إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

**** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه....

    فإن ظاهرة الظلم انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيـان سوء عاقبة من فعلها.

    وهذه الخاطرة قد استحضرتني وقد قررت ان اخطها لكم

    ظلموني .....وكيف لي بعتابهم ....!!!!؟؟؟
    كسروك يا قلبي ... ويا ليته يُجبَرُ باعتذارهم ....!!!
    حطموكَ يا قلبي بثرثرة شيطانية ...حيثُ اصبحتُ مسلسلاً من تأليفهم ...
    بُشِّعتَ ..... بل وقُبِّحتَ بأفكارهم.....
    لم يتأكدو ....
    ولم يتبينوا....!!!
    وبعدَ أن ظلموا ....خجلوا من كلامهم ....
    ظنوا أني غبية ...قفوا... أنا لستُ غبية بل أنا قوية .....
    نعمٌ نعم ...قد رفعتُ شكواي لخالق البشرية...
    أُسامحُ وقد سامحتُ ... وكنتُ أحبُّ بكل رقة وحنية ...
    لكنكم يا من تدَّعون أخوَّتي ...اقولها لكم قد شوهتم الاخوّة الربانية....
    وطعنتم قلبي بخنجرٍ يدهُ ذهبية ....
    ولَمعّتُمُ الكلامَ بحجةِ أنه لمصحلتي الشخصية... وبشَّعتمُ النَّية ....
    كيف لكم أن تنام اعينكم بعد أن ظلمتم بهمجية ...؟!!!
    كيف لجفونكم أن تسدل ستائرها وتجعل الحقيقة خفية ...!!!!
    اتعجَّبُ لامركم ...
    فكم احببتكم ...وكم صارحتكم ....
    كم حرصتُ عليكم ... فكم وكم وكم ....والنِّتيجة جراحٌ سخيَّة ....
    لكنَّ ربيَ معي ...لن يتركني ... لن يخذلني ... فمعكِ ربي يا قلبي
    فكل الانس والجنُّ لن يرهبوني ...بل لا والف لا أن يجعلوني شقيَّة ....

    ظاهرة الظلم منشرة بكل مكان ، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].

    قال تعالى: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون".

    قال تعالى : "الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذابٌ أليم".

    بـــقـــلــمــي " أختكم ام عبد الرحمن "
    التعديل الأخير تم بواسطة ام عبد الرحمن12; 20/10/2011, 12:07 PM. سبب آخر: **** أيها الظلم أما آن لك ان تنتهي وترحل****

  • #2
    رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

    يالله..كلمات مؤثرة..والله وصلت لصميم القلب..خرجت من قلب صادق
    لتصل قلوبنا..وتعبر عن وافع مرير تمرين به
    ربي يفرج عنك اختى
    ولاتهتمى طالما انتِ على الحق..فإذا الله معك فمن عليكِ
    اتركي البشر لربهم..وتوجهى انتِ له..فكلهم عبيد امورهم بيده
    أختى إذا عندك حساب على الفيس اتمنى اضافتى هناك.بنفس معرفي هذا..انتظرك

    تعليق


    • #3
      رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

      المشاركة الأصلية بواسطة حارسة الاسلام مشاهدة المشاركة
      يالله..كلمات مؤثرة..والله وصلت لصميم القلب..خرجت من قلب صادق
      لتصل قلوبنا..وتعبر عن وافع مرير تمرين به
      ربي يفرج عنك اختى
      ولاتهتمى طالما انتِ على الحق..فإذا الله معك فمن عليكِ
      اتركي البشر لربهم..وتوجهى انتِ له..فكلهم عبيد امورهم بيده
      أختى إذا عندك حساب على الفيس اتمنى اضافتى هناك.بنفس معرفي هذا..انتظرك
      بارك الله فيك يا اخت حارسة الاسلام
      لو تدرين ما حلَّ بقلبي من جراحات كم سهرتُ وكم بكيتُ وكم صحوتُ من نومي فزعةً لمَ كل هذا وهل يمارسُ الظلم بحق الصداقة الاخوة الصحبة وهل يحق لهم التبشيع .....واي بشاعة
      يا الله كم اشبتعني الجراح يا الله كم الامتني الجراح يا الله كم ادمعت يناني الجراح يا الله كم اتعبني الفراق يا الله كم حزنت واي حزنٍ من هذا الظلم يا الله مالي سواك يا الله انت الحنان المنان ففرج عني وعن كل مظلوم مكلوم مكروب
      يسعدني اضافتك وفي الحال سيتم
      جعلك ربي من عباده الصالحين الداعين الى الخير في كل مكان

