كّد المحلل السياسي "ياسر الزعاترة" أن صفقة التبادل تاريخية بامتياز ولم نتفاءل بها كثيراً خلال السنوات الخمس الماضية من منطلق قناعتنا بإيمان العدو بقدرته على استعادة الجندي الأسير دون ثمن، وهو إيمان أخذ يتبدد بمرور السنوات .
وأضاف الزعاترة خلال مقال له وصل "موقع القسام" نسخه منه "أن لهذا الإنجاز التاريخي فصول عديدة يتمثل أولها: في تلك العملية البطولية الرائعة التي أسفرت عن أسر الجندي، والتي سجلت فيها المقاومة إبداعاً في التخطيط، إلى جانب البطولة والشجاعة والإصرار التي جسدها منفذو العملية.
وتابع قائلاً :" أما الفصل الثاني: والذي يمثل الإنجاز الأكبر والأكثر أهمية فيتمثل في قدرة كتائب القسام على الاحتفاظ بالجندي داخل قطاع غزة طوال أكثر من خمس سنوات لم يترك العدو الصهيوني في جعبته خلالها أيّ إمكانات ولا قدرات إلا واستخدمها من أجل الوصول إليه دون جدوى" .
روعة وإبداع كتائب القسام
وأوضح الزعاترة أنه بفضل روعة وإبداع كتائب القسام في إخفاء الهدف فشلت كل المحاولات الصهيونية للوصول للجندي عبر العملاء و عبر طائرات (بدون طيار) ، حتى قمامة قطاع غزة فتّشوها على أمل الوصول إلى شيء يدل على الأسير ، حرّكوا سائر عملائهم داخل القطاع ووعدوهم بالغالي والثمين إن توصلوا إلى طرف خيط .
وأشار أن الخيبة كانت مصير العدو الذي لم يغادر محطة الأمل بالوصول إلى الجندي ، وتبعاً لها اليأس، وهي من دون شك هزيمة مدوية للمؤسسة الأمنية الصهيونية، التي لطالما أشار إليها محللون صهاينة ، فضلا عن ما انطوت عليه القضية من هزيمة نفسية للمجتمع الصهيوني.
وأكّد أن وجود الجندي في الأسر طوال خمس سنوات، وشن حرب شرسة دون التمكن من الوصول إليه، كل ذلك شكّل إذلالاً للعدو الصهيوني، وللمجتمع الصهيوني، وتأكّيداً أن المقاومة حيّة وباقية وأن المقاومة لم ولن تستسلم بأيّ حال من الأحوال.
تتويج للانتصار
وأردف المحلل قائلاً :" لقد كنا إزاء توازن للقوى من الناحية المعنوية ظل قائماً طوال سنوات، وما هذا الفصل الأخير من الإنجاز سوى تتويج للانتصار، ويشمل بالضرورة إبداع التفاوض غير المباشر مع العدو".
وأضاف" إنه إنجاز لفكرة المقاومة وبرنامج المقاومة، فضلاً عن كونه إنجازاً لحركة المقاومة الإسلامية التي قدمت أروع رجالها في ميدان البطولة والاستشهاد، وقدّمت خيرة قادتها في ميدان البطولة، وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ".
وأوضح أن هناك الكثيرين ممن لن يفرج عنهم، ومن بينهم أبطال كبار يساوي واحدهم جيشاً بأكمله وفي مقدمتهم قادة حماس الكبار أصحاب أعلى الأحكام في سجون الاحتلال (إبراهيم حامد، عبد الله البرغوثي، حسن سلامة، عباس السيد، جمال أبو الهيجاء، معاذ بلال وآخرون سواهم)، إلى جانب القيادي في فتح مروان البرغوثي وزعيم الشعبية أحمد سعدات)، لكننّا نعلم أن هؤلاء لم يكونوا ليمانعوا في إنجاز الصفقة بدونهم بوصفها أفضل المتاح، لاسيما أنهم الأجدر بتقديم النماذج الحية للبطولة والعطاء والإيثار.
وأكّد أن التفاصيل ليست متواضعة بأيّ حال، بل هي كبيرة ورائعة. أن يخرج أكثر من (300 أسير) من أصحاب المؤبدات، مع (700 آخرين) كثير منهم من ذوي الأحكام العالية، مع جميع الأسيرات، فذلك إنجاز عظيم لم يكن ليتحقق بالتسويات ولا بالتنازلات .
الانتصار الأكبر
وأكّد الزعاترة أن شمول الصفقة لأبناء القدس والجولان وفلسطينيي 48، فضلاً عن شمولها لأسرى من كافة الفصائل، إنما يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان، وإصرار المقاومة على رفض سائر التصنيفات الصهيونية ، مضيفاً أن تاريخ فلسطين سيسجل هذا الانتصار في أهم صفحاته بأحرف من نور.
وأضاف "بقي القول: إننا متأكّدون أن الانتصار الأكبر على المشروع الصهيوني قادم لا محالة، وسيخرج جميع الأسرى بإذن الله مرفوعي الرؤوس (الصفقات الأخرى ليست مستبعدة أيضاً)، بمن فيهم رجال سيدخلون السجون لاحقاً بسبب استمرار المقاومة، وهذا الربيع العربي يبشرنا بذلك الانتصار من دون شك.
تعليق