تويت
وحدتنا الكاملة
الكاتب الأستاذ الشيخ حسن البنا (1906-1949)
الأربعاء, 01 يونيو 2011 23:10
وحدتنا الكاملة :
"وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون".... هذا الوطن العربي الممتد من الخليج الفارسي إلى طنجة على سعة أقطاره وانفساح مداه، وحدة جغرافية، لا تفصل بينها حواجز طبيعية، ولا تمزقها تضاريس أرضية حتى أن الراكب ليستطيع أن يقطعه من أقصاه إلى أقصاه في غير تعب ولا عناء، وهو مع ذلك أعدل بقاع الدنيا هواء، وألطفها مناخاً، وأعذبها أنهاراً، وأنه ليكاد يستغنى بخيراته وثروته الطبيعية عن كل ما سواه.
وهو كذلك وحدة روحية بسريان الإسلام في عنق أبنائه جميعاً، فالمسلمون منهم يقدسون الإسلام كعقيدة ودين، وغير المسلمين يعتزون به كشريعة قومية عادلة ونظام اجتماعي فاضل نبت في أرضهم، وعاش في بلادهم، وترعرع في أوطانهم، واشتركوا جميعاً في حياطته وحمايته، والذياد عنه والانتصار له، والإسلام نفسه مع عظيم سلطانه على المؤمنين به، وعمق تغلغله في قلوبهم أوسع العقائد صدراً، وألينها قلباً، وأرفقها بالمخالفين مساً لا يؤذيهم ولا يهيجهم ولا يعتدي عليهم حتى في حال الكراهة والغضب، إنما هو العدل الشامل والرحمة الكاملة لكل ذي كبد رطبة (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى) بل إن الإسلام ليتجاوز ذلك إلى البر والإحسان فيقول (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، وهذا الوطن وحدة لغوية بسريان لغة العرب في أبنائه وفشوها بينهم تقدسها المحاريب في الصلوات ويخلدها كتاب الله في آيات بينات وتحوطها قلوب غير المسلمين بأرق المشاعر وأجمل الذكريات، ففي قلوب يقوم الدين يحرسها وفي قلوب يقوم الحب والولع.
* * *
وهو وحدة فكرية ثقافية بما أنه منبع الفيض الروحي في العالم كله، ومصدر الفلسفات، ومهبط الوحي والنبوات ومهد الشرائع والديانات.
وهو وحدة اجتماعية بتشابه العادات والتقاليد فيه تشابهاً يكاد يكون تاماً في شعوبه وسكانه، وتؤلف بين أبناء هذا الوطن بعد هذا كله المصالح العملية المشتركة، ولا شك في أن كل شعب من شعوبه يدرك مدى الفوائد العظيمة الجليلة التي تعود عليه بعودته إلى هذه الوحدة وعودتها إليه، وبخاصة في هذا الزمن الذي لا تعيش فيه إلا الأمم المتجمعة والشعوب الموحدة المتكتلة .
الأربعاء, 01 يونيو 2011 23:10
وحدتنا الكاملة :
"وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون".... هذا الوطن العربي الممتد من الخليج الفارسي إلى طنجة على سعة أقطاره وانفساح مداه، وحدة جغرافية، لا تفصل بينها حواجز طبيعية، ولا تمزقها تضاريس أرضية حتى أن الراكب ليستطيع أن يقطعه من أقصاه إلى أقصاه في غير تعب ولا عناء، وهو مع ذلك أعدل بقاع الدنيا هواء، وألطفها مناخاً، وأعذبها أنهاراً، وأنه ليكاد يستغنى بخيراته وثروته الطبيعية عن كل ما سواه.
وهو كذلك وحدة روحية بسريان الإسلام في عنق أبنائه جميعاً، فالمسلمون منهم يقدسون الإسلام كعقيدة ودين، وغير المسلمين يعتزون به كشريعة قومية عادلة ونظام اجتماعي فاضل نبت في أرضهم، وعاش في بلادهم، وترعرع في أوطانهم، واشتركوا جميعاً في حياطته وحمايته، والذياد عنه والانتصار له، والإسلام نفسه مع عظيم سلطانه على المؤمنين به، وعمق تغلغله في قلوبهم أوسع العقائد صدراً، وألينها قلباً، وأرفقها بالمخالفين مساً لا يؤذيهم ولا يهيجهم ولا يعتدي عليهم حتى في حال الكراهة والغضب، إنما هو العدل الشامل والرحمة الكاملة لكل ذي كبد رطبة (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى) بل إن الإسلام ليتجاوز ذلك إلى البر والإحسان فيقول (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، وهذا الوطن وحدة لغوية بسريان لغة العرب في أبنائه وفشوها بينهم تقدسها المحاريب في الصلوات ويخلدها كتاب الله في آيات بينات وتحوطها قلوب غير المسلمين بأرق المشاعر وأجمل الذكريات، ففي قلوب يقوم الدين يحرسها وفي قلوب يقوم الحب والولع.
* * *
وهو وحدة فكرية ثقافية بما أنه منبع الفيض الروحي في العالم كله، ومصدر الفلسفات، ومهبط الوحي والنبوات ومهد الشرائع والديانات.
وهو وحدة اجتماعية بتشابه العادات والتقاليد فيه تشابهاً يكاد يكون تاماً في شعوبه وسكانه، وتؤلف بين أبناء هذا الوطن بعد هذا كله المصالح العملية المشتركة، ولا شك في أن كل شعب من شعوبه يدرك مدى الفوائد العظيمة الجليلة التي تعود عليه بعودته إلى هذه الوحدة وعودتها إليه، وبخاصة في هذا الزمن الذي لا تعيش فيه إلا الأمم المتجمعة والشعوب الموحدة المتكتلة .
تعليق