كنت قد كتبت ومزقت وكتبت وترددت وكتبت فقررت !!
لا شك أن كل بداية صعبة .. ولكن لا بد لها من نهاية مشرقة ..
طالما رافقتها الهمة العالية .. ولعل هذا أول موضوع لي في المحور الشرعي " بقلمي " ..
حيث أنني ومنذ فترة تراودني الفكرة وأتردد .. أكتب وأتوقف ..
أكتب وأمزق .. حتى قررت أن أكتب وأنشر ..
عسى الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتنا ..
ولعل كلامي الذي سيرسمه قلمي هو عبارة عن تجربة قد مر بها الجميع ..
وليكن موضوعي بعنوان :
فــــراق الأحبـــــة ... يـذكـرنــــا بالمـــــوت !!
لا يوجد إنسان في هذا الكون .. لا يعيش هذه اللحظات ..
يحزن قلبه .. تدمع عينه .. تشتاق نفسه ..
على إنسان عزيز عليه عند فراقه .. عاش معه أجمل الأوقات .. وأحلى الأيام ..
وجمعهما الحب في الله ..
أنه من خلال واقعنا الذي نعيشه ....تعلمنا أن الدنيا كلها فراق . .
فلا يكاد يمر بنا يوم إلا ونسمع بموت .. صديق .. قريب .. جار ..
ولا يبقى صديق لصديقه .. ولا حبيب لمحبوبه .. ولا أب لأبنائه ..
وما الغريب في ذلك .. فقد أصبحت سنة الحياة ..
فمن المؤكد لنا جميعاً أننا عايشنا هذه اللحظات ..
نصدم من خبر الوفاة في أول لحظة ..
نحزن ونبكي ويعتصر القلب ألماً على الفراق ..
نستذكر مواقف كثيرة كانت بيننا .. ولحظات من أجمل اللحظات ..
نستذكر الأيام الجميلة التي قضيناها سوياً ..
نستذكر مواقف الفرح ومواقف الحزن التي جمعتنا ..
نستذكر التناصح و التواصي بالحق الذي تعاهدنا عليه ..
يتم التشييع و الدفن وما زالت الدموع على العيون ..
وما زال القلب حزيناً ..
وما زلنا نستذكر تلك المواقف التي نتمنى عودتها ..
ولكن .. كيف تعود والأجل قد انتهى ؟؟
وعلى عجالة تمضي أيام العزاء الثلاثة وما زالت الدموع تتساقط ..
وما زال شريط الذكريات يُدمي القلب ..
ينتهي بيت العزاء .. نعود إلى حياتنا الطبيعية ..
تجف الدموع .. ويتوقف شريط الذكريات ..
ولربما تدفعنا العاطفة لنزور المقابر لنتذكرهم..
ونتذكر الموت الذي هو مصيرنا ..
وتسير الأيام .. وتمضي الأسابيع .. وتنقضي الأشهر ..
والذاكرة لا تكاد تحتفظ بالذكريات التي جمعتنا ..
فقد ذهبوا وذهبت معهم المواقف والذكريات ..
ذهبت معهم المعاصي والطاعات ..
ذهبت معهم أعمالهم من سيئات أو حسنات ..
فلن ننفعهم مهما كانت معزتنا لهم ..
إلا بما قدره الله لنا من " دعاء " .. والعاقبة للمتقين ..
أخي .. هي رسالة لنا نحن الأحياء .. بل هي طعنة في قلوبنا لكي نستيقظ من غفلتنا ..
ولنعلم أن هذا هو مصيرنا كما هو مصير من سبقنا ..
" كل نفس ذائقة الموت "
فهلا اتعظنا بموت من سبقنا ..
هل عملنا بما سينفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون ..؟؟
هل أعددنا أنفسنا لهذا اليوم ..؟؟
أعدد لذلك جواباً .. وأعمل من الآن .. والملتقى الجنان .. بإذن الرحمن ..
تعليق