"سيل النار" القسامية..بإرادة "الكرمي" الباحث عن الشهادة
أجناد الإخباري-الخليل
قبل عام وفي حين كان شهر رمضان الكريم يدخله عشره الأواخر، كان الشهيد "نشأت الكرمي" ورفيق دربه الشهيد القسامي "مأمون النتشة" يضعون خطتهم في العشر الأواخر للقيام والصيام، وإن كان من صلح من أهل الضفة يخطط أن يقومها في المساجد، ومن اجتهد على نفسه يصل للأقصى للرباط فيه.
كان المهندس نشأت الكرمي ورفيق دربه مأمون يختارون الرباط في سبيل الله يغيرون على من اغتصب الأرض ويتركون بصمات القسام التي تعرفها الضفة الغربية من شمالها لجنوبها، والتي قدمت خيرة أبنائها جنوداً في ركب القسام، يشتبكون على المحاور ويقتحمون المستوطنات ويزرعون الموت في قلب المدن الصهيونية ثأرا لجراحٍ لازالت لم تندمل، وتحديا ًلمن يريد أن يغتصب الأرض على أعين أبنائها أن فيها أسوداً إذا حمي وطيس الحرب فيها خلتهم مجانينا كانت سيل النار القسامية.
" 5 سنوات من الدعاء بالشهادة "
لم تكن عملية "بني نعيم" هي البصمة الأولى للشهيد "نشأت الكرمي" في درب القسام والعمل المقاوم، حيث كان رفيقاً للعديد من القساميين وعمل مع قساميين واعتقل في سجون الاحتلال مع قساميين، وعلى الوعد الذي أخذه على نفسه خرج من السجن ليكتب صفحة مشرقة في الزمن الفلسطيني المُر الذي تصنعه سلطة فتح في الضفة الغربية.في العام 2004 كان الاحتلال الصهيوني يُصعد من عدوانه ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس باغتيال عدد من قادتها وعلى رأسهم الشيخ الشهيد " أحمد ياسين"، وهو ما دفع الأحرار ليتداعون للرد على جرائم الاحتلال وإعداد العدة، واختار الشهيد نشأت الكرمي أن يكون من بين هؤلاء الثلة المؤمنة، ولم يجد المهندس الكرمي سوى أشقاء روحه ممن عاشرهم في سجون الاحتلال والعمل الإسلامي، حيث عمل على التواصل مع المطارد القسامي المهندس" إحسان شواهنة" وبدؤوا بإعداد العدة لتجهيز استشهاديين من أجل تنفيذ عملية استشهادية تضم أربعة من الاستشهاديين للرد على جريمة الاحتلال.
كان من المفترض أن يقوم المهندس القسامي " إحسان شواهنة" بإعداد الأحزمة الناسفة، فيما تكون ترتيبات العملية على رفيقه الشهيد نشأت الكرمي، ونتيجة للملاحقة الأمنية الحثيثة التي كان يقوم بها الصهاينة للشهيد إحسان شواهنة، تمكنت المخابرات الصهيونية من كشف خيوط العملية، وهو ما دفع الشهيد الكرمي لأن يكون مطارداً ومطلوباً للاحتلال.
بعد فترة من المطاردة تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال الشهيد الكرمي في مدينة الخليل عقب إطلاق النار عليه داخل سيارة في مدينة الخليل، حيث أصيب بجروح بليغة وخطرة، وقام الاحتلال بنقله للتحقيق وهو مصاب.
وبعد انتهاء فترة التحقيق حكمت المحكمة الصهيونية عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف، قضاها الكرمي في سجون الاحتلال وهو قائم في الليل صائم في النهار يدعو الله أن يرزقه الشهادة، أكمل خلالها حفظ القرآن الكريم.
تعليق