إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

- [ آمنتُ بربِّ رمضـان، وكفرتُ بربِّ شـوال! ]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم هشام
    رد
    رد : - [ آمنتُ بربِّ رمضـان، وكفرتُ بربِّ شـوال! ]

    الفاضل الصقر الحضرمي
    جزاك الله خيرا

    شهر رمضان مُفضل عند الله عز وجل ,,فيه ليلة خير من ألف شهر,,هو الشهر الوحيد الذي فُرض فيه الصيام وجعله


    الله ركن من أركان الاسلام ,,فلا مانع من الاجتهاد به بالطاعة طمعا فيما عند الله,, وجبرا لما قصرنا في الايام

    الماضية ,,

    عسى الله أن يكفر عنا سيئاتنا ويعفو عنا.

    اترك تعليق:


  • - [ آمنتُ بربِّ رمضـان، وكفرتُ بربِّ شـوال! ]

    بسم الله الرحمن الرحيم


    [ آمنتُ بربِّ رمضان، وكفرتُ بربِّ شوال! ]

    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعلنا لرمضان من اللاحقين، ونسأله تعالى ان يجعلنا فيه من المقبولين المغفور والمرحوم لهم والعتقاء من نيران يوم الدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وأشرف الخلق أجمعين، سيدنـا وحبيبنا وقرّة أعيننا محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المؤمنين المجاهدين، وعلى تابعيهم وتابعي تابعيهم ومن سار على نهجهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعــد...

    سلام من الرحمـــنِ كُلِّ أوان ××× على خير شهر قد مضى وزمانِ
    سلام على شهر الصــيام فإنه ××× أمـانٌ من الرحمنِ كُل أمــانِ
    لئن فنيت أيامُك الغـــر بغتةً ××× فما الحزن من قلبي عليك بفـانِ


    غربت شمس يوم الأثنين الأخير من رمضان ليتهئ الناس التحرّي عن شهر شوال، وتأكد للناس دخول شوال معلنًا إنتهاء شهر البركات والخيرات شهر رمضان. انقضى رمضان، ووالله لفراقه أشد وقعًا من فراق الحبيب لحبيبه وذهاب العاشق عن عشيقه.
    ولا نقول بعد فراقنا للحبيب رمضان إلا كما قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (232/1) : " يا شهر رمضان ترفق! دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق ..."
    فارقنا رمضان، فهو شاهدٌ لنا أو علينا، شاهدٌ للمطيع لما أطاع فيه وأناب، وشاهدٌ على المُقصِّر بغفلته وإعراضه، فيه أقوامٌ منّ الله عليهم فأحسنوا، وأقوامٌ آخرون أساءوا.

    انتهى شهر رمضان بعدما ضلّل الأمة ببركاتهِ وخيراتهِ، كان المسلمون فيه بعبادةٍ وقيامٍ وصيامٍ وحرصٍ على تحرّي لياليه عامةً، وليلة القدر خاصةً، انتهى رمضان وكأنه ما كان!
    وكأنّي بصوت الخليفة الراشد أبا الحسن –رضي الله عنهما- يتردد في أصقاع المعمورة وهو يقول كعادته في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه و من هذا المحروم فنعزيه ؟!"
    ومن وراءه ابن مسعود –رضي الله عنه- وهو يصيح بالناس: "أيها المقبول هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك"
    ليتَ شعري من فيه يُقبل منّا ××× فيهنـا، يا خيبة المَـردودِ
    من تولَّى عنه بغيرِ قبـول ××× أرغم الله أنفهُ بخـزيٍّ شديدِ

    قال الإمام ابن رجب بعد سرده للأثرين السابقين في "لطائف المعارف" (232/1) : "ماذا فات من فاته خير رمضان؟! و أي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان؟! كم بين من حظه فيه القبول و الغفران، و من كان حظه فيه الخيبة و الخسران؟!، رب قائم حظه من قيامه السهر، و صائم حظه من صيامه الجوع و العطش" والعياذ بالله.

