إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيبويه مات غمّاً.....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيبويه مات غمّاً.....

    بين الكسائي وسيبويه:
    روى الزجاجي في أماليه: (( وكان الكسائي والأصمعي بحضرة الرشيد، وكانا ملازمين له يقيمان بإقامته ويظعنان بظعنه، فأنشد الكسائي:أنّى جَزَوْا عامرا سُوءَي بفعلهمُ أم كيف يجزونني السُوءَي من الحسنِ؟أم كيف ينفع ماتعطي العلوقُ به رئمان أنفُ إذا ماضنّ باللبنِ فقال الأصمعي:إنما هو رئمان أنفَ بالنصب، فقال الكسائي: اسكتْ ماأنت وذاك؟ يجوز بالرفع والنصب والخفض،
    أما الرفع فعلى الرد على ما لأنها في موضع رفع بينفع فيصير التقدير : أم كيف ينفع رئمان أنفُ، والنصب بتعطي والخفض على الرد على الهاء في به ،
    وقال: فسكت الأصمعي))( أي تُرفَع بدلا من (ما) وتُنصب مفعولا لتعطي وتُجَر بدلا من الهاء في به)
    بين الكسائي وسيبويه:
    طمحت نفس سيبويه إلى الشخوص إلى بغداد أملاً في الحظوة عند الخلفاء والأمراء، فارتحل إليها ومايدري ماخبّأه الغيبُ له، فرُبَّ ساعٍ لحتفه، وحق ماقاله خليفةُ بن بزار الجاهلي:والمرء قد يرجو الرجا ..... مؤمّلا والموت دونه ونزل ضيفاً عند يحيى بن خالد البرمكي وزير هارون الرشيد، فاعتزم يحيى الجمعَ بينه وبين الكسائي بعد أن عرف الرشيد جلية الأمر وعين لذلك يوماً في دار الرشيد
    ، فحضر سيبويه أولا وتلاقى مع الفراء والأحمر تلميذيْ الكسائي فسـألاه وخطّآه في الإجابة وأغلظا له في القول، ويطول بنا الكلام ونحرج عن المقصود لو عرضنا لهذه الأسئلة وماأجيب به عنها وكل ذلك معروف في كتب النحو المبسوطة، فقال لهما: لستُ أكلمكما حتى يحضر صاحبكما، يعني شيخهما الكسائي، جاء الكسائي وغصّت الدار بالحضور على مشهد من يحيى وابنه جعفر ثم بدأ الكسائي الحديث وقال لسيبويه: تسألني أو أسألك؟ فقال سيبويه: سل أنت، فقال له ) هل يقال كنتُ أظنّ أن العقربَ أشدّ لسعةً من الزنبور، فإذا هو هي، أويقال مع ذلك فإذا هو إياها) فقال سيبويه: ( فإذا هو هي) ولايجوز النصب ،
    فسأله عن أمثال ذلك نحو: ( خرجت فإذا عبدُالله القائمُ أو القائمَ) ،
    فقال كله بالرفع فقال الكسائي العرب ترفع ذلك وتنصبه ) ، واحتدم الخلاف بينهما طويلا ،
    فقال يحيى: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديْكما فمن يحكُم بينكما؟ فقال الكسائي هؤلاء العربُ ببابك وفدتْ عليك من كلّ صُقع وقد قنع بهم أهلُ المصريْن ، يحضرون ويسألون ، فقال يحيى قد أنصفت ، واستدعاهم فتابعواالكسائي ، فأقبل الكسائي على سيبويه وقال له : قد تسمع أيها الرجل ، قاستكان سيبويه عند ذلك وانقبض خاطره ، فقال الكسائي ليحيى: أصلح الله الوزير، إنه قدم إليك راغباً فإن أردت أن لاتردّه خائباً ، فرقّ له يحيى وجبر كسره، فخرج من بغداد وتوجّه تلقاء فارس يتوارى من الناس من سوء مالحقه ، ولم يقدر أن يعود إلى البصرة ، وقد كان إمامها غير منازع ، فمات غمّاً بفارس في ريعان شبابه ،
    وقال قرب احتضاره متمثلا:يؤمّل دنيا ليبقى بها ... فمات المؤمّل قبل الأمل حثيثاً يُروِّي أصول النخيل ... فعاش الفسيلُ ومات الرجل******وقد رُويتْ هذه المناظرة على صور مختلفة
    ويرى جمهرة العلماء أن إصبع السياسة لعبتْ دوراً كبيراً في هذه الحادثة الخطيرة ، لأنها حكم بين البلديْن لا الرجليْن ، وماوافقت العرب الكسائي إلا لعلمهم أنه ذو حظوة عند الرشيد وحاشيته ، وهم على يقين من أنّ الحق مع سيبويه، على أنه روي أنهم قالوا : القولُ قولُ الكسائي بإيعاز رجال الدولة ولم ينطقوا بالنصب إذ لاتطاوعهم ألسنتهم، ولذا طلب سيبويه أمرهم بالنطق بها لكنه لم يستمع له.
جاري التحميل ..
X