      تعليق


      • #4
        رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

        ايامنا الحاضرة كلها ظلمٌ بظلمٍ بكل مكان
        حيث بات الاخ يأكل اخاه والصديق يطعن صديقه من الخلف تقتله بصميم قلبه بحيث يكون امامه ظهر ذاك الصديقبأنه حرصا عليه بكل الحرص فيظهر له اخوته في الله ومحبته وبعد ذلك يكتشف الامر وما حلَّبه وقد بانت الحقائق المرَّة التي لن تغادر عقولنا بسهولة ....

        ... ظلم الاب لزوجته وابنائه
        ظلم الابناء والبنات لامهاتهم
        فما رأيكم بظلم الاخ لاخيه أو اخته
        ... ظلم الجار لجاره
        واخيرا فما هو رأيكم بظلم الصديق لصديقه او من يدَّعي انه اخٌ له في الله
        والظلم اشكال والوان فأصبح فنا يتغنى به الجميع
        تستوقفني هذه الاسئلة كثيرا فمن يجد جوابا شافيا عليه ان يخبرني هذا ان وجد جوابا

        وبارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

          المشاركة الأصلية بواسطة ام عبد الرحمن12 مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيك يا اخت حارسة الاسلام
          لو تدرين ما حلَّ بقلبي من جراحات كم سهرتُ وكم بكيتُ وكم صحوتُ من نومي فزعةً لمَ كل هذا وهل يمارسُ الظلم بحق الصداقة الاخوة الصحبة وهل يحق لهم التبشيع .....واي بشاعة
          يا الله كم اشبتعني الجراح يا الله كم الامتني الجراح يا الله كم ادمعت يناني الجراح يا الله كم اتعبني الفراق يا الله كم حزنت واي حزنٍ من هذا الظلم يا الله مالي سواك يا الله انت الحنان المنان ففرج عني وعن كل مظلوم مكلوم مكروب
          يسعدني اضافتك وفي الحال سيتم
          جعلك ربي من عباده الصالحين الداعين الى الخير في كل مكان
          الله المستعان اختي
          حال الدنيا.. لربما الأغلبية العظمى تمر بما تمرين..فالدنيا دار بلاء لا دار استواء
          فهناك من بلي بفقد ولده أو ماله أو بصحته او بحبيب أو حتى ببيته
          والمعاناة من سلوك الآخريين السيئ أيضا يعتبر صبرا..فمن يعاشر الناس ويصبر
          على آذاهم خير ممن لا يعاشر الناس ولا يصبر على آذاهم ,
          فكلنا نعاني..والبشر ليسوا سواء.هناك الصالح منهم وهناك العكس.فليس لنا
          إلا الصبر على مايفعلونه..أليس كذلك؟

          انتظر اضافتك

          تعليق


          • #6
            رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

            المشاركة الأصلية بواسطة ام عبد الرحمن12 مشاهدة المشاركة
            ايامنا الحاضرة كلها ظلمٌ بظلمٍ بكل مكان
            حيث بات الاخ يأكل اخاه والصديق يطعن صديقه من الخلف تقتله بصميم قلبه بحيث يكون امامه ظهر ذاك الصديقبأنه حرصا عليه بكل الحرص فيظهر له اخوته في الله ومحبته وبعد ذلك يكتشف الامر وما حلَّبه وقد بانت الحقائق المرَّة التي لن تغادر عقولنا بسهولة ....