    وبعد رمضان ينقسم الناس إلى قسمين بين من ثبتَ وواصل، وبين من نكثَ وقاطع.
    فهناك من جعل رمضان بيئةً يتقوى بها، ويتزود منها الزاد الروحاني ليواصل الطريق الطويل، فتراه في شوال يحصد ما زرع في رمضان من روحانيات وعادات ذلّل بها العقبات التي تراكمت عليه طوال السنة، وأذلّ بها نفسه ليأخذ بناصيتها لما يُحب الله ويرضى.
    وهؤلاء كفاهم ما قاله صلى الله عليه وآله وسلم في ما ثبت عنه في الصحيحن من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- : ( من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
    ترحَل شهر الصبر والهفاه وانصَرمَا ××× و اختصَ بالفوزِ في الجنّاتِ من خدمَا

    وغير أولئك قومٌ ينظر في أحوالهم العاقل فيحتار! وكأن رب رمضان لديهم ليس هو رب شوال! فالعادات في شوال غير العادات في رمضان، فرمضان كان فيه قائمٌ لليله صائمٌ لنهارهِ، مبتعد عن الشهواتِ والمغرياتِ، متوقفٌ عن الأخلاق السيئة والكلمات الجارحة، معتكفٌ في المسجد مقبلٌ على القرآنِ، فإذا انتهىَ رمضان، تغير الحال!! فهجر القرآن ونسي الصيام، وحذف من قاموسه كلمة القيام، غارق في اللذات والشهوات، بعيد عن الأخلاق الحسنة مقترفٌ للأخلاق السيئة، تراه معتكفًا على الأغاني والمجون بعد أن كان معتكفًا على القرآن.
    ولسان حال أحدهم: ( آمنتُ بربِّ رمضان، وكفرتُ بربِّ شوال! )
    وهؤلاء يضحك الفهيم من حالهم، ويبكي على مآلهم!، فلقد نُقِل عن الزاهد بشر الحافي –رحمه الله- عندما سُئل عن أحوال هؤلاء الأقوام مِن مَن يتعبدون الله في رمضان فقط، أنه قال: "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان" ، فيا اسفي على من لا يعرف الله إلا في رمضان.
    وهؤلاء يقع عليهم قول الله تعالى: ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً ) ، فبعد أن غزلوا ونسجوا لهم من العبادات والطاعات ما يستتروا به يوم القيامة، قاموا بنكث غزلهم، وتخريب نسجهم، ليعاودوا رمضان القادم بغزلٍّ جديد، هذا إن كُتبَ لهم أن يحضروه!.
    وهؤلاء قد غرّتهم أعمالهم في رمضان حتى ظنّوا أنهم بلغوا غاية الحُسنى، ولله درّ السلف الصالح فلقد كانوا يلحقون رمضان بستة أشهرٍ من الدعاء الخالص لله تعالى حتى يتقبّل أعمالهم ويجعلها خالصةٌ لوجهه الكريم، والستة الأخرى من الأشهر يسبقون بها رمضان من الدعاء لله حتى يُبلّغهم أياه.
    "كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله و يخافون من رده و هؤلاء الذين : ( يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة ) روي عن علي رضي الله عنه قال : "كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز و جل يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين )" و عن فضالة بن عبيد قال : "لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا و ما فيها، لأن الله يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين )" قال ابن دينار : "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل" ... و قال عبد العزيز بن أبي رواد: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهمّ، أيُقبل منهم أم لا؟" قال بعض السلف: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم" خرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في يوم عيد فطر فقال في خطبته : "أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما و قمتم ثلاثين ليلة و خرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم". كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له : "إنه يوم فرح و سرور" فيقول : "صدقتم و لكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا ؟" - نقلاً عن المصدر السابق -.

