في الحقيقة وقبل أي كلمة أو توضيح، فانا انحني احتراماً للدكتور ياسر الزعاترة على كتاباته وتحليلاته التي تؤكد لنا دوماً انشغاله بهذه القضية وخوفه عليها، لكنني أستسمحه واستسمح قراءه بتوضيحات هامة أعتقد انها سقطت من مقاله دون قصد. ولمن لم يقرأ المقال فبامكانه قراءته على الرابط :عباس إذ يدعى إلى غزة ويجيب الدعوة
كيف يمكن أن تكون الغالبية الحاملة لهذا الشعار -الشعب يريد انهاء الانقسام- هي من كوادر السلطة وحركة فتح ونحن قد شهدنا ما يقرب من 50 ألف شخص يوم 15 آذار يلتف من حولهم ما يزيد عن 150 إلى 200 ألف شخص يحملون رايات حماس؟ فما بالنا وهؤلاء ال50 ألفاً مفرقون على مختلف الفصائل وبهم عدد كبير جداً من الغير محزبين والأطفال والعائلات والنقابات المختلفة؟ وأن غزة لم تقبل الخروج مسبقاً في ثورة الكرامة -المفترضة- التي دعى لها هؤلاء لانهاء ما يسموه الإنقلاب؟ كيف يمكن أن يكون هذا الجمع لإرباك حماس وزعزعة الأمن وفرض الحضور في الشارع وهم من حمل الشرطة على أكتافهم ووزعوا عليهم الورود، وهم من طالب بحماية الشرطة وسلمية التظاهر حينما كانوا يرشقون بالحجارة ويهاجمون بالعصي التي تزينت بعلم فلسطين وعلم حماس لتصيح أداة لشق الرؤوس؟ ومع هذا كله تبقى الجموع على ذات العلم وذات الهتاف؟
السيد ياسر الزعاترة يراهن من حيث لا يدري على فشل حماس في الإنتخابات التشريعية القادمة ورغبة فتح في تصحيح الخطأ التاريخي، فيما يبدو أنه فقدان ثقة بالشعب الفلسطيني وفهمه للحقائق، فلا أفهم كيف خطر ببال السيد ياسر أن الشعب سيلفظ حماس بسبب الحصار؟ أو أن أحد سيقبل بقاء الضفة الغربية على هذا الحال قبل الإنتخابات ليستطيع أحد تزويرها؟ لكنه فعلاً أصاب جزءاً من الحقيقة وأغمض عينه عن الجزء الآخر، أن حماس فعلاً فقدت جزء من مصداقيتها بسبب بعض شهوة السلطة من أبناءها أو بعض المتسلقين في حكومتها، وفقدت جزء من مصداقيتها بسبب بعض تعدياتها على الحقوق والحريات العامة، وفقدت جزء من مصداقيتها بسبب تعاملها الغير مفهوم مع الهبة الحالية وخاصة فيما يخص الإعتداء على الفتيات والصحفيين وحالة الهوس الأمني الغير مسبوق.
السيد ياسر الزعاترة ينتقل بشكل عجيب للحديث عن الثورات العربية، وهو مفهوم جداً بأنه حديث عن ضيق الأرض بما رحبت عن حركة فتح وسلطتها وعن حالة التشرذم التي ستنتابها خلال الفترة القادمة، بل وحتى إمكانية حصول ثورة فلسطينية ضدها بصفتها سلطة خائنة كما وصفت الوثائق التي ابرزتها الجزيرة -رغم الجدل الكبير حولها- وسلطة قمعية خاصة فيما يتعلق بالمقاومة والحركات الإسلامية، ولا أدري هنا أي مناخ أفضل وأنجح لهكذا ثورة من هذه الأيام؟ ما الذي منع أبناء حماس وغيرهم من المشاركة في هذه الأحداث بكل قوة في الضفة؟ ما الذي منعهم من إثبات قمعية أجهزة الأمن في الضفة وتسليط الضوء عليها؟ لماذا لم يفعلوا ما فعلته فتح من استغلال -مزعوم- لهذا الحدث؟ هل لأن الحركة تترفع عن أستغلال الجهد الشبابي؟ ولا تريد سرقة هذه الهبة؟ لقد أثبتت لنا في غزة أنها ليست كذلك، فما هو المانع الحقيقي؟ في أسوء الأحوال نحن نتحدث عن شعب غير ناضج لثورة داخلية وهو ما يعني سنوات أخرى من الانقسام، ولا اعتقد اننا نستطيع تحمل ذلك؟