            ... ظلم الاب لزوجته وابنائه
            ظلم الابناء والبنات لامهاتهم
            فما رأيكم بظلم الاخ لاخيه أو اخته
            ... ظلم الجار لجاره
            واخيرا فما هو رأيكم بظلم الصديق لصديقه او من يدَّعي انه اخٌ له في الله
            والظلم اشكال والوان فأصبح فنا يتغنى به الجميع
            تستوقفني هذه الاسئلة كثيرا فمن يجد جوابا شافيا عليه ان يخبرني هذا ان وجد جوابا

            وبارك الله فيكم
            اختى الظلم بكل أنواعه منتشر وبشكل كبير.هذه هي سنة الحياة
            فيها الخير وفيها الشر
            اقرئي هذه الكلمات وإن شاء الله تفيدك وتخفف عنك


            قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقاً)).
            وهذا قول الله -عز وجل-: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
            وعن معاذ بن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور ما شاء).
            ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله: (من اتقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يشاء، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون).
            وجاء في "سير أعلام النبلاء": أن رجلاً كان يشتم عمر بن ذر، فلمّا لقيه عمر قال: يا هذا لا تفرط في شتمنا، وأبق للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
            وهذا رجل خاصم الأحنف بن قيس، وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً، فقال: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة.
            يقول الشيخ العثيمين -رحمه الله- في تعليقه على كتاب "حلية طالب للعلم": (المجادلة نوعان:
            النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويـريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.
            النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بهـا، وعلامة ذلك -أي المجادلة الحقة- أن الإنسان إذا بان له الحق اقتنع، وأعلن الرجوع، أما المجادل الذي يريد الانتصار لنفسه فتجده لو بان أن الحق مع خصمه يورد إيرادات، يقول: لو قال قائل ثم إذا أجيب قال، لو قال قائل ثم إذا أجيب قال: لو قال قائل، ثم تكون سلسلة لا منتهى له، ومثل هذا عليه خطر ألا يقبل قلبه الحق لا بالنسبة للمجادلة مع الآخر، ولكن في خلوته، وربما يورد الشيطان عليه هذه الإيرادات فيبقى في شك وحيرة كما قال الله -تبارك وتعالى-: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ و َأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُـمْ فِـي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)الأنعام110
            وقال الله -تعالى-: (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمـَا يُريِدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) المائدة 49
            فعليك يا أخي بقبول الحق سواء مع مجادلة غيرك أو مع نفسك، فمتى تبين لك الحق، فقل: سمعنا وأطعنا، وآمنا و صدقنا؛ و لهذا تجد الصحابة يقبلون ما حكم به الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أو ما أخبر به دون أن يوردوا عليه الاعتراضات.
            قال النووي في كتاب الأذكار:
            "قال بعضُهم: ما رأيتُ شيئاً أذهبَ للدين ولا أنقصَ للمروءة ولا أضيعَ للذة ولا أشغلَ للقلب من الخصومة.
            فإن قلتَ: لا بُدَّ للإِنسان من الخصومة لاستبقاء حقوقه.
            فالجوابُ ما أجابَ به الإِمامُ الغزالي أن الذمَّ المتأكّدَ إنما هو لمن خاصمَ بالباطل أو غير علمٍ كوكيل القاضي، فإنه يتوكَّلُ في الخصومة قبل أن يعرفَ أن الحقّ في أيّ جانب هو فيخاصمُ بغير علم، ويدخلُ في الذمّ أيضاً مَن يطلبُ حَقَّه لكنه لا يقتصرُ على قدرِ الحاجة، بل يظهرُ اللددَ والكذبَ للإِيذاء والتسليط على خصمه، وكذلك من خَلَطَ بالخصومة، كلماتٍ تُؤذي، وليس له إليها حاجة في تحصيل حقه، وكذلك مَن يحملُه على الخصومة محضُ العِناد لقهر الخصم وكسره، فهذا هو المذموم، وأما المظلومُ الذي ينصرُ حجَّتَه بطريق الشرع من غير لَدَدٍ وإسرافٍ وزيادةِ لجاجٍ على الحاجة من غير قصدِ عنادٍ ولا إيذاء، ففعلُه هذا ليس حراماً، ولكن الأولى تركُه ما وجد إليه سبيلاً، لأنَّ ضبطَ اللسان في الخصومة على حدّ الاعتدال متعذّر، والخصومةُ تُوغرُ الصدورَ وتهيجُ الغضبَ، وإذا هاجَ الغضبُ حصلَ الحقدُ بينهما حتى يفرح كل واحد بمساءةِ الآخر، ويحزنُ بمسرّته ويُطلق اللسانَ في عرضه، فمن خاصمَ فقد تعرّضَ لهذه الآفات، وأقلُّ ما فيه اشتغالُ القلب حتى أنه يكون في صلاته وخاطره معلقٌ بالمحاجّة والخصومة فلا يَبقى حالُه على الاستقامة؛ والخصومةُ مبدأ الشرّ، وكذا الجِدال والمِراء.
