تويت
العيد يهل مبكرًا على الفلسطينيين (تقرير)
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
علت أصوات المكبرات والأناشيد وانطلقت المظاهرات في قطاع غزة ابتهاجًا بإعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إتمام صفقة تبادل الأسرى، خلال الأيام القليلة القادمة؛ لتحمل البشرى لأهالي الأسرى بأنّ أبناءهم لن يبقوا في سجون الاحتلال مدى الحياة وأن المقاومة ماضية في كسر شوكة الاحتلال وإرغامه على إخراج أسرانا من سجونه.
اتفاق تبادل الأسرى
فقد أعلن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، خالد مشعل، في مؤتمر صحفي، أن حركته توصلت لاتفاق مع الاحتلال لعقد صفقة تقضي بمبادلة ألف أسير و27 أسيرة، مقابل الجندي المعتقل في قطاع غزة منذ نحو خمس سنوات غلعاد شاليط، على أن تتم على مرحلتين.
وقال مشعل، في كلمة عبر التليفزيون مساء الثلاثاء (12-10)، إنه تم التوصل إلى "صفقة التبادل لأسرانا وأسيراتنا الأبطال مقابل الجندي وأسير الحرب الذي أسرناه في الحرب"، خلاصتها الإفراج عن "ألف أسير و27 أسيرة".
وأضاف أنه سيتم الإفراج عن الأسرى على مرحلتين، الأولى 450 ستتم خلال أسبوع من هذا الوقت والثانية ستكون بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وقوامها 550 أسيرًا.
وتابع مشعل إن هذه الصفقة تشمل "كل النساء ولن تبقى أي أسيرة فلسطينية في سجون العدو (...) و315 أسيرًا مؤبدًا وعددًا من ذوي الأحكام العالية بالسجن عشرات السنوات.
الإعلامي الحكومي يبارك لشعبنا
من جهته بارك المكتب الإعلامي الحكومي للشعب الفلسطيني صفقة وفاء الأحرار، التي تمت بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني, بإطلاق سراح ألف أسير فلسطيني من سجون الاحتلال بالإضافة إلى 27 أسيرة.
ودعا المكتب الإعلامي، وسائل الإعلام إلى عدم التعاطي مع المعلومات التي تبثها وسائل إعلام العدو الصهيوني حول قضية الأسرى وأسماء بعض الأسرى, وذلك حفاظًا على مشاعر عائلات الأسرى وذويهم.
كما طالب المكتب باعتماد المعلومات التي تصدر عن المقاومة الفلسطينية الآسرة للجندي غلعاد شاليط.
إنجاز كبير
واعتبر رئيس المكتب الإعلامي، أن هذه الصفقة "إنجاز كبير في الحجم والنوعية المتميزة"، مشيرًا إلى أنها تشمل "معتقلين من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وأراضي 1948 والجولان والشتات". كما اعتبر أن إنجاز هذه الصفقة "هو تعبير عن وحدة الوطن ووحدة الشعب الفلسطيني (...) من خلال شمولها جميع الفصائل".
وعاهد الشعب الفلسطيني مواصلة الجهود للتوصل إلى الإفراج عن بقية الأسرى "ومن أفرج عن 1027 أسيرًا سيفرج عن الـ7000 الباقين".
وأضاف: "إن قيادة المقاومة الفلسطينية مؤتمنة على هذه المسؤولية، ولن تتوقف عن أدائها، وستفعل المستحيل من أجل الإفراج عنكم جميعًا.. وفّينا اليوم، وسنفي غدًا".
كتائب القسام
من ناحيته قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام: "تم بحمد الله وفضله التوصل لصفقة تبادل أسرى مشرفة يتم بموجبها الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني غلعاد شاليط". وأكد أبو عبيدة أن هذه الصفقة تمت بمعايير لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، لافتًا إلى أن ثلث الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم من ذوي المحكوميات العالية.
ونوه المتحدث باسم القسام بأنه سيتم الافراج عن أسرى القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، والأسيرات الفلسطينيات.
