أجل حماس تعشق الكراسي
لسنين طويلة ارتبطت حماس في عقلي بالكرسي ...
كنت أراه جالسا وحوله الأنصار ... أو جالسا وهو يهدد إسرائيل ... أو جالسا وهو يقول أنه لن يتنازل ... كان يتكلم دائما بهدوء وهو جالس على كرسي ... ورحمه الله فقد استشهد على كرسيه أيضا.
واليوم يجلس أبناؤه وتلاميذه على الكراسي أيضا ... ومن على كراسيهم أن شاء الله سيجمعون الأنصار ... وسيرفضون التنازل ... وسيهددون إسرائيل (فعلا لا قولا) وهم على الكراسي ... وأكاد أقسم أيضا أنهم يسألون الله الشهادة ولتتبخر الكراسي مع أجسادهم بفعل صاروخ أو قنبلة.
يدهشني فعلا أن يقول البعض أن حماس جلست على كراسي (الحكم) فصمتت ... وما يدهشني أكثر أن بعض هؤلاء البعض ممن يدَّعون تأييد حماس ... ماذا تتوقعون من حماس ؟ قال الأخ صاروخ غزة في موضوع آخر أن من يسمع البعض يدعو حماس للثأر ويتهمها بالتنازل يظن أن حماس تملك فيالق مدرعة وطائرات تسبق سرعة الصوت وصواريخ نووية وتمتنع عن الرد على إسرائيل ...
ألهذه الدرجة أصبحت الذاكر قصيرة ؟ ... أم لهذه الدرجة استطاعت فتح غسل عقولكم بسرعة ؟ ... فعلا لقد نجحت ... حسنا إن نسي البعض فحماس هي من قاتل عندما انحنى الجميع ... وهي من قاوم عندما خاف الجميع من جنود الداخلية "الفلسطينية" ... و هي من تعرضت للسجن والاعتقال والتعذيب حين نجا الجميع
أعن حماس يجب أن نتحدث؟ ... ووطنية حماس ... وإيمان حماس ... وشجاعة حماس؟ ... كم إنسانا علمت حماس وعالجت حماس وأطعمت حماس وكست حماس من موازنتها وهي تقاوم في ذات الوقت؟ من يستطيع هذا ؟ بالله عليكم من يستطيع هذا
طبعا لن أتحدث عن حماس وأعدد إنجازاتها وشهداءها ومواقفها لأني سأكون أحمقا ... وكما قال الشاعر
هل كلام الناس في الشمس *** إلا أنها الشمس ليس فيها كلام
ظن كثيرون أن حماس تعشق كراسي الحكم... والله ما هو إلا حديث خرافة ... وخرافة رجل من بني عذرة سبته الجن ثم أعادته للعرب فكان يحدث الناس بما رأى فلا يصدقون وكلما سمعوا كلامه قالوا حديث خرافة ... أما خرافة في أيامنا هذه فهو من رأى كراسي الحكم تفسد كل من جلس عليها ... ويحدثنا أن الكراسي ستفسد حماس أيضا ... فلن نرد عليه إلا أن نقول حديث خرافة.
فما عرفنا حماس والكرسي إلا وهي تجلس عليه وتبني ... وتجلس عليه وتعلم الإسلام ... وتجلس عليه وتقاوم ... حتى استشهد مؤسسها وهو جالس عليه.
من كان طفلا ... وفعلا هنا أعنيها ... من كان طفلا يريد أن يرد الضربة بالضربة فقط كي يشفي غليله الآن مقابل أن يسقط المشروع الإسلامي في فلسطين بأكملها ... فنقول له كف جنونك عنا واذهب والعب بدماك ...
حماس تعرف ماذا تفعل ... وهذا أوان المعركة الكبرى ... إما أن ينتصر المشروع الإسلامي أو أن يخسر ... هذه هي الحقيقة ... والأمر ليس منحصرا في إطلاق صواريخ أو تنفيذ عملية ... الآن وقت مشروع إسلامي ينهض ... يحتاج إلى عقول الرجال لا حلوم الأطفال أوعقول ربات الحجال ... إما أن ينهض كعملاق ... أو أن يسحق طفل صغير تحت الأقدام
حماس فقط من تقرر متى ترد وكيف ترد ... لا مزاودات واتهامات غيرها ... حماس استطاعت إسقاط مشروع خياني انهزامي انبطاحي ضيَّع الحقوق وأفسد الأخلاق و أفقر العباد ... وهي الآن تنهض بمشروع إسلامي تعلم ونعلم أنه سيواجه حربا ضروسا ... ومن أكثر من طرف ... وما يحدث الآن ليس إلا جزء من خطة شاملة لإسقاط المشروع الإسلامي في فلسطين ... فلن نكون عونا على الإسلام منطلقين من قصر نظر أو غباء تفكير ... هذه حرب لا معركة
أجل حماس تعشق الكرسي ... الكرسي الذي استشهد عليه شيخها ... والكرسي الذي اجتمع حوله أنصارها ... والكرسي الذي من عليه تعلمت دينها ... ومن عليه رضعت حب المقاومة ... وسيظل هذا الكرسي نصب عينيها ... يقود الخطى ويهدي للطريق
منقوووووووووووووووووووووووووول
تعليق