بسم الله الرحمن الرحيم
وهب عمر حياته لله، فما من يوم يمضي من عمره إلا ويكسب فيه أجرًا ويتقرب إلى الله شبرًا أو يزيد..
ولم تقتصر اهتماماته على فرائض الدين ونوافله، بل كان يسعى إلى كل ما يراه يرضي ربه وإن كلّفه ذلك العناء والكدّ..
وقبل أن ينتهى ذاك اليوم نظّم مع صديقه زيارة إلى عدد من الأسرى المحررين في الغد وسأل الله التوفيق في ذلك..
بدأ عمر يومه باكرًا وذهب مع رفيقه إلى مجموعة من الأحرار، وكان اللقاء حارا رغم أن لا معرفة سابقة بينهم بسبب السنوات الطوال التي غيبت الأسرى عن الحياة..
سأل عمر الأسرى عن تفاصيل الحياة في تلك المدافن الجماعية، وعن اخوانهم القابعين هناك، ومرّ الوقت سريعا فتودعوا على أمل لقاءات أخرى متواصلة، واستأذن عمر ورفيقه بالانصراف...
وما إن غابا عن الأسرى حتى لمعت عيون عمر بدموع حارقة، تعجب رفيقه وسأله:
- ما بك يا عمر؟
- لا شيء.
- فما بال دموعك اذن؟
- أبكي حال أسرانا في السجون يا أخي..
- لا تبكي يا عمر فماذا في أيدينا لنفعله لهم؟
- لهذا أبكي..تقصيرنا هذا سيسألنا الله عنه يوم الحساب، أسمعت ماذا قال المحررون عن تلك الحياة المغيبة عنا؟ أما لاحظت كيف أثرت عشرات السنين عليهم؟ والله لنحاسب عن كل لحظة أهدرت من أعمار هؤلاء الأبطال.
- ها نحن فعلنا ما بوسعنا وأفرج عن عدد منهم، فلا تبتئس.
- (فعلنا)؟ المقاومة هي التي فعلت يا أخي أما نحن فلم نفعل شيئا..لا يا أخي علينا الكثير والكثير لنفعله وإن لم يكن لهم فلذويهم.
- وكيف يا عمر؟
- بالاهتمام بهم ماديا ومعنويا، أكاد أرى قلوب الأسرى وهي تنفطر هما وخوفا على عائلاتهم التي تركوها دون رعاية، تصور لو اهتممنا بهذا الجانب كم سنريح الأسرى من عناء نفسي؟!
المجالات كثيرة يا رفيقي ولكن انشغالنا عن قضيتهم هو الذي يضطرنا إلى ايجاد مبررات لتقصيرنا، ولكنها لا تنفع والله في الآخرة.
المجالات كثيرة يا رفيقي ولكن انشغالنا عن قضيتهم هو الذي يضطرنا إلى ايجاد مبررات لتقصيرنا، ولكنها لا تنفع والله في الآخرة.
- وماذا نفعل اذا؟
- نتخيل أننا أسرى، ماذا كنا سننتظر من قومنا خارج السجون ليفعلوه من أجلنا؟! ولنبدأ في التنفيذ ولنتدارك ما فاتنا من أجر يا صاحبي.
ولا تنسَ أنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- نتخيل أننا أسرى، ماذا كنا سننتظر من قومنا خارج السجون ليفعلوه من أجلنا؟! ولنبدأ في التنفيذ ولنتدارك ما فاتنا من أجر يا صاحبي.
ولا تنسَ أنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- عليه الصلاة والسلام، على بركة الله ياعمر سأبدأ معك منذا للحظة الأولى، جزاك الله خيرا..،
تعليق