اما ما اعتبرها أكبر هفوات السيد ياسر الزعاترة في هذا المقال فهو يتحدث وكأننا ذاهبون باتجاه انتخابات تشريعية ورئاسية ويتحدث عن حرمان فلسطينيي الخارج وعن تكريس سلطة أوسلو؟ ألم يشاهد السيد ياسر الزعاترة اللافتات من كافة الفئات وخاصة في الضفة الغربية التي تنادي بمجلس وطني جديد؟ ألم يقرأ أن مبادرة الرئيس -رغم عدم قبولي بها دون حوار وتفاهم- تتحدث عن انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني في أقل من 6 شهور؟ هل يعتقد السيد الزعاترة أن الفلسطينيين سيقبلون مبادرة من فتج أو حتى قبول من حماس لا يضمن عدم تكرار مأساة الانتخابات التشريعية وازدواجية التمثيل الفلسطيني في السلطة والمنظمة؟
الجميل في الأمر أن السيد ياسر الزعاترة في نهاية المطاف يتحدث عن ثورة "شعبية"، وهو في المقال ذاته بدأ بفقد ثقته بالشعب ومنطقه في اختيار ممثليه، ويتحدث عن مواجهة الإحتلال وكأنها تصدير لمشاكلنا الداخلية للخارج دون اتمام المصالحة، ويتحدث عن تحالف يحكم غزة وكأنه يجهل أننا كفلسطينيين حاولنا أن نكون جبهة ضد أوسلو منذ تعديل الميثاق الوطني وقد انفرط عقده بسبب انسحاب اليسار رغم أن أوسلو كانت ما تزال في ريعان شبابها، والفصائل ما زالت في أوج رفضها، ويريدنا اليوم أن نعلن هذا التحالف لنعيد الخطأ التاريخي الذي حدث في التسعينيات فيما حركة فتح تريدنا أن تعيدنا إلى ما قبل الخطأ التاريخي في ال2005، وكأنه نسي أيضاً ان ذات القوى وحتى حركة الجهاد الإسلامي أكبر المقربين لحماس حالياً رفضوا المشاركة في حكومة غزة منذ نجاحها في الانتخابات وحتى هذه اللحظة! وليس هناك اي مؤشر يدل على تراجع هذا الموقف؟
كتبت هذه التوضيحات على عجل، وسأترك تنقيحها ونقاشها لكم، وان شاء الله سأعود مساءاً
كيف يمكن أن تكون الغالبية الحاملة لهذا الشعار -الشعب يريد انهاء الانقسام- هي من كوادر السلطة وحركة فتح ونحن قد شهدنا ما يقرب من 50 ألف شخص يوم 15 آذار يلتف من حولهم ما يزيد عن 150 إلى 200 ألف شخص يحملون رايات حماس؟ فما بالنا وهؤلاء ال50 ألفاً مفرقون على مختلف الفصائل وبهم عدد كبير جداً من الغير محزبين والأطفال والعائلات والنقابات المختلفة؟ وأن غزة لم تقبل الخروج مسبقاً في ثورة الكرامة -المفترضة- التي دعى لها هؤلاء لانهاء ما يسموه الإنقلاب؟ كيف يمكن أن يكون هذا الجمع لإرباك حماس وزعزعة الأمن وفرض الحضور في الشارع وهم من حمل الشرطة على أكتافهم ووزعوا عليهم الورود، وهم من طالب بحماية الشرطة وسلمية التظاهر حينما كانوا يرشقون بالحجارة ويهاجمون بالعصي التي تزينت بعلم فلسطين وعلم حماس لتصيح أداة لشق الرؤوس؟ ومع هذا كله تبقى الجموع على ذات العلم وذات الهتاف؟
السيد ياسر الزعاترة يراهن من حيث لا يدري على فشل حماس في الإنتخابات التشريعية القادمة ورغبة فتح في تصحيح الخطأ التاريخي، فيما يبدو أنه فقدان ثقة بالشعب الفلسطيني وفهمه للحقائق، فلا أفهم كيف خطر ببال السيد ياسر أن الشعب سيلفظ حماس بسبب الحصار؟ أو أن أحد سيقبل بقاء الضفة الغربية على هذا الحال قبل الإنتخابات ليستطيع أحد تزويرها؟ لكنه فعلاً أصاب جزءاً من الحقيقة وأغمض عينه عن الجزء الآخر، أن حماس فعلاً فقدت جزء من مصداقيتها بسبب بعض شهوة السلطة من أبناءها أو بعض المتسلقين في حكومتها، وفقدت جزء من مصداقيتها بسبب بعض تعدياتها على الحقوق والحريات العامة، وفقدت جزء من مصداقيتها بسبب تعاملها الغير مفهوم مع الهبة الحالية وخاصة فيما يخص الإعتداء على الفتيات والصحفيين وحالة الهوس الأمني الغير مسبوق.