            فينبغي أن لا يفتحَ عليه بابَ الخصومة إلا لضرورة لا بُدَّ منها، وعند ذلك يُحفظُ لسانَه وقلبَه عن آفات الخصومة."
            وهذا فصلٌ أنقله لكم من كتاب: [النُبَذُ في آداب طَلبِ العِلم] لفضيلة الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان لعل الله -عز وجل- ينفعنا به.
            "مجانبة الخصومة والجدال بالباطل:
            عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:[ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ]، ثُمّ تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}.
            و لمّا تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- عن غزوة تبوك، و جاء المخلّفون يعتذرون للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، و جاء كعب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وجلس بين يديه، قال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-:[ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك]؟ فقلت: بلى، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت إني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيتُ جدلاً، ولكني -والله- لقد علمت إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به ليوشكن الله أن يسخطك عليّ …الحديث.
            قال النووي:قوله ((أعطيت جدلاً)) أي: فصاحةً، وقوّة في الكلام، وبراعة بحيث أخرج عن عهدة ما ينسب إليّ إذا أردت.
            و قال عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-:[إن للخصومات قحماً، وإنّ الشيطان يحضرها].
            وقال جعفر بن محمّد:[ إيّاكم و الخصومات في الدين؛ فإنها تُشغل القلب، وتورثُ النفاق].
            وقال الإمام مالك -رحمه الله-: [الجدال في الدين ينشىء المراء، ويذهب بنور العلم من القلب، ويقسي القلب ويورث الضغن].
            وقال الإمام الشافعيّ:[من إذلال العلم أن تناظِرَ كلّ من ناظرك، وتقاول كل من قاولك].
            وقال الأوزاعي: [بلغني أن الله إذا أراد بقومٍ شرًّا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل].
            وقال القاسم بن عثمان الجوعي:[إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يُحبُّ الرئاسة].
            و قال شيخ الإسلام:[وما أكثر من يحتج به من المنتسبين إلى علم أو عبادة، بحجج ليست من أصول العلم، وقد يبدي ذوو العلم له مستندًا من الأدلة الشرعية، والله يعلم أن قوله لها وعمله بها ليس مستندًا إلى ذلك؛ وإنما يذكرها دفعًا لمن يناظره].
            والمجادلة المحمودة إنّما هي إبداء المدارك التي هي مستند الأقوال والأعمال، وأمّا إظهار غير ذلك، فنوع من النفاق في العلم والعمل.
            و قال أبو بكر الآجري -رحمه الله-:[اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم].
            و قال أيضًا:[ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل، والمراء والمغالبة، لم يسعه مناظرته؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله، وينصر مذهبه، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها، لم يقبل ذلك، ونصر قوله، ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته، ولم تحمد عواقبه].
            و قال الحافظ ابن رجب:[فما سكتَ مَنْ سكتَ من كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلاً ولا عجزاً؛ ولكن سكتوا عن علم وخشية للَّه، وما تكلَّم من تكلَّم وتوسَّع من توسَّع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم ولكن حبًّا للكلام وقلة ورع؛ كما قال الحسن وسمع قوماً يتجادلون: "هؤلاء قوم ملّوا العبادة، وخفّ عليهم القول، وقلَّ ورعهم فتكلَّموا"."
            نعم:
            "وظلمُ ذوي القُربَـى أشدُّ مـضاضةً *** على النفسِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ!


