إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق؟

    أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق؟

    بقلم النائب خالد طافش
    تعرضت دعوة السيد إسماعيل هنية السيد محمود عباس لزيارة غزة من أجل إنهاء الانقسام كثير من الانتقادات والتأويلات، وكأن الرجل قد ارتكب خطيئة لا تغتفر، أو كأنه اجتهد في وضع لا ينبغي أن يجتهد فيه، على قاعدة الأصوليين”لا اجتهاد مع نص”، وهناك أصحاب التأويل لهذه الدعوة وهم في نفس فلك المنتقدين يدورون، وأنا أحيي الأستاذ هنية على هذه الدعوة الصادقة.

    كما تعرضت مبادرة السيد محمود عباس بزيارة غزة من أجل الاتفاق لكثير من التحليل والتفسير بل الكثير من التشريح في لغة أهل الطب وأكثرها بني على سوء الظن وليس العكس، وأنا أحيي السيد أبا مازن على مبادرته الجريئة لزيارة غزة لأنها أقصر الطرق لإنهاء الانقسام

    ومدار الانتقاد والتحليل والتأويل هو الحوار أولا أو الاتفاق أولا، وأنا أعتقد أننا لم نترك شاردة ولا واردة خلال جولات الحوار الكثيرة التي جرت في أماكن كثيرة وأزمنة مختلفة، ما يعني أننا وصلنا إلى درجة الإشباع في هذه الحوارات، وصلنا خلالها إلى كثير من الاتفاقات بحاجة إلى تنفيذ فقط، مثل اتفاق القاهرة 2005، والحوارات التي جرت بعد ذلك، وأوشكنا عام 2009 على تشكيل حكومة وحدة وطنية بناءا على حوار القاهرة.

    فينبغي علينا أن لا ندع عدم اتفاقنا على بعض القضايا أو الجزئيات تطغى على تفكيرنا لنصنع منها عقبة في طريق الاتفاق والمصالحة.

    إن بقاء الانقسام يعني بقاء الأجواء الملوثة والتي تكثر فيها الجراثيم، إن بقاء الانقسام يعني عدم تحقيق الانتصار سواء كان في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غير ذلك.

    إن بقاء الانقسام ضرر حقيقي بقضيتنا العادلة، وضياع حقيق للمقدسات والأرض، وإحباط مزمن في نفوس الشعب.

    بعيدا عن جدلية ودوامة الحوار أولا أو الاتفاق أولا وبعيدا عن تحليلات المنجمين الذين يزعمون أنهم يغوصون في أعماق النوايا ولنترك ذلك لله وحده الذي يقول:”ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله” وبعدا عن الاشتراطات المسبقة.

    وبعيدا عن الانتقادات لنداءات اللقاء والمصالحة، لنمض نحو تحقيق الوحدة والمصالحة وطي صفحة الانقسام إلى الأبد بعزيمة قوية وإرادة صادقة دون الالتفات إلى تحليل هنا أو انتقاد هناك وما أكثرها.

    “وتوكلوا على الله”

    ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا”

    وليكن شعارنا قول الشاعر:

    وإن الذي بين وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا

    فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

    وليسوا إلى نصري سراعا وإن هم دعوني إلى نصرهم أتيتهم شدا

    ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

    وإلا فسنبقى كما قال المثل العربي ” أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق؟” ومعناه أنت سريع الغضب وأنا سريع البكاء فكيف نتفق؟
    ـــــــــــــــــــــــ
    المصدر:
    Extensive selection of high-quality domain names. Knowledgeable, friendly customer support.
جاري التحميل ..
X