أما وقد تأكد أمر فارسنا فله حق خاص بعيدا عما سبق .. ليس لانه متميز عن بقية الشهداء .. ولكن لانه شرفنا بوجوده بيننا .. العطر ينثر زاكي طيبه حيث حل .. والنور ينشر ضياءه حيث ارتحل , فيا احمد , لن تكفيك منا كل القبل .. يا احمد ويا رفيق احمد ..
حين صمتنا, الصمت شاننا وحين نطقنا النطق عابنا
يا ماكثا هنا وراحلا , كيف كان مكوثك فينا وكيف ترانا من بعدك عنا
تسامت قامتك فوق شمسنا وتقاصرت قامتنا إلى ظلك فكيف ترانا من علٍ
كيف لم نحسس دفء قلبك ينبض بالحب , أم زيف قلوبنا جعلنا لا نحسك
كيف لنا أن نحبك الآن , وهل من حقنا تملق استطالة هامتك , كيف لنا ان حبك وهل يحق لنا أن نحبك .
تعذبني وأنت تنساب من بين رموش العين منسلا إلى الأفق , تعذبني وأنت تنسل برفق وحياء من بين الجفنين بصمت لترتقي فوق الشفق , تعذبني وأنت تكتم أنفاس العشق الملتهب بين ضلوعك وتمضي بصمت كي لا توقظ نظراتي فتلمحك وأنت تعتلي صهوة الشهادة .
تنساب من بين يدينا كضوء الصباح وتمضي , وتتركنا بكل تواضع الكبار وتمضي , وتترك هنا بذار الحب ليشق الأرض ويعلو في لحظة توهج صادق مثل الفجر ..
هل نقف هنا على حافة الحياة ملوحين لك بأكُفنا , أم ننحني نقبل بقايا حروف الصدق التي رسمتها , هل تسمح لنا ان نفتش في حروفك المنقوشة هنا لعل حرفا منها يشير لنا أو عنا أو يقول لنا او يلمح لنا أنك أحببتنا , فنحن بحاجة لحبك وأنت فوق مستوى حبنا .
يا الله , هل تقبل منا الدعاء بدمع العين لترحم الراحلين , أم هل تقبل منا الدعاء لترحمنا نحن الماكثين هنا , اللهم تقبل الشهداء كل الشهداء , اللهم تقبل منهم أرواحهم , اللهم أكرمنا لنلحق بهم .
...........................
واحمد الحكاية .. منذ البداية حتى النهاية .. موزع أنت بين قلوبنا مثل قطرات دمنا , مزروع أنت في عيوننا , مثل بقايا دمعنا الموزع بين احزاننا وفرحنا بكم .. كل النشيد بعد نشيدكم هباء أو زبد , وليس لنا أن نزيد .. ولكنه حبكم وبعض بعض وفاء ..
ليدين من حَجَر وزعترْ (1)
هذا النشيدُ... لأحمدَ المنسيِّ بين فراشتين
مَضَتِ الغيومُ وشرَّدتني
ورمتْ معاطِفها الجبالُ وخبأتني
... نازلاً من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل
البلاد وكانت السنةُ انفصال البحر عن مدن
الرماد وكنتُ وحدي
ثم وحدي...
آه يا وحدي؟ وأحمدْ
***
أنا أحمدُ العربيُّ – فليأتِ الحِصارْ
جسدي هو الأسوار – فليأت الحصار
وأنا حدود النار – فليأت الحصار
وأنا أحاصركم
أحاصركم
وصدري بابُ كلِّ الناس – فليأت الحصار
لم تأتِ أغنيتي لترسم أحمدَ الكحليَّ في الخندقْ
الذكرياتُ وراء ظهري، وهو يوم الشمس والزنبق
يا أيها الولد الموزَّعُ بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاومْ
إنَّ التشابه للرمال... وأنتَ للأزرقْ
وأعُدُّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى
وتتركني ضفاف النيل مبتعدا
وأبحثُ عن حدود أصابعي
فأرى العواصمَ كلّها زَبَدَا...
****
يا أحمدُ اليوميّ!
يا اسم الباحثين عن الندى وبساطة الأسماء
يا اسم البرتقالةْ
يا أحمد العاديّ!