            ... ولكنَّنا سَنَظَلُّ نُنَاصِحُ، ونتناصَحُ..
            ونتواصى بالحقِّ، ونتواصى بالصبرِ..
            وسنحرصُ -جدًّا جدًّا- على الرِّفْقِ، واللِّينِ..
            وسنحرصُ-أكثرَ وأكثرَ- على جمعِ كلمةِ السلفيين-(كُلِّ السلفيِّين)-..
            حتى نرجعَ كما كُنَّا:
            مثالَ الوحدةِ والائتلاف..
            مثالَ الجمعِ والاتِّفاق...
            كما هو شعارُ السُّنَّةِ، وإطارُ أهل السُّنَّة...
            "فأرجو الرِّفْقَ في النَّقْدِ، والتلطُّفَ في الردِّ -قَدْرَ استطاعتِكم-؛ حتَّى نكون -أيضاً- عَوْناً لإخوانِنا على الشيطان؛ حتى لو بَغَوْا علينا -هدانا اللـهُ وإيَّاهُم سواءَ السَّبِيلِ-.
            {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهُمْ سُبُلَنا..}
            ولْنَكُن -جميعاً- على معنى ما قالهُ يحيى بن مُعاذ الرازي (المتوفى سنة 258هـ) -رحمه الله-:
            » ليكن حظُّ المؤمن منك ثلاثاً:
            1- إنْ لم تَنْفَعْهُ؛ فلا تَضُرَّهُ.
            2- وإنْ لمْ تُفْرِحْهُ؛ فلا تَغُمَّهُ..
            3- وإنْ لم تمدَحْهُ؛ فلا تَذُمَّهُ""

            منقول طبعا

            تعليق


            • #7
              رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****


              العفو العام

              ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة
              أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي
              والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء
              في العالم يصرف من صيدلة الوحي «ادفع بالتي هي أحسن»
              «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»،

              يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران،

              قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول: والله لأسبنَّك سباً يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر: بل يدخل
              معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال الشعبي: إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي.

              إن تحويل القلب إلى حيّات للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد
              أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور،

              وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت،

              ما أطيب القلب الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره، ثم هل
              في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟


              إن العمر أقصر من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه
              سوف يعود بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط،
              وقد يؤدي ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة إلى العناية المركّزة
              ليضاف لقتلانا ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة،

              إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة: الدكتور بهجة، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح،
              والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي أحسن،
              والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن الإكثار من المشتهيات
              التي يدعو إليها الشيطان الرجيم،


              أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج
              وأصيله الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل
              كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم، وتتلطف كما يتلطف الطّل، الحياة جميلة إذا أخرجتم
              منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم والشماتة وشارون، والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه
              وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته،

              إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة
              لم يمر بك ليلة أجمل منها كما قال صديقي الشريف الرضي:

              * يا لَيلَةَ العفو أَلاّ عُدتِ ثانِيَةً ..... سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ

              هنيئاً للعافين عن الناس، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ، باقات ورد لمن سامح وأصلح،
              مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول:

              * وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ ..... وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا


              الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم عنده براءة اختراع لمكارم الأخلاق،
              مختومٌ على جبينه خاتم «ومن عفا وأصلح فأجره على الله»،

              غفر الله لنا إساءتنا للغير، وغفر الله لمن أساء إلينا وغداً نلتقي في الجنة إن شاء الله تحت مظلة
              «ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين».


              ***د.عائض القرني***



              اللهم اجعلنا من المتسامحين الرحماء وارزقنا العفو عن من أساء في حقنا.. يا رب العالمين
              جزى الله خيراً من أرسلها لي..
              نلتقي لنرتقي..

