"توكل كرمان" وجائزة نوبـل للسلام
الشيخ محمد بن موسى العامري
الشيخ محمد بن موسى العامري
في إجابة على سؤال طرحه بعض الإخوة في أحد المجالس عن جائزة نوبل، وأهدافها، وفوز توكل كرمان بها في الآونة الأخيرة، ولأن هذه الجائزة لها مالها، وعليها كتبت مستعيناً هذه الأسطر تبياناً، وتوضيحاً ونصيحة أتقدم بها لعلها تجد عند إخواننا، والمفتونين بها استجابة، ولذلك فإنه يعود تاريخها لعام 1901م وهي عبارة عن وصية أوصى بها ألفريد نوبل 1833-1896م وهو رجل يهودي شرير مخترع آلة الديناميت، والتفجير أوصى بتقسيم بعض عائدات ثرواته السنوية إلى خمس حصص متساوية على المتميزين في مجالات علوم الفيزياء والكيمياء والطب بالإضافة إلى الأدب ثم السلام العالمي. والناظر في الحائزين على هذه الجائزة لا يكاد يرتاب في الجذور اليهودية لهذه الجائزة فقد منحت هذه الجائزة لليهودي "هنري كيسنجر" و"إلي ويسل" ويساريين، وليبراليين، وآخرين عرفوا بتدين إنجيلي تفوح منه رائحة الصهيونية، وأفرع الجائزة الأخرى غير السلام حازها جملة من اليهود رغم أنهم نكرات في ميادين الكتابة والأدب كـ"كريتش" المجري في الأدب عام 2002م، والذي كان منافسه عليها سلمان رشدي صاحب آيات شيطانية المرتد وقد حصل عليها عرفات صاحب جولات ومفاوضات معاهدة السلام وأنور السادات أول رئيس عربي يزور إسرائيل , ويعقد معها معاهدة السلام الذي تقاسم مع مناحم بيجن هذه الجائزة صاحب مذبحة دير ياسين عام 1948م التي قتل فيها أكثر من 250 شخص ثم جاء بعده، وأخذ الجائزة كذلك شيمون بيريز عام 1994هـ صاحب مجزرة قانا، كما تسلمها نجيب محفوظ على رواياته المسيئة للإسلام. ومن المنتميات للإسلام الحائزات على جائزة نوبل "شيرين عبادي" الإيرانية التي قالت لجنة نوبل النرويجية أنها اختارتها للفوز بالجائزة مكافأة لها على تركيزها على النهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية في بلدها. وقد كانت شيرين محامية ثم قاضية في بلدها عرفت بسعيها الحثيث لما يسميه الغربيون حقوق المرأة والطفل، وكانت تسعى لتغيير قوانين الأسرة كالطلاق والإرث وسن الزواج على الطريقة الغربية المخالفة لتعاليم الإسلام. والمراقبون يرون أن جائزة نوبل تعد جائزة بمعايير الغرب الثقافية والسياسية، وهي أداة للنظام العام في الغرب، وأكثر من كونها أداة ثقافية نزيهة، ولذلك قال رئيس اللجنة الخماسية القائمة على الجائزة "أوليه دامبولت ميوس" بأن نيل عبادي للجائزة رسالة للإيرانيين وللعالم الإسلامي؛ بل وللعالم كله أن الكفاح من أجل الحرية يجب أن يكون في المقدمة، مما حدا بخاتمي حينها إلى الإيحاء إلى شيرين برفض الجائزة المشينة للبلاد وللعالم الإسلامي كما قال. وبناء على ذلك فإنه يصعب على المسلم المتابع لتاريخ هذه الجائزة ورجالاتها أن يتغافل عن الأنشطة الخفية التي تستخدم فيها مثل هذه الجوائز المشبوهة. ولا شك أن الأنشطة النسوية ذات التوجه الليبرالي قد أخذت تتنامى في اليمن في العشر سنوات الماضية بفضل ما تقدمه المنظمات الغربية لهذه الأنشطة من المعونات والهبات بغية الوصول إلى إبراز دور المرأة والدفع بها إلى نيل حقوقها المهضومة -كما يزعمون- وصولا إلى تقلدها المناصب العليا، وإفساح المجال أمامها للأدوار السياسية والقيادية مع ما يضاف إلى ذلك من المحاولات المستمرة وكثرة الحديث عن قوانين الأسرة في بلادنا, وإذا تقرر ذلك فإن دور المرأة ونشاطها في الإسلام ينبغي أن يكون متناسباً مع فطرتها، وتكوينها فإن أي خروج للمرأة عن فطرتها، ووظيفتها مدعاة إلى تصدع بنيان المجتمع وخلخلة أركانه.
وأنا -وإن كنت- لم أطالع للناشطة كرمان ماتقوم به، وكثير من مقالاتها أو نتاجها الفكري إلا أنني أنصح لها و«الدين النصيحة» في أن لا تسن سنة غير محمودة للمرأة اليمنية خصوصاً أنها عضو في مجلس شورى حزب الإصلاح الذي يفترض أن تكون المرأة فيه قدوة حسنة من خلال نشاطها الإسلامي المتميز البعيد عن التأثر بالأنشطة النسوية ذات التوجه الليبرالي التغريبي الذي يتنافى مع قيمنا، وعاداتنا الحميدة مع تأكيدنا الشديد على منح المرأة كامل حقوقها المشروعة، وعلى أهمية مشاركتها في بناء المجتمع، وفي المجالات التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية.
تعليق