السيد ياسر الزعاترة ينتقل بشكل عجيب للحديث عن الثورات العربية، وهو مفهوم جداً بأنه حديث عن ضيق الأرض بما رحبت عن حركة فتح وسلطتها وعن حالة التشرذم التي ستنتابها خلال الفترة القادمة، بل وحتى إمكانية حصول ثورة فلسطينية ضدها بصفتها سلطة خائنة كما وصفت الوثائق التي ابرزتها الجزيرة -رغم الجدل الكبير حولها- وسلطة قمعية خاصة فيما يتعلق بالمقاومة والحركات الإسلامية، ولا أدري هنا أي مناخ أفضل وأنجح لهكذا ثورة من هذه الأيام؟ ما الذي منع أبناء حماس وغيرهم من المشاركة في هذه الأحداث بكل قوة في الضفة؟ ما الذي منعهم من إثبات قمعية أجهزة الأمن في الضفة وتسليط الضوء عليها؟ لماذا لم يفعلوا ما فعلته فتح من استغلال -مزعوم- لهذا الحدث؟ هل لأن الحركة تترفع عن أستغلال الجهد الشبابي؟ ولا تريد سرقة هذه الهبة؟ لقد أثبتت لنا في غزة أنها ليست كذلك، فما هو المانع الحقيقي؟ في أسوء الأحوال نحن نتحدث عن شعب غير ناضج لثورة داخلية وهو ما يعني سنوات أخرى من الانقسام، ولا اعتقد اننا نستطيع تحمل ذلك؟
اما ما اعتبرها أكبر هفوات السيد ياسر الزعاترة في هذا المقال فهو يتحدث وكأننا ذاهبون باتجاه انتخابات تشريعية ورئاسية ويتحدث عن حرمان فلسطينيي الخارج وعن تكريس سلطة أوسلو؟ ألم يشاهد السيد ياسر الزعاترة اللافتات من كافة الفئات وخاصة في الضفة الغربية التي تنادي بمجلس وطني جديد؟ ألم يقرأ أن مبادرة الرئيس -رغم عدم قبولي بها دون حوار وتفاهم- تتحدث عن انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني في أقل من 6 شهور؟ هل يعتقد السيد الزعاترة أن الفلسطينيين سيقبلون مبادرة من فتج أو حتى قبول من حماس لا يضمن عدم تكرار مأساة الانتخابات التشريعية وازدواجية التمثيل الفلسطيني في السلطة والمنظمة؟
الجميل في الأمر أن السيد ياسر الزعاترة في نهاية المطاف يتحدث عن ثورة "شعبية"، وهو في المقال ذاته بدأ بفقد ثقته بالشعب ومنطقه في اختيار ممثليه، ويتحدث عن مواجهة الإحتلال وكأنها تصدير لمشاكلنا الداخلية للخارج دون اتمام المصالحة، ويتحدث عن تحالف يحكم غزة وكأنه يجهل أننا كفلسطينيين حاولنا أن نكون جبهة ضد أوسلو منذ تعديل الميثاق الوطني وقد انفرط عقده بسبب انسحاب اليسار رغم أن أوسلو كانت ما تزال في ريعان شبابها، والفصائل ما زالت في أوج رفضها، ويريدنا اليوم أن نعلن هذا التحالف لنعيد الخطأ التاريخي الذي حدث في التسعينيات فيما حركة فتح تريدنا أن تعيدنا إلى ما قبل الخطأ التاريخي في ال2005، وكأنه نسي أيضاً ان ذات القوى وحتى حركة الجهاد الإسلامي أكبر المقربين لحماس حالياً رفضوا المشاركة في حكومة غزة منذ نجاحها في الانتخابات وحتى هذه اللحظة! وليس هناك اي مؤشر يدل على تراجع هذا الموقف؟
كتبت هذه التوضيحات على عجل، وسأترك تنقيحها ونقاشها لكم، وان شاء الله سأعود مساءاً
تعليق