الخفيفة ، و شوهدت مجموعات تحمل صواريخ ( الار بي جي ) و صواريخ ( البتار ) و قذائف (البنا )تأخذ كمائن و سواتر لإطلاقها بانتظار مرور قوات الغزاة الصهاينة .

    شرق مصنع ستار لتعبئة المياه الغازية في حي الزيتون ظهرت دبابتين حربيتين و سارتا فوق عبوات ناسفة قام المجاهدون بتفجيرها و إصابتها إصابات مباشرة حسب شهود العيان .

    و قرب مسجد صلاح الدين تمكن المجاهدون من إصابة دبابة حربية بإطلاق صاروخ البتار باتجاهها فيما أصيبت دبابة أخرى بعبوة ناسفة ذكية ، و شمال مسجد صلاح الدين أطلق أحد المجاهدين قذيفة من الاربي جي باتجاه دبابة و أعطبها

    شاهد عيان قال " قرب المسجد تجمع حوالي 15 مقاوم و فجأة أطلقت دبابة صهيونية نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاههم و قلت في نفسي أن جميعهم استشهد لكن بفضل الله تبين أن أحدهم فقط أصيب ، و نجا الباقون بأعجوبة " .

    وذكر أحد مقاتلي القسام " أن صاروخ البتار الجديد الذي استخدم في المواجهة يتمتع بالعديد من المزايا التي جعلته سلاحا فعالا في مواجهة الاجتياحات الصهيونية ؛ مشيرا إلى أن الصاروخ يستطيع حمل أكثر من أربعة كيلوجرامات من المواد المتفجرة من نوع "آر دي إس" شديدة الانفجار.

    وأضاف أن هذا الصاروخ "يتميز بقدرته الفائقة على إصابة الأهداف بدقة خاصة في قطاع غزة المحصن بالدروع الواقية، حيث إنه مزود بقناص ونيشان"، مشيرا إلى أن مداه يصل لمسافة كيلومتر، ما ساعد على ضرب الأهداف بسهولة ويوفر للفدائيين فرصة الانسحاب إلى قواعدهم بسلام.

    وأوضح مقاتل القسام أن الصاروخ عبارة عن ماسورة طولها متر تقريبا وقطرها "6 إنش" بداخلها مقذوف صاروخي يشبه قذيفة "آر بي جي"، موضحاً أنه أكثر قوة في اختراق الهدف.

    المجاهد عزام أحد المصابين الذين جرحوا في المجزرة نتيجة إصابته بعيار نارى في قدمه اليمنى قال إن قوات الاحتلال حاصرت منطقة سوق الشجاعية التي كان يتواجد بها هو ومجموعة من المقاومين من جميع الاتجاهات ويصف لنا الأوضاع في تلك اللحظات بأنها كانت عصيبة للغاية فلم يتوقع أحد وصول الدبابات لتلك المنطقة و أضاف عزام أن المقاومة كانت عنيفة للغاية مؤكدا أن المقاومين قد استطاعوا إعطاب خمس دبابات عن طريق صواريخ القسام المحمولة على الكتف والعبوات الناسفة و صواريخ الاربيجي ويضيف بان قوات الاحتلال كانت تقصف بقذائف الدبابات بشكل عشوائى على كل من يتحرك في المكان مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول إلى تلك المنطقة لإخلاء الجرحى نتيجة إطلاق النار الكثيف بالمنطقة موضحا أنه تم نقله مسافة طويلة محمولاً على أكتاف زملائه حتى وجد سيارة مدنية وانتقل بها للمشفى ووجه عزام رسالة إلى رئيس الوزراء الصهيوني الإرهابي شارون بأن الشباب الفلسطينيين صامدون ومستمرون في المقاومة حتى دحر الاحتلال عن أراضينا مهما بلغت التضحيات .

    السكان الفلسطينيون فتحوا للمجاهدين منازلهم و قدموا لهم الطعام و الشراب و ساعدوهم في معرفة الطرقات و هم يلفونهم بالدعوات و رعاية الله .

