تويت
عزيز.. الطفل المعاق الذي امتحننا به الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيز.. الطفل المعاق الذي امتحننا به الله
لقد كانت من أصعب اللحظات, كيف سأخبر أبنائي أن أخاهم الذي ينتظرون ولادته هو (معاق).
المهم إنني مضيت لبيتي واستقبلتني ابنتي وابني..
سألتني البنتان 10 سنوات و 6 سنوات: بابا كيف أخونا؟ هل هو جميل؟ هل يشبهك أو يشبه ماما؟
قلت لهم هو أجمل منا.. يكفي انه أحب الناس إلى رب العالمين.
كان ابني الأكبر ينظر إليّ ولا يعجبه الكلام، لكنه لم يتكلم.
وقالت الصغرى: بابا إن جدتي قالت إن أخي عزيز مريض. فقلت لها: بابا عزيز بخير وليس مريضا، هو مثلنا ولكنه بحاجه لمساعدتنا أكثر. قالت البنتان: وعد.. ان نعلمه ونحبه.
وعندما ذهبت لغرفتي لحقني (وليد) 13 سنة، وقال: بابا أنا لا أتوقع انك من الممكن ان تكذب علي، بصراحة بابا هل أخي متخلف عقليا؟ صمت كثيرا وقلت له: الحمد لله ليس تماما، هي إعاقه عقلية، وندعو الله أن تكون بسيطة. فتوكل على الله.
المهم نِمنا تلك الليلة.. وفي الصباح ذهب الأولاد للمدرسة وانا ذهبت للمستشفى لزوجتي.. وكنا قد اتفقنا ان ينام الأولاد عند والدتي هذه الليلة. وهذا ما حصل. وفي اليوم الثاني مساء اتصلت بي والدتي وقالت يجب أن تأتي لان ابنك وليد لم يأكل وهو دائما يبكي ولا يريد ان يكلم احدا. المهم وصلت بيت والدتي وجلسنا. سألته: لماذا أنت حزين؟
لم يجب، وبعد إعادة السؤال عليه وتعهدي له بمعاملته كرجل. قال: لماذا نحن من بين كل الناس الذين من حولنا يكون لدينا طفل متخلف؟ أنت وماما، يشهد الله ان الكل يحبكم.. ولم تغضبوا احدا. لم نغضب الله ولم نظلم احدا.. كنا اسعد البيوت، أما ألان فنحن لدينا متخلف عقليا!!
تركته يقول كل ما لديه ولم أتكلم. وعندما انتهى سألته: هل انتهيت؟ قال نعم، وهو يبكي..
قلت له: بابا اسمعني كما سمعتك!! لو كان لديك مبلغ من المال وعندك عشرات الاصدقاء وتريد أن تضع النقود عند احدهم، من تختار؟؟
قال: أحسن واحد فيهم. قلت له: لعلنا نكون نحن الأفضل ولذلك وضع الله عزيز عندنا حتى نحافظ عليه ونرعاه، ولم يضعه عند أب سكير أو ظالم فيظلم هذا الطفل.
وثانيا: أنت تحفظ سورة الكهف؟ قال: طبعا. قلت: في هذه السورة جرى حديث بين اثنين.. إنهم سيدنا موسى وسيدنا الخضر عليهما السلام. أتذكر عندما وجد سيدنا الخضر الغلام فقتله فأنكر سيدنا موسى عليه ذلك، وبعدها قال له: ان الطفل هذا لو كبر كان سيرهق أهله، وفي التفسير انه سيكون شابا كافرا عاقا. قال لي: وما دخل القصة بعزيز!!
قلت له: يا بني، لربما كان (عزوز) مكتوبا ان يولد بعقل اكبر من عقلك، ويكون أذكى منك، ولكن لربما سيستخدم عقله بالشر فسيرهقنا وانت معنا لدرجة كبيرة.. او يكون طاغيه تستحي انت ان تقول هذا اخي.. لربما ذلك.. وربنا رحمنا كلنا كأسرة بفضل الدعاء.. وقال سبحانه «أجعله معاق حتى لا يرهق اهله».
يا بني، ان قدر الله أعلى من الكل، وهذا مكتوب لنا. نحن الان عندنا من سيدخلنا الجنه بإذن الله، وهذه فرصه لا تعطى إلا لأسره من بين مئات الأسر كما قلت. اجعل يا بني أخوك «عزيز» سبب دخولك الجنة.. أحبه يحبك، وكن حنونا عليه يحنِّن الله كل الدنيا عليك.
حينها قبَّلني وليد ومسح دموعه وتعشينا سويا.. وبدأ يقراء كثيرا عن المعاقين من أجل ان يساعد اخوه.
تعليق