لجان المقاومة الشعبية
بدوره، قال أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية، إن صفقة التبادل قد أنجزت باستجابة الاحتلال لشروط المقاومة برعاية مصرية، مضيفًا أن "مؤتمرًا صحفيًّا لرئيس المكتب السياسي مشعل سيعقد خلال ساعات لتوضيح الصفقة". وكشف "أبو مجاهد" "أن الصفقة ستضم 450 من القيادات السياسية وأصحاب الأحكام العالية وأسرى القدس وأراضي 48 الذين كانت "إسرائيل" ترفض الإفراج عنهم سابقًا، وجميع النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، ليبلغ إجمالي المفرج عنهم ضمن الصفقة حوالي ألف أسير".
وقال إن أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم ستنشر في وسائل الإعلام الصهيونية خلال الساعات القادمة للاعتراض عليها من قبل عائلات القتلى الصهاينة، ومن ثم ستصادق عليها الحكومة الصهيونية ليبدأ بعد ذلك التنفيذ الفعلي للصفقة.
وأعلن "أبو مجاهد"، أن الفصائل الثلاثة الآسرة للجندي (كتائب القسام، ولجان المقاومة الشعبية، وجيش الإسلام) ستعقد مؤتمرًا صحفيًّا في غزة لتعلن تفاصيل الصفقة التي تم التوصل اليها مع الاحتلال.
وشدد "أبو مجاهد" على أن الفصائل الفلسطينية استطاعت "بثباتها على موقفها" أن تحقق 99% من المطالب التي شرعتها من أجل التوصل لصفقة التبادل.
نصر للمقاومة
من جهته اعتبر المحلل السياسي ومستشار وزارة الثقافة مصطفى الصواف أن هذه الصفقة التي تم إنجازها بمثابة نصر للمقاومة وتأكيد على أن أقصر الطرق للتحرير هي المقاومة.
وقال الصواف: "هذه الصفقة تميزت بنوعيتها وبمواصفاتها، وتميزت بأنها الأولى من نوعها التي يمكن أن نسميها صفقة الوحدة الوطنية، لأنها شملت النواحي الجغرافية بإخراج الأسرى من كافة مناطق فلسطين؛ حيث الضفة والقطاع وأراضى الداخل، إلى جانب النواحي الفصائلية، فشملت كافة أطياف الشعب الفلسطيني دون تمييز".
وأضاف الصواف: "أعتقد أن الشعب الفلسطيني انتظرها طويلاً، ودفع ثمنًا كبيرًا حتى تتم، وبصمود وثبات شعبنا وافق الاحتلال مذلولاً أمام المقاومة، بأمرٍ يُشكل فصلاً جديدًا من فصول المقاومة الفلسطينية".
وأوضح الصواف أن خروج شاليط إلى مصر وما بها من اضطرابات الآن، ليس له علاقة بالوضع الداخلي وأن العملية ستتم بضمانة دول؛ حيث إن هذه الصفقة كانت بضمانات مصرية بأن يتم إخراج 300 أسير في المرحلة الأولى في حال خروج شاليط إلى مصر و150 في حال خروجه من مصر إلى الاحتلال من أصحاب المؤبدات، إضافة إلى الأسيرات، وبعد شهرين يتم تنفيذ مرحلة إخراج 550 من الأسرى.
وعن مدى وجود ضمانات للاحتلال لتنفيذ المرحلة الأخيرة، وعدم الإخلال بها، أكد الصواف أن الضمانات ليست بين الاحتلال و"حماس"، لأن الجانبان تفاوضا من خلال الضمانة المصرية ولهم جهود كبيرة في ذلك.
الجدير ذكره أن "كتائب الشهيد عز الدين القسام" بمشاركة "ألوية الناصر صلاح الدين" و"جيش الإسلام" أسرت الجندي الصهيوني غلعاد شاليط في عملية معقدة، عرفت باسم "الوهم المتبدد"، وخاضت على إثرها معركة وفاء الأحرار، تأكيدًا منها على تمسكها بقضية الإفراج عن الأسرى، حيث وعدت بأنها ستفرج عنهم بعز عزيز.
تعليق