ظهر اليوم الخميس 21/07 أقدمت عناصر من جهاز المخابرات في الخليل على اختطاف وضرب الشاب محمد عمرو، وتم احتجازه لمدة 3 ساعات بعد مسيرة اليوم وإلقائه كلمة فيها..
أترككم مع شهادته الحية، فهي خير ما يمكن أن تعبر عن شجاعته في مواجهة الجبناء الأنذال:
أترككم مع شهادته الحية، فهي خير ما يمكن أن تعبر عن شجاعته في مواجهة الجبناء الأنذال:
أنا الطالب: محمد يونس حسين عمرو ، من مدينة الخليل ، طالب جامعي في السنة الرابعة – جامعة الخليل ، مضى من عمري 21 سنة .
في الفترة الأخيرة وبعد ...توقيع المصالحة ، أعلن الأهالي رفضهم لحالة الحرب الجارية ضد الحركة الإسلامية ، وما تبع ذلك من إجراءات من استمرار حجز حرية الأسرى السياسيين ، واستمرار الاستدعاءات وما يعرف بالتشييك الأمني ، وظهرت إلى جانب الأهالي مجموعات شبابية رافضة لكل تلك المظاهر .
ومع تقدم تلك اللجان الأهلية والشبابية في نشاطاتها ، انتهجت الأجهزة اللاأمنية سياسة الترهيب لثني المشاركين في تلك الفعاليات عن التقدم ، ومنع الأهالي من الاعتصام رغم ادعائهم بتوفير أسباب الهدوء للاعتصامات والفعاليات ، الخميس الماضي اعترضني بعد انتهاء الاعتصام الأهلي رجلان من جهاز المخابرات ، وقاموا بفحص هويتي وتعاملوا بطريقة التهديد بحضور السلاح .
اليوم وبعد انتهاء الاعتصام وبعد أن أعلنا أنا لن نخاف بعد اليوم ولن نخضع ، توجهت إلى منزلي وفي منطقة باب الزاوية وعلى بعد عشرين متراً من نقطة تفتيش وحاجز صهيوني أسفل مستوطنة (تل رميدة) اعتدى عليّ ثلاثة وأوقفوني بطريقة همجية ، الأول أمسك بي من الخلف ودفعني بين السيارات لكي لا يرى جريمتهم الناس ، فلما حاولت الإفلات والعودة إلى الشارع جاء آخر وضربني على ظهري وأمسك بيدي إلى الخلف بطريقة مؤلمة ، ودفعني بعنف إلى حاجز خشبي موجود بين السيارات حيث علقت على الحاجز وبين ضغطه العنيف ، أخذوا مني الهوية والجوال ، واقتادوني بسيارة تكسي من الموقف أجبروا سائقها على الذهاب معهم ليوصلنا إلى مقر المخابرات ، حيث علمت لاحقاً أنهم عناصر من جهاز المخابرات .
في السيارة دار حديث وجدل ، رفضت التعامل مع تلك العناصر ، وأبلغتهم برفضي ، فقال أحدهم:"لو جيت بغير هالوقت كان شفت إشي تاني بس نصيبك جيت بهالوقت" فأجبته:"هل يعني أنك ستقتلني؟؟" فقال:"بقتلك عادي بس نصيبك جيت بهالوقت" ، ونتيجة لعدم تعاملي معهم ولا الإجابة عن أسئلتهم هددني أنه رغم الوضع الراهن سينالي نصيبي من الضرب ، ووصفني "بالوقاحة" وأنا هنا لا أعرف من الوقح بل أترك للإخوة التقرير .
لما دخلت مقر جهاز المخابرات ، بل لما أدخلت عنوةً ، أخبرت الذي كان يتحدث إلي بلؤم أني أعاني من ضعف شديد في البصر ، وعليه أن يراعي ذلك ، وأن معي التقارير الطبية المثبتة لذلك مع الهوية ، فكان رده أن دفعني بشدة حتى تعرقلت بدرجة عند الباب وكدت أسقط ، فصرخت ورفعت صوتي إلى أقصى حد وقلت له:"ولك أنا ما بشوف لا تدفع" فدفعني بقوة عظيمة لم أستطع معها شيئاً ، وضربني مرتين بزاوية الجدار ، وزاوية باب غرفة الاستقبال في قسم التحقيق عند المخابرات ، ومع الصراخ ورفع صوتي تدخل كل من كان بالمكان ومن بينهم مدير جهاز المخابرات ، وأبلغته أنه يجب أن يتعامل باحترام مع حالتي ، فادعى أنني كنت سأضربه كاذباً في ادعائه ، وأفهمت مدير المخابرات حالي ، ولم يقتنعوا ، فتشوني وصادروا الراية رغم قولهم أنها ليست ممنوعة ، وبعدها أدخلوني إلى قسم التحقيق ، لأجد جلافة العسكري هناك ، والذي يُدعى (آدم) ، حيث قال إني أكذب بشأن نظري ، رغم وجود التقرير معهم ، ولما أخذني إلى الزنزانة قال:"بدك تمشي لحالك وإذا بتلف يمين أو شمال بدي أسلخ راسك بالحيط" ، ووصلت الزنزانة ، وهناك قال:"شايفني" قلت:"نعم" ، قال:"مش شايف الفراش" قلت له:"الفراش ما بيحكي" وهنا عرفت ما كان يجري مع إخواني في هذه الزنازين عندما قال الآدم:"لما أخلي دمك يعبي الحيطان الفراش بصير يحكي" .
جلست بعدها وانتظرت ، أتاني المحقق وأخذني لأوقع على الإفادة ، وكانت الأسئلة عادية عن الأسرة ، ولكن غير العادي أنه سأل عن الانتماءات السياسية لكل إخوتي ، اللذين اثنان منهم معتقلان عند الاحتلال ، والآخر يخضع لحكم عسكري بالسجن لسنة ونصف في سجن الوقائي (باجس يونس عمرو) ، ثم سأل عن الاعتصام ومن يشارك فيه حيث رفضت الإجابة فأنا لا أعرف أحداً ، وفي نهاية ثلاث ساعات قدموا لي تعهداً لأوقع عليه ، تعهداً كالذي يقدم للمجرمين فرفضت ، وأصررت على الرفض ، فأذعنوا وأطلقوا سراحي بعد ذلك .
فحتى متى يستمر هذا العدوان والطغيان يا رئيس السلطة ، وإلى متى ستستمر في إطلاق هذه العصابات بيننا ، أخاطبك لأنك المسؤول أمامنا دون أن نعفي أحداً من مسؤوليته ، لن ننسى فعلك هذا في أبناء شعبك ، والتاريخ سيكتب ما صنعته يدك الأمنية الآثمة بحقنا .
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .
تعليق