إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رمضان حان الرحيل !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمضان حان الرحيل !!


    رمضان حان الرحيل .. !!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    رمضان ... أيام مضت ، صفحات طُويت ، حسنات قُيدت ، صحائف رُفعت ، وها قد حان وقت الرحيل .
    ما أشبه الليلة بالبارحة ، فقد كنا في شوق للقائه ، نتحرى رؤية هلاله ، ونتلقى التهاني بمقدمه ، وها نحن في آخر ساعاته ، نتهيأ لوداعه ، وهذه سنة الله في خلقه ، أيام تنقضي ، وأعوام تنتهي ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
    فمن المقبول منا فنهنئه ، و من المحروم منا فنعزيه ، أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك .


    كان حال الصالحين عند وداع رمضان في خوف ودعاء ، خوف من رد العمل ، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم ، يقول المولى عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) أي يعملون الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة ألا تقبل منهم .

    تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ، قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : (( لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) .

    وكان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان ، خوفاً من رده .


    روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماًَ منكم بالعمل " ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ))

    ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في ذلك :
    "السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ، و يخافون من رده ، و هؤلاء الذين قال الله عنهم : (( يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) ".[/

    وقال ابن دينار : "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل" .


    و قال عبد العزيز بن أبي رواد :
    " أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ؟ ".


    فهذا حال سلفنا في وداع هذا الشهر ، ولنتفكر عند رحيله سرعة مرور الأيام ،
    وانقضاء الأعوام ، ودنو الآجال ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين .


    روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان :
    "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ، و من هذا المحروم فنعزيه "

    وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند رحيل الشهر :
    "من هذا المقبول منا فنهنيه ، و من هذا المحروم منا فنعزيه ،
    أيها المقبول هنيئا لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .


    وقد ذكر العلماء علامات لقبول العمل من أبرزها إتباع الحسنة بالحسنة ،
    والثبات على الطاعات بعد رمضان ، فرب رمضان هو رب سائر شهور العام .



    سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون فيه ،
    فإذا انسلخ رمضان تركوا ،
    قال :

    " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ".

    ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان صيام الست من شوال ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
    ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ . كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ )) .


    فالحمد لله أن بلغنا رمضان ، ونحمده تعالى على نعمة التمام ، ونسأله تعالى أن يحسن لنا الختام .
    اللهم تقبل منا رمضان ، وأعده علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة ، ونحن في صحة وعافية وحياة رغيدة .

    و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام وأنتم بخير .


    ( راشد عبدالرحمن العسيري
    مملكة البحرين
    التعديل الأخير تم بواسطة رِضَا رَبْيْ غَايَتِيْ; 21/08/2011, 11:51 PM.
جاري التحميل ..
X