إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انه الحزب الوطني يا حركة التحرير الوطني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انه الحزب الوطني يا حركة التحرير الوطني

    بقلم / عبد المجيد زيدان
    انه الحزب الوطني يا حركة التحرير الوطني

    تستند أي حركة تحرر او أي حزب او تنظيم الى مرجعية سياسية داعمة اواقتصادية ممولة اوعسكرية مساندة الى آخر ذلك، وتعتبر هذه المرجعيات التي تستند اليها هذه الحركات شريان الحياة الذي يغذيها ويوفر لها الاستمرارية والتقدم، وحركة فتح وسلطتها في رام الله قد حسمت الامر ففرت من مرجعية الشعب الفلسطيني بل الشعوب العربية الى مرجعيات أخرى تقدم لها الدعم والعون، وكما يعلم الجميع فان أي مرجعية تطالب الحركة المدعومة بتنفيذ ما تهوى نظرا لأنها تملك روحها وحياتها، وكل كيانها مرهون بتطبيق ما تمليه عليها الدول الداعمة، وحركة فتح وسلطتها تملى عليها الأوامر من الممول لها والمتحكم بسياساتها الداخلية والخارجية، فلم تعد فتح ذلك التنظيم الفلسطيني المنفذ لبرنامج ذاتي هدفه تحرير الارض كما يرد في ميثاقهم الذي اكل الدهر عليه وشرب، فريق اوسلو اليوم روحه مرهونة بمدى استمراريته على نهجه المتخاذل والمفضل للعمالة على الوطنية المزعومة والمقدم لمزيد من التنازلات.

    نرى اوجه شبه مماثلة بين ما كان عليه الحزب الوطني في مصر وما هي عليه حركة فتح في فلسطين، مع اختلاف في الممول وطريقة تمويله، فالحزب الوطني المصري اليوم يقف خلف قضبان السجن ومحاكم الاتهام، وقد تم حله مؤخرا بقرار المدعي العام في مصر، ورجاله اليوم يحاكمون ويبيتون لياليهم في ليمان طرة "واسأل الاخوان عنه ينبؤوك"، هذا الحزب الذي تمكن من رؤوس العباد طيلة ثلاثين عاما مضت يحل بقرار، ويحظر بعد ان كان صاحب الحل والعقد، وحين ندرس اسباب تدهور الحالة الصحية لهذا الحزب "الوطني" نلاحظ انه كان يدق المسمار تلو الآخر في نعشه بتصرفاته وقرارته وادارته الدنيئة لمصر واهلها، بغض النظر عن مسماه "الوطني" وشعاراته البالية الفارغة، فلا يصل الى الوظائف الحكومية من عامة الشعب الا من وقع على استمارة انتماء للحزب ليحصل على "شهادة حسن سلوك"، ولا يؤخذ منصب الا لمن وقع نفس الاستمارة، ولا امتيازات الا لمن تبع هوى هذا الحزب، اما مخالفيه ومعارضيه فإلى حهنم وبئس المصير، ان لم يكن الاعتقال مصيرهم فالمخابرات تلاحق ظلهم اينما حل، وان غفلت عنهم المخابرات فلن يغفل جهاز امن الدولة، وكل ذلك بعد ان تم حرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية من حق العيش والتملك والحرية بمعظم انواعها دينية كانت او سياسية او اعلامية..،الخ.

    وهنا الا ترون ان الوضع مشابه لما تبدع حركة فتح وسلطتها به في الضفة الغربية، الم تسمعوا بشهادة حسن السلوك والنظافة او السلامة الامنية، ومن اراد ان يشاهد الامتيازات لقيادات حركة فتح ورموز سلطة رام الله فليزر احياء رام الله وليشاهد بأم عينيه استثمارات هؤلاء النفر او حتى في الخارج، فليتتبع التسهيلات الامنية لهؤلاء الملائكة المطهرين وعوائلهم على الحواجز الاسرائيلية وعلى الحدود مع الاردن او حتى مع اسرائيل ومصر، هذه هي سياسية حركة فتح في تعاطيها مع الوضع الفلسطيني، تنهج نفس النهج الذي نهجه الحزب الوطني في مصر.

    كل ذلك والوضع لدى الحزب الوطني الحاكم سابقا في مصر افضل منه لدى حركة فتح في الضفة الغربية، فسلطة مصر كانت تأخذ مساعدات من امريكا على المستوى الاقتصادي والعسكري والغذائي والصناعي، بالاضافة الى ذلك ما كانت تكسبه من انشطة سياحية واستثمارات نفطية، حتى هذه الموارد لم تكن مصر تسيطر عليها سيطرة تامة، بل كانت شبه موظفة عليها ليس الا، اما سلطة فتح فلا تملك دينارا واحدا ولا تستثمر بدينار واحد، فكل دخلها تحصل عليه من الممول الامريكي والدول المانحة ، هذه الطرق الماليه هي التي ترسم خط سير حركة فتح، ويا ويل رام الله ان رفعت صوتها او خالفت امرا لا تهواه امريكا ومن خلفها، وكل الملفات المهمة التي من المفروض ان تكون بيد فتح الأن في الضفة توضع بيد امريكا، فلا مقاومة ولا مصالحة ونعم للمفاوضات ولا دفع للاستيطان ولا حماية للقدس ولا تقدم في قضية الاسرى، وكثير من المفات التي لا مجال لذكرها تقف اليوم بيد امريكا تتحكم بها، نظرا لان امريكا هي الممول والداعم السياسي لحركة فتح، وهي التي تملك زمام الامور فعليا في الضفة الغربية.
    طبعا انا اتحدث عن سلطة رام الله وحركة فتح ككيان واحد، ولست مع الذين يفرقون بين الكيانين، فالتفريق والفصل بينهما واعتبار كل واحد منهما جسما يستقل بذاته عن الآخر سوء فهم للواقع الموجود، والتعامل معهما على اساس هذا تنظيم وتلك سلطة مضيعة للوقت.

    الامر الآخر الذي تختلف فيه حركة فتح عن الحزب الوطني في مصر هو طبيعة الادارة وماهية التدخل الامريكي، فحين تتدخل امريكا في مصر فتدخلها تدخل مصالح وخدمة للكيان الصهيوني بشكل عام وبطريقة غير مباشرة وانا طبعا لا اقلل من قيمة هذا، ولكن هناك اختلاف حين تكون حركة فتح تزعم انها حركة تحرر وطني، يكون هناك اختلاف حين تكون فتح تنظيم فلسطيني، يكون هناك خلاف حين تنتقل فتح من رصاصة موجه الى الاحتلال الى رصاصة في بندقية الاحتلال، هذه هي المفارقة العجيبة.

    كل تلك الموروثات يزيد عليها ان الوضع وطع فلسطيني وليس مصري، والكل يعرف ما للوضع الفلسطيني من خصوصية، فالتلاعب بالشعب والتآمر عليه لا يعتبر مجرد خدمة للمصالح الذاتية بل يفهم على مستوى الخيانة العظمى يا حركة فتح.

    كل يوم يمر تدق حركة فتح مسمارا في نعشها ان لم تتخل عن برنامجها الحامي للاحتلال المضطهد للشعب المستبيح لكرامته وحقوقه المقصي للآخر، اما هذا واما ان تعد ساعاتها الاخيرة فوق كرسي العرش لتلحق بالحزب الوطني الى الجنيد.
جاري التحميل ..
X