              تعليق


              • #8
                رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

                المشاركة الأصلية بواسطة حارسة الاسلام مشاهدة المشاركة


                اختى الظلم بكل أنواعه منتشر وبشكل كبير.هذه هي سنة الحياة
                فيها الخير وفيها الشر
                اقرئي هذه الكلمات وإن شاء الله تفيدك وتخفف عنك


                قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقاً)).
                وهذا قول الله -عز وجل-: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
                وعن معاذ بن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور ما شاء).
                ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله: (من اتقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يشاء، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون).
                وجاء في "سير أعلام النبلاء": أن رجلاً كان يشتم عمر بن ذر، فلمّا لقيه عمر قال: يا هذا لا تفرط في شتمنا، وأبق للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
                وهذا رجل خاصم الأحنف بن قيس، وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً، فقال: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة.
                يقول الشيخ العثيمين -رحمه الله- في تعليقه على كتاب "حلية طالب للعلم": (المجادلة نوعان:
                النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويـريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.
                النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بهـا، وعلامة ذلك -أي المجادلة الحقة- أن الإنسان إذا بان له الحق اقتنع، وأعلن الرجوع، أما المجادل الذي يريد الانتصار لنفسه فتجده لو بان أن الحق مع خصمه يورد إيرادات، يقول: لو قال قائل ثم إذا أجيب قال، لو قال قائل ثم إذا أجيب قال: لو قال قائل، ثم تكون سلسلة لا منتهى له، ومثل هذا عليه خطر ألا يقبل قلبه الحق لا بالنسبة للمجادلة مع الآخر، ولكن في خلوته، وربما يورد الشيطان عليه هذه الإيرادات فيبقى في شك وحيرة كما قال الله -تبارك وتعالى-: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ و َأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُـمْ فِـي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)الأنعام110
                وقال الله -تعالى-: (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمـَا يُريِدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) المائدة 49
                فعليك يا أخي بقبول الحق سواء مع مجادلة غيرك أو مع نفسك، فمتى تبين لك الحق، فقل: سمعنا وأطعنا، وآمنا و صدقنا؛ و لهذا تجد الصحابة يقبلون ما حكم به الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أو ما أخبر به دون أن يوردوا عليه الاعتراضات.
                قال النووي في كتاب الأذكار:
                "قال بعضُهم: ما رأيتُ شيئاً أذهبَ للدين ولا أنقصَ للمروءة ولا أضيعَ للذة ولا أشغلَ للقلب من الخصومة.
                فإن قلتَ: لا بُدَّ للإِنسان من الخصومة لاستبقاء حقوقه.
                فالجوابُ ما أجابَ به الإِمامُ الغزالي أن الذمَّ المتأكّدَ إنما هو لمن خاصمَ بالباطل أو غير علمٍ كوكيل القاضي، فإنه يتوكَّلُ في الخصومة قبل أن يعرفَ أن الحقّ في أيّ جانب هو فيخاصمُ بغير علم، ويدخلُ في الذمّ أيضاً مَن يطلبُ حَقَّه لكنه لا يقتصرُ على قدرِ الحاجة، بل يظهرُ اللددَ والكذبَ للإِيذاء والتسليط على خصمه، وكذلك من خَلَطَ بالخصومة، كلماتٍ تُؤذي، وليس له إليها حاجة في تحصيل حقه، وكذلك مَن يحملُه على الخصومة محضُ العِناد لقهر الخصم وكسره، فهذا هو المذموم، وأما المظلومُ الذي ينصرُ حجَّتَه بطريق الشرع من غير لَدَدٍ وإسرافٍ وزيادةِ لجاجٍ على الحاجة من غير قصدِ عنادٍ ولا إيذاء، ففعلُه هذا ليس حراماً، ولكن الأولى تركُه ما وجد إليه سبيلاً، لأنَّ ضبطَ اللسان في الخصومة على حدّ الاعتدال متعذّر، والخصومةُ تُوغرُ الصدورَ وتهيجُ الغضبَ، وإذا هاجَ الغضبُ حصلَ الحقدُ بينهما حتى يفرح كل واحد بمساءةِ الآخر، ويحزنُ بمسرّته ويُطلق اللسانَ في عرضه، فمن خاصمَ فقد تعرّضَ لهذه الآفات، وأقلُّ ما فيه اشتغالُ القلب حتى أنه يكون في صلاته وخاطره معلقٌ بالمحاجّة والخصومة فلا يَبقى حالُه على الاستقامة؛ والخصومةُ مبدأ الشرّ، وكذا الجِدال والمِراء.
                فينبغي أن لا يفتحَ عليه بابَ الخصومة إلا لضرورة لا بُدَّ منها، وعند ذلك يُحفظُ لسانَه وقلبَه عن آفات الخصومة."
                وهذا فصلٌ أنقله لكم من كتاب: [النُبَذُ في آداب طَلبِ العِلم] لفضيلة الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان لعل الله -عز وجل- ينفعنا به.
                "مجانبة الخصومة والجدال بالباطل:
                عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:[ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ]، ثُمّ تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}.
                و لمّا تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- عن غزوة تبوك، و جاء المخلّفون يعتذرون للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، و جاء كعب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وجلس بين يديه، قال له النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-:[ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك]؟ فقلت: بلى، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت إني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيتُ جدلاً، ولكني -والله- لقد علمت إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به ليوشكن الله أن يسخطك عليّ …الحديث.
                قال النووي:قوله ((أعطيت جدلاً)) أي: فصاحةً، وقوّة في الكلام، وبراعة بحيث أخرج عن عهدة ما ينسب إليّ إذا أردت.
                و قال عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-:[إن للخصومات قحماً، وإنّ الشيطان يحضرها].
                وقال جعفر بن محمّد:[ إيّاكم و الخصومات في الدين؛ فإنها تُشغل القلب، وتورثُ النفاق].
                وقال الإمام مالك -رحمه الله-: [الجدال في الدين ينشىء المراء، ويذهب بنور العلم من القلب، ويقسي القلب ويورث الضغن].
                وقال الإمام الشافعيّ:[من إذلال العلم أن تناظِرَ كلّ من ناظرك، وتقاول كل من قاولك].
                وقال الأوزاعي: [بلغني أن الله إذا أراد بقومٍ شرًّا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل].
                وقال القاسم بن عثمان الجوعي:[إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يُحبُّ الرئاسة].
                و قال شيخ الإسلام:[وما أكثر من يحتج به من المنتسبين إلى علم أو عبادة، بحجج ليست من أصول العلم، وقد يبدي ذوو العلم له مستندًا من الأدلة الشرعية، والله يعلم أن قوله لها وعمله بها ليس مستندًا إلى ذلك؛ وإنما يذكرها دفعًا لمن يناظره].
                والمجادلة المحمودة إنّما هي إبداء المدارك التي هي مستند الأقوال والأعمال، وأمّا إظهار غير ذلك، فنوع من النفاق في العلم والعمل.
                و قال أبو بكر الآجري -رحمه الله-:[اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم].
                و قال أيضًا:[ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل، والمراء والمغالبة، لم يسعه مناظرته؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله، وينصر مذهبه، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها، لم يقبل ذلك، ونصر قوله، ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته، ولم تحمد عواقبه].
                و قال الحافظ ابن رجب:[فما سكتَ مَنْ سكتَ من كثرة الخصام والجدال من سلف الأمة جهلاً ولا عجزاً؛ ولكن سكتوا عن علم وخشية للَّه، وما تكلَّم من تكلَّم وتوسَّع من توسَّع بعدهم لاختصاصه بعلم دونهم ولكن حبًّا للكلام وقلة ورع؛ كما قال الحسن وسمع قوماً يتجادلون: "هؤلاء قوم ملّوا العبادة، وخفّ عليهم القول، وقلَّ ورعهم فتكلَّموا"."
                نعم:
                "وظلمُ ذوي القُربَـى أشدُّ مـضاضةً *** على النفسِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ!


