خرجت جماهير غزة ظهر اليوم الجمعة 11/3/2011 بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ميدان فلسطين الى المجلس التشريعي الفلسطيني، رافعة الأعلام الفلسطينية فقط ومرددة شعارات وهتافات مدوية "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، يتقدمهم قوى وفصائل فلسطينية من الجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وحركة الأحرار وحركة المقاومة الشعبية وحزب الصاعقة والجبهة الشعبية- القيادة العامة والمبادرة الوطنية وكتائب المجاهدين.
وأكد صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كلمة الفصائل، اهمية انهاء الانقسام الضار بثوابت شعبنا الوطنية وبمقاومته وبوحدته، داعياً إلى تجسيد الوحدة الوطنية على أساس وثائق الاجماع والتوافق الوطني الذي يكفل استعادة حقوق شعبنا غير قابلة للتصرف وعلي رأسها حق العودة وتقرير المصير، وخاصة أن شعبنا الفلسطيني يمر بمرحلة صعبة بسبب الاحتلال والإرهاب الاسرائيلي وصمت العالم من حولنا على جرائمه وإرهابه ضد أبناء شعبنا الأعزل, واستمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية وتزييف تاريخها، إلا أن شعبنا يقف صامدا في مواجهة العدوان الاسرائيلي والانحياز الأمريكي لسياسة الاحتلال, ولم ينكسر ولم يستسلم ويواصل طريق المقاومة والجهاد ويخوض أروع المعارك في كافة ساحات الكفاح والنضال الوطني, ولم تثنه جرائم الرصاص المصبوب عن التمسك بثوابته الوطنية والإسلامية.
وأضاف: تحت العلم الفلسطيني نلتقي اليوم في مختلف القوي الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني وكل جماهير الشعب من مختلف الأطياف والتوجهات السياسية, نلتقي في ساحات غزة الصامدة رغم قساوة العدوان ومرارة الحصار لنقول بصوت عالٍ أن الشعب الفلسطيني واحد موحد في كل أماكن تواجده علي طريق إنهاء الانقسام المؤلم واستعادة الوحدة الوطنية كسبيل لدحر الاحتلال واستعادة حقوقنا غير منقوصة.
وشدد القيادي في الجبهة الديمقراطية على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا ولكل فلسطيني الحق في أن يكون عضوا فيها وان يشارك في صياغة ميثاقها بالشكل الذي يعكس الإجماع الوطني حول كل القضايا والثوابت الوطنية .
وأكد أن الضفة الغربية وقطاع غزة هما جزء من ارض فلسطين الواحدة والشعب فيهما جزء من الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، مشدداً أن إنهاء الانقسام واجب وطني لا بد من السعي لتحقيقه .
ودعا الى توفير مناخ ديمقراطي للمصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام بتهيئة الأجواء وإطلاق الحريات العامة ووقف الممارسات الأمنية وإنهاء الاعتقالات السياسية والعمل الحثيث علي حسن الأداء والمعاملة لخدمة المواطن الفلسطيني، ومن ثم التوجه إلى انتخابات شاملة بلدية ونيابية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني بما يضمن شموليتها واحترام نتائجها وصولا إلي تداول سلمي لقيادة الحكومة والسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية .
وفي ذات السياق أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية على أن شعبنا الفلسطيني يعيش مرحلة تحرر وطني عنوانها المقاومة بكل الأشكال الممكنة لمواجهة الاحتلال من خلال برنامج مقاومة يحظى بتوافق وإجماع القوى جميعا.
وحيا ناصر الثورات الشعبية الكبرى بالمنطقة العربية، وكل الشعوب العربية التي ثارت علي ظلم الأنظمة وجسدت بثوراتها هذه استكمالا لثورة شعبنا ضد الاحتلال وانسجاما مع مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تتوق لها جماهير شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية . مضيفاً: إن الطريق الوحيد لتعزيز صمودنا وحل القضايا العالقة يتمثل باعتماد الحوار الوطني الشامل وبالنهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وإطلاق الحريات العامة .
ودعا الى رفع الحصار الظالم المفروض على شعبنا والمخالف لكل القوانين الانسانية ومجاف لكل القيم الأخلاقية، مشدداً على ان كسر الحصار يكون بالوحدة الوطنية التي عهدناها للجميع على طول مراحل نضالنا وكفاحنا الوطني.
كما دعا صالح ناصر الى تفعيل دور الشباب في المجتمع والقضية بما يتناسب مع تضحياته ونضاله وإفساح المجال له في قيادة السفينة سفينة الحرية والانعتاق من الاحتلال، وثمن دور المرأة الفلسطينية ومشاركتها بالمقاومة والبناء والتي تستحق منا كل التقدير والاحترام، قائلاً :"آن الأوان لاستثمار طاقات المرأة العظيمة بشكل أكبر لإثراء عطائها الاجتماعي والوطني بما يشكل رافدا هاما وحيوياً في مسيرة البناء والتحرير".
ويشار إلى أن المسيرة الجماهيرية التي انطلقت ظهر اليوم، جاءت عقب اجتماع فصائلي مساء يوم الأربعاء 9/3/2011 بدعوة من حركة حماس، والتي كانت قد لبت الجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب وحركة الجهاد الاسلامي وحركة المقاومة الشعبية وحركة الأحرار والمبادرة، الدعوة الى الاجتماع