بسم الله الرحمن الرحيم ..
فاكهة العشق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
انستطيع أن نعيش بلا حب ؟؟ هل الحب هو فاكهة محرمة ؟
سنغوص اليوم في عالم العشاق و سنروي قصة عاشق ...
طبعا قد يأتي أحد و يقول ,, في المحور الشرعي و تقول " عشاق !! " واه واه ما هذه الجريمة !! فأقول له : اصبر فالصبر فضيلة ..
قبل أن نلج الى عالم القصة ,, فلنأخذ نظرة عن شخصية بطلها حتى نفهم كيف انزلق الى هذا الواد
عالم البنات لم يكن معروفا له بحال و لم يفكر بيوم أن يقترب منه مع أن أصدقاءه كانوا من العشاق و هذا يكاد يكون طبيعيا في عالم المراهقين والأغلب لا بد و ان يكون و قد مر بهذه الحال ولو بالسر و من طرف واحد ان كان تقي ,, نحن لم نعرف لا الطرف ولا الطرفان ليس لعدم وجود القلب و لا هي حالة تقى و اتزان , بل كانت نفسي تأبى علي مثل هذه الأمور فلي بنات أخوات و الحياة علمتنا كما تدين تدان كما أني لست من النوع الذي يتبع أساليب الشباب بمعاكسات فالنفس عزيزة و تأبى الرفض و الشتيمة لذا لا أذكر في تلك السنين أني جنحت لتلك الأفعال الشنيعة و بناء عليه كنت كما يقال " في قراطيسه " .
في الذاكرة موقفان تتجلى فيها " القرطسة " على أصولها .
الأول في المرحلة المدرسية , كنا أسير و صديقي في طريقنا للمدرسة و اذا به يتنحى جانبا و يقول لي سأدخل هذا الشارع انتظرني دقيقة و عاد للخلف و دخل و بعد برهة خرج و الوجه أحمر كخمر في قنينة , ما بك يا فلان ؟ قال اذهب لها فهي تريدك !! , لم أفهم !! من هي ؟ قال بنت في الشارع الخلفي كانت تشيربيدها و تغمز فظننتها تريدني و عندما ذهبت قالت ليست الاشارة لك بل للوسيم الذي بجانبك ,, طبعا في تلك الأيام أيام الصبا كنت وسيما قبل أن تنفجر القنبلة في وجهي و أعني قنبلة الحياة و خيوط الزمان .. نعود و نكمل , رفضت الذهاب و قلت له انقلع و كمل المسير لا أخلي نهارك كدامس الليل و أنا مخاوي الليل , طبعا هو لقبي القديم .
لم أعتد مخاطبة البنات البتة ,, و أنهيت الثانوية و دخلت كلية الصيدلة في احدى البلاد العربية و حتى لا يقع حرج في الفهم فالأغلب يعلم أني مهندس فلكم التوضيح , هو فصل وحيد فقد دخلت التخصص مكره أخاك لا بطل و بعدها طلقت التخصص و تلك الكلية البغيضة على قلبي – مع احترامي لأهل الصيدلة - و عدنا للوطن و أتممت تعليمي الهندسي .. نكمل , في تلك البلاد الدراسة جلها اختلاط و كليتنا كانت تحوي من البنات من كل صنف ولون مما لذ و طاب و الكثيرات كن كمثل دودة فخ الطائر , فاتحات للشهية تخالها ضحية لتسقط انت و تكون الضحية .
قالت دكتورتنا ,, من خطه جميل ليكتب لي الأسماء في الكشوفات ,, دفعتني من تجلس خلفي , قم يا ذا الخط الجميل فأنت أكثر من لهذا الفن يجيد ,, بصمت أديت المهمة .
انتهت المحاضرة و انصرف الجميع و بقيت زميلتي و أنا أوضب اغراضي للرحيل , جاءتني و قالت يا زميل أعتذر لعلي أحرجتك عندما طلبت منك الكتابة , أجبتها بملء فمي ,, " له يا رجال عادي ما فيها شي " رأيتها تحمر و تصفر و من ثم تنصرف بلا وداع ,, لم احمرت هكذا !! غررررريبة هو أنا قلت شئ خطأ لا اكون عاكستها و لا .... واسوأتاه وش ه الفضيحة تقول للبنية يا رجال " طبعا انتشرت الفضيحة في الكلية والشباب استانسوا علي و كانت نكتة الموسم و وطول الفصل الدراسي و أخوياي في الدراسة ينادوني " له يا رجال عادي " ... عادي تصير في أحسن العائلات .
ما كان بالأعلى هي نبذة عن الشخصية ولنبحر الان في محيط القصة ..
انتهت الدراسة الجامعية بسلام ,, نبغي الوظيفة و الوظيفة تحتاج لخبرة أو دورات ,, بالتي هي أحسن دبرنا فلوس الدورة و التحقت بدورة بسيطة ع قد اللحاف ...
عددنا بسيط و بيننا كانت بنية وحيدة ,, ما كان بيننا لا سلام و لا كلام بالمختصر كنت على نظام " سكتم بكتم " و كلامي فقط في محتوى الدورة .
مضت فترة من تلك الدورة و غبت عنها يومان ,, كنت قد تعرضت في تلك الفترة لمظلمة و ضياع فرصة توظيف أخذت مني بلا حق و بهتان و ساءت الحالة النفسية و كان هذا سبب الغياب ..
عدت و العود أحمد ,, سألني المدرس ما بك يا فلان لم الغياب ؟! فأخبرتهم بالسبب و ضاق الجميع و هي من ضمنهم صابها الحزن و الوجم .