                ... ولكنَّنا سَنَظَلُّ نُنَاصِحُ، ونتناصَحُ..
                ونتواصى بالحقِّ، ونتواصى بالصبرِ..
                وسنحرصُ -جدًّا جدًّا- على الرِّفْقِ، واللِّينِ..
                وسنحرصُ-أكثرَ وأكثرَ- على جمعِ كلمةِ السلفيين-(كُلِّ السلفيِّين)-..
                حتى نرجعَ كما كُنَّا:
                مثالَ الوحدةِ والائتلاف..
                مثالَ الجمعِ والاتِّفاق...
                كما هو شعارُ السُّنَّةِ، وإطارُ أهل السُّنَّة...
                "فأرجو الرِّفْقَ في النَّقْدِ، والتلطُّفَ في الردِّ -قَدْرَ استطاعتِكم-؛ حتَّى نكون -أيضاً- عَوْناً لإخوانِنا على الشيطان؛ حتى لو بَغَوْا علينا -هدانا اللـهُ وإيَّاهُم سواءَ السَّبِيلِ-.
                {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهُمْ سُبُلَنا..}
                ولْنَكُن -جميعاً- على معنى ما قالهُ يحيى بن مُعاذ الرازي (المتوفى سنة 258هـ) -رحمه الله-:
                » ليكن حظُّ المؤمن منك ثلاثاً:
                1- إنْ لم تَنْفَعْهُ؛ فلا تَضُرَّهُ.
                2- وإنْ لمْ تُفْرِحْهُ؛ فلا تَغُمَّهُ..
                3- وإنْ لم تمدَحْهُ؛ فلا تَذُمَّهُ""

