من المعلوم أن قوة الاحتلال في بداية مقدمها لأي ارض محتلة تلبس فراء الثعالب , بعد أن تدول لها الأمور , والهدف هو امتصاص أكبر قدر من غضب الناس تحت الاحتلال من جهة , ومن جهة أخرى لتستقطب لها أعواناً من أهل الأرض .
هذا إذا كانت تود الاستقرار , وأما إن دخلت كقوة نهب ودمار فهي تعيث فسادا وسفكا في الأرض والإنسان , أو تفعل ذلك قوة تريد تثبيت الأمر لها , ومثال ذلك أن الإسرائيليين عام 1948 حين كانوا يريدون تثبيت الأمر لهم سفكوا ودمروا وقتلوا حتى الأسرى .
عام 1967 كان الجيش الصهيوني مترعا بالنصر ونشوة الانتصار الذي لم يتوقعوه وملأهم الغرور به لدرجة انهم كانوا حضاريين بشكل غير معقول , هذا بالنسبة لأهل الضفة , والذين كان لهم اتصال بالجنود الإسرائيلي أيامها وبعدها وعلى المعابر يذكرون الفرق الهائل بين معاملة الجندي الصهيوني وقوات الأمن الأردنية على معابر الجسور , ويذكرون ان الجنود اليهود ( وليس الدروز معهم ) لم يكونوا يتعرضون لفتاة أو طفل حتى الانتفاضة الأولى ( هذا ليس إطراء لهم فرويدكم قليلاً ) .
لكن قوات الاحتلال في العالم إذا أحست ان وجودها أصبح مهددا وفي خطر شديد تبدأ بمعاملة الناس بشراسة دموية وألامثلة كثيرة من العالم وكلما شعرت بزيادة الخطر والإحراج أمام المقاومة تزداد قسوتها وتلجأ للعقاب الجماعي وهذا ما تقوم به إسرائيل , وهذا مؤشر على المأزق الذي تواجهه .
وإذا أحس الاحتلال أنه على وشك خسارة احتلاله للأرض يبدأ يتصرف بهمجية من تدمير ونهب وسرقة وسلب ووحشية العقاب والقتل لأي إنسان , سواء طفل او شيخ أو امرأة .
وهنا نلاحظ أن الجيش الإسرائيلي قد وصل إلى حافة الشعور بإمكانية فقد الأرض التي يحتلها , وهي مرحلة متقدمة على مأزقه مع المقاومة , ولو توفر للمقاومة الحد الأدنى من السلاح لكانت النتائج أكثر وضوحاً وأكثر سرعة .
ومن المتوقع أن تزداد شراسة هذه العدو مع استمرار المقاومة , ولكنها كرة الحيوان الجريح قبل أن يسقط بعون الله