السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوميات مسلم [14] .... ولو كنت فظاً غليظ القول .
يوم عادي في حياة عمر، يبدأ بإفطار سريع وخطوات متعجلة للحاق بجامعته، وعودة من نفس الطريق اليوميّ، إلا أن كلمة اخترقت سمعه وأنسته الانهاك البادي على ملامحه ( لا حول الله ياربي) التفت ليعرف مصدرها فإذ بصفعة منطلقة من يد صبي إلى وجه زميله، أسرع عمر ليمنعه الا أن يد الصبي كانت أسبق إليه.
ارتسم الغضب على وجه عمر لكنه كظم غيظه واقترب من الفتي وأمسك بكتفه سائلا:
لمَ صفعت زميلك؟
أجاب الصبي في عصبية: ألم تسمع قوله؟
أعجب عمر بغيرة الفتى وحبه لتغيير المنكر وأجابه بعد أن أمسك بكتفه الآخرى في حنان أخوي:
بلى سمعت..ولكن لا تورد الإبل هكذا يا شيخ
فقاطعه الصبي:
هذه العينة لا تُنهى عن المنكر إلا بهذه الطريقة حتى لا تعود اليه.
اتسعت ابتسامة عمر واستطرد:
"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" أسمعت بهذه الآية من قبل؟
هيئتك توحي اليّ أنك ملتزم ولابد من أنك سمعتها، فهلا حاولت تطبيقها؟
هدأ الصبي وسأله:
وكيف يكون اللين في هكذا موقف؟
ظهر الجد على وجه عمر وقال له:
فقط راقبني.
ذهب عمر الى الصبي الآخر ( قائل الكلمة) ومسح دموعه ومرر يده على وجهه كانه يمسح أثر الصفعة وجلس على ركبتيه وأصبح وجهه مقابلا لعيني الفتي وسأله في هدوء:
هل تعلم معني ما قلته قبل دقائق؟
اطمئن الصي لعمر وقال ببراءة:
لا أدرى، ولكني أسمع أبي يقولها
اقترب منه عمر أكثر كي يشعره بالأمان وأخفض من صوته وأكمل حديثه:
معناها أنك تقول أن الله لا حول له ولا قوة، مع أنك تقصد عكسها، فإذا أردت أن تقولها ثانية فردد لا حول ولا قوة الا بالله.
نظر اليه الصبي بدهشة وقال:
أعدك بذلك، ولكني لما أكن أعلم أنها كذلك وسأخبر أبي فور عودتي الى المنزل.
دعى له عمر ومسح على رأسه، ونظر الى الفتى الآخر وأشار إليه بإبهامه فابتسم الصبي في خجل ولوح له بكفه.
سلام يا شباب.
رفع صوته بها عمر وودعهم في فرح، ومضى في طريقه يفكر في كيفية استغلال هذه الفطرة السليمة في صغار السن.
يوميات مسلم [14] .... ولو كنت فظاً غليظ القول .
يوم عادي في حياة عمر، يبدأ بإفطار سريع وخطوات متعجلة للحاق بجامعته، وعودة من نفس الطريق اليوميّ، إلا أن كلمة اخترقت سمعه وأنسته الانهاك البادي على ملامحه ( لا حول الله ياربي) التفت ليعرف مصدرها فإذ بصفعة منطلقة من يد صبي إلى وجه زميله، أسرع عمر ليمنعه الا أن يد الصبي كانت أسبق إليه.
ارتسم الغضب على وجه عمر لكنه كظم غيظه واقترب من الفتي وأمسك بكتفه سائلا:
لمَ صفعت زميلك؟
أجاب الصبي في عصبية: ألم تسمع قوله؟
أعجب عمر بغيرة الفتى وحبه لتغيير المنكر وأجابه بعد أن أمسك بكتفه الآخرى في حنان أخوي:
بلى سمعت..ولكن لا تورد الإبل هكذا يا شيخ
فقاطعه الصبي:
هذه العينة لا تُنهى عن المنكر إلا بهذه الطريقة حتى لا تعود اليه.
اتسعت ابتسامة عمر واستطرد:
"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" أسمعت بهذه الآية من قبل؟
هيئتك توحي اليّ أنك ملتزم ولابد من أنك سمعتها، فهلا حاولت تطبيقها؟
هدأ الصبي وسأله:
وكيف يكون اللين في هكذا موقف؟
ظهر الجد على وجه عمر وقال له:
فقط راقبني.
ذهب عمر الى الصبي الآخر ( قائل الكلمة) ومسح دموعه ومرر يده على وجهه كانه يمسح أثر الصفعة وجلس على ركبتيه وأصبح وجهه مقابلا لعيني الفتي وسأله في هدوء:
هل تعلم معني ما قلته قبل دقائق؟
اطمئن الصي لعمر وقال ببراءة:
لا أدرى، ولكني أسمع أبي يقولها
اقترب منه عمر أكثر كي يشعره بالأمان وأخفض من صوته وأكمل حديثه:
معناها أنك تقول أن الله لا حول له ولا قوة، مع أنك تقصد عكسها، فإذا أردت أن تقولها ثانية فردد لا حول ولا قوة الا بالله.
نظر اليه الصبي بدهشة وقال:
أعدك بذلك، ولكني لما أكن أعلم أنها كذلك وسأخبر أبي فور عودتي الى المنزل.
دعى له عمر ومسح على رأسه، ونظر الى الفتى الآخر وأشار إليه بإبهامه فابتسم الصبي في خجل ولوح له بكفه.
سلام يا شباب.
رفع صوته بها عمر وودعهم في فرح، ومضى في طريقه يفكر في كيفية استغلال هذه الفطرة السليمة في صغار السن.
تعليق