    و قرب مسجد الشمعة أطلق مجاهد صاروخ البتار باتجاه مدرعة عسكرية و أصابها بأضرار ، عايش الذي أصابته رصاصات الاحتلال في كلتا يديه فيقول إنه أثناء تغطيته على مجموعه من المقاومين عند عبورهم الشارع الرابط بين حي الصبرة و حي الزيتون فإذا بدبابة تطلق نيران رشاشاتها نحوه مباشرة فأصيب بعيارات نارية من نوع ثقيل و أكد على أن الرؤية كانت صعبة حيث أن المنطقة كانت حالكة الظلام نتيجة تفجير مولدات الكهرباء من قبل قوات الاحتلال.

    و أشار عايش إلى أن المقاومة كانت شرسة و عنيدة للغاية وأن دبابات الاحتلال كانت تتقدم بصعوبة نتيجة صواريخ الانيرجا و إطلاق النار الكثيف من قبل المقاومين الفلسطينيين مما أجبرهم على الانسحاب فجرا .

    و قد اعترف جيش الاحتلال بوجود مقاومة عنيفة من قبل رجال المقاومة الفلسطينية ونقل عن مصادر عسكرية صهيونية أن الفلسطينيين قاوموا بعنف .

    و أشار شاهد عيان أن الدبابات الصهيونية توغلت بسرعة كبيرة باتجاه حي الزيتون انطلاقا من مستوطنه 'نتساريم' حيث تمكنت من محاصرة حي الزيتون خلال ربع ساعة فقط.

    وأكد شاهد عيان الذي فضل عدم ذكر اسمه أنه شاهد عدة دبابات قد أعطبت من قبل المقاومين ، وقال ' عندما انسحبت الدبابات في ساعات الفجر شاهدت بأم عيني دبابات تجر دبابات أخرى معطوبة دون أن أتمكن من حصرها حيث كانت تصدر أصواتاً مزعجة بسبب جرها علي الأرض ' .

    و قال شهود عيان إن ثلاثة من أفراد الاستخبارات العسكرية أصابتهم قذيفة دبابة صهيونية وسط سوق الجمعة في حي الشجاعية مما أدى إلى إصابتهم بشظايا في جميع أنحاء جسمهم و استشهدوا على الفور .

    جهاد الذي أصيب في بطنه فقال إنه كان ساعة إصابته يقف أمام باب منزله حيث أصابه عيار ناري أطلقته عليه دبابة كانت تقف على بعد مئات الأمتار من منزله .

    مجموعات للمقاومة في منطقة عسقولة حاولت استدراج بضع دبابات و آليات عسكرية نحو حقل ألغام لكن قوات الاحتلال لم تتقدم .

    خلال تجولنا في غرفة العناية المركزة في مستشفى الشفاء كان هناك خمس حالات حرجة فقد أصيب محمود الفيومى بشظايا اخترقت جميع أنحاء جسده وكان هناك حروق في وجهه كما أصيب أدهم الحطاب بعدد من العيارات النارية في منطقه البطن والصدر و الأقدام كما أصيب مقاوم من حركه الجهاد الإسلامي بعيار ناري في الرقبة و آخر في العين أطلقه عليه قناص صهيوني اخترق رأسه واستقر في قاع الجمجمة.

    كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أعلنت عن تفجير سبع دبابات صهيونية بصواريخ " البتار" و الاربيجي .

    و كانت مفاجأة المقاومة قيامها بقصف ما يسمى مدينة اسدوروت الاستيطانية بالصواريخ رغم قيام قوات الاحتلال باحتلال بيت حانون عدة مرات كان آخرها مرتين خلال الأربع و عشرين ساعة الأخيرة بحجة أن مطلقي الصواريخ من بيت حانون و أكدت كتائب القسام في بيان لها أن مجموعاتها قد قصفت في حوالي الساعة الثامنة و النصف من صباح الأحد مدينة أجدروت المقامة على قرية بيت جرجا في أراضي 48بسبعة صواريخ من طراز قسام 2كما قصفت في التاسعة والنصف مساء مغتصبة ايلى سيناى في شمال القطاع بصاروخين من طراز قسام 2 .

