مجالسنا عبر الفيس بوك
أ. صادق عطية قنديل
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المجتبى، وبعد:
لا بد للإنسان في حياته اليومية أن يخالط الناس ويعاملهم سواء في مجالس عامة أو خاصة، وما يدور في هذه المجالس وما ينفض عنها من نتائج وثمرات تحدد إذا كان على المسلم الاعتداد بهذه المجالس والافتخار بحضوره، أو الإعراض عنها وتجنب خطرها و فسادها، فرب مجلس يقعده المرء مع قوم أشقياء، يصنع لنفسه فيه حلة من الشقاء تلازمه إلى يوم القيامة، ورب مجلس علم يرتع فيه الإنسان في روضة من رياض الجنة فلا يخرج منها إلى يوم القيامة، وقد أخذت المجالس في عصرنا أشكالاً متعددة منها ما يسمى اليوم بمواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك ، وهي عبارة عن
مجتمعات صغيرة يحضرها أناس من جميع الطبقات، ويتكلم فيها رجال من كافة المستويات، منهم الغث والسمين والمصلح والمفسد. وإن المسلم من يستطيع أن يدير دفة المجلس لما فيه خير المجالسين في دينهم ودنياهم، ولما فيه رضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يستطع فالإعراض عن ذلك المجلس هو محض الخير وعين الصواب، لقوله تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ"
ويمكن أن أقسم المجالس من الناحية الشرعية إلى خمسة أقسام- بحسب الحكم التكليفي-: " الواجب والمندوب والحرام والمكروه والمباح ،
_ أما المجالس التي تأخذ صبغة الحرمة فهي تلك المجالس التي يكون أساسها الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء، وهى بالعادة مجالس تحفها الشياطين،
_أما المكروه من المجالس فهي تلك التي يدور فيها الحديث بتهكم مبطن و كلمات ذات دلالات مقصودة يفهمها الجالسون فيما بينهم بالغمز واللمز"
_وأما البقية كالواجبة والمندوبة والمباحة فأمثلتها واضحة كالتعليم والنصيحة والحديث في شئون الدنيا وإصلاحها، وهكذا نجد في الجملة ممن يتواصلون عبر الانترنت في المواقع والأندية يكتبون كلاماً لا قيمة له، بل ربما هدموا جدار الثقة في الأمة التي تستعيد الآن حقوقها المسلوبة نحو التحرر من التبعية للشخص الواحد .وعليه
انعطاف معظم الشباب في مجالسهم على الفيس بوك إلى الحديث عن أمور خارجة عن النص إنما يعود لانعدام ثقتهم بأنفسهم ولغياب الوازع الديني والسلوكي لديهم إضافة إلى انهيار المستوى الثقافي للعديد منهم، لذا حثنا الإسلام على مجالسة الصالحين، فالمسلم يحسن اختيار من يجلس إليهم ويصاحبهم، فيختارهم من أهل الصلاح والتقوى، وممن يُعْرَفون بطاعة الله وعبادته، ولا يتخذ جلساءه ممن لا دين لهم ولا أدب، لأن الجليس والرفيق له تأثير كبير في نفس من يجالسه، كما أنه على المسلم أن يحرص على عدم مجالسة العاطلين والمنحرفين أخلاقيَّا حتى لا يؤثروا عليه، ويجتذبوه إلى طريقهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل).
.
.
.
أ. صادق عطية قنديل
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المجتبى، وبعد:
لا بد للإنسان في حياته اليومية أن يخالط الناس ويعاملهم سواء في مجالس عامة أو خاصة، وما يدور في هذه المجالس وما ينفض عنها من نتائج وثمرات تحدد إذا كان على المسلم الاعتداد بهذه المجالس والافتخار بحضوره، أو الإعراض عنها وتجنب خطرها و فسادها، فرب مجلس يقعده المرء مع قوم أشقياء، يصنع لنفسه فيه حلة من الشقاء تلازمه إلى يوم القيامة، ورب مجلس علم يرتع فيه الإنسان في روضة من رياض الجنة فلا يخرج منها إلى يوم القيامة، وقد أخذت المجالس في عصرنا أشكالاً متعددة منها ما يسمى اليوم بمواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك ، وهي عبارة عن
مجتمعات صغيرة يحضرها أناس من جميع الطبقات، ويتكلم فيها رجال من كافة المستويات، منهم الغث والسمين والمصلح والمفسد. وإن المسلم من يستطيع أن يدير دفة المجلس لما فيه خير المجالسين في دينهم ودنياهم، ولما فيه رضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يستطع فالإعراض عن ذلك المجلس هو محض الخير وعين الصواب، لقوله تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ"
ويمكن أن أقسم المجالس من الناحية الشرعية إلى خمسة أقسام- بحسب الحكم التكليفي-: " الواجب والمندوب والحرام والمكروه والمباح ،
_ أما المجالس التي تأخذ صبغة الحرمة فهي تلك المجالس التي يكون أساسها الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء، وهى بالعادة مجالس تحفها الشياطين،
_أما المكروه من المجالس فهي تلك التي يدور فيها الحديث بتهكم مبطن و كلمات ذات دلالات مقصودة يفهمها الجالسون فيما بينهم بالغمز واللمز"
_وأما البقية كالواجبة والمندوبة والمباحة فأمثلتها واضحة كالتعليم والنصيحة والحديث في شئون الدنيا وإصلاحها، وهكذا نجد في الجملة ممن يتواصلون عبر الانترنت في المواقع والأندية يكتبون كلاماً لا قيمة له، بل ربما هدموا جدار الثقة في الأمة التي تستعيد الآن حقوقها المسلوبة نحو التحرر من التبعية للشخص الواحد .وعليه
انعطاف معظم الشباب في مجالسهم على الفيس بوك إلى الحديث عن أمور خارجة عن النص إنما يعود لانعدام ثقتهم بأنفسهم ولغياب الوازع الديني والسلوكي لديهم إضافة إلى انهيار المستوى الثقافي للعديد منهم، لذا حثنا الإسلام على مجالسة الصالحين، فالمسلم يحسن اختيار من يجلس إليهم ويصاحبهم، فيختارهم من أهل الصلاح والتقوى، وممن يُعْرَفون بطاعة الله وعبادته، ولا يتخذ جلساءه ممن لا دين لهم ولا أدب، لأن الجليس والرفيق له تأثير كبير في نفس من يجالسه، كما أنه على المسلم أن يحرص على عدم مجالسة العاطلين والمنحرفين أخلاقيَّا حتى لا يؤثروا عليه، ويجتذبوه إلى طريقهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل).
.
.
.
تعليق