أفضل أيام الدنيا أيام عشر ذي الحجة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً ".
والعبد المؤمن يتنقل بين تلك المواسم والأوقات وكله رجاء أن يقبل منه ربه ما قدم يوم أن جد وأجتهد وعلم وعمل وأخلص وأصدق .
وهذه العشر قد تجلّى خيرها وفضلها في قول الحبيب عليه الصلاة والسلام : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام " يعني العشر, قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ , قال : " ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه البخاري .
فهي دعوة لك أخي المؤمن بأن تستعد في الاستقبال , وأعلم بأنها أيام تذهب من عمرك سريعاً , وتأخذ منك كثيراً فالله الله في البدار, فإنك وإن عشتها هذا العام, قد لا تكون ممن يعيشها في العام القادم.
فضل عشر ذي الحجة:
قد دل على فضلها أمور :
الأول: قال (تعالى): ((وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ)) [الفجر] قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في تعيينها.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها:: (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)، والمراد : أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء أكان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلين فيه.
الثالث: أنه حث على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير.
الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.
الأعمال المستحب فعلها في هذه العشر , ويجب التنبيه عليها ومنها :-
1- التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والإقبال على فعل الصالحات. .
2- أداء الصلوات الخمس في أوقاتها فهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً , وعلى المسلم أن يكثر من النوافل في هذه العشر فإنها من أفضل القربات .
3- الصيام سواء صيام تسع ذي الحجة جميعها أو بعضها وبالأخص يوم عرفة , روى مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صيام يوم عرفة , أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.
4- العمرة والحج هما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة .
5- التكبير والتحميد والتهليل والذكر قال تعالى : " َويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ... " الحج(28) ويجهر به الرجال , وتسر به النساء .
6/الإكثار من الأعمال الصالحة: إن العمل الصالح محبوب لله في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله تعالى، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله تعالى.
من أخطائنا في عشر ذي الحجة
1- مرور عشر ذي الحجة عند بعض العامة دون أن يعيرها أي اهتمام، وهذا خطأ بيِّن؛ لما لها من الفضل العظيم عند الله تعالى عن غيرها من الأيام.
2- عدم الاكتراث بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيها:
وهــــذا الخطأ يقع فيه العامة والخاصة إلا من رحم الله تعالى، فالواجب على المسلم أن يبدأ بالتكبير حال دخول عشر ذي الحجة، وينتهي بنهاية أيام التشريق، لقوله (تعالى): ((وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ..)) [الحج: 28].
3- جهر النساء بالتكبير والتهليل، لأنه لم يرد عن أمهات المؤمنين أنهن كبّرن بأصوات ظاهرة ومسموعة للجميع، فالواجب الحذر من مثل هذا الخطأ وغيره.
4- صيام يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك في عشر ذي الحجة وعليه قضاء رمضان، وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لأن القضاء فرض والصيام في العشر سنّة، ولا يجوز أن تقدم السنة على الفرض.فمن بقي عليه من أيام رمضان وجب صيام ما عليه، ثم يَشْرع بصيام ما أراد من التطوع
سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
أيهما أفضل: عشر ذى الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟
فأجاب: أيام العشر من ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة .
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافياً كافياً، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذى الحجة وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية. أما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التى كان رسول الله يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر.
يا من حرم الحج هذا العام ...
أبشر بقول النبي صلي الله عليه وسلم :-
(( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم )) حسن
إن هذا العطاء الإلهي لا يحرم منه إلا محروم ولا يستكثره على الله إلا جاهل أحمق فربنا شكور وخزائنه لا تنفد.
تعليق