    وقال عبد العزيز الرنتيسي المتحدث باسم حماس: "هذه رسالة للمجتمع الصهيوني الذي يذهب إلى الانتخابات؛ مفادها أن شارون هو رجل المرحلة بالنسبة لهم ، وأنه يستطيع أن يفعل الكثير ضد الفلسطينيين"، وأضاف "... هذه دعاية انتخابية واضحة لشارون ، يقدم فيها دماء الفلسطينيين كورقة للدعاية الانتخابية لصالحه".

    وتابع الرنتيسي قائلاً : "نحن في حماس نفتح المجال أمام الجناح العسكري ليطور من قدراته للتصدي لهذه الهجمات، والرد على هذا الإرهاب الصهيوني بضرب أي موقع صهيوني داخل فلسطين المحتلة في أي مكان، وبكافة الطرق، وعلى رأسها العمليات الاستشهادية".

    وأكد د. عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حماس أن رجال المقاومة نجحوا في ضرب ست دبابات أثناء تصديهم للاجتياح في قطاع غزة . وقال إن "ما جرى من إرهاب أمس في غزة سيكون دافعا للقوى الوطنية الفلسطينية لتلتحم حول خيار المقاومة".

    وحذر الرنتيسي وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز من محاولة إعادة احتلال قطاع غزة، وقال: "موفاز يدرك تماماً أن دخول قطاع غزة عبارة عن فخ، ونحن لا نخشى دخوله غزة بل على العكس سيسهل هذا الدخول أهدافًا قد تكون صعبة".

    وأضاف "نتوقع أن ترد حماس بقوة، وأن تضرب في كل مكان داخل فلسطين المحتلة، وأن تكون هناك عمليات استشهادية قوية ومزلزلة".

    و أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن تفجير مجاهديها عبوة ناسفة موجهة ذكية تحت ناقلة جنود صهيونية على طريق صلاح الدين الرئيسي في حي الزيتون وتدمير الناقلة بالكامل وقتل وجرح من بداخلها.

    و أكدت أن هذه العملية الثالثة وكل عمليات المقاومة الباسلة تأتي رداً من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى على جرائم الاحتلال المتواصلة ضد جماهير شعبنا في الأراضي الفلسطينية .

    و هدد الكيان الصهيوني مساء الأحد بأن جيشها سوف قد يعيد السيطرة على قطاع غزة في حال استمر إطلاق الصواريخ من هذه المنطقة باتجاه البلدات الصهيونية الاستيطانية، وقال الناطق باسم رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون إن "العملية التي قمنا بها ليل السبت الأحد تشكل رسالة ردع واضحة، وإذا لم يتم استيعابها فإننا من جهتنا لا نستبعد أي خيار بما يشمل خيار استعادة السيطرة على قطاع غزة".

    وقالت معلقة في تلفزيون العدو إن شارون رغم ذلك لا ينوي إعطاء الضوء الأخضر لإعادة احتلال قطاع غزة لكي لا يتسبب بتصعيد عسكري من شأنه التأثير على الاستعدادات الأميركية لهجوم ضد العراق.

    غير أن الوضع الأمني يبقى مرشحا إلى مزيد من التدهور خصوصا بعدما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أنها أطلقت أمس الأحد صواريخ على مناطق جنوب الكيان الصهيوني وطالب البيان سكان هذه البلدات الصهيونية بالرحيل أو التزام ملاجئهم. وأكدت الشرطة الصهيونية سقوط أربعة صواريخ قسام من بلدة بيت حانون.

    و مع انسحاب قوات الاحتلال بعد هجومهم الذي استغرق حوالي 6 ساعات تمكن المجاهدون من إصابة دبابة حربية منسحبة بتفجير عبوة ناسفة فيه

    عن بعد قرب مصنع ستار و أعلنت كتائب القسام مسئوليتها عنها و مع كل إصابة في صفوف العدو التي لم يعترف بها كانت أصوات التهليل و التكبير تصدح و ترتفع من حناجر المجاهدين و السكان الفلسطينيين .
جاري التحميل ..
X