في اليوم الاخر فاجأتني بأنها تأتي لي بجريدة فيها اعلان وظيفة . شكرتها و قرأت الاعلان و هكذا بدى منها الاهتمام و ابتدى مني شكر و عرفان .
مرض أباها ثم تشافي فأتتنا بحلوى الشفاء كلهم وزع عليه حبة حبة الا أنا دست لي حبتان !!! و مازلت أنا في طور الشكر و العرفان لا أزيد ولا أستزيد .
فترة قصيرة و انتهت الدورة و طلب منا المدرس التحضير للامتحان الدولي و تبادل الايميلات و أرقام الجوالات من أجل التنسيق فيما بيننا لأجل نماذج الاختبار المطبوعة .
أنا عني اكتفيت بالدورة و شهادات الحضور من المركز فالوضع المادي لايؤهل للتقدم للاختبار الدولي و شراء نماذج الاختبارات الدولية ...
فاجأتني باحضارها لنماذج الاختبارات و عرضها علي ,, طبعا رفضتها فنفسي عزيزة و لا تتقبل مثل هذا الأمر , قالت لي نحن زملاء و نقف مع بعضنا البعض ,, المهم أني رفضت و لكن في داخلي زاد احترامي لها ...
بيني و بينكم خالجني شعور نحوها لكن لم أكن أدري ما هو بس المهم أنه شعور طعمه حلو مدري هو بطعم التفاح ولا الأناناس , قلت لكم أخوكم ما يزال " في قراطيسه " .
دقت علي تتصل و تعلمني عن حالها مع الاختبار و التحضير و اذا غيرت فكري من ناحية نماذج الاختبار ,, المكالمة كانت جدا مختصرة و صوتها كان واضح عليه تعبان و قفلت معي و أنا ما أخذت و لا أعطيت فقط شكرا و بالتوفيق .
قفلت من هنا و دار حديث نفس من جهة أخرى ..
النفس : قسم بالله ان عليك جلافة غير طبيعية ؟
أنا : خير يا ابن الناس وش فيك علامك علي ؟
النفس : كلمة " سلامتك " ما تقولها للبنية و هي واضح عليها التعب !!
أنا : جا في بالي بس قلت لا تفهمني البنية غلط و بعدين يخوك تراني ما تعودت و أخاف أخربها و أغلط و أقول لها " سلامتك يا بو الشباب "
النفس : يا زينك زيناه يوم تستملح , قم بس عيب عليك مسوي ولد سلوم و علوم ( عادات و تقاليد ) و أنت ما تقدر ه المسيكينة الي قدرتك و راعتك و ودها تساعدك بأي وسيلة ..
أنا : عز الله انك صادق و الله عيب علي خلاص بكفر عن خطاي و الحين بتصل ..
اتصلت عليها ردت علي بصوتها التعبان المنهك .
أنا باختصار : عفوا ع الازعاج بس شفتك تعبانة يوم اتصلتي علي و حبيت أقولك سلامتك ما تشوفين شر ..
أنا سبحان الله ما خلصت الكلمتين من هنا ولا العافية تطب عليها و تشكرني ع الاتصال ..
أنهيت المكالمة و أنا فرحان عااد ,, ماني مصدق طبعا أني تجرأت و اتصلت و كان لي ه التأثير عليها ,, سبحان الله طلعت بلسم للأصوات التعبانة و أنا مدري ههه .. مع أن الصراحة صوتي من أشين الأصوات على التلفون بس هنا كني أوتيت مزمار من مزامير ال داوود ..
تسارعت الاحداث و توالت ,, الاضافة على المسنجر و ابتدأ الحديث
بداية الحديث لا تتجاوز حدود العلم و تبادل المعلومات و لا يخلو الأمر من اطمئنان على الحال و اقتراحات .
طموحة تحب العلم و تريد أن تصارع الرجال في هذا المجال ,, طموح يريد رقي الجبال و أن يكون فارس الميدان .
تبادل اعجاب خفي تلحظه في بعض العبارات و لربما في بعض الرموز من ابتسامات ..
ما ساعد على هذه الأجواء عمل اضافي كنت أقوم به في احدى الشركات و كان ليليلا و كنت أسهر لوحدي ويا سلام عليك يا مخاوي الليل ..
الخيل و الليل والبيداء تعرفني ,, أقول بس طير يا المتنبي الكلام تحول و صار
الليل و العلم و الطموحة ترافقني ,, هو ذا الحال و أبلغ مما قال ..
بدأ سير الكلام يتحول الى عرض لتاريخ الذكريات و الكفاح في سبيل العلم ..
تطابق ما بعده تطابق وش ذا الي يصير كأن الزمان حينما صاغ الدرب و الطريق جعل لي فيه رفيق ..
ماضيها كمثل حوارنا مع الماضي عثرات و سقطات و عزيمة قيام ..
ما شاء الله عليها حتى كان لها من الطيب نصيب , شدة أبوية و كفوف سلطوية لأجل صقل الشخصية و أنا من قبلها المخضرم في هذا المجال و لمن أراد الاستزادة فليرجع لقصتنا ( أبو خدود وردية ! ) ..
يعجبك فيها قوة الشخصية و تنصر المظلوم وما ترضى بالدنية ,, وش باقي أكثر من ه الأوصاف
يا حظي و الله ان المصريين أجادوا و أبدعوا حينما وصفونا بمثلهم " فولة و انئسمت نصين " بس حناعاد كنا أكبر من مجرد فولة ..
تتالت الأيام و ابتدأنا الدخول في مرحلة جديدة و جاءت الاستشارة ..
و اعذروني هنا سأتوقف فلم يعد للوقت بقية لذا سأحيل الباقي لجزء اخر انتظرونا و ادعوا لنا لعلي أنجزه في أسرع وقت ..
تحية ..
تعليق