السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في شبكة فلسطين للحوار ...
في حال كانت زيارتكم الأولى ننصح زيارة قسم المساعدة للتعرف على شروط الانتساب في شبكة فلسطين للحوار.
أما في حال رغبتكم المشاركة، فينبغي عليك الانتساب أولًا.
رد : الطريق إلى الجنّة~ الزاد التاسع:"السنن الرواتب"~
صيحةٌ تناديك إلى القمم..استفقْ إلى غايتك، وتقول لك: لا تقف مكانك، هل وقف الشمس مكانها؟!
هل ثبت القمر في موضعه؟! هل سكنت الريح؟! الكل في حركة، والكلُّ في سباق..
هِمَمُ الْأَحْرَارِ تُحْيي الرِّمَمَ وَنَفْخَةُ الأَبْرَارِ تُحْيي الْأُمَمَ
ولأن الجنة انتظرتكَ الكثير وقبل أن تسهو صاحبي، فأحضر قلبك لحظة للعظة، وارتشف من هذه التذكرة،
سار الصالحون ورجعت، ووصلوا وانقطعت، وذهبوا وبقيت[1]،
وتفقد كلمات رددها الإمام الغزالي فأسداها لك:" مالي بضاعة إلا العمر،
ومتى فني عمري فقد فني رأس مالي، وهذا هو اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأنساني أجلي وأنعم علىَّ به،
ولو توفاني لكنتُ أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا يومًا واحدً[2]" .
إذًا، ما زلت حيًا تُرزق، وعمرك لم يفنَ بعد، أليست هذه مهلة؟؟ بل هي خير مهلة!
فهيا معًا لننطلق…ننطلقُ في خيرِ مهلة نحو خيرٍ من العبادات..نستكملُ مسير الطاعات.. ونتقربُ إلى الله بالنافلات،
فهي الأحبُّ لجلالته بعد الفريضات. ولنستعدَ سويًا للقادم!
عدد السنن الرواتب والمحافظة عليها. عدد السنن الرواتب:
دلت أحاديث أم حبيبة –رضي الله عنها-[1] على أن السنن الرواتب اثنتا عشر ركعة، وقد جاء عن الترمذي والنسائي تفسير هذه الركعات، فعن عائشة-رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيّ عَشْرَ رَكْعَة مِنَ السُّنَّةِ بَنَى لَه بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَرْبَع رَكْعَات قَبْل الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَها، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ[2]"
وورد في محافظة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها ما ورد[3] عَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها- حيث قَالَتْ:"رَكْعَتَانِ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُهُمَا سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً رَكْعَتَانِ قَبْلَ صَلاةَ الصُّبْحِ وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَصْر[4]" .
وذكرت أيضًا أنه -صلى الله عليه وسلم- "لم يَكُنْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَيْ الْفَجْر"[5]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيتم ذكر نص هذه الأحاديث في محطة الأجر المنتظر..
رواه الترمذي برقم 414، ورواه النسائي رقم 1794.
للاستزادة حول الأحاديث الورادة في محافظة النبي –عليه السلام- على السنن الرواتبن انظر: العبد الملك القاسم، سنن قلَّ العمل بها، "نسخة الكترونية"، إصدارات موقع رسول الله، ص22-23.
صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة (295) ، صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين
التعديل الأخير تم بواسطة AL-Ymama; 17/08/2011, 01:21 PM.
رد : الطريق إلى الجنّة~ الزاد التاسع:"السنن الرواتب"~
ما ورد في السنة من أحكامها[1]
كَثُرَتْ الأحاديث والفتاوى المتعلقة بأحكام السنن الرواتب، وربما أَفْرَدَ لَهَا عُلَمَاءِ السنَّةِ النَّبَوِيِّةِ أبوابًا من التفصيل والتمحيص، في عددها وكيفيتها، في مكانها ووقتها، وفي فضلها،
وما لم نَصِلْهُ لربما كان أعظم، لكن دَعْ عنك الإبحار في التفاصيل، والغرق في اختلافات العلماء، وسِر معي في أحكامٍ مُلَخَّصَةٍ مُختصرةٍ،
وأسئلةٍ مُبَسَّطةٍ قد ترد في ذهنك أو تواجهك:
ما هو وقت السنن الرواتب؟
قال ابن قدامة-رحمه الله-: ( كل سنة قبل الصلاة، فَوَقْتها من دخول وقتها إلى فعل الصلاة، وكل سنة بعدها، فوقتها من فعل الصلاة إلى خروج وقتها)[2]
ماذا عن مكان السنِّة الراتبة؟
عن ابن عمر(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا"[3] .
وقال الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه الله-: (الإنسان ينبغي له أن تكون جميع رواتبه في بيته...حتى في مكة والمدينة الأفضل أن تكون الرواتب في البيت، أفضل من كونها في المسجد،
في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-:" قال هذا وهو في المدينة..وكثير من الناس الآن يفضل
أن يصلي النافلةَ في المسجد الحرام دون البيت، وهذا نوع من الجهل"[4]
هل لصلاة العصر سنة راتبة؟
يقول الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه الله- :"صلاة العصر ليس لها راتبة لا قبلها ولا بعدها، وإنما يسنُّ للإنسان أن يصلي قبلها على سبيل الإطلاق"[5] .