                منقول طبعا
                اسأل الجبار العلي العظيم ان يجعله في ميزان حسناتك يا حارسة الاسلام
                لقد قرأت ما بعثت لي مرات المرات وقد بدأت بمراجعة مع النفس والله اسأل ان يعنني على الخير وفعله وعلى ان اكون سليمة القلب خاليا من الانكاد والهموم والاحقاد والضغينة
                عاجزة عن شكرك
                بارك الله فيه

                تعليق


                • #9
                  رد : **** ظُلِمتُ وكيف لي بعتابهم****

                  المشاركة الأصلية بواسطة حارسة الاسلام مشاهدة المشاركة

                  العفو العام

                  ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة
                  أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي
                  والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء
                  في العالم يصرف من صيدلة الوحي «ادفع بالتي هي أحسن»
                  «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»،

                  يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران،

                  قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول: والله لأسبنَّك سباً يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر: بل يدخل
                  معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال الشعبي: إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي.

                  إن تحويل القلب إلى حيّات للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد
                  أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور،

                  وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت،

                  ما أطيب القلب الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره، ثم هل
                  في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟


                  إن العمر أقصر من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه
                  سوف يعود بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط،
                  وقد يؤدي ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة إلى العناية المركّزة
                  ليضاف لقتلانا ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة،

                  إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة: الدكتور بهجة، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح،
                  والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي أحسن،
                  والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن الإكثار من المشتهيات
                  التي يدعو إليها الشيطان الرجيم،


                  أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج
                  وأصيله الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل
                  كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم، وتتلطف كما يتلطف الطّل، الحياة جميلة إذا أخرجتم
                  منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم والشماتة وشارون، والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه
                  وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته،

                  إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة
                  لم يمر بك ليلة أجمل منها كما قال صديقي الشريف الرضي:

                  * يا لَيلَةَ العفو أَلاّ عُدتِ ثانِيَةً ..... سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ

                  هنيئاً للعافين عن الناس، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ، باقات ورد لمن سامح وأصلح،
                  مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول:

                  * وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ ..... وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا


                  الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم عنده براءة اختراع لمكارم الأخلاق،
                  مختومٌ على جبينه خاتم «ومن عفا وأصلح فأجره على الله»،

                  غفر الله لنا إساءتنا للغير، وغفر الله لمن أساء إلينا وغداً نلتقي في الجنة إن شاء الله تحت مظلة
                  «ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين».


                  ***د.عائض القرني***



                  اللهم اجعلنا من المتسامحين الرحماء وارزقنا العفو عن من أساء في حقنا.. يا رب العالمين
                  جزى الله خيراً من أرسلها لي..
                  نلتقي لنرتقي..
                  اللهم اجعلنا ممن جعلت قلوبهم صافية نقية طاهرة عابدة ساجدة داعية لك
                  اللهم اجعل قلوبنا تنشغل بأمور الدين اللهم ابعدها عن كل ما يكدر صفوها
                  يا حارسة الاسلام من هنا اطلق كلمتي وادعو ربي ان يسامحني واياهم وان يغفر لي ولهم ولك وان يجعل ذلك في ميزان حسناتك الى يوم الدين

                  تعليق

                  جاري التحميل ..
                  X