كيف مَحًوْتَ هذا الفارقَ اللفظيَّ بين الصخر والتفّاح
بين البندقية والغزالة!
( 1) محمود درويش
حين صمتنا, الصمت شاننا وحين نطقنا النطق عابنا
يا ماكثا هنا وراحلا , كيف كان مكوثك فينا وكيف ترانا من بعدك عنا
تسامت قامتك فوق شمسنا وتقاصرت قامتنا إلى ظلك فكيف ترانا من علٍ
كيف لم نحسس دفء قلبك ينبض بالحب , أم زيف قلوبنا جعلنا لا نحسك
كيف لنا أن نحبك الآن , وهل من حقنا تملق استطالة هامتك , كيف لنا ان حبك وهل يحق لنا أن نحبك .
تعذبني وأنت تنساب من بين رموش العين منسلا إلى الأفق , تعذبني وأنت تنسل برفق وحياء من بين الجفنين بصمت لترتقي فوق الشفق , تعذبني وأنت تكتم أنفاس العشق الملتهب بين ضلوعك وتمضي بصمت كي لا توقظ نظراتي فتلمحك وأنت تعتلي صهوة الشهادة .
تنساب من بين يدينا كضوء الصباح وتمضي , وتتركنا بكل تواضع الكبار وتمضي , وتترك هنا بذار الحب ليشق الأرض ويعلو في لحظة توهج صادق مثل الفجر ..
هل نقف هنا على حافة الحياة ملوحين لك بأكُفنا , أم ننحني نقبل بقايا حروف الصدق التي رسمتها , هل تسمح لنا ان نفتش في حروفك المنقوشة هنا لعل حرفا منها يشير لنا أو عنا أو يقول لنا او يلمح لنا أنك أحببتنا , فنحن بحاجة لحبك وأنت فوق مستوى حبنا .
يا الله , هل تقبل منا الدعاء بدمع العين لترحم الراحلين , أم هل تقبل منا الدعاء لترحمنا نحن الماكثين هنا , اللهم تقبل الشهداء كل الشهداء , اللهم تقبل منهم أرواحهم , اللهم أكرمنا لنلحق بهم .
...........................
واحمد الحكاية .. منذ البداية حتى النهاية .. موزع أنت بين قلوبنا مثل قطرات دمنا , مزروع أنت في عيوننا , مثل بقايا دمعنا الموزع بين احزاننا وفرحنا بكم .. كل النشيد بعد نشيدكم هباء أو زبد , وليس لنا أن نزيد .. ولكنه حبكم وبعض بعض وفاء ..
ليدين من حَجَر وزعترْ (1)
هذا النشيدُ... لأحمدَ المنسيِّ بين فراشتين
مَضَتِ الغيومُ وشرَّدتني
ورمتْ معاطِفها الجبالُ وخبأتني
... نازلاً من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل
البلاد وكانت السنةُ انفصال البحر عن مدن
الرماد وكنتُ وحدي
ثم وحدي...
آه يا وحدي؟ وأحمدْ
***
أنا أحمدُ العربيُّ – فليأتِ الحِصارْ
جسدي هو الأسوار – فليأت الحصار
وأنا حدود النار – فليأت الحصار
وأنا أحاصركم
أحاصركم
وصدري بابُ كلِّ الناس – فليأت الحصار
لم تأتِ أغنيتي لترسم أحمدَ الكحليَّ في الخندقْ
الذكرياتُ وراء ظهري، وهو يوم الشمس والزنبق
يا أيها الولد الموزَّعُ بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاومْ
إنَّ التشابه للرمال... وأنتَ للأزرقْ
وأعُدُّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى
وتتركني ضفاف النيل مبتعدا
وأبحثُ عن حدود أصابعي
فأرى العواصمَ كلّها زَبَدَا...
****
يا أحمدُ اليوميّ!
يا اسم الباحثين عن الندى وبساطة الأسماء
يا اسم البرتقالةْ
يا أحمد العاديّ!
كيف مَحًوْتَ هذا الفارقَ اللفظيَّ بين الصخر والتفّاح
بين البندقية والغزالة!
( 1) محمود درويش
تعليق