    ولئلا نكون من أصحاب الصنف الثاني، فهذه بضع نصائح وخطواتٍ يعتزم المسلم الخارج من رمضان على السير والمداومة عليها:
    - الإكثار من الإستغفار، فالإستغفار يظهر إحتياج المرء لعفو ربه، فيصغر في نظره ما عمل من الصالحات في رمضان.
    - عدم قطع الصيام، والمحافظة على هذه الفريضة العظيمة، كصيام الست من شوال، ويومي الأثنين والخميس من كل أسبوع، وأيام البيض من كل شهر، وعاشوراء من شهر مُحرّم.
    - كثرة التردد على المسجد، بحضور الصلوات والمحاضرات والدروس الشرعية، وأن يقتطع المسلم جزءً من يومه –بعد صلاة الفجر مثلاً- يجلس فيه في المسجد يذكر الله فيه، أو يلازم إحدى حِلق التحفيظ أو مجالس العِلم.
    - تخصيص جزءٍ من اليوم لقراءة القرآن الكريم، وعدم هجره، قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ).
    - قيام الليل، واستحضار فضلهِ عند الله ومردودهِ على النفس، ومن جرّب القيام في ظلمة الليل سيجد أنه أكثر طرق تزكية النفس وتطهيرها ثأثيرًا وفاعلية. فيُخصص المسلم لنفسه ساعةً أو نحوها يُصلي فيها لله تعالى ويقرء بعضًا من القرآن ويختمها بالدعاء والإستغفار، وخير أوقات الدعاء والإستغفار وقت السحور، أي قُبيل الفجر، وثبتَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ).
    ولقد نُقِل ابن عمر –رضي الله عنهما- أنه كان يصلّي ثم يقول لمولاه نافع : "يا نافع : هل جاء السحر ؟" فإذا قال : "نعم" ، أقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح .
    - الحرص على الخطب الدينية، والمحاضرات الشرعية، والمداومة على حضورها والإستماع إليها، وهناك الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت التي توفر الكثير من المحاضرات الشرعية الوعظية، بالإمكان اللجوء إليها. وأن يجعل المسلم له في الأماكن التي يمكث فيها محاضرة بحيث تشغله عن المعاضي وتُرغّبه وتحظّهُ على الطاعات، كأن يضع له في سيارتهِ في المسجل أشرطة محاضرات، وفي حاسوبه الشخصي بعضًا من المحاضرات، ويضع له في شاشة التلفاز القنوات الإسلامية الوعظية، بحيث يكون دائم الصلة مع النصح والتوجيه.
    - الحرص على خدمة المسلمين، بالإلتحاق –مثلاً- لإحدى الجمعيات الخيرية التطوعية التي تقوم على مساعدة الفقراء والمساكين وجبر حالهم، حتى يكون حاله في رمضان من خدمة المسلمين بتفطير الصائمين كحالهِ في الشهور الأخرى، وبذلك يحافظ على هذه العادة الطيبة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه... ).


    هذه هي بعض الخطوات التي يستفيد منها المسلم بالحفاظ على روحانية رمضان على الدوام، ويستحضر بها تقوى الله تعالى والبعد عن معاصيه كما كان الحال في رمضان.

    فيا أخي المسلم، لا تعتقدنّ أنك بالخروج من رمضان قد بلغت بقيامك وصيامك جنّات الخلود، إياك والإغترار بحسناتك وأعمالك، لئلا تكون تلك الحسنات مُقرّبة للنيران مبعدةٌ عن الجِنان، والعياذ بالله. وأجعل لسان حالك: "آمنتُ بربِّ رمضان، وآمنتُ برب كل الشهور".
    جعلنا الله وإياكم من المقبولين في رمضان، العتقاء من جحيم النيران، المقبل لربه كإقبال الصائم على فطره، المداومون على طاعته الساعون إلى مرضاته، نسألهُ ذلك إنه وليّه والقادر عليه.
    وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.




جاري التحميل ..
X