ماذا كان يقرأ النبي-صلى الله عليه وسلم-:" في راتبتي الفجر والمغرب؟؟
ورد في راتبة الفجر: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"قرأ في ركعتي الفجر:" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ[6] " و"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [7]" [8] ، وذكر ابن عباس-رضي الله عنها- أنه
-صلى الله عليه وسلم-:" كان يقرأ في ركعتي الفجر،
الأولى منهما:" قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا.."[9] ، وفي الآخرة منهما:" آمنا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون[10] " [11].
أما في راتبة المغرب: عن ابن مسعود-رضي الله عنه- قال:" ما أحصي ما سمعت من رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:" يقرأ في الركعتين بعد المغرب" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" و"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" [12] .
ماذا عن راتبة الجمعة القبلية والبعدية؟
راتبة الجمعة القبلية:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-: (ليس للجمعة سنة راتبة في أصح قولي العلماء ولكن يشرع للمسلم إذا أتى المسجد أن يُصلي ما يسر الله له من الركعات)[13].
راتبة الجمعة البعدية:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"" إذا صَلَّى أَحَدُكُم الْجُمُعَةَ؛ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا" وفي رواية:"مَنْ كَانَ مِنْكُم مُصَلِّيًا بَعْد الْجُمُعة فَلْيُصَلِّ أَرْبعًا"[14] .
كيف هي السنة الراتبة في السفر؟
قال ابن القيم-رحمه الله-: "وكان في السفر يواظب على سنِّة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه أن-صلى الله عليه وسلم-:
" صلَّى سنَّة راتبة غيرهما" [15].
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-: "المشروع ترك الرواتب في السفر ما عدا الوتر وسنَّة الفجر"[16].
قضاء السنن الرواتب:
من عظيم فضلها، وحرص الله تعالى على نيل عبده لثوابها وإن فاتته، أباح له قضاءَها، فيا لها من خير وفير، فهل نتباطأُ في جنيه؟؟
فعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"قال :" من نسي صلاة فليصلِّ إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك"[17] .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- :"وهذا يعمُّ الفرض، وقيام الليل، والوتر، والسنن الراتبة"[18]
وورد في أحكام قضائها:
قضاء السنن الرواتب وقت النهي:
قال ابن القيم-رحمه الله:" لما فاتته الركعتان بعد الظهر، قضاهما بعد العصر، وداوم عليهما، لأنه-صلى الله عليه وسلم-:" كان إذا عمل عملًا أثبته، وقضاء السنن الرواتب في أوقات النهي، عام له ولأمتِّه، وأما المداومة على تلك الركعتين في وقت النهي، فمختص به"[19] .
الترتيب في القضاء:قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-: "إذا كان للصلاة سنتان قبلها وبعدها، وفاتته الأولى فإنه يبدأ أولًا بالبعدية ثم ما فاتته. مثال ذلك: دخل والإمام يصلي الظهر-وهو لم يصلِّ راتبة الظهر- فإذا انتهت الصلاة يصلي أولًا الركعتين اللتين بعد الصلاة ثم يقضي الأربع التي قبله" [20].
هَدِيِّةُ اللهِ لَكَ بيتٌ في الجَنَّةِ؟؟ يَا الله؟؟ بيتٌ فيِ الجَنَّةِ!..مِنْحة، هَدِيَّة أم هِبَة؟؟ فلتسَمِّهَا ما شئت،
فلنْ تُنْقص المسمياتُ منْ أجرِك شيئًا..لَن تُنقص منْ بَيتك في الجنَّةِ شيئًا؟ والثمن لنْ يُنقص من وَقتِكَ شيئًا.
تأمل في الجزاء والبقية عندك!
وورد في فضل السنن الرواتب عمومًا حديثٍ عن أُمِّ حَبِيبَةَ-رضي الله عنها- قالت: "سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّة"[1]،
قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهنَّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهنَّ من أم حبيبة،
وقال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهنَّ من عنبسة.
وورد في فضل راتبة الفجر حديث عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال:" رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"[2]، وهي آكد السنن الرواتب،
ولم يكن عليه الصلاة والسلام يتركها لا حضرًا ولا سفرًا.
وورد في فضل راتبة الظهر حديث أم حبيبة -رضي الله عنها- قالت :سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكْعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ[3]".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين (827).
صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين (527).
أخرجه أحمد6/325، وأبو داود برقم1269، والترمذي برقم 428
رد : الطريق إلى الجنّة~ الزاد التاسع:"السنن الرواتب"~
لن أزيدك من الإنشاءِ أسطرًا ولا من الكَلِم جملًا، فلا مقام الآن سوى للعمل..فانفض غبار الكسل،
واعقد النية بأربعٍ قبل الظهر، واثنين بعده، ومثلها بعد المغرب والعشاء وقبل الفجر، أتراها ثقيلة؟ أم كثيرة؟
إن حدثتك نفسك بهذا فَذَكِّرها بأن كفة جزائها أثقل آلاف؛ بل ملايين المرات من عملها، "يا نفسي هو بيت في الجنة..أتريني عن هذا قاعدًا؟!.
تعليق