تويت
الوقفة الثالثة:
عدد الحفاظ عندنا وعند الصحابة فهل العبرة بالعدد؟!
تكفل الله تعالى بحفظ القرآن من التحريف والتبديل فقال جل جلاله : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فلن يصل القرآن ما يغير فيه أو يبدل منه لأنه محفوظ من الله فلا خوف على ذلك
ففي حروب الردة خشي الصحابة رضوان الله عليه اندثار القرآن لكثرة ما مات من الصحابة من حفظة القرآن ، ولكن كم كان عدد الصحابة الذين حفظوا القرآن غيبا ، وماذا غير القرآن في الصحابة وماذا غير الصحابة بالقرآن ؟
صقل القرآن الكريم أخلاق الصحابة وقلب منهاج حياتهم رأسا على عقب ، وغير الصحابة بالقرآن الكريم واقعهم وسادوا به الأمم ، ولم يكن عند الصحابة رضوان الله عليهم عشر معشار ما عندنا من عدد الحفاظ ومع ذلك ما زالت أحوالنا في ترد وتراجع مع هذا العدد المهول من الحفظة والحفاظ !!
كم من الناس يحرص على حفظ القرآن في أيامنا غير أن القرآن وما يحفظه لا يغير في سلوكه شيئا فيكون حفظه حجة عليه بين الناس وما عند الله أكبر، وكما علنا أن الصحابة رضي الله عنهم كان الواحد منهم يحفظ آيات لا يحفظ غيرها حتى يطبق ما حفظ. يعلمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منهجا راقيا في التعامل مع القرآن الكريم . فهو لم يكن يحفظ شيئا إلا وعمل به ثم ينتقل الي غيره وهكذا . لقد فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن القرآن ليس كتابا انزل لمجرد الحفظ أو البركة .. إنما هو دستور للمسلمين وقانون يحكم كل صغيرة وكبيرة في حياتهم ..ولذلك من حفظه ولم يعمل به فلم يفقه حقيقة هذا الكتاب وأهميته ..
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( اجهل الناس من ترك ما يعلم واعلم الناس من عمل بما يعلم وأفضل الناس أخشعهم لله)
وعلي هذا الفقه والفهم كان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين .
روي الدرامي عن علي بن أبي طالب عنه انه قال : ( يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب علي جليسه أن يجلس إلي غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلي الله )
وكذلك كان يفعل عمار بن ياسر رضي الله عنه في موقعة اليمامة فكان إذا أراد أن يحمس المسلمين الحفاظ للقرآن الكريم قام وقال لهم ( يا أهل القرآن : زينوا القرآن بالفعال)
فليس حفظ القرآن غاية محدودة وإنما لابد أن يتبع الحفظ بعمل ..وفوق كل ذلك فان العمل بما تحفظ يسهل عليك الحفظ الجديد .. وقديما قالوا : " من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم " .
ومن هنا كانت الأهمية تكمن في وعي القرآن وتطبيق أحكامه لا الوقوف على مجرد حفظ الحروف دون نتائج تغيير في صاحب الحفظ.
وختاما من اليقين ان الذي يحفظ القرآن الكريم دون اخلاص نية أو لا يعمل بما لا يحفظ يكون القرآن حجة عليه لا له يوم القيامة، بل من أوائل الذين تسعر بهم النار ذلك القارئ للقرآن المرائي.
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع صدورنا ونور قلوبنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا...
اللهم اجعله حجة لنا لا حجة علينا .
عدد الحفاظ عندنا وعند الصحابة فهل العبرة بالعدد؟!
تكفل الله تعالى بحفظ القرآن من التحريف والتبديل فقال جل جلاله : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فلن يصل القرآن ما يغير فيه أو يبدل منه لأنه محفوظ من الله فلا خوف على ذلك
ففي حروب الردة خشي الصحابة رضوان الله عليه اندثار القرآن لكثرة ما مات من الصحابة من حفظة القرآن ، ولكن كم كان عدد الصحابة الذين حفظوا القرآن غيبا ، وماذا غير القرآن في الصحابة وماذا غير الصحابة بالقرآن ؟
صقل القرآن الكريم أخلاق الصحابة وقلب منهاج حياتهم رأسا على عقب ، وغير الصحابة بالقرآن الكريم واقعهم وسادوا به الأمم ، ولم يكن عند الصحابة رضوان الله عليهم عشر معشار ما عندنا من عدد الحفاظ ومع ذلك ما زالت أحوالنا في ترد وتراجع مع هذا العدد المهول من الحفظة والحفاظ !!
كم من الناس يحرص على حفظ القرآن في أيامنا غير أن القرآن وما يحفظه لا يغير في سلوكه شيئا فيكون حفظه حجة عليه بين الناس وما عند الله أكبر، وكما علنا أن الصحابة رضي الله عنهم كان الواحد منهم يحفظ آيات لا يحفظ غيرها حتى يطبق ما حفظ. يعلمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منهجا راقيا في التعامل مع القرآن الكريم . فهو لم يكن يحفظ شيئا إلا وعمل به ثم ينتقل الي غيره وهكذا . لقد فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن القرآن ليس كتابا انزل لمجرد الحفظ أو البركة .. إنما هو دستور للمسلمين وقانون يحكم كل صغيرة وكبيرة في حياتهم ..ولذلك من حفظه ولم يعمل به فلم يفقه حقيقة هذا الكتاب وأهميته ..
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( اجهل الناس من ترك ما يعلم واعلم الناس من عمل بما يعلم وأفضل الناس أخشعهم لله)
وعلي هذا الفقه والفهم كان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين .
روي الدرامي عن علي بن أبي طالب عنه انه قال : ( يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب علي جليسه أن يجلس إلي غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلي الله )
وكذلك كان يفعل عمار بن ياسر رضي الله عنه في موقعة اليمامة فكان إذا أراد أن يحمس المسلمين الحفاظ للقرآن الكريم قام وقال لهم ( يا أهل القرآن : زينوا القرآن بالفعال)
فليس حفظ القرآن غاية محدودة وإنما لابد أن يتبع الحفظ بعمل ..وفوق كل ذلك فان العمل بما تحفظ يسهل عليك الحفظ الجديد .. وقديما قالوا : " من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم " .
ومن هنا كانت الأهمية تكمن في وعي القرآن وتطبيق أحكامه لا الوقوف على مجرد حفظ الحروف دون نتائج تغيير في صاحب الحفظ.
وختاما من اليقين ان الذي يحفظ القرآن الكريم دون اخلاص نية أو لا يعمل بما لا يحفظ يكون القرآن حجة عليه لا له يوم القيامة، بل من أوائل الذين تسعر بهم النار ذلك القارئ للقرآن المرائي.
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع صدورنا ونور قلوبنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا...
اللهم اجعله حجة لنا لا حجة علينا .
تعليق